ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    ابن خفاجة الأندلسي

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ابن خفاجة الأندلسي Empty ابن خفاجة الأندلسي

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يناير 28, 2013 9:25 pm

    ابن خفاجة
    450 - 533 هـ / 1058 - 1138 م
    إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي.
    شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة. وهو من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس.
    لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله.


    http://www.poetsgate.com/poet_137.html
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ابن خفاجة الأندلسي Empty رد: ابن خفاجة الأندلسي

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يناير 28, 2013 10:00 pm

    يعد ابن خفاجة أشهر شُعراء الأندلس في موضوع وصف الطبيعة، ولعل شعره يفيض بالمزايا التي تجعله في مقدمة شعراء العرب القُدامى في هذا الفرض فقد أكثر من وصف الطبيعة الأندلسية، ووصل بين الطبيعة وبين معظم أغراض الشعر الأُخرى، وجعل مفردات الطبيعة على اختلاف أنواعها معجماً لُغوياً وفنياً يرجع إليه في صناعته الشعرية؛ وربط بين الطبيعة وبين رؤيته الخاصة للحياة بما فيها من عظاتٍ وعِبر() .
    فالطبيعة هي المعنى التي تتفجر منه شاعريته وفي أرجائه يطوّف خياله، إنها كائن حيّ يحبّها وتحبّه، يناجيها وتناجيه، بصحبتها تطيب الساعات، وبأفيائها تخلو رقائق العيش، وربما كانت صرخة ابن خفاجة أصدق تعبير عن هيام الأندلسيين ببقعة لا يعدلون بها جنّة الخلد كما ذكرنا سابقاً .
    ومهما تعددت أغراض الشاعر في شعرهِ، فإن الطبيعة تظلّ بارزة، فإذا فرح شاركته حبورها، فهو مغرم بأساليب البيان يستقومها من الطبيعة كموضوع وحي لا ينضب : فالطيور قيان، وشدوها غناء، ورجعها موسيقى، والندى درر، والنور عقد والورق عطاء .

    ..

    يقول ابن خفاجة :
    يأهل الأندلس لله دركم *** ماء و ظل و أنهار و أشجار
    ما جنة إلا في دياركم *** و لو تخيرت هذي كنت أختار
    إن للجنة بالأندلس *** تجتلى عين و ريا نفس
    فسنا صبحتها من شنب *** و دجا ليلتها من لعس
    يا رب ليل فيه معانقي *** طيف ألم لظبية الوعساء

    ..

    مرّ ابن خفاجة الأندلسي ليلة بجبل .. فتخيله رجلا معمرا قد شهد عهودا وعصورا .. وعرف الحياة خبيئها وظاهرها ، والتقى الصالح والطالح ، واللص والشريف ، والناسك والدنيويّ .. ومل من الحياة من طول ما خبرها ..
    تظهر سمة التشخيص واضحة في أبيات القصيده ؛ إنه إسباغ الحياة على الأمور المعنوية أوعلى الجمادات و تجسيمها و مخاطبتها مخاطبة الكائن الحي، و هي سمة انتشرت في الشعر العربي عامة والشعر الأندلسي خاصة . ومن أبرز الأندلسيين وصفاً " ابن خفاجة " ..
    و يظهر من السمات أيضاً أن معظم شعر وصف الطبيعة جاء جميلاً موشّى ، في أبيات قليلة قلت القصائد فيها. كما أنّ معظم شعر الطبيعة جاء سهلاً واضحاً لطيف السبك ، لا تعقيد فيه ولا غرابة .
    ونجد هذا الفن – الوصف - قد امتزج في معظم الأحيان بموضوعات تقليدية أخرى كالغزل و المدح و الخمريات، وكان بديلاً عن وصف الأطلال والحمُر الوحشية ووصف الناقة في استهلال القصائد ، حتى رأينا امتزاج الذات النفسية بالطبيعة الأندلسية . فكأنما الطبيعة هي النفس البشرية ، والنفس البشرية هي الطبيعة .

    ..

    بعض أبيات ابن خفاجة في وصف الجبل :
    وأرعـنَ طـمّاحِ الذؤابةِ ، بَاذخٍ
    يَـسدُّ مهبَّ الريحِ من كلّ وجهةٍ
    وقـورٍ عـلى ظَهرِ الفلاةِ ، كأنهُ
    يـلـوثُ عـليهِ الغيمُ سُودَ عمائمٍ
    أصختُ إليهِ وهوَ أخرسُ صَامتٌ
    فـما كان إلا أن طوتهم يد الردى
    فحتى متى أبقى ويظعن صاحب
    وحتى متى أرعى الكواكبَ ساهرًا

    يُـطـاولُ أعنانَ السماءِ بغاربِ
    ويـزحـمُ لـيلاً شُهبهُ بالمناكب ِ
    طـوالَ الـليالي مُفكِرٌ بالعواقبِ
    لها منْ وميضِ البرقِ حُمرُ ذوائبِ
    فـحـدثني ليلَ السُرَى بالعَجائبِ
    وطارت بهم ريحُ النوى والنوائبِ
    أودّع مـنـهُ راحـلا غيرَ آيب
    فمن طالعٍ أُخرى الليالي وغارب

    ..


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 11:22 pm