لماذا بني أمية ؟
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد .
فقد خرج علينا منذ فترة احد الكُذاب الصحفيين يُدعى بـ (علاء الأسواني) ، بمقالة فيها إنتقاص للخلافة الإسلامية بعموم ، ثم خص امير المؤمنين "عثمان بن عفان" - رضى الله عنه – ببعض التهم والبلايا منها انه كان من الظلمة الجبابرة ، وهذا سبب خروج الناس عليه وقتله ، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بنبش نعشه وتكسير عظامه بعد موته ، هذا ما كتبه هذا الكاذب الصحفي ، الذي اسأل الله القوي العزيز ان يعامله بعدله ، وظن البعض ان هذه حلقة جديدة من الحرب على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن لا نختلف على هذا ، ولكننا ننبه ان هذه ايضاً حرب خاصة على بني أمية تحديداً ، بدأت منذ زمانٍ بعيد ، فقد اتهم " الجاحظ " قديماً " معاوية بن ابي سفيان " - رضى الله تعالى عنه – بالكفر في رسالة له في كتاب (النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم ) للمقريزي صـ 94 ، وقال "عباس محمود العقاد " في كتابه ( معاوية بن ابي سفيان في الميزان ) صـ 66 : ( ولو حاسبه التاريخ ـ يعني معاوية ـ حسابه الصحيح لما وصفه بغير " مفرق الجماعات " ) ، وقال صاحب الظلال – سامحه الله – في كتابه ( كتب وشخصيات ) صـ 242 : ( ان معاوية وعمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس ، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب ، ولكن لأانهما طليقان في استخدام كل سلاح ، وهو ـ يعني علياً ـ مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع ، وحين يركن معاوية وزميله الى الكذب ، والغش ، والخديعة ، والنفاق ، والرشوة ، وشراء الذمم ، لا يملك علي ان يتدلى الى هذا الدرك الأسفل فلا عجب ان ينجحا ويفشل ، وانه لفشلٌ اشرف من كل نجاح ) ، وتابعهم على ذلك " خالد محمد خالد " في كتابه ( خلفاء الرسول ) صـ 558 قال : ( ان معاوية في الشام كان يحض الناس على سب علي وشتمه ) وذكر ألفاظاً سيُسأل عنه يوم القيامة .
ولعل هذه النقول لم يُذكر فيها الا معاوية وعمرو بن العاص – رضى الله عنهما – ولكن هم ما ارادوا الا بني أمية وهذا واضح في قول صاحب الظلال - سامحه الله – في كتابه ( العدالة الإجتماعية في الإسلام ) صـ 172 قال : ( فلما أن جاء معاوية وصيَّر الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً في بني أمية لم يكن ذلك من وحي الإسلام ، إنما كان من وحي الجاهلية ، فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها ، وما كان الإسلام إلا رداءً تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات ) اهـ ، فتراه رمى بني أمية على بكرة أبيها بالنفاق والتستر بالإيمان من أجل الدنيا والسلطان .
ولكن
لماذا بني أمية تحديداً ؟
يقول الحافظ "ابن كثير" – عليه الرحمة – : ( كانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ، ليس لهم شغل الا ذلك ، وقد اذلوا الكفر وأهله ، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً ، لا يتوجه المسلمون الى قطرٌ من الأقطار الا اخذوه ) أ هــ .
ولا يُعلم لعائلة حكمت كان لها فضل على بني الإنسان مثل عائلة بني أمية ! فلبني أمية أيادٍ بيضاء على أمة الإسلام منذ فجر الدعوة وحتى يوم القيامة ، فعثمان بن عفان الأموي هو الذي جمع القرآن ، وام المؤمنين الأموية " ام حبيبة بنت ابي سفيان " – رضى الله عنها - يكفيها ما نقلت لنا من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومعاوية بن ابي سفيان الأموي هو الذي كتب الوحي من صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية كان احد شهداء بدر الثلاثة عشر ، ويزيد بن ابي سفيان الأموي هو فاتح لبنان وقائد جيوش الشام ، ويزيد بن معاوية الأموي هو قائد اول جيش يغزو القسطنطينية ( مدينة قيصر ) ،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له ) ، وبني أمية فيهم خالد بن يزيد الأموي مكتشف علم الكيمياء ، وبني أمية فيهم فاتح الشمال الإفريقي عقبة بن نافع الأموي - رحمه الله - ، وبني أمية فيهم عمر بن عبد العزيز الأموي ، وقبة الصخرة بناها عبد الملك بن مروان الأموي ، والأندلس فتحها الأمويون ، وأرمينيا ، وأذربيجان ، وجورجيا فُتحت على ايدٍ أموية ، وتركيا فتحها الأمويون ، وأفغانستان ، وباكستان ، والهند ، وأوزرباكستان ، وتركمانستان ، و كازخستان كلها دخلت في الإسلام على ظهور خيول أموية ، وحمل بنو أمية الإسلام الى اوربا ، فالأندلس فتحها الأمويون ، وجنوب فرنسا اصبحت ارضاً إسلامية فقط في زمن مجاهدي بني أمية ، وأنقذ عبد الرحمن الداخل الأموي الأندلس من الدمار وكان عبد الرحمن الناصر الأموي من اعظم ملوك الأرض ، ونشر بنو أمية رسلهم في أصقاع الأرض يدعون الناس الى دين الله ، فوصلت رسل الأمويين الى الصينيين الذين اسموهم بـ ( أصحاب الملابس البيضاء ) ، وفي عهد بني أمية إنتشر العلم وساد العدل أرجاء الخلافة ، وبدأ جمع الحديث النبوي في حكم بني أمية ، وبنو أمية هم الذين عربوا الدواوين ، وهم الذين صكوا العملة الإسلامية ، وهم أول من بنى أسطول إسلامي في التاريخ ، و وصلت الخلافة الإسلامية في عهد الوليد بن عبد الملك الأموي الى اكبر إتساع لها في تاريخ الإسلام ، فكان الآذان في عهد بني أمية يرفع في جبال الهملايا في الصين ، وفي أدغال افريقيا السوداء ، وفي أحراش الهند ، وعند حصون القسطنطينية ، وعند أبواب باريس ، وفي مرتفعات البرتغال ، وعلى شواطئ بحر الظلمات ، وعند سهول جورجبا ، وعند سواحل قبرص ، ترفف على قلاع تلك البلدان رايات بيضاء مكتوبٌ عليها ( لا اله الا الله ، محمدٌ رسول الله ) ، هي رايات بني أمية ، فجزاهم الله خيراً لما قدموه للإسلام والمسلمين .
وأظن الان اصبحت الصورة واضحة لماذا الطعن في بني أمية خاصة ، وللحديث تتمة ان قدر الله وشاء .
وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
جمع وترتيب
وليد بن سعد
----------------------------------------
المصدر : 100 من عظماء أمة الإسلام تأليف جهاد التُرباني
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد .
فقد خرج علينا منذ فترة احد الكُذاب الصحفيين يُدعى بـ (علاء الأسواني) ، بمقالة فيها إنتقاص للخلافة الإسلامية بعموم ، ثم خص امير المؤمنين "عثمان بن عفان" - رضى الله عنه – ببعض التهم والبلايا منها انه كان من الظلمة الجبابرة ، وهذا سبب خروج الناس عليه وقتله ، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بنبش نعشه وتكسير عظامه بعد موته ، هذا ما كتبه هذا الكاذب الصحفي ، الذي اسأل الله القوي العزيز ان يعامله بعدله ، وظن البعض ان هذه حلقة جديدة من الحرب على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن لا نختلف على هذا ، ولكننا ننبه ان هذه ايضاً حرب خاصة على بني أمية تحديداً ، بدأت منذ زمانٍ بعيد ، فقد اتهم " الجاحظ " قديماً " معاوية بن ابي سفيان " - رضى الله تعالى عنه – بالكفر في رسالة له في كتاب (النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم ) للمقريزي صـ 94 ، وقال "عباس محمود العقاد " في كتابه ( معاوية بن ابي سفيان في الميزان ) صـ 66 : ( ولو حاسبه التاريخ ـ يعني معاوية ـ حسابه الصحيح لما وصفه بغير " مفرق الجماعات " ) ، وقال صاحب الظلال – سامحه الله – في كتابه ( كتب وشخصيات ) صـ 242 : ( ان معاوية وعمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس ، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب ، ولكن لأانهما طليقان في استخدام كل سلاح ، وهو ـ يعني علياً ـ مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع ، وحين يركن معاوية وزميله الى الكذب ، والغش ، والخديعة ، والنفاق ، والرشوة ، وشراء الذمم ، لا يملك علي ان يتدلى الى هذا الدرك الأسفل فلا عجب ان ينجحا ويفشل ، وانه لفشلٌ اشرف من كل نجاح ) ، وتابعهم على ذلك " خالد محمد خالد " في كتابه ( خلفاء الرسول ) صـ 558 قال : ( ان معاوية في الشام كان يحض الناس على سب علي وشتمه ) وذكر ألفاظاً سيُسأل عنه يوم القيامة .
ولعل هذه النقول لم يُذكر فيها الا معاوية وعمرو بن العاص – رضى الله عنهما – ولكن هم ما ارادوا الا بني أمية وهذا واضح في قول صاحب الظلال - سامحه الله – في كتابه ( العدالة الإجتماعية في الإسلام ) صـ 172 قال : ( فلما أن جاء معاوية وصيَّر الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً في بني أمية لم يكن ذلك من وحي الإسلام ، إنما كان من وحي الجاهلية ، فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها ، وما كان الإسلام إلا رداءً تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات ) اهـ ، فتراه رمى بني أمية على بكرة أبيها بالنفاق والتستر بالإيمان من أجل الدنيا والسلطان .
ولكن
لماذا بني أمية تحديداً ؟
يقول الحافظ "ابن كثير" – عليه الرحمة – : ( كانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ، ليس لهم شغل الا ذلك ، وقد اذلوا الكفر وأهله ، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً ، لا يتوجه المسلمون الى قطرٌ من الأقطار الا اخذوه ) أ هــ .
ولا يُعلم لعائلة حكمت كان لها فضل على بني الإنسان مثل عائلة بني أمية ! فلبني أمية أيادٍ بيضاء على أمة الإسلام منذ فجر الدعوة وحتى يوم القيامة ، فعثمان بن عفان الأموي هو الذي جمع القرآن ، وام المؤمنين الأموية " ام حبيبة بنت ابي سفيان " – رضى الله عنها - يكفيها ما نقلت لنا من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومعاوية بن ابي سفيان الأموي هو الذي كتب الوحي من صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية كان احد شهداء بدر الثلاثة عشر ، ويزيد بن ابي سفيان الأموي هو فاتح لبنان وقائد جيوش الشام ، ويزيد بن معاوية الأموي هو قائد اول جيش يغزو القسطنطينية ( مدينة قيصر ) ،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له ) ، وبني أمية فيهم خالد بن يزيد الأموي مكتشف علم الكيمياء ، وبني أمية فيهم فاتح الشمال الإفريقي عقبة بن نافع الأموي - رحمه الله - ، وبني أمية فيهم عمر بن عبد العزيز الأموي ، وقبة الصخرة بناها عبد الملك بن مروان الأموي ، والأندلس فتحها الأمويون ، وأرمينيا ، وأذربيجان ، وجورجيا فُتحت على ايدٍ أموية ، وتركيا فتحها الأمويون ، وأفغانستان ، وباكستان ، والهند ، وأوزرباكستان ، وتركمانستان ، و كازخستان كلها دخلت في الإسلام على ظهور خيول أموية ، وحمل بنو أمية الإسلام الى اوربا ، فالأندلس فتحها الأمويون ، وجنوب فرنسا اصبحت ارضاً إسلامية فقط في زمن مجاهدي بني أمية ، وأنقذ عبد الرحمن الداخل الأموي الأندلس من الدمار وكان عبد الرحمن الناصر الأموي من اعظم ملوك الأرض ، ونشر بنو أمية رسلهم في أصقاع الأرض يدعون الناس الى دين الله ، فوصلت رسل الأمويين الى الصينيين الذين اسموهم بـ ( أصحاب الملابس البيضاء ) ، وفي عهد بني أمية إنتشر العلم وساد العدل أرجاء الخلافة ، وبدأ جمع الحديث النبوي في حكم بني أمية ، وبنو أمية هم الذين عربوا الدواوين ، وهم الذين صكوا العملة الإسلامية ، وهم أول من بنى أسطول إسلامي في التاريخ ، و وصلت الخلافة الإسلامية في عهد الوليد بن عبد الملك الأموي الى اكبر إتساع لها في تاريخ الإسلام ، فكان الآذان في عهد بني أمية يرفع في جبال الهملايا في الصين ، وفي أدغال افريقيا السوداء ، وفي أحراش الهند ، وعند حصون القسطنطينية ، وعند أبواب باريس ، وفي مرتفعات البرتغال ، وعلى شواطئ بحر الظلمات ، وعند سهول جورجبا ، وعند سواحل قبرص ، ترفف على قلاع تلك البلدان رايات بيضاء مكتوبٌ عليها ( لا اله الا الله ، محمدٌ رسول الله ) ، هي رايات بني أمية ، فجزاهم الله خيراً لما قدموه للإسلام والمسلمين .
وأظن الان اصبحت الصورة واضحة لماذا الطعن في بني أمية خاصة ، وللحديث تتمة ان قدر الله وشاء .
وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
جمع وترتيب
وليد بن سعد
----------------------------------------
المصدر : 100 من عظماء أمة الإسلام تأليف جهاد التُرباني