الرئيسية
المنشورات
.
الضمير البارز المتصل (الهاء) في (طلعها) يعود إلى شجرة الزقوم ؛ يقول الله تعالى في سورة الصافات : (أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم (62) إنا جعلناها فتنة للظالمين (63) إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم (64) طلعها كأنه رءوس الشياطين (65) فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون (66) .
يقول أصحاب الشبهة من الزنادقة أعداء الإسلام :
كيف يشبه الله طلع الشجرة برءوس الشياطين ؟ و هل الناس قد رأت الشياطين فضلا عن رءوسها حتى يبلغهم هذا التشبيه ؛ إن من قواعد علم البلاغة أن يكون المشبه به معروفا عند المخاطب حتى يؤدي التشبيه دوره !!
و الرد على هذه الشبهة :
أولا : إن المقصود من هذا التشبيه هو إبراز مدى قبح هذه الشجرة ؛ فشبه الله تعالى طلعها برءوس الشياطين ؛ و الناس لم تر الشيطان و مع ذلك يضربون به المثل في القبح
ثانيا : نزل القرآن الكريم بلغة العرب ؛ قواعدها و سننها ؛ و من سنن العرب ذلك ؛ حيث يقول امرؤ القيس - من فحول شعراء الجاهلية - :
أيقتلني والمشرفي مضاجعي .. ومسنونة زرق كأنياب أغوال
و الأغوال لم ترها العرب فضلا عن أن ترى أنيابها ؛ لكن التشبيه هنا أدى مقصوده إذ أن المخاطب يدرك تماما مدى قوة و عظم هذه الأسهم .
يقول الإمام الطبري - رحمه الله - في تفسير الآية :
إن قال قائل : وما وجه تشبيهه طلع هذه الشجرة برءوس الشياطين في القبح ، ولا علم عندنا بمبلغ قبح رءوس الشياطين ، وإنما يمثل الشيء بالشيء تعريفا من الممثل له قرب اشتباه الممثل ، أحدهما بصاحبه مع معرفة الممثل له الشيئين كليهما أو أحدهما ، ومعلوم أن الذين خوطبوا بهذه الآية من المشركين لم يكونوا عارفين شجرة الزقوم ، ولا برءوس الشياطين ، ولا كانوا رأوهما ، ولا واحدا منهما ؟
قيل له : أما شجرة الزقوم فقد وصفها الله - تعالى ذكره - لهم وبينها حتى عرفوها ما هي وما صفتها ، فقال لهم : ( شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين ) فلم يتركهم في عماء منها . وأما في تمثيله طلعها برءوس الشياطين ، فأقول : لكل منها وجه مفهوم : أحدها : أن يكون مثل ذلك برءوس الشياطين على نحو ما قد جرى به استعمال المخاطبين بالآية بينهم وذلك أن استعمال الناس قد جرى بينهم في مبالغتهم إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشيء قال : كأنه شيطان ، فذلك أحد الأقوال . والثاني : أن يكون مثل برأس حية معروفة عند العرب تسمى شيطانا ، وهي حية لها عرف - فيما ذكر - قبيح الوجه والمنظر ، والثالث : أن يكون مثل نبت معروف برءوس الشياطين ذكر أنه قبيح الرأس .
انتهى كلامه (بتصرف) .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&ID=4161
..
و يقول الإمام القرطبي :
قيل : يعني الشياطين بأعيانهم ، شبهها برءوسهم لقبحهم ، ورءوس الشياطين متصور في النفوس وإن كان غير مرئي . ومن ذلك قولهم لكل قبيح هو كصورة الشيطان ، ولكل صورة حسنة هي كصورة ملك . ومنه قوله تعالى مخبرا عن صواحب يوسف : ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم وهذا تشبيه تخييلي ، روي معناه عن ابن عباس والقرظي . ومنه قول امرئ القيس :
أيقتلني والمشرفي مضاجعي .. ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وإن كانت الغول لا تعرف ، ولكن لما تصور من قبحها في النفوس . انتهى كلامه رحمه الله .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=37&ayano=65
..
.
الضمير البارز المتصل (الهاء) في (طلعها) يعود إلى شجرة الزقوم ؛ يقول الله تعالى في سورة الصافات : (أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم (62) إنا جعلناها فتنة للظالمين (63) إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم (64) طلعها كأنه رءوس الشياطين (65) فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون (66) .
يقول أصحاب الشبهة من الزنادقة أعداء الإسلام :
كيف يشبه الله طلع الشجرة برءوس الشياطين ؟ و هل الناس قد رأت الشياطين فضلا عن رءوسها حتى يبلغهم هذا التشبيه ؛ إن من قواعد علم البلاغة أن يكون المشبه به معروفا عند المخاطب حتى يؤدي التشبيه دوره !!
و الرد على هذه الشبهة :
أولا : إن المقصود من هذا التشبيه هو إبراز مدى قبح هذه الشجرة ؛ فشبه الله تعالى طلعها برءوس الشياطين ؛ و الناس لم تر الشيطان و مع ذلك يضربون به المثل في القبح
ثانيا : نزل القرآن الكريم بلغة العرب ؛ قواعدها و سننها ؛ و من سنن العرب ذلك ؛ حيث يقول امرؤ القيس - من فحول شعراء الجاهلية - :
أيقتلني والمشرفي مضاجعي .. ومسنونة زرق كأنياب أغوال
و الأغوال لم ترها العرب فضلا عن أن ترى أنيابها ؛ لكن التشبيه هنا أدى مقصوده إذ أن المخاطب يدرك تماما مدى قوة و عظم هذه الأسهم .
يقول الإمام الطبري - رحمه الله - في تفسير الآية :
إن قال قائل : وما وجه تشبيهه طلع هذه الشجرة برءوس الشياطين في القبح ، ولا علم عندنا بمبلغ قبح رءوس الشياطين ، وإنما يمثل الشيء بالشيء تعريفا من الممثل له قرب اشتباه الممثل ، أحدهما بصاحبه مع معرفة الممثل له الشيئين كليهما أو أحدهما ، ومعلوم أن الذين خوطبوا بهذه الآية من المشركين لم يكونوا عارفين شجرة الزقوم ، ولا برءوس الشياطين ، ولا كانوا رأوهما ، ولا واحدا منهما ؟
قيل له : أما شجرة الزقوم فقد وصفها الله - تعالى ذكره - لهم وبينها حتى عرفوها ما هي وما صفتها ، فقال لهم : ( شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين ) فلم يتركهم في عماء منها . وأما في تمثيله طلعها برءوس الشياطين ، فأقول : لكل منها وجه مفهوم : أحدها : أن يكون مثل ذلك برءوس الشياطين على نحو ما قد جرى به استعمال المخاطبين بالآية بينهم وذلك أن استعمال الناس قد جرى بينهم في مبالغتهم إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشيء قال : كأنه شيطان ، فذلك أحد الأقوال . والثاني : أن يكون مثل برأس حية معروفة عند العرب تسمى شيطانا ، وهي حية لها عرف - فيما ذكر - قبيح الوجه والمنظر ، والثالث : أن يكون مثل نبت معروف برءوس الشياطين ذكر أنه قبيح الرأس .
انتهى كلامه (بتصرف) .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&ID=4161
..
و يقول الإمام القرطبي :
قيل : يعني الشياطين بأعيانهم ، شبهها برءوسهم لقبحهم ، ورءوس الشياطين متصور في النفوس وإن كان غير مرئي . ومن ذلك قولهم لكل قبيح هو كصورة الشيطان ، ولكل صورة حسنة هي كصورة ملك . ومنه قوله تعالى مخبرا عن صواحب يوسف : ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم وهذا تشبيه تخييلي ، روي معناه عن ابن عباس والقرظي . ومنه قول امرئ القيس :
أيقتلني والمشرفي مضاجعي .. ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وإن كانت الغول لا تعرف ، ولكن لما تصور من قبحها في النفوس . انتهى كلامه رحمه الله .
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=37&ayano=65
..
.
