مختارات من السنة ولا سيما الصحيحين البخاري و مسلم

كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكثِرُ أن يَقُولَ لأَصحَابِهِ : هَل رَأَى أَحَدٌ مِنكُم مِن رُؤيَا ؟
قالَ : فَيَقُصُّ عَلَيه مَنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُصَّ .
وَإِنَّه قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ : إِنَّه أَتَانِي الليلَةَ آتِيَانِ ، وَإِنَّهما ابتَعَثَانِي ، وَإِنَّهُما قَالا لِي : انطَلِق ، وَإِنِّي انطَلَقتُ مَعَهُمَا . . . فذكر أشياء رآها ثم قال :
فانطَلَقنَا ، فَأتَينَا عَلَى رَوضَةٍ مُعتَمَّةٍ ، فِيهَا مِن كُلِّ لَونِ الرَّبِيعِ ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَي الرَّوضَةِ رَجُلٌ طَويلٌ لا أَكادُ أَرَى رَأسَهُ طُولًا فِي السَّماءِ ، وإِذَا حَولَ الرَّجُلِ مِن أَكثَرِ وِلدَانٍ رَأيتُهم قَطُّ ، . . . ثم كان مما عبره له الملكان :
وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّويلُ الذي فِي الرَّوضَةِ فَإِنَّه إبراهيمُ ، وَأَمَّا الوِلدَانُ الذِينَ حَولَه فَكُلُّ مَولُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ ، فَقَالَ بَعضُ المُسلِمِين : يَا رَسُولَ اللهِ وَأَوْلادُ المُشْرِكِين ؟ فَقَالَ : وَأَوْلادُ المُشرِكِين .
رواه البخاري .

قَالَ الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ :
« أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْخُشُوع ،
وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الصَّلاَة ،
وَلَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَة ،
وَلَيُصَلِّينَ النِّسَاءُ وَهُنَّ حُيَّض ،
وَلَتَسْلُكُنَّ طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّة ،
وَحَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْل ، لاَ تُخْطِئُونَ طَرِيقَهُمْ وَلاَ يُخْطِؤُكُمْ ؛
حَتَّى تَبْقَى فِرْقَتَانِ مِنْ فِرَقٍ كَثِيرَة فَتَقُولُ إِحْدَاهُمَا :
مَا بَالُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس .. ؟!
لَقَدْ ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ؛ إِنَّمَا قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ :
۞ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفَاً مِنَ اللَّيْلِ
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين ۞ [هُود/114]
لاَ تُصَلُّواْ إِلاَّ ثَلاَثَاً !!!
وَتَقُولُ الأُخْرَى : إِيمَانُ الْمُؤْمِنِينَ بِاللهِ ﷻ كَإِيمَانِ الْمَلاَئِكَة :
مَا فِينَا كَافِرٌ وَلاَ مُنَافِق ؛ حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يَحْشُرَهُمَا مَعَ الدَّجَّال » !!!
[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبِي فِي التَّلْخِيص ،
رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ بِرَقْم : 8448 ،
وَرَوَاهُ الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ فِي سُنَنِه]

قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي وَصْفِ الْجَنَّة :

« لَبِنَةُ ذَهَب ، وَلَبِنَةُ فِضَّة ، وَمِلاَطُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَر :

[أَيْ وَالأَسْمَنْتُ الَّذِي بَيْنَ اللَّبِنَةِ وَأُخْتِهَا : مِنَ الْمِسْكِ الْخَالِص]

وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوت ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَان ،

مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ وَلاَ يَبْأَس ، وَيَخْلُدُ وَلاَ يَمُوت ،

لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُمْ ، وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُمْ » .

[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَة أَحْمَد شَاكِر وَالأُسْتَاذ شُعيب الأَرْنَؤُوط فِي الْمُسْنَد ،

وَالْعَلاَّمَةُ الأَلبَانِيُّ فِي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم : 2526

قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :

« إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ : اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْك

وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْك ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْك ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْك ؛

رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْك ؛ لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْك ،

آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْت ، وَبِنَبيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْت ،

فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ فِي لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَة ،

وَإِن أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ أَجْرَا » .

[رَوَاهُ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ بِرَقْم : ( 7488 / فَتْح ) ،

وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ بِرَقْم : 2710 / عَبْد الْبَاقِي

قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :

« إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ الله ﷻ ،

وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْر ؛ فِيهِ خَمْسُ خِلاَل :

خَلَقَ اللهُ ﷻ فِيهِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم ، وَأَهْبَطَ اللهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْض ،

وَفِيهِ تَوَفَّى اللهُ ﷻ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يَسْأَلُ اللهَ ﷻ

فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاه ؛ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامَاً ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَة ،

مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، وَلاَ سَمَاءٍ وَلاَ أَرْضٍ وَلاَ رِيَاحٍ وَلاَ جِبَالٍ وَلاَ بَحْر :

إِلاَّ وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَة » .

[قَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط فِي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة :

صَحِيحٌ لِغَيْرِه . ح / ر : 1084

روى الترمذي (3010) وحسنه ، وابن ماجة (190) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال : " لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لِي : ( يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ؟ ) ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي ، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: ( أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ؟ ) ، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ ) ، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ) آل عمران/ 169 ، وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " .

روى أبو داود (864) ، والترمذي (413) ، والنسائي (465) عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ ) ، وصححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي " .

ولفظ أبي داود : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلَاةُ ) ، قَالَ : ( يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ : انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا ؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً ، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا ، قَالَ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ ، قَالَ : أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ ) .

في الحديث الذي رواه البخاري (5534) ، ومسلم (2628) قال عليه الصلاة والسلام : ( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ : إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ) .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ) رواه البخاري (33) ، ومسلم (59) .

قال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: إن بين يدَيِ الساعةِ لهرَجًا, قال :قلت: يا رسولَ اللهِ ما الهرَجُ ؟قال: القتلُ, فقال بعضُ المسلمينَ: يا رسولَ اللهِ إنا نقتُلُ الآن في العامِ الواحدِ من المشركينَ كذا وكذا ,فقال رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم- ليس بقتلِ المشركين ولكن يقتُلُ بعضُكم بعضًا حتى يقتُلَ الرجلُ جارَهُ وابنَ عمهِ وذا قرابتِهِ فقال بعضُ القومِ :يا رسولَ اللهِ ومعَنا عُقولُنا ذلك اليومِ؟ فقال رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ :لا ,تُنزَعُ عُقولُ أكثرِ ذلك الزمانِ ويَخلُفُ له هباءٌ من الناسِ لا عُقولَ لهم. ثم قال الأشعريُّ: وايمُ اللهِ إني لأظنُها مُدرِكَتي وإيَّاكم ,وايمُ اللهِ ما لي ولكم منها مخرجٌ إن أدركَتنا فيما عهِد إلينا نبيُّنا _صلى الله عليه وسلم_ إلا أن نخرجَ كما دخلنا فيها.
المصدر: سنن ابن ماجه، وصححه الشيخ الألباني.