تغريدات الشيخ حمد الجهني حول سماع صحيح مسلم
1- في الأسبوع الماضي في المدينة النبوية ، قرئ صحيح الإمام مسلم - رحمه الله - كاملا على الشيخ حامد أكرم البخاري والشيخ أنور البدخشاني والشيخ خالد مرغوب - حفظهم الله - في 9 أيام :
من الثلاثاء 26-2-1434 إلى الأربعاء 4-3-1434
2- كان في تلك الدورة الكثير من الصور المشرقة في البذل والصبر والجود والتضحية والعلم ..
أعظمها ما كان في المتن المقروء في سيرة النبي ﷺ وأصحابه .
3- وتلك الصور موجودة في الأحاديث ، ويصل إليها من قرأها ، ورحم الله أئمة أهل الحديث الذين نقلوها لنا ، وفي الواقع الذي رأيناه كان العجب ، فكانوا يقرؤون أحيانا في اليوم 12.30 ساعة تتخللها راحة كما في يوم الخميس 27-2-1434 فقرأنا في الصباح من 8 -12.30 ومن 4 عصرا حتى 11 مساء ..
4- ولك أن تتخيل جلوس شيخ هرم كبير في السن لحيته بيضاء تلك الفترة الطويلة يستمع لطلابه ، وفي اليوم الذي قبله والذي بعده جلس 8 ساعات !
5- كان هذا الجلوس والعكوف وثني الركب ، يربي في الطلاب الصبر على المشقة ، والاحتمال في الطلب ،
"إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا"
فالعلم ليس بهين .
6- وكنا تعجبنا من إيراد الإمام مسلم قول يحيى بن أبي كثير : "لا يستطاع العلم براحة الجسم" في وسط أحاديث أوقات الصلوات ؟ http://pic.twitter.com/tuyAuUEL
7- فأفادنا الشيخ خالد مرغوب :
أن هذه الأحاديث مرت عليه في رسالة الدكتوراه ، وكان في جمع طرقها وأسانيدها تعبٌ ومشقة ؛ فلأجل ذلك أوردها الإمام مسلم هنا !
8- كان الحضور يتراوح عددهم ، فالذين سجلوا في الكشوف 275 ، ومجلس الختم حضره أكثر من 300 رجل !
والأعجب حضور النساء في مسجد ليس فيه مصلى للنساء !
9- كان النساء يجلسن في سيارة طوال مدة القراءة - ومتوسطها 8 ساعات - ويرسلن للقراء مكبرات للصوت خاصة بهن = فيسمعن منها !
فكُنَّ أنموذجاً للهمة العالية .
10- كان المشايخ يعلقون على بعض المواضع التي تحتاج لتعليق ، واعتنوا ببعض المواضع التربوية ..
11- كان بعض طلاب الثانويات يحضرون معنا وهم في أيام اختباراتهم النهائية!
وأرى معهم كتبهم ، ويذاكرون بين الأذانين وفي الاستراحات !
12- عندما تنظر للوجوه أثناء قراءة السنة ترى أنواع التفاعل !
فهناك من يبكي عند أحاديث رؤية الله في الآخرة ومواقف الحشر والصراط وقصة الإفك ..
13- وترى الوجوه تضحك عند المواقف المضحكة ، كقوله ﷺ "إحدى سوآتك يا مقداد" و حديث أم زرع وغيرها ..
14- روى الإمام مسلم عن الإمام أحمد في قرابة 20 موضعا في صحيحه .
ورأيت البعض يستغرب ويسأل عن ذلك الشيخ حامد ، ويريهم الشيخ حامد طرة نسخته ، وقد جمع بعض تلك المواضع .
15- السنة عجيبة جدا ، ترى الناس على اختلاف تخصصاتهم يدونون على الأغلفة ، الأصولي في الأصول ، والفقيه في الفقه ، والمحدث في الحديث ، وهكذا ..
16- حتى أهل القراءات في فنهم ، وأهل العقيدة في تخصصهم ، وبعض أساتذة الجامعات يجمع النظائر في السنة ؛ لبحوث ترقيته في موضوع يختاره .
17- بعض طلاب الدراسات العليا كان يحاول أن يكتشف موضوعا يصلح لرسالته من خلال السنّة .
كانت القراءة في السنة = تولِّد المواضيع للفَطِن .
18- ما أجمل البحث الذي يرتبط بالسنة ، وهذه دعوة للقراءة في السنة واستخراج المواضيع البحثية منها .
19- في المدينة أمر يندر وجوده في غيرها ، وهو الجامعة الإسلامية ، فيها أكثر من 160 جنسية ،
جاؤوا لطلب العلم والنهل منه ، فترى الأخوّة بألذ صورها.
20- كنا نرى في الدرس طلاب الجامعة بلباسهم المحلي ، الكردي من العراق ، والأفارقة باختلاف بلدانهم، والأندنوسيون ...
نستشعر أخوة الإسلام بوجودهم .
20- عندي صورة يتيمة للمسجد أثناء الدورة وقد امتلأ وملحقه ، وصلى الناس في الشارع .
http://pic.twitter.com/Ba1XkV3s
21- من بديع صنع الإمام مسلم :
أنه يأتي بالحديث الأصل ويردفه بالمتابعات والشواهد ، فيتكرر الحديث على السامع فيثبت عنده .
22- من أكثر السؤالات التي يوجهها البعض :
ما الذي تستفيدونه من القراءة ؟
هذه القراءة السرد لا تُفهم ؟
قراءة بدون حفظ لا تُفيد؟
والجواب مايلي :-
23- أما مالذي نستفيده؟
فلو لم نستفد إلا الصلاة على النبي ﷺ لكفى !
أضف إليها : أنها دورة مكثفة في ترسيخ الإيمان عند سماع معجزاته ﷺ الباهرة .
24- أضف إلى ذلك :
أنها دورة تربي على الصبر في الطلب ..
فالجلوس لــ 9 و10 ساعات للقراءة في اليوم لم يعرفها البعض إلا في الدورة .
ورؤية صبر المشايخ بالبذل - على كبر السن -
إلى هذا الوقت أنموذج عملي للتوريث الدعوي من القدوات الكبار .
25- علاوة على الفوائد العلمية والمعرفية
التي تمر على القارئ .
أضف إلى ذلك :
اتصال طبقة السماع للصحيح من شيوخنا إلى الإمام مسلم إلى النبي ﷺ . فهو حفظ للدين
26- أما أن القراءة السرد لا تُفهم :
فقد كان هذا الإشكال :
يُرسل للشيخ حامد في بداية الدورة : "هذه هذرمة وقراءة غير مفهومة !"
وكانت القراءة متوسطة السرعة .
27- فلما كان آخر الدورة ، وكانت القراءة سريعة حقا ، أصبحوا يرسلون للشيخ حامد يقولون :
"نريد القارئ الذي يسرع"!!
لأن آذانهم اعتادتها ووعتها ،
وربطوا الطرف بالمسموع من الحرف ،
وهكذا النفس وما تُعوَّد .
28- وهذه القراءة السريعة = هي التي يتصور أنها كانت من بعض السلف - مع فارق التشبيه - كالخطيب البغدادي عندما قرأ صحيح البخاري كاملا في 3 مجالس .
29- وقرأ طلحة العلثي صحيح مسلم في ثلاثة مجالس .
وقرأ العز بن عبد السلام نهاية المطلب في ثلاثة أيام ، والنهاية تقع في 19 مجلدا خالصة تقريبا . http://pic.twitter.com/xW9j5jS1
30- وقرأ إبراهيم البقاعي على والده البدر الغزي صحيح البخاري وصحيح مسلم في أحد عشر يوما .
البخاري في خمسة أيام ومسلم في ستة أيام متفرقة .
31- وهذه الأخبار وأضعافها جمعها الشيخ الكريم :
علي العمران - جزاه الله خيرا - في كتابه الجميل "المشوق في القراءة وطلب العلم" .
32- وأما القول بأنها لا تفيد :
فقد ناقشني أحد الصحفيين في ذلك ، فسألتُه : ألستَ إذا قرأتَ الصحيفة ووقعتَ على تحقيق صحفي فيها وعيتَه ؟!
33- وعلمتَ قول جميع الأطراف ، وانطلقتَ تحدث به في المجالس وتناظر بناءًً على قراءة واحدة منك له ؟!
قال : بلى .
34- قلت : فطالب الحديث أشد استيعابا لحديث النبي ﷺ وأخباره منك لأخبار صحيفتك ، وأشد حبا وتعظيما وشغفا بمعرفة سيرته وأموره وأخباره منك لأخبار الصحف .
زد عليه : أن الحديث إذا جاءت معه قصته - وهذا شأن المطولات - علِقَ ذلك بفؤاده ..
35- ومن فوائد القراءة :
نقل استنباطات المشايخ عن شيوخهم مما شافهوهم به ، فمن ذلك :
أننا عندما وصلنا لقصة الخضر ، عند قوله "هذا فراق بيني وبينك"
36- قال ﷺ "يرحم الله موسى لوددت أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما" ، فاستوقف الشيخ البدخشانيُ القارئَ وقال : http://pic.twitter.com/bjkL2yj1
37- استوقفَنا شيخنا محمد يوسف البَنُّوري عندما وصلنا هنا وقال : "لو كان الخضر حيا ،
لما تمنى النبي ﷺ ذلك ، ولسأل الله لقاءه!"
فاستحسن الشيوخ الفائدة .
38- لأن الصوفية يعتقدون حياة الخضر ، وحدثنا الشيخ حامد بعدها عن الشيخ عمر فلاتة - رحمه الله - باعتقاد الصوفية أن أول خارج بعد صلاة العصر يوم الًجمعة من "باب جبريل" في المسجد النبوي هو الخضر!
39- وأن الشيخ عمر فلاتة كان يوما -وهو صغير- أول شخص خرج من ذلك الباب ، فاستمات أحدهم في اللحاق به ؛ ظنا منه أنه الخضر !
فلقيه واستوقفه وطلب منه الدعاء له !
قال الشيخ خالد مرغوب بعدها :
"وسمعته أنا من الشيخ عمر أيضا" .
40- ونقل لنا الشيخ خالد عن شيخه أحمد قلاش عبارة كان الشيخ يرددها :
المرء بجِدِّه لا بجَدِّه .
وبأعمالِه لا بأموالِه .
وبسيرته لا بصورتِه .
41- ومن الفوائد :
أن الأحاديث التي كررها البخاري بأسانيدها ومتونها 22 أو 23 حديثاً ، وبقية المكررات ذُكرت بأسانيد أُخر .
42- وكان شيخنا البدخشاني - وهو كبير في السن والعلم وأكاديمي في جامعة بباكستان - إذا مر حديث فيه إشكال يوقف القارئ ويقول : لم أفهمه ! ما معناه !
43- أو يطرح الإشكال ويقول : ما الجواب ؟
فيسأله المشايخ : ما تقولون أنتم شيخنا ؟
فيذكر جوابه حينا ، وحينا يدع الجواب لهم ، وقليلا ما يناقش الحضور .
44- حضر مجلس الختم كبار مسندي المدينة كالشيخ "رحمة الله قاري" وهو كبير جدا في السن والعلم ،
والشيخ أ.د. إبراهيم سيف، و الشيخ د. صفوان داودي ،
45- و الشيخ د. يحيى الغوثاني .
و كلهم أجازوا الحضور ..
ما عدا الشيخ صفوان والشيخ حامد فإجازاتهم مشروطة .
والشيخ الكريم : د . عبد الحي يوسف - وهو ممن حضر الختم من علماء السودان - امتنع عن الإجازة تأدباً وتواضعا .
46- وهذا تسجيل لآخر مجلس الختم ، من تسجيل أحد الإخوة جزاه الله خيرا http://t.co/uiI12b3u
47- كان بعض الأخوة ينفق على الطلاب في شراء العصيرات والحلويات والكيك؛ تنشيطا لهم ، جزاه الله خيرا .
أحدهم من أوروبا الشرقية وعنده عائلة ومكافأته 840 ريالا وتبرع بـ 500 ريال على زملائه ، فكلمه الشيخ حامد في ذلك وقال له : أنت أولى منهم .
فأبى إلا أن ينفقها عليهم .
48- كانت إحدى المحسنات تأتي بالعشاء يوميا لقرابة 250 شخصا تقريباً ، أعظم الله لها الأجر ، وأجزل لها المثوبة .
49- كانت الثلاجات "قهوة - شاي أحمر - أخضر - شاي حليب" بالعشرات تأتي يوميا من الإخوة والأخوات
حسبة ، وقد ذهب تعبهم وثبت أجرهم إن شاء الله .
50- كان بعض الأشخاص يساهمون بأشياء يبارك الله فيها ، فكنت أرى كراتين المعمول والكيك وفطائر لوزين ، يتبقى منها شيء مع أن العدد كبير ، وكثير منهم بيده ما يأكله منها .
51- في يوم الاثنين كان يوزع التمر قبل المغرب على الصائمين ، تقبل الله من الجميع .
52- كانت المفارقة العجيبة في الموضوع :
أن المسجد لم يكن فيه عامل نظافة ، لكنه خلال ثوان بعد انتهاء المجلس يصبح كالورد ؛ لأن عددا كبيرا نذروا أنفسهم لتنظيفه ؛ فيُنظَّف بيسر ، ولم نعد إليه يوما إلا وقد أزيلت النفايات .
53- أرسل بعض أهل الإحسان نسخا فاقت المئة من صحيح مسلم ؛ لتوزيعها على الطلاب .
كتب الله للمتبرع الأجر .
54- أرسلوا أيضا 180 نسخة من الشمائل المحمدية وقد استُفتح بها بعد ختم مسلم ، وستُكمل قراءتها آخر الأسبوع القادم ( بعد ختم الترمذي) إن شاء الله .
كتب الله لهم الأجر.
55- كنا في قراءة صحيح مسلم نقابل طبعة العامرة مع الطبعة الهندية مع طبعة المكنز ، ودائما الشيخ حامد يسأل صاحب النسخة الهندية : كيف العبارة عندكم ؟ وينظر لأصحاب العامرة : ويقول : كيف عندكم ؟
56- جزى الله المشايخ الكرام خيرا على صبرهم وتحملهم ، ورفع درجتهم في عليين ، ونفع الطلاب بهم .
ا.هـ