ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ Empty قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء يناير 08, 2013 4:43 am

    قال الله تعالى : " وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ " سورة هود 69.
    السؤال الذي يتبادر إلى ذهن القارئ هو لماذا جاءت كلمة السلام في المرة الأولى منصوبة ، بينما جاءت في المرة الثانية مرفوعة ؟
    إنَّ المتأمل في الآية الكريمة يجد أنَّ كلمة السلام في المرة الأولى هي من كلام رسل الله – عز وجل – الذين زاروا سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام .
    فجاءت هذه الكلمة منصوبة ، فالتقدير ( نسلم عليك سلامًا ) ، ومن المقرر أنَّ الجملة الفعلية تختلف في دلالتها عن الجملة الاسمية ، فالجملة الفعلية تدل على التجدد والتغيير ، بينما الجملة الاسمية فدلالتها ثابتة لا تغيير ، لذا جاء كلمة السلام في المرة الثانية مرفوعة ؛ لإنها مبتدأ خبره محذوف ، فالتقدير : ( عليكم سلام ) .
    ويلحظ المرء أنَّ هذه الجملة الاسمية قد تقدم الخبر وجوبًا على المبتدأ ؛ إذ إنَّّ الخبر شبه جملة والمبتدأ نكرة لا مسوغ لها ، فالمبتدأ النكرة يدل على العموم والشمول والإحاطة ، يؤكد ذلك ما قرره ابن عادل في كتابه اللباب بقوله : " فالتَّنكير هُنا يدلُّ على الكمال والتَّمام ، فكأنه سلام كامل تام عليك ، ونظيره قوله تعالى : { سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ ربي } [ مريم : 47 ] وقوله : { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } [ يس : 58 ] وقوله : { وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم } [ الرعد : 23 ، 24 ] ".اهـ .

    وثمة فائدة أخرى وهي تقدم الخبر على المبتدأ ، والتقديم يفيد الحصر والقصر ، فمن المعلوم أنَّ تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والقصر ، فالمقصور عليه هو الخبر ، والمقصور المبتدأ وهو السلام .

    فهذا يدل على أنَّ سيدنا إبراهيم – عليه الصلاة و السلام – قد حيا رسل ربه – عز وجل – بتحية أجمل من تحيتهم ، يؤكد ذلك الألوسي في تفسيره روح المعاني بقوله : "لأنها بجملة اسمية دالة على الدوام والثبات فهي أبلغ ، وأصل معنى السلام السلامة مما يضر " اهـ .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 4:46 pm