من طرف أحمد الأحد نوفمبر 07, 2010 5:41 pm
نسيت أن أذكر أن كلمة "قرء" من الأضداد ؛ فهي معناها الحيض و الطهر معا
لذلك يختلف الفقهاء و المفسرون في قوله تعالى : (و المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) .
..
الجَوْن كلمة فارسية معربة تطلق على الأبيض و الأسود .
و السدفة تطلق على النور و الظلام ؛ و السبب : اختلاف لهجات القبائل العربية ؛ فبعض القبائل كانت تطلقها على النور ، و أخرى كانت تطلقها على الظلام .
..
بالنسبة للإسرار :
ذكرت في الموضوع أنه قد يأتي الإسرار بمعنى الإظهار ؛ يقول تعالى : (و أسروا الندامة لما رأوا العذاب) ؛ أي أظهروها .
و يقول الشاعر (امرؤ القيس) :
تجاوزت أحراسا إليها و معشرا ... علي حراصا لو يسرِّون مقتلي
لكن الآية يحتمل فيها المعنيان كما ذكر الإمالم الثعالبي في كتابه "فقه اللغة و أسرار العربية" .
و في تفسير الإمام القرطبي :
قوله تعالى وأسروا الندامة أي أخفوها ; يعني رؤساءهم ، أي أخفوا ندامتهم عن أتباعهم . وقيل : أسروا أظهروا ، والكلمة من الأضداد ، ويدل عليه أن الآخرة ليست دار تجلد وتصبر . وقيل : وجدوا ألم الحسرة في قلوبهم ; لأن الندامة لا يمكن إظهارها . قال كثير :
فأسررت الندامة يوم نادى برد جمال غاضرة المنادي
وذكر المبرد فيه وجها ثالثا : أنه بدت بالندامة أسرة وجوههم ، وهي تكاسير الجبهة
و في تفسير الإمام البغوي :
( وأسروا الندامة ) قال أبو عبيدة : معناه : أظهروا الندامة ، لأنه ليس ذلك اليوم يوم تصبر وتصنع . وقيل : معناه أخفوا أي : أخفى الرؤساء الندامة من الضعفاء ، خوفا من ملامتهم وتعييرهم .
و في البحر المحيط :
وأسروا من الأضداد تأتي بمعنى أظهر . قال الفرزدق :
ولما رأى الحجاج جرد سيفه أسر الحروري الذي كان أظهرا
وقال آخر :
فأسررت الندامة يوم نادى برد جمال غاضرة المنادي
وتأتي بمعنى أخفى وهو المشهور فيها كقوله : ( يعلم ما يسرون وما يعلنون ) ويحتمل هنا الوجهين . أما الإظهار فإنه ليس بيوم تصبر ولا تجلد ، ولا يقدر فيه الكافر على كتمان ما ناله ، ولأن حالة رؤية العذاب يتحسر الإنسان على اقترافه ما أوجبه ، ويظهر الندامة على ما فاته من الفوز ومن الخلاص من العذاب وقد قالوا : ( ربنا غلبت علينا شقوتنا ) ، وأما إخفاء الندامة فقيل : أخفى رؤساؤهم الندامة من سفلتهم حياء منهم وخوفا من توبيخهم وهذا فيه بعد ، لأن من عاين العذاب هو مشغول بما يقاسيه منه ، فكيف له فكر في الحياء وفي التوبيخ الوارد من السفلة . وأيضا وأسروا عائد على كل نفس ظلمت على المعنى ، وهو عام في الرؤساء والسفلة . وقيل : إخفاء الندامة هو من كونهم بهتوا لرؤيتهم ما لم يحسبوه ولا خطر ببالهم ، ومعاينتهم ما أوهى قواهم فلم يطيقوا عند ذلك بكاء ولا صراخا ، ولا ما يفعله الجازع سوى إسرار الندم والحسرة في القلوب ، كما يعرض لمن يقدم للصلب لا يكاد ينبس بكلمة ، ويبقى مبهوتا جامدا . وأما من قال : إن معنى قوله : وأسروا الندامة ، أخلصوا لله في تلك الندامة ، أو بدت بالندامة أسرة وجوههم ، أي : تكاسير جباههم ففيه بعد عن سياق الآية .