سبب تأليف كتاب : الإنافة في الصدقة و الضيافة
ذكر الإمام ابن حجر الهيثمي في مقدمة كتابه مايوضح سبب تأليفه للكتاب المذكور...
فقال :
" لما حصل في بلاد بجيلة و غيرها من أطراف اليمن و الحجاز قحط عام متتابع ، سنين متعددة ، الى أن أجلى كثيرين من بلادهم الى مكة المشرفة ، هذه السنة ، سنة خمسين و تسعمائة.
أكثر كثيرون ممن عندهم تقوى و ديانة السؤال عن الصدقة و دلائلها المرغبات ، و المحذرات ، و أحكامها من الوجوب و الندب ، و الاباحة و الكراهة ، و خلاف الأولى و الحرمة ، فأجبتهم الى ذلك ، و أكثرت فيه من الأدلة المرغبة في الصدقة.
كما أن أولئك لما جاءوا الى مكة كانوا على غاية من الجوع و العرى و الحاجة ، و الفاقة ، حتى تواتر عنهم مع كثرة الأغنياء بمكة ، يطبخون الدم و يأكلونه ، من شدة ما بهم من جوع ، و لم يجدوا من أولئك الأغنياء صدقة تكفيهم مع قدرتهم على القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة .
لكن منهم أو أكثرهم من هو رافضي ، أو شيعي ، يبغض الاسلام و أهله ، فلا تزيده رؤية سئ الأحوال من المسلمين الا فرحا و سرورا.
طهر الله بلده الأمين ، و حرمه المطهر ، و بيته المكرم المعظم منهم ، و عاملهم بعدله ، و عاجلهم بعقابه ، و سلب نعمه.
و بقية الأغنياء الذين هم من أهل السنة غلب عليهم داء الشح و البخل ، فأمسكوا أيديهم .و لم يبذلوا ما أوجبه الله عليهم من أحكام لمضطرين ، و كسوة العارين ، بل أعرضوا عن ذلك ، و نبذوه وراء ظهورهم ، و جعلوه نسيا منسيا ، فوفقهم الله لمرضاته ، و أيقظهم الى التوبة من سائر مخالفاته ، و بصرهم بعيوبهم ، و ألهمهم النظر في عواقب أمورهم بشكر ما أنعم عليهم في الخيرات ، و الميراث اليهم ، حتى يواسوا المحتاجين ، و يرضى عنهم رب العالمين .
و لما علم من هذا السياق تأكد التأليف في هذا الباب ، و إيضاح دلائله و أحكامه على غاية من البسط و الإطناب ، شرعت فيه بعون الملك الوهاب"
انتهى منقولا .
أنظر : الإنافة في الصدقة و الضيافة
تحقيق : مجدي السيد ابراهيم
ص 15-16
الناشر : مكتبة القرآن (نسخة منه مصورة في مكتبة الملتقى)
ذكر الإمام ابن حجر الهيثمي في مقدمة كتابه مايوضح سبب تأليفه للكتاب المذكور...
فقال :
" لما حصل في بلاد بجيلة و غيرها من أطراف اليمن و الحجاز قحط عام متتابع ، سنين متعددة ، الى أن أجلى كثيرين من بلادهم الى مكة المشرفة ، هذه السنة ، سنة خمسين و تسعمائة.
أكثر كثيرون ممن عندهم تقوى و ديانة السؤال عن الصدقة و دلائلها المرغبات ، و المحذرات ، و أحكامها من الوجوب و الندب ، و الاباحة و الكراهة ، و خلاف الأولى و الحرمة ، فأجبتهم الى ذلك ، و أكثرت فيه من الأدلة المرغبة في الصدقة.
كما أن أولئك لما جاءوا الى مكة كانوا على غاية من الجوع و العرى و الحاجة ، و الفاقة ، حتى تواتر عنهم مع كثرة الأغنياء بمكة ، يطبخون الدم و يأكلونه ، من شدة ما بهم من جوع ، و لم يجدوا من أولئك الأغنياء صدقة تكفيهم مع قدرتهم على القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة .
لكن منهم أو أكثرهم من هو رافضي ، أو شيعي ، يبغض الاسلام و أهله ، فلا تزيده رؤية سئ الأحوال من المسلمين الا فرحا و سرورا.
طهر الله بلده الأمين ، و حرمه المطهر ، و بيته المكرم المعظم منهم ، و عاملهم بعدله ، و عاجلهم بعقابه ، و سلب نعمه.
و بقية الأغنياء الذين هم من أهل السنة غلب عليهم داء الشح و البخل ، فأمسكوا أيديهم .و لم يبذلوا ما أوجبه الله عليهم من أحكام لمضطرين ، و كسوة العارين ، بل أعرضوا عن ذلك ، و نبذوه وراء ظهورهم ، و جعلوه نسيا منسيا ، فوفقهم الله لمرضاته ، و أيقظهم الى التوبة من سائر مخالفاته ، و بصرهم بعيوبهم ، و ألهمهم النظر في عواقب أمورهم بشكر ما أنعم عليهم في الخيرات ، و الميراث اليهم ، حتى يواسوا المحتاجين ، و يرضى عنهم رب العالمين .
و لما علم من هذا السياق تأكد التأليف في هذا الباب ، و إيضاح دلائله و أحكامه على غاية من البسط و الإطناب ، شرعت فيه بعون الملك الوهاب"
انتهى منقولا .
أنظر : الإنافة في الصدقة و الضيافة
تحقيق : مجدي السيد ابراهيم
ص 15-16
الناشر : مكتبة القرآن (نسخة منه مصورة في مكتبة الملتقى)