ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    الحسد صفة ذميمة

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الحسد صفة ذميمة Empty الحسد صفة ذميمة

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يناير 21, 2013 11:51 pm

    حذارِ أخي المسلم الكريم من الحسد ، والحسد : هو تمني زوال النعمة عن صاحبها بغض النظر عن أنْ تكون هذه النعمة دينية أو دنيوية ، والحسد صفةٌ ذميمةٌ ذمها ديننا الحنيف ، وقد قال تعالى في ذم الحاسدين ، واستنكار فعلهم : (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه )) [ النساء : 54 ] وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ، ولا يحلُ لمسلم أنْ يهجر أخاه فوق ثلاث ))(1) .
    والحسد من نتائج الحقد ، والحقد من نتائج الغضب ، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب . ومن سلّم الله قلبه من الحسد والغل على الآخرين فقد أُعطي خيراً عظيماً ، ومن أعظم الأحاديث في ذلك ما رواه الإمام أحمد (2) بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال : كنَّا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة )) فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوءه ، قد تعلق نعليه في يده الشمال ، فلما كان الغد ، قال النبَّيُّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجلُ مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث ، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى ، فلما قام النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال : إني لاحيتُ(3) أبي ، فأقسمتُ أنْ لا أدخلَ عليه ثلاثاً ، فإنْ رأيتَ أنْ تؤويني إليك حتى تمضي ، فعلت . قال : نعم . قال أنس : وكان عبد الله يحدث أنَّه بات معه تلك الليالي الثلاث ، فلم يَرَهُ يقوم من الليل شيئاً ، غير أنَّه إذا تعارّ (4) من الليل ، وتقلّبَ على فراشه ذكر الله عز وجل ، وكبّر ، حتى يقوم لصلاة الفجر ، قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً ، فلما مضتِ الثلاث ليالٍ ، وكدتُ أنْ أحقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، إني لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هجر ثَمَّ ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات :
    (( يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة )) فطلعت َ أنت الثلاث مرارٍ ، فأردتُ أنْ آوي إليك ، لأنظرَ ما عملك ، فأقتدي به ، فلم أرَكَ تعملُ كثيرَ عملٍ ، فما الذي بلغ بك ما قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هو إلا ما رأيتَ . قال : فلما ولّيتُ دعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيتَ ، غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشاً ، ولا أحسد أحداً على خيرٍ أعطاه الله إياه . فقال عبد الله : هذه التي بلغتْ بكَ ، وهي التي لا نطيق .

    .............................. .......
    (1) أخرجه : مسلم 8 / 10 ( 563 ) ( 30 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
    (2) في مسنده 3 / 166 .
    (3) لاحيتُ : الملاحاة ، المباغضة والمنازعة .
    (4) هب واستيقظ .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 2:32 am