العثمانية
--------------------------------------------------------------------------------
صندوق الدنيا - أحمد بهجت
كثيرة هي الاكاذيب التي دست لنا في كتب التاريخ وتعلمناها علي انها وقائع صحيحة, ولعل أكثر هذه الاكاذيب سطوعا كان أكذوبة الدولة العثمانية, لقد تعلمنا جميعا في المدارس الثانوية ان السلطان سليم حين فتح مصر شحن العلماء والصنايعية حتي تخربت مصر عقليا وبطلت فيها50 صنعة, أيضا شاع أن سلطان تركيا كان هو الرجل المريض الذي تتمني له أوروبا الموت ونتمني معها نفس المصير, أيضا شاع أن فترة الحكم التركي كان أسود فترات الحكم في العالم, فقد منع الاتراك اتصال الدول التي فتحوها بالسيف بأوروبا ومن ثم ساهموا في عزلتها وتخلفها, وقد استقرت هذه الوقائع في وجداننا حتي نشأنا جميعا علي اعتبار أن الدولة العثمانية كانت شرا بحتا ليس فيه نقطة ضوء واحدة, وقد شاعت هذه الفكرة حتي قيض الله لها من يصححها وكان ذلك في كتاب الدولة العثمانية دولة اسلامية مفتري عليها للدكتور عبد العزيز الشناوي.
إن حملات التشهير التي تعرضت لها الدولة العثمانية في مسيرتها كانت هائلة فهي تصدر عن الدول الاوروبية الاستعمارية الكبري, وهي تصدر من الباباوية في روما, والصهيونية العالمية.. أما هدف هذه الحملات فهو تشويه صورة السلطان المسلم والحكومة الاسلامية والرعايا المسلمين.
وقد كان سبب هذه الحملات أن الدولة العثمانية كانت أول دولة اسلامية في التاريخ تفتح الجزء الجنوبي الشرقي في أوروبا, ولقد أنسابت جيوش المسلمين في سهول المجر ودخلت بودابست واقتربت من مشارف فيينا, واشتبكت هذه الدولة علي أرض القارة الاوروبية وفي حوض البحر المتوسط وشمالي أفريقيا في معارك عنيفة مع استعمار صليبي حمل لواءه البرتغاليون والأسبان.. ونظر الاوروبيون الي هذه الدولة باعتبارها دولة اسلامية حربية من الطراز الاول, ومن ثم بدأت حملات التشهير بها.
وقد لعب المؤرخون الغربيون ورجال السياسة والادباء والفنانون دورهم كاملا في تشويه هذه الدولة, وتكفي نظرة سريعة علي أدب كازانزا كيس اليوناني أو ايفو اندريتش اليوغسلافي, ان الصورة التي رسمها اثنان من الادباء العالميين للتركي المسلم هي قمة الشذوذ في كل شيء, ونجح هذا كله في أن يلوث صورتنا عن الدولة العثمانية.
تصحيح التاريخ
كانت أخطر حملات التشهير علي الدولة العثمانية أنها حرمت مصر من أبرز علمائها وعمالها, وقد أمر السلطان سليم الأول سنة1517 بترحيل مجموعة من العلماء والفنيين بلغ عددهم1800 مصري إلي اسطنبول, وقرر المؤرخون أن حرمان مصر من هذا العدد قد أضر بالحياة الفكرية والصناعات فبطلت من مصر50 صنعة.
والواقعة صحيحة, ولكن لها بقية كتبها الأوروبيون المؤرخون عنا.
إن ترحيل هؤلاء العمال لم يستمر غير ثلاث سنوات, وبعد هذه السنوات الثلاث أصدر السلطان سليم فرمانا بعودة جميع العلماء والعمال إلي مصر حين علم أن خروجهم من مصر قد أضر بها.
وبرغم صدور هذا الفرمان السلطاني رفض المصريون العودة إلي بلادهم وفضلوا البقاء في اسطنبول, فقد طابت لهم الحياة هناك.
ولما أدرك السلطان سليم أن المصريين يرفضون مغادرة بلاده ويؤثرون الإقامة فيها علي عودتهم إلي مصر, أصدر فرمانا لاحقا سنة1521 أمر فيه بشنق كل مصري يرفض العودة إلي مصر أو يتباطأ في العودة إليها.
بعد هذا الفرمان عاد الجميع إلي مصر, واتخذت عودتهم شكل ظاهرة طرأت علي المجتمع المصري.
وقد سر المؤرخون المصريون مثل ابن إياس من هذا القرار ودعوا للسلطان بالنصر لأنه أجبر المصريين علي العودة إلي بلادهم.
وقد عادت بعودة هؤلاء المصريين كل الصناعات التي توقفت برحيلهم.
هذه هي الحقيقة التي يكشفها كتاب الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الشناوي الدولة العثمانية دولة إسلامية مفتري عليها.
للحديث بقية غدا
تصحيح التاريخ
عادت بعودة العمال المصريين كل الصناعات التي توقفت برحيلهم الي اسطنبول.. هذا ما يقوله د.عبدالعزيز الشناوي
وقد تعرضت الدولة العثمانية لافتراء يشبه الافتراء الذي تعرض له الاسلام حين ظهر وانتشر
وكانت الأسباب واحدة في الحالتين.
وقد نشط المؤرخون والمستشرقون في توجيه الضربات الي سلاطين هذه الدولة, واختصوا بالذكر آخر السلاطين.
في البداية اطلقوا عليه اسم الرجل المريض, وشاع الاسم واستمر الهجوم الغربي عليه.. كانت عبارة الرجل المريض ترسم ظلال النهاية عليه فهو رجل مريض مرض الموت, وورثته يضربون حوله نطاقا محكم الجدران, ويحسب كل واحد فيهم حظه من الميراث الذي تكالب عليه اللصوص.
من صور هذا الافتراء ما كتبه المؤرخون الاوروبيون المتحاملون علي الدولة العثمانية, فقد ذكروا جزءا من الحقيقة واخفوا بقية الحقيقة, ولم يكن هذا هو الافتراء الوحيد علي الدولة العثمانية.
لقد اتهمت هذه الدولة بأنها فرضت العزلة علي البلاد التي فتحتها ومنعت انتقال المواطنين بين اجزاء الدولة, والصحيح هو العكس فقد ابيح الانتقال بين اجزاء الدولة المختلفة دون قيد أو شرط, كما عقد السلطان سليم معاهدة مع جمهورية البندقية لتشجيع البنادقة علي ممارسة نشاطهم في مصر.
ايضا أغفل المؤرخون ذكر الدور الذي لعبته الدولة العثمانية في صد البرتغاليين وصرفهم عن مخطط كان يستهدف مكة المكرمة لهدم الكعبة, وقد كانت اعظم خدمة ادتها الدولة العثمانية للاسلام انها وقفت في وجه الزحف الصليبي الاستعماري البرتغالي للبحر الاحمر والاماكن الاسلامية المقدسة في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.
ويمضي كتاب الدكتور عبدالعزيز الشناوي وهو يصحح التاريخ فيقول ما للدولة العثمانية وما عليها, ويقدم حسناتها وسيئاتها مستهدفا وجه الحقيقة شأن الصادقين من رجال العلم.
http://egyptandworl d.blogspot. com/2008/ 01/blog-post_ 06.html
__________________
--------------------------------------------------------------------------------
صندوق الدنيا - أحمد بهجت
كثيرة هي الاكاذيب التي دست لنا في كتب التاريخ وتعلمناها علي انها وقائع صحيحة, ولعل أكثر هذه الاكاذيب سطوعا كان أكذوبة الدولة العثمانية, لقد تعلمنا جميعا في المدارس الثانوية ان السلطان سليم حين فتح مصر شحن العلماء والصنايعية حتي تخربت مصر عقليا وبطلت فيها50 صنعة, أيضا شاع أن سلطان تركيا كان هو الرجل المريض الذي تتمني له أوروبا الموت ونتمني معها نفس المصير, أيضا شاع أن فترة الحكم التركي كان أسود فترات الحكم في العالم, فقد منع الاتراك اتصال الدول التي فتحوها بالسيف بأوروبا ومن ثم ساهموا في عزلتها وتخلفها, وقد استقرت هذه الوقائع في وجداننا حتي نشأنا جميعا علي اعتبار أن الدولة العثمانية كانت شرا بحتا ليس فيه نقطة ضوء واحدة, وقد شاعت هذه الفكرة حتي قيض الله لها من يصححها وكان ذلك في كتاب الدولة العثمانية دولة اسلامية مفتري عليها للدكتور عبد العزيز الشناوي.
إن حملات التشهير التي تعرضت لها الدولة العثمانية في مسيرتها كانت هائلة فهي تصدر عن الدول الاوروبية الاستعمارية الكبري, وهي تصدر من الباباوية في روما, والصهيونية العالمية.. أما هدف هذه الحملات فهو تشويه صورة السلطان المسلم والحكومة الاسلامية والرعايا المسلمين.
وقد كان سبب هذه الحملات أن الدولة العثمانية كانت أول دولة اسلامية في التاريخ تفتح الجزء الجنوبي الشرقي في أوروبا, ولقد أنسابت جيوش المسلمين في سهول المجر ودخلت بودابست واقتربت من مشارف فيينا, واشتبكت هذه الدولة علي أرض القارة الاوروبية وفي حوض البحر المتوسط وشمالي أفريقيا في معارك عنيفة مع استعمار صليبي حمل لواءه البرتغاليون والأسبان.. ونظر الاوروبيون الي هذه الدولة باعتبارها دولة اسلامية حربية من الطراز الاول, ومن ثم بدأت حملات التشهير بها.
وقد لعب المؤرخون الغربيون ورجال السياسة والادباء والفنانون دورهم كاملا في تشويه هذه الدولة, وتكفي نظرة سريعة علي أدب كازانزا كيس اليوناني أو ايفو اندريتش اليوغسلافي, ان الصورة التي رسمها اثنان من الادباء العالميين للتركي المسلم هي قمة الشذوذ في كل شيء, ونجح هذا كله في أن يلوث صورتنا عن الدولة العثمانية.
تصحيح التاريخ
كانت أخطر حملات التشهير علي الدولة العثمانية أنها حرمت مصر من أبرز علمائها وعمالها, وقد أمر السلطان سليم الأول سنة1517 بترحيل مجموعة من العلماء والفنيين بلغ عددهم1800 مصري إلي اسطنبول, وقرر المؤرخون أن حرمان مصر من هذا العدد قد أضر بالحياة الفكرية والصناعات فبطلت من مصر50 صنعة.
والواقعة صحيحة, ولكن لها بقية كتبها الأوروبيون المؤرخون عنا.
إن ترحيل هؤلاء العمال لم يستمر غير ثلاث سنوات, وبعد هذه السنوات الثلاث أصدر السلطان سليم فرمانا بعودة جميع العلماء والعمال إلي مصر حين علم أن خروجهم من مصر قد أضر بها.
وبرغم صدور هذا الفرمان السلطاني رفض المصريون العودة إلي بلادهم وفضلوا البقاء في اسطنبول, فقد طابت لهم الحياة هناك.
ولما أدرك السلطان سليم أن المصريين يرفضون مغادرة بلاده ويؤثرون الإقامة فيها علي عودتهم إلي مصر, أصدر فرمانا لاحقا سنة1521 أمر فيه بشنق كل مصري يرفض العودة إلي مصر أو يتباطأ في العودة إليها.
بعد هذا الفرمان عاد الجميع إلي مصر, واتخذت عودتهم شكل ظاهرة طرأت علي المجتمع المصري.
وقد سر المؤرخون المصريون مثل ابن إياس من هذا القرار ودعوا للسلطان بالنصر لأنه أجبر المصريين علي العودة إلي بلادهم.
وقد عادت بعودة هؤلاء المصريين كل الصناعات التي توقفت برحيلهم.
هذه هي الحقيقة التي يكشفها كتاب الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الشناوي الدولة العثمانية دولة إسلامية مفتري عليها.
للحديث بقية غدا
تصحيح التاريخ
عادت بعودة العمال المصريين كل الصناعات التي توقفت برحيلهم الي اسطنبول.. هذا ما يقوله د.عبدالعزيز الشناوي
وقد تعرضت الدولة العثمانية لافتراء يشبه الافتراء الذي تعرض له الاسلام حين ظهر وانتشر
وكانت الأسباب واحدة في الحالتين.
وقد نشط المؤرخون والمستشرقون في توجيه الضربات الي سلاطين هذه الدولة, واختصوا بالذكر آخر السلاطين.
في البداية اطلقوا عليه اسم الرجل المريض, وشاع الاسم واستمر الهجوم الغربي عليه.. كانت عبارة الرجل المريض ترسم ظلال النهاية عليه فهو رجل مريض مرض الموت, وورثته يضربون حوله نطاقا محكم الجدران, ويحسب كل واحد فيهم حظه من الميراث الذي تكالب عليه اللصوص.
من صور هذا الافتراء ما كتبه المؤرخون الاوروبيون المتحاملون علي الدولة العثمانية, فقد ذكروا جزءا من الحقيقة واخفوا بقية الحقيقة, ولم يكن هذا هو الافتراء الوحيد علي الدولة العثمانية.
لقد اتهمت هذه الدولة بأنها فرضت العزلة علي البلاد التي فتحتها ومنعت انتقال المواطنين بين اجزاء الدولة, والصحيح هو العكس فقد ابيح الانتقال بين اجزاء الدولة المختلفة دون قيد أو شرط, كما عقد السلطان سليم معاهدة مع جمهورية البندقية لتشجيع البنادقة علي ممارسة نشاطهم في مصر.
ايضا أغفل المؤرخون ذكر الدور الذي لعبته الدولة العثمانية في صد البرتغاليين وصرفهم عن مخطط كان يستهدف مكة المكرمة لهدم الكعبة, وقد كانت اعظم خدمة ادتها الدولة العثمانية للاسلام انها وقفت في وجه الزحف الصليبي الاستعماري البرتغالي للبحر الاحمر والاماكن الاسلامية المقدسة في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.
ويمضي كتاب الدكتور عبدالعزيز الشناوي وهو يصحح التاريخ فيقول ما للدولة العثمانية وما عليها, ويقدم حسناتها وسيئاتها مستهدفا وجه الحقيقة شأن الصادقين من رجال العلم.
http://egyptandworl d.blogspot. com/2008/ 01/blog-post_ 06.html
__________________