ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    الخبر والإنشاء

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty الخبر والإنشاء

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء يناير 22, 2013 9:16 am

    في الخبر والإنشاء

    كلُّ كلامٍ فهوَ إمَّا خبرٌ أوْ إِنشاءٌ.
    والخبرُ ما يَصِحُّ أنْ يُقالَ لقائلِه: إنَّهُ صادقٌ فيهِ أوْ كاذِبٌ، كـ (سافرَ محمَّدٌ) و(عليٌّ مُقِيمٌ).

    والإنشاءُ ما لا يَصِحُّ أنْ يُقالَ لقائلِه ذلكَ، كـ (سافِرْ يا محمَّدٌ)، و(أَقِمْ يا عليٌّ).
    والمرادُ بصِدْقِ الخبَرِ مطابقتُه للواقعِ، وبكذِبِه عدمُ مطابقتِه له.
    فجملةُ: (عليٌّ مقيمٌ)، إنْ كانت النِّسبةُ المفهومةُ منها مطابِقةً لما في الخارجِ فصِدْقٌ، وإلاَّ فكَذِبٌ.

    ولكلِّ جملةٍ رُكنانِ: محكومٌ عليه، ومحكومٌ به.
    ويُسمَّى الأوَّلُ مسْنَدًا إليه، كالفاعلِ ونائبِه، والمبتدأِ الذي لهُ خَبَرٌ. ويُسمَّى الثاني مُسْنَدًا، كالفعْلِ والمبتدأِ المكتفي بمرفوعِه.



    دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty الكلامُ على الخبرِ

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء يناير 22, 2013 9:20 am

    الكلامُ على الخبرِ
    الخبرُ إمَّا أنْ يكونَ جملةً فِعْلِيَّةً أو اسْمِيَّةً.
    فالأُولى موضوعةٌ لإفادةِ الحدوثِ في زمنٍ مخصوصٍ، معَ الاختصارِ.
    وقدْ تُفيدُ الاستمرارَ التَّجدُّديَّ بالقرائنِ، إذا كان الفعْلُ مضارعًا، كقولِ طريفٍ:
    أَوَكلَّما وَرَدَتْ عُكَاظَ قبيلةٌ = بعثُوا إليَّ عَرِيفَهُمْ يتوَسَّمُ

    والثانيةُ موضوعةٌ لمجرَّدِ ثبوتِ المسنَدِ للمسنَدِ إليه، نحوُ: (الشمسُ مُضِيئَةٌ). وقدْ تُفيدُ الاستمرارَ بالقرائنِ إذا لمْ يكُنْ في خبرِها فِعْلٌ، نحوُ: (العلْمُ نافعٌ).
    والأصْلُ في الخبَرِ أنْ يُلْقَى لإفادةِ المخاطَبِ الحكْمَ الذي تَضمَّنَتْهُ الجملةُ، كما في قولِنا: (حَضَرَ الأميرُ)، أوْ لإفادةِ أنَّ المتكلِّمَ عالِمٌ به، نحوُ: (أنتَ حَضَرْتَ أمسِ). ويُسَمَّى الحكْمُ فائدةَ الخبَرِ، وكونُ المتكلِّمِ عالِمًا بهِ لازِمَ الفائدةِ.


    دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty أَضْرُبُ الخبَرِ

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء يناير 22, 2013 9:22 am

    أَضْرُبُ الخبَرِ
    حيثُ كانَ قصْدُ المخبِرِ بخبرِه إفادةَ المخاطَبِ يَنبغي أنْ يَقْتَصِرَ من الكلامِ على قَدْرِ الحاجةِ؛ حَذَرًا من اللَّغْوِ.
    فإنْ كانَ المخاطَبُ خاليَ الذِّهْنِ من الحكْمِ أُلْقِيَ إليه الخبَرُ مُجرَّدًا عن التأكيدِ، نحوُ: (أخوكَ قادمٌ). وإنَ كانَ متردِّدًا فيه، طالبًا لمعرفتِه، حَسُنَ توكيدُه، نحوُ: (إنَّ أخاكَ قادمٌ). وإنْ كانَ منكِرًا وَجَبَ توكيدُه بمؤكِّدٍ أوْ مؤكِّدَيْنِ أوْ أكثرَ، حسَبَ درجةِ الإنكارِ، نحوُ: (إنَّ أخاكَ قادمٌ)، أوْ (إنَّهُ لَقادِمٌ)، أوْ (واللَّهِ إنَّهُ لَقادِمٌ).

    فالخبَرُ بالنِّسبةِ لِخُلوِّه من التوكيدِ واشتمالِه عليهِ ثلاثةُ أضْرُبٍ كما رأيتَ. ويُسَمَّى الضَّرْبُ الأوَّلُ ابتدائيًّا، والثاني طَلَبيًّا، والثالثُ إِنْكاريًّا.
    ويكونُ التوكيدُ بـ (إنَّ)، و(أنَّ)، ولامِ الابتداءِ، وأحرُفِ التنبيهِ، والقسَمِ، ونُونَي التوكيدِ، والحروفِ الزائدةِ، والتكريرِ، و(قدْ)، و(أمَّا) الشرطيَّةِ.


    دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty الكلامُ على الإنشاءِ

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء يناير 22, 2013 9:24 am

    الكلامُ على الإنشاءِ
    الإنشاءُ إمَّا طَلَبيٌّ أوْ غيرُ طَلَبيٌّ.

    فالطَّلَبيُّ ما يَستدعِي مَطلوبًا غيرَ حاصِلٍ وَقْتَ الطلَبِ.

    وغيرُ الطلَبِيِّ ما ليسَ كذلكَ.
    والأوَّلُ يَكونُ بخمسةِ أشياءَ: الأمْرُ، والنهيُ، والاستفهامُ، والتمنِّي، والنداءُ.


    دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty الأمر

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء يناير 22, 2013 9:31 am

    أمَّا الأمْرُ، فهوَ طَلَبُ الفعْلِ على وجهِ الاستعلاءِ، ولهُ أربعُ صِيَغٍ:
    - فعْلُ الأمرِ، نحوُ: {خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}.
    - والمضارِعُ المقرونُ باللامِ، نحوُ: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}.
    - واسمُ فعْلِ الأمْرِ، نحوُ: (حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ).
    - والمصدرُ النائبُ عنْ فِعْلِ الأمْرِ، نحوُ: (سَعْيًا فِي الْخَيْرِ).
    وقدْ تَخْرُجُ صِيَغُ الأمرِ عنْ معناها الأصليِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ، وقرائنِ الأحوالِ:
    كالدعاءِ، نحوُ: {أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ}.
    والالتماسِ، كقولِكَ لِمَنْ يُساويكَ: (أَعْطِنِي الْكِتَابَ).
    والتمنِّي، نحوُ:

    أَلاَ أيُّها الليلُ الطويلُ ألا انْجَلِي = بصُبْحٍ وما الإصباحُ منكَ بأمْثَلِ

    والتهديدِ، نحوَ: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}.
    والتعجيزِ، نحوُ:

    يا لَبَكْرٍ أَنْشِروا لي كُلَيْبًا = يا لَبَكْرٍ أينَ أينَ الفِرارُ؟

    والتسويةِ، نحوَ: {اصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا}.


    دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty النهي

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء يناير 22, 2013 9:37 am

    وأمَّا النهيُ، فهوَ طلَبُ الكفِّ عن الفعْلِ على وجهِ الاستعلاءِ، ولهُ صيغةٌ واحدةٌ، وهيَ المضارعُ معَ (لا) الناهيةِ، كقولِه تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}.
    وقدْ تَخْرُجُ صيغتُه عنْ معناها الأصْلِيِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفهَمُ من الْمَقامِ والسياقِ:
    1- كالدعاءِ، نحوُ: {لاَ تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ}.
    2- والالتماسِ، كقولِك لِمَنْ يُساويكَ: (لا تَبْرَحْ منْ مكانِكَ حتَّى أَرْجِعَ إليكَ).
    3- والتمنِّي، نحوُ: (لا تَطْلُعْ) في قولِه:
    يا ليلُ طُلْ، يا نومُ زُلْ = يا صُبحُ قِفْ، لا تَطْلُعِ
    4- والتهديدِ، كقولِكَ لخادِمِكَ: (لا تُطِعْ أَمْرِي).

    دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty الاستفهام

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء يناير 22, 2013 9:39 am

    وأمَّا الاستفهامُ، فهوَ طَلَبُ العلْمِ بشيءٍ، وأدواتُه الهمزةُ، و(هلْ)، و(ما)، و(مَنْ)، و(متى)، و(أيَّانَ)، و(كيفَ)، و(أينَ)، و(أنَّى)، و(كمْ)، و(أيُّ).

    1- فالهمزةُ، لطَلَبِ التصوُّرِ أو التصديقِ.
    والتصوُّرُ: هوَ إدراكُ المفرَدِ، كقولِكَ: (أعليٌّ مسافرٌ أَمْ خالدٌ؟)، تَعتقِدُ أنَّ السفَرَ حَصَلَ منْ أحدِهما، ولكنْ تَطْلُبُ تعيينَه؛ ولذا يُجابُ بالتعيينِ، فيُقالُ: (عليٌّ)، مَثلًا.
    والتصديقُ: هوَ إدراكُ النِّسبةِ، نحوُ: (أسافَرَ عليٌّ)؟ تَستفْهِمُ عنْ حصولِ السفَرِ وعدَمِه. ولذا يُجابُ بـ (نعم) أوْ (لا).
    والمسؤولُ عنه في التصوُّرِ ما يَلِي الهمزةَ، ويكونُ لهُ معادِلٌ يُذْكَرُ بعدَ (أمْ)، وتُسَمَّى متَّصِلَةً.
    فتقولُ في الاستفهامِ عن المسْنَدِ إليه: (أَأَنْتَ فعلْتَ هذا أَمْ يُوسفُ؟)
    وعن المسْنَدِ: (أَرَاغِبٌ أنتَ عن الأمْرِ أَمْ راغبٌ فيه؟)
    وعن المفعولِ: (أَإِيَّايَ تَقْصِدُ أَمْ خالدًا؟)
    وعن الحالِ: (أراكبًا جئتَ أَمْ ماشيًا؟)
    وعن الظرْفِ: (أيومَ الخميسِ قَدِمْتَ أَمْ يومَ الجمُعَةِ؟)،
    وهكذا.
    وقدْ لا يُذْكَرُ المعادِلُ، نحوُ: (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا؟)، (أَرَاغِبٌ أنتَ عن الأمْرِ؟)، (أإيَّايَ تَقْصِدُ؟)، (أراكبًا جئتَ؟)، (أيومَ الخميسِ قَدِمْتَ؟)
    والمسؤولُ عنه في التصديقِ النِّسبةُ. ولا يكونُ لها معادِلٌ، فإنْ جاءتْ (أمْ) بعدَها قُدِّرتْ منْقَطِعَةً، وتكونُ بمعنى (بلْ).
    2- و (هلْ) لطلَبِ التصديقِ فقطْ، نحوُ: (هلْ جاءَ صديقُكَ)؟
    والجوابُ: (نعم) أوْ (لا).
    ولذا يَمتَنِعُ معها ذِكْرُ المعادِلِ، فلا يُقالُ: (هلْ جاءَ صديقُك أمْ عدوُّك؟)
    و (هل) تُسمَّى بسيطةً إن استُفْهِمَ بها عنْ وجودِ شيءٍ في نفسِه، نحوُ: (هَلِ العَنْقَاءُ موجودةٌ؟). ومركَّبةً إن استُفْهِمَ بها عنْ وجودِ شيءٍ لشيءٍ، نحوُ: (هلْ تَبِيضُ العَنْقَاءُ وتُفْرِخُ؟)
    3- و(ما) يُطْلَبُ بها شرحُ الاسمِ، نحوَ: ما العَسْجَدُ أو اللُّجَيْنُ؟ أوْ حقيقةُ الْمُسمَّى، نحوُ: (ما الإنسانُ؟) أوْ حالُ المذكورِ معها، كقولِك لقادِمٍ عليك: (ما أنتَ؟)
    4- و(مَن) يُطلَبُ بها تَعيينُ العُقلاءِ، كقولِك: (مَنْ فَتَحَ مِصْرَ؟)
    5- و(متى) يُطْلَبُ بها تَعيينُ الزمانِ، ماضيًا كانَ أوْ مستَقْبلًا، نحوُ: (متى جِئْتَ؟) و(متى تَذْهَبُ؟)
    6- و(أيَّانَ) يُطْلَبُ بها تَعيينُ الزمانِ المستَقْبَلِ خاصَّةً، وتكونُ في موضِعِ التهويلِ، كقولِه تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}؟
    7- و(كيفَ) يُطْلَبُ بها تعيينُ الحاِل، نحوُ: (كيفَ أنتَ؟)
    8- و(أينَ) يُطْلَبُ بها تعيينُ المكانِ، نحوُ: (أينَ تَذْهَبُ؟)
    9- و(أنَّى) تكونُ بمعنى (كيفَ)، نحوُ: {أَنَّى يُحْيِـي هَـذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}؟!
    وبمعنى (مِنْ أينَ)، نحوَ: {يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا}؟
    وبمعنى (متى)، نحوُ: (زِدْ أنَّى شئتَ؟)
    10- و(كمْ) يُطلَبُ بها تَعيينُ عددٍ مبْهَمٍ نحوُ:{كَمْ لَبِثْتُمْ}؟
    11- و(أيُّ) يُطْلَبُ بها تمييزُ أحَدِ المتشاركيْنِ في أمْرٍ يَعمُّهما، نحوُ: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا}؟
    ويُسأَلُ بها عن الزمانِ والمكانِ والحالِ والعددِ والعاقلِ وغيرِه، حسَبَ ما تُضَافُ إليه.
    وقدْ تَخْرُجُ ألفاظُ الاستفهامِ عنْ معناها الأصليِّ لمعانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ:
    1- كالتسويةِ، نحوُ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}.
    2- والنفيِ، نحوُ: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ}.
    3- والإنكارِ، نحوُ: {أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ}، {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
    4- والأمْرِ، نحوُ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، ونحوُ: {أَأَسْلَمْتُمْ}، بمعنى: انتَهُوا، وأَسْلِمُوا.
    5- والنهيِ، نحوُ: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}.
    6- والتشويقِ، نحوُ: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
    7- والتعظيمِ، نحوُ: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}.
    8- والتحقيرِ، نحوُ: (أَهَذَا الذي مَدَحْتَهُ كثيرًا).

    دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty التمني

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء يناير 22, 2013 9:41 am

    وأمَّا التمَنِّي: فهوَ طَلَبُ شيءٍ محبوبٍ، لا يُرْجَى حصولُه لكونِه مُستحيلًا أوْ بعيدَ الوقوعِ، كقولِه:

    أَلاَ ليتَ الشبابَ يَعودُ يومًا = فأُخْبِرُه بما فَعَلَ الْمَشيبُ
    وقولِ الْمُعسِرِ: (ليتَ لي أَلْفَ دينارٍ).
    وإذا كان الأمْرُ متوَقَّعَ الحصولِ فإنَّ تَرُقُّبَه يُسَمَّى تَرَجِّيًا، ويُعبَّرُ عنه بـ (عسى) أو(لعلَّ)، نحوُ: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}.
    وللتَّمَنِّي أربَعُ أدواتٍ: واحدةٌ أصليَّةٌ، وهيَ (ليتَ)، وثلاثةٌ غيرُ أصليَّةٍ، وهي: (هل)، نحوُ: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}.
    و (لو)، نحوُ: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، و(لعلَّ)، نحوُ قولِه:
    أَسِرْبَ الْقَطَا هلْ منْ يُعِيرُ جَناحَهُ = لَعَلِّي إلى مَنْ قدْ هَوَيْتُ أَطِيرُ

    ولاستعمالِ هذه الأدواتِ في التَّمنِّي يُنْصَبُ المضارعُ الواقعُ في جوابِها.

    دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty النداء

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء يناير 22, 2013 9:42 am

    وأمَّا النداءُ، فهوَ طَلَبُ الإقبالِ بحرْفٍ نائبٍ مَنَابَ (أَدْعُو)، وأدواتُه ثمانيةٌ: (يا)، والهمزةُ، و(أيْ)، و(آ)، و(آي)، و(أيا)، و(هيا)، و(وا).
    فالهمزةُ و(أَيْ) للقريبِ، وغيرُهما للبعيدِ.
    وقدْ يُنَزَّلُ البعيدُ مَنْزِلةَ القريبِ فَيُنَادى بالهمزةِ و(أيْ)، إشارةً إلى أنَّهُ لِشِدَّةِ استحضارِه في ذِهْنِ المتكلِّمِ صارَ كالحاضِرِ معهُ، كقولِ الشاعرِ:
    أسُكَّانَ نَعْمانَ الْأَرَاكِ تَيَقَّنُوا = بأنَّكم في رَبْعِ قَلْبيَ سُكَّانُ
    وقدْ يُنَزَّلُ القريبُ مَنزلةَ البعيد،ِ فيُنادى بأحَدِ الحروفِ الموضوعةِ له، إشارةً إلى أنَّ المنادَى عظيمُ الشأنِ، رفيعُ المرْتَبَةِ، حتَّى كأنَّ بُعْدَ درجتِه في العِظَمِ عنْ درجةِ المتكلِّمِ بُعْدٌ في المسافةِ، كقولِك: (أيا مولايَ)، وأنت معَهُ.
    أوْ إشارةً إلى انحطاطِ درجتِه، كقولِك: (أيا هذا)، لِمَنْ هوَ معكَ.
    أوْ إشارةً إلى أنَّ السامعَ غافلٌ لنحْوِ نوْمٍ أوْ ذهولٍ، كأنَّهُ غيرُ حاضرٍ في المجلِسِ، كقولِكَ للساهِي: (أيا فلانُ).

    دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty رد: الخبر والإنشاء

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 10, 2013 12:12 pm

    الخبر
    (أ ) الخبر



    الكلام إما خبر وإما إنشاء، ولنتكلم الآن عن الخبر:

    والخبر: هو ما يحتمل الصدق والكذب، نحو: محمد جالس، فإن كان هذا الكلام مطابقاً للواقع، بأن كان محمد جالساً، كان الكلام صدقاً، وإن لم يكن مطابقاً للواقع، بأن لم يكن محمد جالساً، كان كذباً.

    والغالب في الخبر أن يلقى لأحد أمرين:

    1- إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنه الخبر وذلك فيما إذا كان المخاطب جاهلاً، كقولك: (الله ربنا) للطبيعي. وهذا القسم يسمى: (فائدة الخبر).

    2 ـ إفادة المخاطب أن المتكلم عالم أيضاً وأنه يعلم الخبر، وذلك فيما إذا كان المخاطب عالماً، كقولك: (أنت حفظت القرآن) لمن كان حافظاً للقرآن. ويسمى هذا القسم: (لازم فائدة الخبر).

    وقد تأتي بالكلام لأغراض أخرى، غير هذين مثل:

    1 ـ الاسترحام، نحو: (إلهي عبدك العاصي أتاك..).

    2 ـ إغراء المخاطب بشيء، نحو: (وليس سواءاً عالم وجهول).

    3 ـ إظهار الضعف والخشوع، كقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي}(مريم: من الآية4).

    4 ـ إظهار التحسر على شيء محبوب، كقوله تعالى: { قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى } (آل عمران: من الآية36).

    5 ـ إظهار الفرح، كقوله تعالى : {جَاءَ الْحَقُّ } (التوبة: من الآية48).

    6 ـ التوبيخ، كقولك: (أنا أعلم فيم أنت!).

    7 ـ التحذير، نحو : (أبغض الحلال الطلاق).

    8 ـ الفخر، نحو: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر).

    9 ـ المدح، نحو: (فإنك شمس والملوك كواكب..).

    10 ـ التذكير بأمر، كالتفاوت بين المراتب، نحو: (لايستوي كسلان ونشيط).


    ==========


    ( ب ) أقسام الخبر




    ينقسم الخبر من حيث نوع المخاطب إلى:

    1- الابتدائي، وهو ما يستعمل حين يكون المخاطب خالي الذهن من الخبر، كقولك ـ لمن لا يعلم كون القبلة في طرف الجنوب من العراق ـ: (القبلة في العراق نحو الجنوب).

    2- الطلبي، وهو ما يستعمل حين يكون المخاطب شاكاً في الخبر، طالباً العلم به، كقولك ـ لمن شك في سقوط حكومة ـ: (الحكومة سقطت). ويستحسن في هذه الحال تأكيد الخبر بمؤكد.

    3 ـ الإنكاري، وهو ما يستعمل حين يكون المخاطب منكراً، كقولك للنصراني: (والله محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي). وفي هذه الحال يؤتى بالخبر مؤكداً بالقسم أو حرف التنبيه المؤكد أو نحوهما.

    لكن ربما يؤكد الخبر لشرف الحكم، وان لم يكن المخاطب متردداً أو منكراً، كقولك: (إن النجاة في الصدق).

    واذا جئنا بالتأكيد على حسب ما ذكرنا، سمي الكلام: مطابقاً لمقتضى الظاهر.
    وأما اذا لم نأت بالتأكيد في مورد التأكيد، أو أتينا بالتأكيد في غير مورده، فإن كان هناك اعتبار بلاغي كان حسناً، وإلاّ فلا.

    و ينقسم الخبر من حيث نوع الجملة إلى قسمين:

    1- الجملة الفعلية، وهي إما مركبّة من فعل وفاعل، نحو: (قال زيد) وإما من فعل ونائب فاعل نحو (ضُرب زيدٌ).

    ثمّ إنّها قد تفيد التجدد والحدوث في زمن معيّن، نحو قولهم في البخيل: (يعيش عيشة الفقراء ويحاسب حساب الأغنياء).

    وقد تفيد الاستمرار التجددي شيئاً فشيئاً، كقول المتنبي: (تدبّر شرق الأرض والغرب كفه..) بمعنى أن شأنه المستمر تدبير الممالك.

    2- الجملة الاسمية، وهي ما تركبت من مبتدأ وخبر، وهي لا تفيد إلاّ ثبوت شيء لشيء، نحو (زيد شجاع) لكن إذا كان خبر المبتدأ فعلاً، أو كان هناك قرينة، أفادت التجدد أيضاً، نحو: (الكريـــم يفرح بالضيف) وقوله تعالـــى: {وانك لعـــلي خلق عظيم}( القلم: 4).

    ============

    ( ج ) العدول عن مقتضى الظاهر




    قد ذكروا للعدول عن مقتضى الظاهر لاعتبار بلاغي موارد:

    1 ـ تنزيل العالم منزلة الجاهل، لعدم جريه على موجب علمه، فيلقى إليه الخبر كما يلقى الى الجاهل تقول لمن لا يصلي، وهو عالم بوجوب الصلاة: (الصلاة واجبة) من غير تأكيد.

    2- تنزيل خالي الذهن منزلة المتردد السائل، قال تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}(يوسف: من الآية53) فإن قوله: إن النفس.. أكدت لأنه تقدم ويشير إلى الخبر المقتضي لتردد المخاطب.

    3- تنزيل غير المنكر منزلة المنكر، إذا ظهرت أمارة الإنكار، كقوله:


    جاء شقيق عارضاً رمحه إن بني عمّك فيهم رماح


    فشقيق لا ينكر رماح بني عمه، ولكن مجيئه واضعاً رمحه على فخذه بالعرض وهو راكب، بمنزلة إنكاره أن لبني عمه رماحاً، فأكد الكلام استهزاءاً به.

    4- تنزيل المتردد منزلة الخالي الذهن، كقولك لمن تردد في مجيء الشتاء: (جاء الشتاء).

    5- تنزيل المتردد منزلة المنكر، ويدل على ذلك شدة التأكيد، وإلا فلو لم ينزل كان التأكيد الواحد كافياً، كقولك لمن يتردد في مجيء الأمير: (والله إن الامير جاء).

    6- تنزيل المنكر منزلة الخالي الذهن، لأن عنده من الدلائل ما لو تأملها ارتدع، قال تعالى‏: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (البقرة: من الآية163).

    7- تنزيل المنكر منزلة المتردد، ويظهر بعدم الاعتناء إلى مزيد التأكيد مع اقتضاء المقام ذلك كقولك لمن ينكر نبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أشد الانكار: (إن محمداً صلى الله عليه وآله نبي).
    وحاصل التقسيم: إن كلاً من المنكر والمتردد والخالي قد ينزّل منزلة غيره لاعتبار بلاغي.

    ========
    كتاب البلاغة: (المعاني . البيان . البديع) للشيرازي .
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الخبر والإنشاء Empty رد: الخبر والإنشاء

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 10, 2013 12:12 pm

    الإنشاء
    الإنشاء لغة: هو الإيجاد.

    وفي الاصطلاح: ما لا يحتمل صدقاً ولا كذباً، كالأمر والنهي والاستفهام والتمني والنداء وغيرها، فإنك إذا قلت: (اللّهم ارحمني) لا يصح أن يقال لك: صادق أو كاذب، نعم يصح ذلك بالنسبة الى الخبر الضمني المستفاد من الكلام، وهو أنك طالب للمغفرة.

    أقسام الإنشاء:

    والإنشاء ينقسم إلى (طلبي) و(غير طلبي).

    الإنشاء غير الطلبي:

    ما لايستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب، وهو على أقسام:

    1 ـ المدح والذم، ويكونان بـ (نعم) و(حبذا) و(ساء) و(بئس) و(لاحبذا)، نحو: (نعم الرجل زيد) و(وبئست المرأة هند).

    2 ـ العقود، سواء كانت بلفظ الماضي، نحو: (بعت) و(وهبت) أم بغيره، نحو: (امرأتي طالق) و(عبدي حرّ).

    3 ـ القَسَم، سواء كان بالواو أو بغيرها، نحو: (والله) و( لعمرك).

    4 ـ التعجّب، ويأتي قياساً بصيغة (ما أفعله) و(أفعل به) نحو): (ما أحسن عليّاً ) و(أكرم بالحسين) وسماعاً بغيرهما، نحو: (كيف تكفرون بالله) (البقرة: 28).

    5 ـ الرجاء، ويأتي بـ (عسى) و(حرى) و(اخلولق) نحو: (فعسى الله أن يأتي بالفتح)(المائدة :52).

    الإنشاء الطلبي:

    والإنشاء الطلبي: هو الذي يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب ـ حسب اعتقاد المتكلم ـ وهو المبحوث عنه في علم المعاني لما فيه من اللطائف البلاغيّة، وأنواعه خمسة:

    الأمر , والنهي , والاستفهام , والتمني , والنداء.


    ===============


    ( أ) الأمر




    الأمر: وهو طلب حصول الفعل من المخاطب على سبيل الاستعلاء، وهو إمّا:

    1 - بفعل الأمر نحو: { أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ }(الاسراء: من الآية78).

    2 - أو بالمضارع المجزوم بلام الأمر نحو: { وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ}(البقرة: من الآية282)), ومثله الجملة نحو: (يعيد الصلاة).

    3 - أو باسم فعل الامر نحو: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ } (المائدة: من الآية105).

    4 - أو بالمصدر النائب عن فعل الأمر: نحو: (ذهاباً الى بيت الله).

    قالوا: وقد تخرج صيغة الأمر: عن معناها الأصلي ـ المتقدم ـ فيراد منها أحد المعاني الآتية بالقرينة، لكن الظاهر أنها مستعملة في معناها، وإنما تختلف الدواعي، وتحقيقه في الأصول .

    1 ـ الدعاء، نحو: { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ}(الاحقاف: من الآية15) و(النمل: من الآية19).

    2 ـ الالتماس، نحو: (اذهب الى الدار) تقوله لمن يساويك.

    3 ـ الإرشاد، نحو: { إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ }(البقرة: من الآية282) .

    4 ـ التهديد، نحو: { اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(فصلت: من الآية40).

    5 ـ التعجيز، نحو: { فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ} (البقرة: من الآية23).

    6 ـ الإباحة، نحو: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ }(البقرة: من الآية187).

    7 ـ التسوية، نحو: (اصبروا أو لا تصبروا).

    8 ـ الإكرام، نحو: {ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ} (الحجر:46)

    9 ـ الإمتنان، نحو: { فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} (النحل: من الآية114).

    10 ـ الإهانة، نحو:{ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً} (الاسراء:50).

    11 ـ الدوام، نحو: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة:6)

    12 ـ التمنّي، كقوله: (ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي..).

    13 ـ الاعتبار، نحو: { انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ}(الأنعام: من الآية99).

    14 ـ الإذن، نحو قولك: (ادخل) لمن طرق الباب.

    15 ـ التكوين، نحو قوله تعالى: (كن فيكون).

    16 ـ التخيير، نحو: { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ }(النساء: من الآية3).

    17 ـ التأديب، نحو: (كل ما بين يديك) لمن يأكل من الاطراف.

    18 ـ التعجّب، نحو: { انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ}(الاسراء: من الآية48).

    وضع الخبر موضع الإنشاء:

    يوضع الخبر موضع الإنشاء لأغراض:

    1 ـ التفاؤل، كقوله: (عافاك ربّك من بليتّك التي...) وكقوله: (وفّقك الله) و(أصلحك الله).

    2 ـ الإحتراز عن إتيان الشيء بصورة الأمر، تأدباً ونحوه، كقوله: (ينظر سيّدي إلى مقالي..).

    3 ـ التنبيه على سهولة الأمر لتوفّر شروطه، كقوله: (تأخذون بنواصي القوم وتنزلونهم من صياصيهم...).

    4 ـ المبالغة في الطلب تأكيداً، كقوله: (لا تضربون وجوه الناس بالعمد..) لم يقل: (لا تضربوا) مبالغة في النهي حتّى كأنّهم امتثلوا النهي فأخبر عن امتثالهم.

    5 ـ إظهار الرغبة في الشيء، كقوله: (شفّعني الله محمداً وآله).

    وضع الإنشاء موضع الخبر:

    وقد ينعكس الأمر فيوضع الإنشاء موضع الخبر لأغراض:

    1 ـ إظهار العناية بالشيء والإهتمام به، كقوله تعالى: { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (لأعراف: من الآية29) والأصل: وإقامة وجوهكم.. لكنه لعظيم خطر الصلاة اُوتي في صورة الانشاء.

    2 ـ التأدب بالنسبة إلى عظيم لئلا يساويه غيره في سوق الكلام، كقوله تعالى: { قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} (هود: من الآية54) لم يقل: وأشهدكم.. لئلا يتشابه الاستشهادان.


    ==============


    ( ب) النهي




    النهي: هو طلب المتكلم من المخاطب الكف عن الفعل، على سبيل الاستعلاء.

    وهو إما:

    1 ـ بصيغة المضارع المدخول عليها ال (لا )، كقوله تعالى: { وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ } (البقرة: من الآية188).

    2 ـ أو بالجملة الدالة على ذلك، كقولك: (حرام أن تفعل كذا).

    قالوا: وقد يستفاد من النهي معان أخرى مجازاً بالقرينة، على ما يلي:

    1 - الدعاء كقوله تعالى: { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (البقرة: من الآية286).

    2 - الالتماس، كقولك لأخيك: (لا تفعل خلاف رضاي).

    3 - الإرشاد كقوله تعالى: { لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } (المائدة: من الآية101).

    4 - الدوام، كقوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ }(ابراهيم: من الآية42).

    5 - بيان العاقبة، كقوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ} (آل عمران: من الآية169).

    6 - التيئيس، كقوله تعالى: { لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (التوبة: من الآية66).

    7 - التمنّي، كقولك: (يا شمس لا تغربي).

    8 - التهديد، كقولك لولدك مهدداً: (لا تذهب إلى مجالس البطالين)

    9 - الكراهة، نحو : (لا تشتم الريحان في يوم الصوم).

    10 - التوبيخ، كقوله: (لا تنه عن خلق وتأتي مثله).

    11 - الايناس، كقوله تعالى: (لا تحزن).

    12 - التحقير، كقوله: (دع المكارم لا ترحل لبغيتها..).

    ===============


    ( ج) الاستفهام




    الاستفهام : وهو طلب الفهم، فيما يكون المستفهم عنه مجهولاً لدى المتكلّم، وقد يكون لغير ذلك كما سيأتي، ويقع الاستفهام بهذه الأدوات:

    1 ـ الهمزة كقوله تعالى: { أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ } (مريم: من الآية46).

    2 ـ هل، كقوله تعالى: { فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (المائدة: من الآية91).

    3 ـ ما، كقوله تعالى: { أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (النمل: من الآية84).

    4 ـ من، كقوله تعالى: { مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا} (الانبياء: من الآية59).

    5 ـ أيّان، كقوله تعالى: {يَسْأَلونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} (الذريات:12) .

    6 ـ أين، كقوله تعالى: { أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ} (الأنعام: من الآية22).

    7 ـ كيف، كقوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} (البقرة: من الآية28).

    8 ـ أنّى، كقوله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} (البقرة: من الآية259).

    9 ـ كم، كقوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} (المؤمنون:112).

    10 ـ أيّ، كقوله تعالى: {أيّ الفريقين خير مقاماً} (مريم:73).


    أقسام أدوات الاستفهام

    تنقسم أدوات الاستفهام إلى ثلاثة أقسام:

    1 ـ ما يطلب به التصوّر.

    2 ـ ما يطلب به التصديق.

    3 ـ ما يطلب به التصوّر مرة، والتصديق أخرى.

    والتصوّر، هو إدراك المفرد، بمعنى أن لا يكون هناك نسبة، فـ (زيد) و(عمرو) و(القرآن) و(الله).. ونحوها كلّها مفرد، فهي تصورات.

    والتصديق: هو إدراك النسبة، أي نسبة الفعل الى فاعله أو المبتدأ إلى خبره، فـ(زيد قائم) و(الله عالم) و(محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي).. ونحوها كلها نسبة، فهي تصديقات.

    وجملة القول:

    إن العلم إن كان إذاعاناً للنسبة فتصديق، وإلا فتصورّ.

    والتصديق كما يكون في الإثبات، نحو (محمد عادل) كذلك يكون في النفي، نحو (خالد فاسق).

    همزة الاستفهام:

    من أدوات الاستفهام الهمزة، وهي مشتركة، فتأتي تارة لطلب التصور، وأخرى لطلب التصديق.

    1- أما ما كان لطلب التصوّر، فيلي الهمزة المسئوول عنه، والسؤال حينئذٍ عن المفرد لا النسبة بمعنى: أن السائل يعلم بالنسبة، وإنما لا يعلم شيئاً من أطرافها.

    مثلاً يعلم: أنه وقع فعل ما، لكن لا يعرف المسند، أو المسند اليه، أو المفعول، أو الحال، أو الظرف، أو الصفة.. أو نحوها.

    ففي نحو: (ضرب زيدٌ عمراً، الفاسق، راكباً، في الصحراء) يقع المجهول بعد همزة الاستفهام.

    فتقول في الجهل بالفعل: (أضربه أم قتله)؟

    وتقول في الجهل بالفاعل: (أزيد الضارب أم بكر)؟

    وتقول في الجهل بالمفعول: (أعمراً المضروب أم محمداً)

    وتقول في الجهل بالصفة: (أعمرا الفاسق أم التاجر)؟

    وتقول في الجهل بالحال: (أراكباً كان زيد أم راجلاً)؟

    وتقول فيي الجهل بالظرف: (أفي الصحراء أم في البلد)؟
    وهكذا..

    وقد علم من هذه الأمثلة: أن النسبة معلومة، وإنما المجهول مفرد من المفردات.

    2 ـ وأما ما كان لطلب التصديق، فالهمزة تدخل على الجملة، والسؤال يقع عن النسبة، كقولك: (أجاء زيدٌ؟) فيما لم تعلم بالمجيء.

    ثم إن الغالب أن يؤتى للهمزة التي لطلب التصور بمعادل، كما عرفت في الأمثلة: من معادلة (أم) للهمزة.

    بخلاف طلب التصديق فلا يؤتى للهمزة بمعادل، كما تقدم في المثال.

    ثم إن جواب الهمزة التي لطلب التصور: تعيين أحد الشقين:

    فتقول في السؤال الاول: (ضربه).

    وتقول في السؤال الثاني: (زيدٌ).

    وتقول في السؤال الثالث: (عمراً).
    وهكذا...

    بخلاف الهمزة التي لطلب التصديق، فالجواب: (نعم) أو (لا).

    هل الاستفهامية:

    من أدوات الاستفهام: هل، وهي مختصة بطلب التصديق، فيراد بها معرفة وقوع النسبة وعدم وقوعها، ولذا لا يذكر معها معادل، كما يكون جوابها: (نعم) أو (لا).

    تقول: (هل قام زيد)؟

    والجواب: (نعم) أو: (لا).

    وتنقسم هل الى:

    1 ـ بسيطة، وهي أن يكون المستفهم عنه بها: وجود الشيء وعدمه، كما تقول: (هل العنقاء موجودة)؟

    2 ـ مركبة، وهي أن يكون المستفهم عنه بها: صفة زائدة على الوجود، كما تقول: (هل الخفاش يبصر)؟

    ما الاستفهامية:

    بقية أدوات الاستفهام موضوعة لطلب التصوّر فقط، فيقع السؤال عن معناها.

    1 ـ فـ (ما): موضوعة للاستفهام عن غير العقلاء، ويطلب بها أحد أمور ثلاثة:

    الأول: إيضاح الاسم، مثلاً يقال: (ما الفدوكس)؟ فيقال في الجواب: (أسد).

    الثاني: بيان حقيقة الشيء، مثلاً يقال: (ما الأسد)؟ فيقال في الجواب: (حيوان مفترس).

    الثالث: بيان صفة الشيء، مثلاً يقال: (ما الحيوان)؟ فيقال في الجواب: (حساس متحرك بالارادة).

    وهنا نكتة لا بأس بالتنبيه عليها، وهي: أن السؤال عن شيء حسب ترتيبه العقلي هكذا:

    أ ـ السؤال بـ (ما) الشارحة، تقول: (ما هي الذكاء)؟ فيقال: (الشمس).

    ب- السؤال بـ (هل) البسيطة، تقول: (هل الشمس موجودة)؟ فيقال: (نعم).

    ج- السؤال بـ (ما) الحقيقية، تقول (ماهي الشمس)؟ فيقال: (جرم علوي مضيء..).

    د- السؤال بـ (هل المركبة)، تقول: (هل الشمس أصل الكون)؟ فيقال: (لا).

    وذلك لأن الإنسان يطلب أولاً معنى اللفظ، ثم وجوده، ثم حقيقته، ثم صفاته وخصوصياته.

    2 ـ و(من): موضوعة للاستفهام عن العقلاء، كقوله تعالى: {مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ } (الأنبياء:59) وقد ينعكس، فتستعمل (ما) للعاقل، و(من) لغيره.

    3 ـ و(متى): موضوعه للاستفهام عن الزمان، مستقبلاً كان أم ماضياً، نحو: متى هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم

    4 ـ و(أيّان): موضوعة للاستفهام عن زمان المستقبل فقط، قال تعالى: { يسئل أيّان يوم القيامة} (القيامة:6).

    5 ـ و(كيف): موضـــوعــــة للاستفـــهام عن الحال، قــــال تعالى: {فكيف اذا جئنا من كل أُمَّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}(النساء:41).

    6 ـ و(أين): موضوعة للاستفهام عن المكان، قال تعالى: { أين شركاؤكم} (الآنعام:22).

    7 ـ و(أتّى): موضوعة الاستفهام، وتأتي بمعنى:

    أ ـ كيف، كقوله تعالى: {أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها} (البقرة:259).

    ب - وبمعنى من أين، كقوله تعالى: {يا مريم أنّى لكِ هذا} (آل عمران:37).

    ج- وبمعنى متى، تقول: (زره أنّى شئت؟).

    8 ـ و(كم): موضوعة للاستفهام عن عدد مبهم، كقوله تعالى: { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} (المؤمنون:112)

    9 ـ و(أيّ) موضوعة للإستفهام عن تمييز أحد المتشاركين في أمر يعمهما: شخصاً، أو زماناً أو مكاناً، أو حالاً، أو عدداً، عاقلاً أو غيره، قال تعالى: { أيُّ الفريقين خير مقاماً} (مريم:73).

    خروج أدوات الإستفهام من معانيها:

    قالوا: وقد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معناها الأصلي: وهو طلب الفهم من الجهل، فيستفهم بها عن الشيء مع االعلم به لأغراض أخرى، وأهمها أمور:

    1 - الأمر، كقوله تعالى: {فهل أنتم منتهون} (المائدة:91)أي انتهوا.

    2 - النهي، كقوله تعالى: {أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه} (التوبة:13). أي لا تخشوهم.

    3 - التسوية، كقوله تعالى: {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} (البقرة:6).

    4 - النفي، كقوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} (الرحمن:60).

    5 - الإنكار، كقوله تعالى:{أغير الله تدعون} (الأنعام:40).

    6 - التشويق، كقوله تعالى:{هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} (الصف:10).

    7 - الاستئناس، كقوله تعالى: { وما تلك بيمينك يا موسى} (طه :17).

    8 - التقرير، كقوله تعالى: { ألم نشرح لك صدرك} (الشرح:1).

    9 - التهويل، كقوله تعالى: {وما أدراك ما الحاقة} (الحاقة:2).

    10 - الاستبعاد، كقوله تعالى: { أنّى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين}(الدخان:13).

    11 - التعظيم كقوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} (البقرة:255).

    12 - التحقير، كقوله تعالى: { أهذا الذي يذكر آلهتكم} (الأنبياء:36).

    13 ـ التعجّب، كقوله تعالى: : { ما لهذا الرسول يأكل الطعام} (الفرقان :7).

    14 ـ التهكّم، كقوله تعالى: { أصلاتك تأمرك أن نترك ما كان يعبد آباؤنا} (هود:87).

    15 - الوعيد، كقوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربّك بعاد} (الفجر:6).

    16 - الاستبطاء، كقوله تعالى: {متى نصر الله} (البقرة:214).

    17 - التنبيه على الخطأ، كقوله تعالى:{ أتستبدلون الّذي هو أدنى بالذّي هو خير} (البقرة:61).

    18 - التنبيه على ضلال الطريق، كقوله تعالى: {فأين تذهبون} (التكوير:26).

    19 - التحسّر، كقوله تعالى: {ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني الى النار} (غافر:41).

    20 - التكثير، كقوله: (أهذا الخلق يحشر في القيامة).

    ================


    ( د) التمنّي




    التمني: هو طلب المحبوب الذي لا يرجى حصوله، لاستحالته عقلاً أو شرعاً أو عادة، كقولك: (ليت الشباب لنا يعود) و (ليت السواك كان واجباً) وقوله تعالى: {يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون} (القصص:79).

    والفرق بين التمنّي والترجّي ـ كما ذكروا ـ: أن التمنّي يأتي فيما لا يرجى حصوله، ممكناً كان أم ممتنعاً، والترجّي فيما يرجى حصوله.

    ويستعمل للترجّي ـ غالباً ـ (عسى) و(لعلّ) قال الله تعالى: {فعسى الله أن يأتي بالفتح} (المائدة:52), وقال سبحانه: { لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً} (الطلاق: 1).

    قالوا: وللتمنّي أدوات أخرى تستعمل فيه مجازاً، مثل:

    (هل): قال تعالى: { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} (الأعراف:53).

    و (لو): قال تعالى: { فلو أن لنا كرَّةً فنكون من المؤمنين} (الشعراء:102).

    و (لعلّ) كقول الشاعر:


    أسرب القطا هل من يعير جناحه لعلّـــي إلى من قد هويت أطير


    وقد ينعكس فيؤتى بـ (ليت) مكان (لعل)، قال تعالى: {يا ليتني اتّخذتُ مع الرسول سبيلاً}(الفرقان :27) للتندّم، وقال الشاعر:


    فيا ليت ما بيني وبين أحبّتـــي من البعد ما بيني وبين المصائب


    ================


    ( هـ) النداء




    النداء : وهو طلب توجّه المخاطب الى المتكلّم بحرف يفيد معنى: (أنادي).

    وحروف النداء:

    1 ـ الهمزة: قال الشاعر: (أسكّان نعمان الاراك تيقّنوا...).

    2 ـ يا: قال تعالى: { ياأيّها النبي اتّق الله...}(الأحزاب:1).

    3 ـ أيّ: قال الشاعر: (أيها السائل عنهم وعني...).

    4 ـ أ: كقوله: (أسيد القوم أنّي لست متّكلاً...).

    5 ـ أي: كقوله: (أي ربّ قوّ المسلمين فإنهم...).

    6 ـ أيا: كقوله: (أيا من لست أنساه...).

    7 ـ هيا: كقوله: (... ويقول من فرح: هيا ربّا).

    8 ـ وا: كقوله: (فوا عجباً كم يدّعي الفضلَ ناقص...).

    ثم أنهم اختلفوا في هذه الحروف، والمرجحّ: أن (الهمزة) و(أيّ) لنداء القريب، والباقي لنداء البعيد.

    وقد يجعل للقريب سائر الأدوات إشارة إلى انحطاط مرتبته فلا يليق بالتكلّم معه عن قريب، أو ارتفاع مرتبته فشأنه أجلّ من أن يتكلّم عن قرب، أو لكونه كالبعيد، كالنائم والغافل..

    كما أنه ربما يجعل للبعيد أدوات القريب، إشارة إلى أنه في نفس المتكلّم فهو كالقريب، أو لتنزيل القرب المعنوي منزلة القرب المكاني..

    استخدام النداء لأغراض اُخر:

    قالوا: وربما يؤتى بحرف النداء لغرض آخر، وأهم الأغراض:

    1 ـ الإستغاثة، كقوله: (يا لقومي ويا لأمثال قومي..).

    2 ـ الإغراء، كقوله: (يا من رُميت ألا تنهض إلى الثار...).

    3 ـ الندبة، كقوله: (يا حسيناً قتلته الأشقياء...).

    4 ـ الزجر، كقوله: (أفؤادي متى المتاب؟...).

    5 ـ التعجّب، كقوله: (يا أيّها المجنون كيف تفلسف؟...).

    6 ـ التضجّر وإظهار الحزن، كقوله: (أيا منزل الاحباب أين الاحبّة؟...).

    7 ـ التذكّر، كقوله: (ذكرتك يا معهد المسلمين...).

    8 ـ الاختصاص، وهو كالنداء من غير ياء، فيؤتى بالضمير ثم باسم ظاهر يبيّنه، نحو قوله تعالى: { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت أنّه حميد مجيد}(هود:73) .

    ونحو قوله (صلى الله عليه آله وسلم): (إنّا معاشر الأنبياء اُمرنا أن نكلِّم الناس على قدر عقولهم).

    ==============
    كتاب البلاغة : (المعاني . البيان . البديع) للشيرازي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:30 am