حذارِ أخي المسلم الكريم من الحسد ، والحسد : هو تمني زوال النعمة عن صاحبها بغض النظر عن أنْ تكون هذه النعمة دينية أو دنيوية ، والحسد صفةٌ ذميمةٌ ذمها ديننا الحنيف ، وقد قال تعالى في ذم الحاسدين ، واستنكار فعلهم : (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه )) [ النساء : 54 ] وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ، ولا يحلُ لمسلم أنْ يهجر أخاه فوق ثلاث ))(1) .
والحسد من نتائج الحقد ، والحقد من نتائج الغضب ، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب . ومن سلّم الله قلبه من الحسد والغل على الآخرين فقد أُعطي خيراً عظيماً ، ومن أعظم الأحاديث في ذلك ما رواه الإمام أحمد (2) بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال : كنَّا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة )) فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوءه ، قد تعلق نعليه في يده الشمال ، فلما كان الغد ، قال النبَّيُّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجلُ مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث ، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى ، فلما قام النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال : إني لاحيتُ(3) أبي ، فأقسمتُ أنْ لا أدخلَ عليه ثلاثاً ، فإنْ رأيتَ أنْ تؤويني إليك حتى تمضي ، فعلت . قال : نعم . قال أنس : وكان عبد الله يحدث أنَّه بات معه تلك الليالي الثلاث ، فلم يَرَهُ يقوم من الليل شيئاً ، غير أنَّه إذا تعارّ (4) من الليل ، وتقلّبَ على فراشه ذكر الله عز وجل ، وكبّر ، حتى يقوم لصلاة الفجر ، قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً ، فلما مضتِ الثلاث ليالٍ ، وكدتُ أنْ أحقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، إني لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هجر ثَمَّ ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات :
(( يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة )) فطلعت َ أنت الثلاث مرارٍ ، فأردتُ أنْ آوي إليك ، لأنظرَ ما عملك ، فأقتدي به ، فلم أرَكَ تعملُ كثيرَ عملٍ ، فما الذي بلغ بك ما قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هو إلا ما رأيتَ . قال : فلما ولّيتُ دعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيتَ ، غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشاً ، ولا أحسد أحداً على خيرٍ أعطاه الله إياه . فقال عبد الله : هذه التي بلغتْ بكَ ، وهي التي لا نطيق .
.............................. .......
(1) أخرجه : مسلم 8 / 10 ( 563 ) ( 30 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(2) في مسنده 3 / 166 .
(3) لاحيتُ : الملاحاة ، المباغضة والمنازعة .
(4) هب واستيقظ .
والحسد من نتائج الحقد ، والحقد من نتائج الغضب ، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب . ومن سلّم الله قلبه من الحسد والغل على الآخرين فقد أُعطي خيراً عظيماً ، ومن أعظم الأحاديث في ذلك ما رواه الإمام أحمد (2) بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال : كنَّا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة )) فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوءه ، قد تعلق نعليه في يده الشمال ، فلما كان الغد ، قال النبَّيُّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجلُ مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث ، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى ، فلما قام النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال : إني لاحيتُ(3) أبي ، فأقسمتُ أنْ لا أدخلَ عليه ثلاثاً ، فإنْ رأيتَ أنْ تؤويني إليك حتى تمضي ، فعلت . قال : نعم . قال أنس : وكان عبد الله يحدث أنَّه بات معه تلك الليالي الثلاث ، فلم يَرَهُ يقوم من الليل شيئاً ، غير أنَّه إذا تعارّ (4) من الليل ، وتقلّبَ على فراشه ذكر الله عز وجل ، وكبّر ، حتى يقوم لصلاة الفجر ، قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً ، فلما مضتِ الثلاث ليالٍ ، وكدتُ أنْ أحقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، إني لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هجر ثَمَّ ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات :
(( يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة )) فطلعت َ أنت الثلاث مرارٍ ، فأردتُ أنْ آوي إليك ، لأنظرَ ما عملك ، فأقتدي به ، فلم أرَكَ تعملُ كثيرَ عملٍ ، فما الذي بلغ بك ما قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هو إلا ما رأيتَ . قال : فلما ولّيتُ دعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيتَ ، غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشاً ، ولا أحسد أحداً على خيرٍ أعطاه الله إياه . فقال عبد الله : هذه التي بلغتْ بكَ ، وهي التي لا نطيق .
.............................. .......
(1) أخرجه : مسلم 8 / 10 ( 563 ) ( 30 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(2) في مسنده 3 / 166 .
(3) لاحيتُ : الملاحاة ، المباغضة والمنازعة .
(4) هب واستيقظ .