ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق)

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق) Empty منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أكتوبر 29, 2010 12:17 am

    يقول راجي الصمد بن علي احمد
    حمداً لمن هداني بالنطق والبيان
    واشرف الصلاة من واهب الصلات
    على النبي الهادي وآله الأمجاد
    وبعد فالكلام لحسنه اقسام
    والقول ذوفنون في الجد والمحبون
    وروضة الاريضي السجع والقريض
    والشعر ديوان العرب وكم انال من ارب
    فاقبل اذا رمت الأدب اليه من كل حدب
    رواية الأشعار تكسو الأديب العاري
    وترفع الوضيعا وتكرم الشفيعا
    وتطرب الاخوانا وتذهب الأحزانا
    وتنعش العشاقا وتونس المشتاقا
    وتنسخ الأحقادا وتثبت الودادا
    وتقدم الجبانا وتعطف الغضبانا
    وتنعت الحبيبا والرشأ المريبا
    وخيره ما أطربا مستمعاً وأعجبا
    وهذه الأرجوزة في فنها وجيزة
    بديعة الألفاظ تسهل للحفاظ
    تطرب كل سامع بحسن لفظ جامع
    ابياتها قصير ما شأنها قصور
    ضمنتها معاني في عشرة الإخوان
    تشرح للألباب محاسن الآداب
    فان حسن العشرة ما حاز قوم عشرة
    واكثر الإخوان في العصر والأوان
    صحبتهم نفاق ما زانها وفاق
    يلقي الخليل خله بظا اتى محله
    بظاهر مموه وباطن مشوه
    يظهر من صداقته ما هو فوق طاقته
    والقلب منه خالي كفارغ المخالي حتى اذا ما انصرفا اعرض عن ذاك الصفا
    وان يكن ثم حسد انشب انشاب الاسد
    في عرضة مخالبه مستقصياً مثالبه
    مجتهداً في غيبته لم يرع حق غيبته
    فهذه صحبة من تراه في هذا الزمن
    فلا تكن معتمدا على صديق أبداً
    وان اطقت الا تصحب منهم خلا
    فانك الموفق بل السعيد المطلق
    وان قصدت الصحبة فخذ لها في الأهبة
    واحرص على آدابها تعدّ من اربابها
    واستنب عن شروطها والزم عرى مشروطها
    وان اردت علمها وحدها ورسمها
    فاستمله من رجزي هذا البديع الموجز
    فانه كفيل بشرحه حفيل
    فصلته فصولا تقرّب الوصولا
    لمنهج الآداب في صحبة الاصحاب
    تهدي جميع الصحب الى الطريق الرحب
    سميتها اذ طربا بنظمنه واغربا
    بنغمة الأغاني في عشرة الاخوان
    والله ربي اسأل وهو الكريم المفضل
    الهامي الامدادا ومنجي السدادا .

    -----------

    (فصل في تعريف الصديق والصداقة)

    قالوا الصديق من صدق في حبه وما مذق
    وقيل من لم يعطنا في قوله انت انا
    وقيل لفظ لا يرى معناه في هذا الورى
    وفسروا الصداقة بالحب حسب الطاقة
    وقال من قد اطلقا هي الوداد مطلقا
    وآخرون نصوا بأنها اخص
    وهو الصحيح الراجح والحق فيه واضح
    إذ خلة الصديق عند اولى التحيق
    محبة بلا غرض والصدق فيها مفترض
    ومطلق الحب أعم ومن ابى فقد زعم
    وحدها المعقول عندي ما اقول
    هي بلا اشتباه اخوة في الله
    ---------

    (فصل فيما ينبغي ان يصادق ويصافا ويصاحب ويوافا)

    اذا صحبت فاصحب ذا حسب ونسب
    رب صلاح وتقى ينهاه عما يتقي
    من غية وغدر وخدعة ومكر مهذب لاخلاق يطرب
    للتلاقي يحفظ حق غيبتك يصون ما في عيبتك
    يزينه ما زانكا يشينه ما شانكا
    يظهر منك الحسنا ويذكر المستحسنا
    ويكتم المعيبا ويحفظ المغيبا
    يسره ما سركا ولا يذيع سركا
    ان قال قولا صدقك او قلت انت صدقك
    وان شكوت عسرا افدت منه يسرا
    يلقاك بالأمان من حادث الزمان
    يهدي لك النصيحة بنية صحيحة
    خلته مدانية في العسر والعلانية
    صحبته لا لغرض فذاك في القلب مرض
    لم يتغير ان ولي عن الوداد الأول
    يرعى عهود الصحبة لا سيما في النكبة
    لا يسلم الصديقا ان بال يوما ضيقا
    يعين ان امر عنا ولا يفوه بالخنا
    يولي ولا يعتذر عما عليه يقدر
    هذا هو الأخ الثقة المستحق للمقة
    ان ظفرت يداكا به فكد عداكا
    فانه السلاح والكف والجناح
    وقد روى الرواة السادة الثقاة
    عن الامام المرتضى سيف الآله المنتضى
    في الصحب والاخوان انهما صنفان
    اخوان صدق وثقة وانفس متفقة
    هم الجناح واليد والكهف
    والمستند والأهل والأقارب اذنتهم التجارب
    فافدهم بالروح في القرب
    والنزوح واسلك بحيث سلكوا
    وابذل لهم ما تملك فلا يزول مالكا من دونهم لما لكا
    وصاف من صافاهم وناف من نافاهم
    واحفظهم وصنهم وانف الظنون عنهم
    فهم اعز في الورى ان عنّ خطب او عرى
    من احمر الياقوت بل من حلال القوت
    واخوة للأنس ونيل حظ النفس
    هم عصبة المجاملة لا الصدق في المعاملة
    منهم تصيب لذتك اذ الهموم بدتك
    فضلهم ما وصلوا وابذل لهم ما بذلوا
    من ظاهر الصداقة بالبشر والطلاقة
    ولا تسل ان ظهروا للود عما اضمروا
    واطوهم مد الحقب طي السجل للكتب
    وقال بشر الحافي بل عدة الأصناف
    ثلاثة فالأول للدين و هو الافضل
    وآخر للدنيا يهديك نجد العليا
    وثالث للأنس لكونه ابن جنس
    فأعط كلا ما يجب وعن سواهم فاحتجب
    -----------

    (فصل في شروط الصداقة وادابها)

    صداقة الاخوان الخلص الأعوان
    لها شروط عدة على الرخا والشدة
    والرفق والتلطف والود والتعطف
    وكثرة التعهد لهم بكل معهد
    البر بالأصحاب من أحكم الأسباب
    والنصح للاخوان من اعظم الانسان
    والصدق والتصافي من أحسن الاوصاف
    دع خدع المودة للأوجه المسودة
    فالمحض في الاخلاص كالذهب الخلاص
    حفظ العهود والوفا حق لأخوان الصفا
    عاملهم بالصدق واصحب بحسن الخلق
    والعدل والانصاف وقلة الخلاف
    ولا قهم بالبشر وحيهم بالشكر
    صفهم بما يستحسن واخف ما يستهجن
    وان رأيت هفوة فانصحهم في الخلوة
    بالرمز والاشارة والطف العبارة
    اياك والتعنيفا والعذل والعنيفا
    وان ترد عتابهم فلا تسيء خطابهم
    وأحسن العتاب ما كان في كتاب
    فالعتب في المشافهة ضرب من المسافهة
    وعن امام النحل قاتل كل فحل
    عابت اخاك الجاني بالبر والإحسان
    حافظ على الصديق في الوسع والمضيق
    فهو نصيب الروح ومرهم الجروح
    وفي الحديث الناطق عن الإمام الصادق
    من كان ذاحميم نجا من الجحيم
    لقول اهل النار وعصبة الكفار
    فما لنا من شافع ولا صديق نافع
    والقرب في الخلائق امن من البوائق
    فقارب الأخوانا وكن لهم معوانا
    لا تسمع المقالا فيهم وان توالا
    فمن اطاع الواشي سار بليل غاش
    وضيع الصديقا وكذب الصديقا
    وان سمعت قيلا يحتمل التأويلا
    فاحمله خير محمل فعل الرجال الكمل
    وان رأيت وهنا فلا تسمهم طعنا
    فالطعن بالكلام عند ذوي الأحلام
    انفذ في الجنان من طعنة السنان
    فعد من زلاتهم وسد من خلاتهم
    سل عنهم ان غابوا وزرهم ان آبوا
    واستنب عن احوالهم وعف عن اموالهم
    اطعهم ان امروا وصلهم ان هجروا
    فقاطع الوصالا كقاطع الاوصالا
    ان نصحوك فاقبل وان دعوك فاقبل
    واصدقهم في الوعد فالخلف حق الوغد
    واقبل اذا ما اعتذروا اليك مما ينكر
    وارع صلاح حالهم واشفق على امحالهم
    وكن له غياثا اذ الزمان عاثا
    واعطهم ما املوا ان اخثصبوا او امحلوا .
    ----------

    (فصل في اعانة الاخوان في نوائب الحدثان وحوادث الزمان وهو كما رقم)

    حقيقة الصديق تعرف عند الضيق
    وتخبر الاخوان اذا جفى الزمان
    لا خير في اخاء يكون في الرخاء
    وانما الصداقة في العسر والاضاقة
    لا تدخر المودة الا ليوم السدة
    ولا تعدّ الخلة الا لسد الخلة
    عن اخاك واعضد وكن له كالعضد
    لا سيما ان قعدا به الزمان أو عدي
    بئس الخليل من نكل من حله اذا اتكل
    لا تجف في حال اخا ضر الزمان او سخا
    وان شكى من خطبه فزد من اللطف به
    واسع لكشف كربته واحفظ عهود صحبته
    وكن له كالنور في ظلمة الديجور
    ولا تدع ولا تذر ما تستطيع من نظر
    حتى يزول الهم ويكشف الملم
    ان الصديق الصادقا من فرّج المضائقا
    واكرم الأخوانا اذا شكوا هوانا
    واسعف الحميما من حمله العظيما
    وانجد الأصحابا ان ريب دهر نابا
    اعانهم بماله ونفسه وآله
    ولا يرى مقصرا في بذل مال وقرا
    فعل ابي امامة مع خلة الحمامة
    فان اردت فاسمع حديثهم كيما تعي
    ------------

    (حديث الفار والحمامة وهو مثل لمعاونة الاخوان في نوائب الزمان)

    روى اولو الاخبار وناقلوا الآثار
    عن سرب طير سارب من الحمام الراعبي
    بكر يوماً سحرا وسار حتى اسحرا
    في طلب المعاش وهو ربيط الجاش
    فابصروا على الثرا حبا منقا منثرا
    فاحمدوا الصباحا واستيقنوا النجاحا
    واسرعوا اليه وأقبلوا عليه حتى اذا ما اصطفوا
    حذاءه اصفوا فصاح منهم حازم لنصحهم ملازم
    مهلا فكم من عجلة ادنت لحي اجله
    تمهلوا لا تقعوا وانصتوا لي واسمعوا
    اليّة بالرب ما نثر هذا الحب
    في هذه الفلات الا لأمر عاتي
    اني ارى حبالا قد ضمنت وبالا
    وهذه الشباك في ضمنها الهلاك
    فكابدوا المجاعة وأنظروني ساعة
    حتى ارى واختبروالفوز حق المصطبر فاعرضوا
    عن قوله واستضحكوا من هوله قالوا
    وقد غطى القدر السمع منهم والبصر
    ليس على الحق مرا حب معدي للقرا
    القي في التراب للأجر والثواب
    ما فيه من محذور لجائع مضرور ا
    غدوا على الغذاء فالجوع شر داء
    فسقطوا جميعا للقطه سريعا
    وما دروا ان الردى اكمن في ذاك الغذا
    فوقعوا في الشبكة وايقنوا بالهلكة
    وندموا وما الندم مجد وقد زلّ القدم
    فأخذوا في الخبط لحل ذاك الربط
    فالتوت الشباك والتفت الأشراك
    فصاح ذاك الناصح ما كل سعي ناجح
    هذا جزاء من عصى نصيحة وانتقصا
    للحرص طعم مر وشره شمّر
    وكم غدت امنية جالبة منية
    وكم شقا في نعم ونقم في لقم
    فقالت الجماعة دع الملام الساعة
    ان اقبل القناص فما لنا مناص
    والفرك في الفكاك من ورطة الهلاك
    اولى من الملام وكثرة الكلام
    وما يفيد اللاحي في القدر المتاح
    فاحتل على الخلاص كحيلة ابن العاص
    فقال ذاك الحازم طوع النصيح لازم
    فان اطعتم نصحي ظفرتم بالنجح
    وان عصيتم امري خاطرتم بالعمر
    فقال كل هات فكرك في النجاة
    جميعنا مطيع لما ترى سريع
    وليس كل وقت يضل عقل الثبت
    فقال لا ترتبكوا فتستمرم الشبك
    واتفقوا في الهمة لهذه الملمة
    حتى تطيروا بالشرك وتأمنوا من الدرك
    ثم الخلاص بعد لكم علي وعد فقبلوا
    مقاله وامتثلوا ما قاله واجتمعوا
    في الحركة وارتفعوا بالشبكة
    فقال سيروا عجلا سيراً يفوت الأجلا
    ولا تملوا فالملل يعوق والخطب جلل
    فأمهم وراحوا كأنهم رياح
    واقبل الحبال في مشيه يختال
    يحسب ان البركة قد وقعت في الشبكة
    فأبصر الحماما قد حلقت اماما
    وفلّت الحبالة واوقعت خياله
    فعض غيضاً كفه على ذهاب الكفه
    فراح يعدو خلفها يرجو اللحاق سفها
    حتى اذا ما يئسا عادلها مبتئسا
    واقبل الحمام كأنه غمام
    على فلاة قفر من الأنام صفر
    فقالت الحمامة بشراكم السلامة
    هذا مقام الأمن من كل خوف يغني
    وان اردتم فقعوا لا يعتريكم
    فزع فهذه المومات لنا بها النجات
    ولي بها خليل احسانه جزيل
    ينعم بالفكاك من ربقة الشباك
    فلجأوا اليها ووقعوا عليها
    فنادت الحمامة اقبل ابا امامة
    فأقبلت فويرة كانها نويرة
    تقول من ينادي ابي بهذا الوادي
    قال لها المطوق انا الخليل الشيق
    قولي له فليخرج واذنيه بالمجي
    فرجعت واقبلا فار يهد الجبلا
    فأبطر المطوقا فضمه واعتنقا
    فقال اهلا بالفتى ومرحبا بمن اتى
    قدمت خير مقدم على الصديق الأعظم
    فادخل بيمن داري وشرفن مقداري
    وانزل برحب ودعة وجفنة مدعدعة
    واشف جوى القلوب بوصلك المحبوب
    فالشوق للتلاق قد بلغ التراقي
    فقال كيف انعم ام كيف يهني المنعم
    وهل يطيب عيش ام هل يقرّ طيش
    واسرتي في الأسر يشكون كل عسر
    اعناقهم في غل وكلهم في ذل
    فقال مرني ائتمر عداك نحس مستمر
    قال اقرض الحباله قرضا بلا ملالة
    وخلص الأصحابا واغتنم الثوابا
    وحل قيد اسرهم وفكهم من اسرهم
    قال امرت طائعا وعبد ودّ سامعا
    فقرض الشباكا وقطع الاشراكا
    وخلص الحماما وقد رءا الحماما
    فاعلنوا بحمده واعترفوا بمجده
    فقال قروا عينا ولا شكوتم اينا
    وقدم الحبوبا للأكل والمشروبا
    وقام بالضيافة بالبشر واللطافة
    اضافهم ثلاثا من بعد ما اغاثا
    فقال ذاك الخل الخير لا يمل
    فقت ابا امامه جودا على ابن مامة
    وجيت بالصداقة بالصدق فوق الطاقة
    البستنا اطواقا وزدتنا اطواقا
    من فضلك الجميل وفعلك الجزيل
    مثلك من يدخر لريب دهر
    يحذر وترتجيه الصحب ان عز يوم خطب
    فاذن بالإنصراف لنا بلا تجافي
    دام لك الانعام ما غرد الحمام
    ودمت مشكور النعم مارن شاد بنغم
    فقال ذاك الفار جفا الصديق عار
    ولست ارضى بعدكم لا ذقت يوماً فقدكم
    ولا ارى خلافكم ان رمتم انصرافكم
    عمتكم السلامة في الظعن والإقامة
    فودعوا وانصرفوا والدمع منهم يذرف
    فاعجب لهذا المثل المعرب المؤثل
    او ردته ليحتذى اذا عرى الخل اذى .
    ------------
    فصل باتحاد الصديقين واتصاف كل منهما بصفات الاخر)

    الصدق في الوداد يقضي بالاتحاد
    في النعت والصفات والحال والهيئات
    فيكتسى المشوق ما كسي المعشوق
    حتى يظن انه من الحبيب كنهه
    لشدة العلاقة والصدق في الصداقة
    وهذه القضية في حكمها مرضية
    اثبتها البيان النقل والعيان
    لذاك قال الأول والحق لا يأوّل
    نحن من المساعدة نحيى بروح واحدة
    ومثلوا بالجسد والروح ذي التجرد
    فالروح ان امرعنا تقول للجسم
    انا وقال جد الناظم مستند الأعاظم
    من للعلوم قد نشر منصور استاد البشر
    ولم هاذا الحكم لم يقترن بعلم
    وانه قد ظهرا مشاهداً بلا مرا
    فمنه ما جرى لي في غابر الليالي
    اصابني يوم الم من غير انذار الم
    فاحترت منه عجبا لما فقدت السببا
    واستغرقتني الفكر حتى اتاني الخبر
    ان صديقا لي عرض لجسمه هذا المرض
    فازداد عند علمي تصديق هذا الحكم فالصدق
    في المحبة توجب هذي النسبة
    فكن صديقا صادقا ولا تكن مماذقا
    حتى تقول معلنا اني ومن اهوى انا
    -----------

    (فصل في تزاور الأخوان وتلاقيهم)

    تزاور الإخوان من خالص الإيمان
    ان التآخي شجرة لها التلاقي ثمرة
    لا تترك الزيارة فتركها حقارة
    كل أخ زوار وان تناءت دار
    وقد رأوا آراء واختلفوا اهواء
    في الحد للزيارة والمدة المختارة
    فقيل كل يوم كالشمس بين القوم
    وقيل كل شهر مثل طلوع القمر
    وقيل ما نص الأثر عليه نصاً واشتهر
    زر من تحب غبا تزدد اليه حبا
    واختلفوا في السغب عن اي معنى ينبي
    فقيل عن ايام خوفا من الابرام
    وقيل عن اسبوع وقفا على المسموع
    وقيل بل معناه زر يوماً ويوماً لا تزر
    فاعمل بما تراه في وصل من تهواه
    وزر اخاك عارفا بحقه ملاطفا
    وان حللت منزله فاجعل صنيع الفضل له
    واقبل اذا ما راما منه له الإكراما
    فمن ابى الكرامة حلت به الملامة
    وان اتاك زائرا فانهض اليه شاكرا
    وقل مقال من شكر فضل الصديق وذكر
    ان زارني بفضله او زرته لفضله
    فالفضل في الحالين له ووصل
    من تهوى صله والضم والمصافحة
    من سنة المصالحة
    او كان يوم عيد او جاء من بعيد
    هذا هو المشهور يصنعه الجمهور
    وقد اتى في الأثر عن النبي المنذر
    تصافح الاخوان يسن كل آن ما افترقا
    واجتمعا يغشاهما الخير معا.
    ----------

    (فصل في محادثة الأخوان)

    ان رمت ان تحدثا بما مضى او حدثا
    لتونس الأصحابا فأحسن الخطابا
    واختصر العبارة ولا تكن مهذارة
    واختر من الكلام ما لاق بالمقام
    من فائق العلوم ورائق المنظوم
    واذكر من المنقول ما صح في العقول
    واجتنب الغرائبا كيلا تظن كاذبا
    وان اخوك اسمعا فكن له مستمعا
    والزم له السكاتا واحسن الإنصاتا
    ولا تكن ملتفتا عنه الى ان يسكتا
    وان اتى بنقل سمعته من قبل
    فلا تقل هذا الخبر علمته فيما غير
    فلا تكذب ما روى ودع سبيل من غوى .
    ------------

    (فصل في مزاح الأخوان ومداعبتهم)

    المزح والدعابة من شيم الصحابة
    فانه في الخلق عنوان حسن الخلق
    تولي به السرورا خليلك المصدورا
    فامزح مزاح من قسط وكن على حد وسط
    واجتنب الايحاشا ولا تكن فحاشا
    فالفحش في المزاح ضرب من السلاح
    يجر للسخيمة والوظنة الوخيمة
    وجانب الاكثارا وحاذر العثارا
    وكثرة الدعابة تذهب بالمحابة
    وعثرة اللسان توقع بالانسان
    واحمل مزاح الأخوة وخل عنك النخوة
    فالبسط في المصاحبة يفضي الى المداعبة
    وان سمعت نادرة فلا تفه ببادرة
    لا تغضبن فالغضب في المدح من سوء الأدب
    وانظر الى المقام وقايل المقام
    فان يكن وليا وصاحبا صفيا
    فقوله وان نبا فهو الولاء المجتبى
    وان يكن عدوا وكاشحا مجفوا
    فقوله وان خلا لسامع هو البلا
    الا ترى للعرب تقول عند العجب
    قاتله الله ولا تقول ذاك عن قلا .
    -----------

    (فصل في ضيافة الاخوان)

    اذا صديق طرقا من غير وعد سبقا
    فقدّمن ما حضر فليس في البر خطر
    ولا ترم تكلفا خير الطعام ما كفى
    واعلم بان الالفة مسقطة للكافة
    وان دعوت فاحتفل ولا تكن كمن بخل
    وقم بحق الضيف في شتوة وصيف
    واسأله عما يشتهي من طرق التفكه وأت
    بما يقترح فلطف لا يستقبح
    واعمل بقول الاول الضيف رب المنزل
    واظهر الأناسا ولا تكن عباسا
    فالبشر واللطافة خير من الضيافة
    وخدمة الاضياف سجية الاشراف
    احرس على سرورهم بالبسط في حضورهم
    لا تشك دهراً عندهم ولا تكدر وردهم
    واعلم عن الخدام في الفعل والكلام
    وان اساؤا الادبا كيلا يروك مغضباً
    وقدم الخوانا واكرم الاخوانا
    عن انتظار من يجي فذاك فعل المهرج
    وقد رووا فيما ورد اعظم ما يضني الجسد
    مائدة تنتظر بأكلها من يحضر
    انسهم في الاكل فعل الكريم الجزل
    واطل الحديثا ولا تكن حثيثا
    فاللبث بالطعام من شيم الكرام
    وشيع الاضيافا ان طلبوا انصرافا
    وان دعاك من تحب الى طعام فأجب
    اجابة الصدّيق فرض على التحقيق
    فان عجبت دعوته فاحذر وجانب جفوته
    ولا تذر بصاحب أو احد الاقارب
    واجلس بحيث اجلسك وانس به ما آنسك
    لا تأب من كرامته وكف عن غرامته
    إياك والتنقيلا ولا تكن ثقيلا
    لا تحتقر ما احضرا ولا تعب ما حضرا
    فالذم للطعام من شيمة الطغام
    لا تحتشم من اكل كفعل أهل الجهل
    ما جيء بالطعام إلا للالتقام .
    ----------

    (فصل في عيادة الاخوان)

    عيادة العليل فرض على الخليل
    فعد اخاك ان مرض واعمل بحكم ما فرض
    واسأله عن احواله باللطف في سؤاله
    وسلّه عما به يسل عن اكتآبه وادع له
    بالعافية والصحة الموافية
    واحذر من التطويل يضجّر العليل
    فمكث ذي الصداقة قدر احتلاب الناقة
    إلا اذا ما التمسا بنفسه أن تجلسا
    والعود للعيادة بعد ثلاث عادة
    هذا لمن احبا وان تشأ فغبا
    وسنة المعتل ايذان كل حل
    ليقصدوا وفادته ويغنموا عيادته
    وليترك الشكاية ويكتم النكاية
    عن عائد وزائر فعل الكريم الصابر
    وليحمد الله على بلائه بما ابتلى
    ليحزر الثوابا والاجر والصوابا .
    ----------

    (فصل في مكاتبة الاخوان)

    تواصل الاحباب في البعد بالكتاب
    فكاتب الاخوانا ولا تكن خوانا
    فتركك المكاتبة ضرب من المجانبة
    والبدؤ للمسافر فى الكتب لا للحاظر
    والرد للجواب فرض بلا ارتياب .
    ----------

    (فصل في التحذير من صحبة الاحمق)

    لا تصحبن الاحمقا المائق الشمقمقا
    عدو سوء عاقل ولا صديق جاهل
    ان اصطحاب المائق من اعظم البوائق
    فانه لحمقه وغوصه في عمقه
    يحب جهلا فعله وان تكون مثله
    يستحسن القبيحا ويبغض النصيحا
    بيانه فهاهة وحمله سفاهة
    وربما تمطى وكشف المغطى
    لا يحفظ الأسرارا ولا يخاف عارا
    يعجب من غير عجب يغضب من غير غضب
    كثيره وجيز ليس له تميز
    وربما اذا نظر اراد نفعا
    فأضر كفعل ذاك الدب بخله المحب .
    -----------

    (حكاية الدب وانعكاس فعله الجميل)

    رووا اولو الأخبار عن رجل سيار
    ابصر في صحراء فسيحة الأرجاء
    دبا عظيما موثقا في سرحة معلقا
    يعوي عواء الكلب من شدة وكرب
    فأدركته الشفقة عليه حتى اطلقه
    وحله من قيده لأمنه من كيده
    ونام تحت الشجرة منام من قد ضجره
    طول الطريق والسفر فنام من فرط الضجر
    فجاء ذاك الدب عن وجهه يدب
    وقال ذاك الخل جفاه لا يحل
    انقذني من اسري وفك قيد عسري
    فحقه ان ارصده من كل سوء قصده
    فأقبلت ذبابة ترن كالربابة
    فوقعت لحيته على شفار عينه
    فجاش غيظ الدب وقال لا وربي
    لا ادع الذبابا ليسومه عذابا
    فأسرع الدبيبا لصخرة قريبا
    فقلها واقبلا يسعى اليه عجلا
    حتى اذا حاذاه صك بها مجلاه
    ليقتل الذبابة من غير ما ارابه
    فرض منه الراسا وفرق الأضراسا
    واهلك الخليلا بقصده الجليلا
    فهذه الرواية تنهى عن الغواية
    في طلب الصداقة عند اولي الحماقة
    ان كان فعل الدب هذا لفرط الحب
    وجاء في الصحيح نقلا عن المسيح
    عالجت كل اكمه وابرص مشوه
    لكنني لم أطق قط علاج الأحمق .
    -----------
    (فصل في التحذير عن مودة البخيل)

    مودة البخيل جهل بلا تأويل
    يستكثر القليلا ويحرم الخليلا
    يبخل ان جدب عرا ولا يجود بالقرا
    يمنع ذا الودادا موارد الامدادا
    يقول لا ان سألا بخلا ويوليه القلا
    يحرمه ما عنده ولا يراعي وده
    ان رام منه قرضا رأى البعاد فرضا
    يضن بالزهيد في الزمن الشديد
    فصحبة الشحيح تمسك بالريح
    لا تحسب المودة تحل منه عقدة
    ان وجوه الحيلة في البخل مستحيلة
    واسمع حديثاً عجبا قد نقلته الأدبا
    في البخل عن مزبد مع ربرب لتهتدي .
    -----------

    (حكاية مزبد وربرب المدينة)

    حكى اولوالأخبار وناقلو الآثار
    عن غادة عطبول تلعب بالعقول
    بطرفها الكحيل و خصرها النحيل
    وخدها المورد وصدغها المزرد
    وقدها القضيب وردفها الكثيب
    وتعمر المغاني برنة الأغاني
    كانت تسمى ربربا تحي النفوس طربا
    وكانت الأشراف والسادة الظراف
    يجمعهم مغناها ليسمعوا غناها
    وكان مولاها فتى بكل ظرف نعثا
    فاجتمعت جماعة للبسط والخلاعة
    واستطردوا في النقل لذكر اهل البخل
    فاتفقوا بأسرهم ان لم يروا في عصرهم
    ولا رأوا فيما مضى من الزمان وانقضى
    بل لا يكون ابدا شخصا على مزبدا
    في بخله والشح وحرصه الملح
    فقالت الفتاة لا الغادة
    الا لايا اني لكم كفيلة بأخذه بالحيلة
    حتى يجود بالذهب ويستقل ما وهب
    فقال مولاها لها اشهد ارباب النهى
    ان تخدعي مزبدا عليك حين ما بدا
    لانثرن الذهبا عليك حتى يذهبا
    قالت اذا جاء فلا تحجبه عني عجلا
    وخل عنك الغيرة ولا تنفر طيرة
    فقال اقسمت بمن حلاك بالخلق الحسن لارفعن الغيرة
    ولو حباك ابره فأرسلوا رسولا يسأله الوصولا
    فجاءهم عشية واحسن التحية
    فأهلوا ورحبوا حتى اذا ما شربوا تساكروا
    عن عمد وهوموا عن قصد كيما يروا ويسمعوا
    لربرب ما تصنع فعندها رأتهم قد سكروا
    وهوموا مالت الى مزبد بالبشر
    والتودد واقبلت عليه مشيرة اليه
    قالت ابا اسحق نعمت بالتلاق
    كانني بنفسك اذ غرقت بانسك
    تهوى بأن اغني سار الفريق عني
    فقال زوجي طالق وخدمي عتائق
    ان لم تكوني عارفة بالغيب او مكاشفة
    فاستمعته وطرب ثم شقته وشرب
    وخاطبته ثانية بلطفها مدانية
    قالت ابا اسحاق يا سيد الرفاق
    اني اظن قلبك يهوى جلوس قربك
    لتلثم الخدودا وتقطف الورودا
    فقال مالي صدقة وامرأتي مطلقة
    ان لم تكوني في الورى ممن مضى
    وغبرا عالمة بالغيب حقاً بغير ريب
    فنهضت اليه وجلست لديه فضمها وقبلا
    وقال نلت الأملا يا غرة الغواني ومنتهى الأماني
    تفديك امي وابي وكل شاد مطرب
    فحين ظنت انها قد اوسعته منّها قالت له الانرا لزلة
    لن تغفرا من هؤلاء القوم في مثل هذا اليوم
    يدعونني للطرب وكلهم يأنس بي
    ولم يكن منهم فتى للبر بي ملتفتا
    فيشتري ريحانا بدرهم مجانا
    فهات انت درهما وفقهم تكرما
    فقام منها ووثب وصاح يدعو من كثب
    وقال مه اي زانية صليت ناراً انية
    دنست علم الغيب منك بكل عيب
    فضحك الأقوام من فعله وقاموا
    وعملوا ان الخدع لم تجد في ذاك للكع
    فأقبلت باللوم عليه بين القوم
    فسبها واغضبا وسار عنهم مغضبا
    فهذه الحكاية تكفي اولي الهداية
    في شيمة البخيل ودائه الدخيل
    ------------

    (فصل في التحذير من صحبة الكذاب)

    صحابة الكذاب كلا مع السراب
    يخلف ما يقول معلومه مجهول
    يقرب البعيدا ويأمن الوعيدا
    ويحلف الموعودا ولا يلين عودا
    يمين في اليمين وليس بالأمين
    وفي كلام الأدبا العلماء النجبا
    لم يرفي القبائح وجملة الفضائح
    كالكذب اوهى سببا ولا اضل مذهبا
    ولا اعز طالبا ولا اذل صاحبا
    يسلم من يعتصم به ومن يلتزم طلوعه
    افول وفضله فضول غليله لا ينقع وخرقه
    لا يرقع صاحبه مكذب وفي غد معذب
    فجانب الكذابا واوله اجتنابا
    فاسمع حديثاً عجبا في ذم من قد كذبا .
    -----------

    (حكاية الفتى البغدادي مع الأمير المهلبي)

    روى اولو الأخبار وناقلو الآثار
    عن حدث ذي ادب وخلق مهذب
    ليسكن في بغداد في نعمه تلادي
    فارق يوماً والده وطرفه وتالده
    وحل ارض البصرة بلوعة وحسرة
    فظل فيها حائرا يكابد الفواقرا
    ولم يزل ذا فحص يسأل كل شخص
    عمن بها من نازل وفاضل مشاكل
    فوصفوا نديما ذا أدب كريما ينادم المهلب
    وهو امير العرب فأمه وقصده وحين حل معهده
    عرّفه بأمره وحلوه ومره
    فقال انت تصلح بل خير من يستملح
    لصحبة الأمير السيد الخطير
    ان كنت ممن يصبر لخصلة يستنكر
    فقال اي خصلة فيه تنافي وصله
    فقال هذا رجل لا يعتريه الملل
    من افتراه الكذب في حزن وطرب
    فان اردت طوله فصدقن قوله
    في كل ما يختلق ويفتري وينطق
    حتى تنال نائله ولا ترى غوائله
    قال الفتى سأفعل ذاك ولست اجهل
    فذهب النديم وهو به زعيم
    فعرف الأميرا بفضله كثرا حتى دعاه
    فحضر وسره عند النظر فراشه
    في الحال بكسوة ومال فلازم الملازمة
    للأنس والمنادمة ولم يزل يصدقه
    في كل افك يخلقه فقال يوماً
    وافترى بهتاً وكذبا منكرا
    لي عادة مستحسنة افعلها كل سنة
    اطبخ للحجاج من لحم الدجاج
    في فرد قدر نزلا يكفي الجميع اكلا
    فحار ذلك الفتى من قوله وبهتا
    وقال ليت شعري ما قدر هذا القدر
    هل هي بين زمزم ام هي بحر القلزم
    ام هي في الفضاء بادية الدهناء
    فغضب الأمير وغاضه النكير
    فقال ردوا صلته
    منه وقدوا خلعته
    واخرجوه الآنا عنا فلا يرانا
    فندم الأديب وساءه التكذيب
    وعاود النديما لعذره مقيما
    وقال منذ دهري لم اشتعل بسكر
    فغالني الشراب وحاق بي العذاب
    وقلت ما لا اعقل والهفو قد يحتمل
    فسل لي الاغضاءوالعفو والرضاء
    قال النديم اني ارضيه بالتأني
    بشرط ان تنيبا وتترك التكذيبا
    فراجع الأميرا واستوهب التقصيرا
    واستأنف الانعاما عليه والاكراما
    فعاد للمنادمة باللطف والملائمة
    فكان كلما كذب وقال افكا وانتذب
    صدقه واقسما بكونه مسلما
    حتى جرى في خبر ذكر كلاب عبقر
    ووصفها بالصغر وخلقها المختصر
    قال الأمير وابتكر ليس العيان كالخبر
    قد كان منذ مدة لدي منها عدة
    اضعها في مكحلة للهزل والخزعبلة
    وكان عندي مسخرة اكحل منها بصره
    فكانت الكلاب في عينه تنساب
    وهي على مجونه تنبح في جفونه
    فقام ذلك الفتى يقول لا عشت متى
    صدقت هذا الكذبا شاء الأمير او ابى
    ورد ما كساه به وما حباه
    وراح يعدو عاريا من البلاء ناجيا
    -----------

    (فصل في التحذير من صحبة الاشرار)

    وصحبة الأشرار اعظم في الأضرار
    من خدعة الأعداء ومن عضال الداء
    يقبحون الحسنا ودأبهم قول الخنا
    شأنهم النميمة والشيم الذميمة
    اذا أردت تصنع خيراً بشخص منعوا
    الغل فيهم والحسد والشر حبل
    من مسد ان منعوا ما طلبوا تنمروا
    وكلبوا واعرضوا إعراضا ومزقوا الأعراضا
    ليس لهم صلاح حرامهم مباح
    لا يتقون قبحا ولا يعون نصحا
    يغرون بالقبيح والضرو التبريح
    كلامهم افحاش وأنفسهم ايحاش
    الخير منهم وان والشرّ منهم
    دان شيطانهم مطاع ودينهم مضاع
    لا يرقبون الا ولا يرون خلا
    اخلاصهم مداهنة وودهم مشاحنة
    صلاحهم فساد رواجهم كساد
    عزيزهم ذليل صحيحهم
    عليل ضياؤهم ظلام وعذرهم
    ملام تقريبهم تبعيد ووعدهم وعيد
    اذا سألت ضنوا او منحوك منوا
    وان عدلت مالوا وان سألت قالوا
    ربحهم خسران وشكرهم كفران
    شرابهم سراب وعذبهم عذاب
    وفاقهم نفاق انجاحهم اخفاق
    وفاؤهم محال وخصبهم امحال
    ودادهم خداع وسرهم مذاع
    اذعانهم لجاج معينهم اجاج
    وليس فيهم عار من ادراع العار
    البعد عنهم خير والقرب منهم
    ضير فاحذرهم كل الحذر
    لحاك لاح او عذر واسمع مقال الناصح
    سمع اللبيب الراجح
    وقال ارباب الحكم العالمين بالأمم
    ان شئت ان تصاحبا من الأنام صاحبا
    من حالة تريدها او حاجة تفيدها
    فان اشار ناصحا بالخير كان صالحا
    فأوله الصداقة ولا تخف شقاقه
    فالخير فيه طبع واصله والفرع
    وان اشار مغريا بالشر كان مغويا
    فاجتنب اصطحابه واوجب اجتنابه
    فالشيم الردية اضحت له سجية
    هذا وقد تم الرجز بعون ربي ونجز
    وهاكها احكاما احكمتها احكاما
    كدرر البحور عى نحور الحور
    تشنف المسامعا وتطرب المجامعا
    تفحم كل ناظم وصادع وباغم
    والحمد لله على ابلاغه المؤملا
    ثم الصلاة ابدا على النبي احمدا
    وآله الأطهار وصحبه الأبرار
    ماطار طير وشذى ولاح فجر وبدى
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق) Empty رد: منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أكتوبر 29, 2010 12:22 am

    يقول راجي الصمد = ابن علي أحمد
    حمداً لمن هداني = بالنطق و البيان
    و أشرف الصلاة = من واهب الصِلات
    على النبي الهادي = و آله الأمجاد
    و بعد فالكلام = لحسنه أقسام
    و القول ذو فنون = في الجد و المجون
    و روضة الأريض = السجع في القريض
    و الشعر ديوان العرب = و كم أنال من أرب
    فانسل اذا رمت الأدب = اليه من كل حدب
    رواية الأشعار = تكسو الأديب العاري
    و ترفع الوضيعا = و تكرم الشفيعا
    و تنجح المآرب = و تصلح المعائب
    و تطرب الإخوانا = و تذهب الأحزانا
    و تنعش العشاقا = و تؤنس المشتاقا
    و تنسخ الأحقادا = و تثبت الودادا
    و تقدم الجبانا = و تعطف الغضبانا
    فقم له مهتما = و احفظه حفطاًَ جمّا
    و خيره ما أطربا = مستمعاً و أعجبا
    و هذه الأرجوزة = في فنها وجيزة
    بديعة الألفاظ = تسهل للحفاظ
    تطرب كل سامع = بحسن لفظ جامع
    أبياتها قصور = و ما بها قصور
    ضمنتها معاني = في عشرة الإخوان
    تشرح للألباب = محاسن الآداب
    فان خير العشرة = ما حاز قوم عشرة
    و أكثر الإخوان = في الوصل و الأوان
    صحبتهم نفاق = ما شانها وفاق
    يلقى الخليل خله = إذا أتى محله
    بظاهر مموه = و باطن مشوه
    يظهر من صداقة = ما هو فوق الطاقه
    و القلب منها خالي = كفارغ المخالي
    حتى اذا ما انصرفا = اعرض عن ذاك الصفا
    و إن يكن ثم حسد = انشب انشاب الاسد
    في عرضه مخالبه = مستقصياً مثالبه
    مجتهداً في غيبته = لم يرع حق غيبته
    فهذه صحبة من = تراه في هذا الزمن
    فلا تكن معتمدا = علىصديق أبداً*
    و ان عصيت الا = تصحب منهم خلا
    فإنك الموفق = بل السعيد المطلق
    و ان قصدت الصحبة = فخذ لها في الأهبة
    و احرص على آدابها = تعدّ من اربابها
    و استنب من شروطها = توق من سقوطها
    فان أردت علمها = و حدها و رسمها
    فاستمله من رجز = هذا البديع الموجز
    فإنه كفيل = بشرحه حفيل
    فصلته فصولا = تقرّب الوصولا
    لمنهج الآداب = في صحبة الاصحاب
    تهدي جميع الصحب = الى طريق رحب
    سميتها إذ اطربا = بنظمه ان اغربا
    بنغمة الأغاني في = عشرة الاخوان
    و الله ربي اسأل = وهو الكريم المفضل
    الهادي للسداد = ومانح الإمداد
    فصلٌ في تعريف الصديق و الصداقة
    قالوا الصديق من صدق = في وده و ما مذق
    و قيل من لا يطعنا = في قوله أنت أنا
    و قيل لفظ لا يرى = معناه في هذا الورى
    و فسروا الصداقة = بالحب حسب الطاقة
    و قال من قد أطلقا = هي الوداد مطلقا
    و الاآخرون نصوا = بأنها أخص
    و هو الصحيح الراجح = و الحق فيه واضح
    علامة الصديق = عند أولي التحقيق
    محبة بلا غرض = و الصدق فيها مفترض
    و حدها المعقول = عندي ما أقول
    فهي بلا اشتباه = محبة في الله
    فصلٌ فيمن يصادق ويصافى
    أخو صلاح و أدب = و ذو حسب ذو نسب
    ربّ صلاح و تقى = ينهاك عما يتقا
    من حيلة و غدر = و بدعة و مكر
    مهذب الأخلاق = يطرب للتلاقي
    يحفظ ما في عيبتك = يصون ما في غيبتك
    يزينه ما زانك = يشينه ما شانك
    يظهر منك الحسنا = و يذكر المستحسنا
    و يكتم المعيبا = و يحفظ المغيبا
    يسره ما سركا = و لا يذيع سركا
    إن قال قولا صدقك = أو قلت قولاً صدّقك
    و إن شكوت عسراً = أخذت منه يسراً
    يلقاك بالأمان = في حادث الزمان
    يهدي لك النصيحة = بنية صحيحة
    خلته مدانية في = السر و العلانية
    صحبته لا لغرض = فذاك لللقلب مرض
    لا يتغير إن ولي = عن الوداد الأول
    يرعى عهود الصحبة = لا سيما في النكبة
    لا يسلم الصديقا = إن نال يوما ضيقا
    يعين إن أمر عنا = و لا يفوه بالخنا
    يولي و لا يعتذر = عما عليه يقدر
    هذا هو الأخ الثقة = المستحق للمقة
    إن ظفرت يداكا = فكد به عداكا
    فإنه السلاح = و الكهف و المناح
    و قد روى الرواة = السادة الثقاة
    عن الإمام المرتضى = سيف الآله المنتضى
    في الصحب و الإخوان = أنهم صنفان
    إخوان صدق و ثقة = و أنفس متفقة
    هم الجناح و اليد = و الكهف و المستند
    و الأهل و الأقارب = أدنتهم التجارب
    فافدهم بالروح = في القرب و النزوح
    و اسلك بحيث سلكوا = و ابذل لهم ما تملك
    فلا يروك مالكا = من دونهم لمالكا
    و صاف من صافاهم = و ناف من نافاهم
    و احفظهم و صنهم = و انف الظنون عنهم
    فهم أعز في الورى = إن عنّ خطب او عرى
    من أحمر الياقوت = بل من حلال القوت
    و إخوة للأنس = و نيل حظ النفس
    هم عصبة المجاملة = للصدق في المعاملة
    منهم تصيب لذتك = إذا الهموم بذّتك
    فصلهم ما وصلوا = و ابذل لهم ما بذلوا
    من ظاهر الصداقة = بالبشر و الطلاقة
    و لا تسل إن أظهروا = للود عما اضمروا
    و اطوهم مد الحقب = طي السجل للكتب
    و قال بشر الحافي = بل عدة الأصناف
    ثلاثة فالأول = للدين فهو الافضل
    و آخر للدنيا = يهديك نجد العليا
    و ثالث للأنس = لكونه من جنس
    فأعط كلا ما يحب = و عن سواهم فاجتنب
    فصلٌ في شروط الصداقة
    صداقة الإخوان = الخلص العوان
    لها شروط عدة = على الرخاء و الشدة
    و الرفق و التلطف = و الود و التعطف
    و كثرة التعهد = لها بكل معهد
    البر بالأصحاب = من أحكم الأسباب
    و النصح للإخوان = من أعظم الإحسان
    و الصدق و التصافي = من أحسن الإنصاف
    دع خدع المودة = و أوجهاً مسودة
    فالمحض في الإخلاص = كالذهب الخلاص
    حفظ العهود و الوفا = حق لإخوان الصفا
    عاملهم بالصدق = و اصحب بحسن الخلق
    و العدل و الإنصاف = و قلة الخلاف
    و لاقهم بالبشر = و حيهم بالشكر
    صفهم بما يستحسن = و اخف ما يستهجن
    و إن رأيت هفوة = فانصحهم في خلوة
    بالرمز و الإشارة = و ألطف العبارة
    إياك و التعنيفا = و العذل العنيفا
    و إن ترد عتابهم = فلا تسيء خطابهم
    و أحسن العتاب = ما كان في كتاب
    و العتب بالمشافهة = ضرب من المسافهة
    وعن إمام نجل = فاتك كل فحل
    عاتب أخاك الجاني = بالبر و الإحسان
    حافظ على الصديق = في الوسع و المضيق
    فهو نسيم الروح = و مرهم الجروح
    و في الحديث الناطق = عن الإمام الصادق
    من كان ذا حميم = ينجا من الجحيم
    لقول أهل النار = و عصبة الكفار
    فما لنا من شافع = و لا حميم نافع
    فالقرب في الخلائق = أمن من البوائق
    فقارب الأخوانا = و كن لهم معوانا
    لا تسمع المقالا = فيهم و إن توالا
    فمن أطاع الواشي = سار بليل عاش
    و ضيع الصديقا = و كذب الصدّيقا
    و إن سمعت قيلا = يحتمل التأويلا
    فاحمله خير محمل = فعل الرجال الكُمّل
    و إن رأيت وهنا = فلا تسمهم طعنا
    فالطعن بالكلام = عند أولي الأحلام
    أنفذ في الجنان = من طعنة السنان
    فعدِّ من زلاتهم = و سد من خلاتهم
    سل عنهم إن غابوا = و زرهم إن آبوا
    و استنب عن أحوالهم = و عف عن أموالهم
    أطعهم إن أمروا = و صلهم إن هجروا
    فقاطع الوصال = كقاطع الأوصالي
    إن نصحوك فاقبل = و إن دعوك أقبل
    و اصدقهم في الوعد = فالخلف خلف الوعد
    و اقبل إذا ما اعتذروا = إليك مما ينكر
    و ارع صلاح حالهم = و اشفق على محالهم
    و كن له غياثا = اذ الزمان عاثا
    فصلٌ في الحث على إعانة الإخوان
    حقيقة الصديق = تعرف عند الضيق
    و تخبر الإخوان = إذا جفى الزمان
    لا خير في إخاء = يكون في الرخاء
    و إنما الصداقة = في العسر و الإضاقة
    لا تدخر المودة = إلا ليوم الشدة
    و لا تعدّ الخلة = إلا لسد الخلة
    أعن اخاك و اعضد = وكن له كالعضد
    لا سيما إن قعدا = به زمانٌ أو عدا
    بئس الخليل من نكل = عن خله إذا اتكل
    لا تجف في حال أخا = ضنّ الزمان أو سخا
    وإن شكى من خطبه = فرم من اللطف به
    و كن له كالنور = في ظلم الديجور
    و لا تدع و لا تذر = ما تستطيع من نظر
    حتى يزول الهم = و يكشف الملم
    إن الصديق الصادق = من فرّج المضائق
    و أكرم الإخوانا = إذا شكوا هوانا
    و أسعف الحميما = و حمل العظيما
    و أنجد الأصحابا = إن ريب دهر رابا
    أعانهم بماله = و نفسه و آله
    و لا يرى مقصرا = في بذل مال أو قرا
    فعل أبي امامة = في خله الحمامة
    فإن اردت فاسمع = حديثه لكي تعي
    حكاية الفأر و الحمامة
    حكى أريب عاقل = لكل فضل ناقل
    عن سرب طير سارب = من الحمام الراهب
    بكر يوماً سحرا = و سار حتى أصحرا
    في طلب المعاش = و هو ربيط الجاش
    فأبصروا على الثرا = حباً منقاً منُثرا
    فأحمدوا الصباحا = و استيقنوا النجاحا
    فأسرعوا إليه = و أقبلوا عليه
    حتى إذا ما اصطفوا = حِذاءه أسفوا
    فصاح منهم حازم = لنصحهم ملازم
    مهلا فكم من عجلة = أدنت لحي أجله
    تمهلوا لا تقعوا = و أنصتوا لي و اسمعوا
    آليتكم بالرب = ما نثر هذا الحب؟
    في هذه الفلاة = إلا لخطب عاتي
    إني أرى حبالاً = قد ضمنت وبالا
    و هذه الشباك = في ضمنها هلاك
    فكابدوا المجاعة = و أنتظروني ساعة
    حتى أرى و اختبر = و الفوز حظ المصطبر
    فأعرضوا عن قوله = و استضحكوا من حوله
    قالوا و قد خط القدر = للسمع منهم و البصر
    ليس على الحق مرا = حب معدٌ للقرا
    ألقي في التراب = للأجر و الثواب
    ما فيه من محذور = لجائع مضرور
    أغدوا على الغذاء = فالجوع شر داء
    فسقطوا جميعا = لنقله سريعا
    و ما دروا أن الردى = أكمن في ذاك الغدا
    فوقعوا في الشبكة = و أيقنوا بالهلكة
    و ندموا و ما الندم = مجد و قد زلّ القدم
    فأخذوا في الخبط = لحل ذاك الربط
    فالتوت الشباك = و التفت الأشراك
    فصاح ذاك الناصح = ما كل سعي ناجح
    هذا جزاء من عصى = نصيحه و انتقصا
    للحرص طعم مر = و شره شمِّر
    و كم غدت أمّنية = جالبة منية
    فقالت الجماعة = دع الملام الساعة
    إن أقبل القناص = فما لنا مناص
    و الفكر في الفكاك = من ورطة الهلاك
    أولى من الملام = و كثرة الكلام
    و ما يفيد اللاحي = في القدر المتاح
    فاحتل على الخلاص = كحيلة إبن العاص
    فقام ذاك الحازم = طوع النصوح لازم
    فإن أطعتم نصحي = ظفرتم بالنجح
    وإن عصيتم أمري = خاطرتم بالعمر
    فقال كل هات = فكرك بالنجاة
    جميعنا مطيع = و كلنا سميع
    و ليس كل وقت = يزول عقل الثبت
    فقال لا تحركوا = فتستقر الشبك
    و اتفقوا في الهمة = لهذه الملمة
    حتى تطيروا بالشبك = و تأمنوا من الدرك
    ثم الخلاص بعد = لكم علي وعد
    فقبلوا مقاله = و امتثلوا ما قاله
    و اجتمعوا في الحركة = و ارتفعوا بالشبكة
    فقال سيروا عجلا = سيراً يفوت الأجلا
    و لا تملوا فالملل = يعوق فالخطب جلل
    فأمهم و راحوا = كأنهم رياح
    و اقبل الحبّال = في مشيه يختال
    يحسب أن البّركة = قد وقعت في الشبكة
    فأبصر الحماما = قد حلقت أمامه
    و قلّت الحبالة = و أوقعت خباله
    فعض غيضاً كفه = على ذهاب الكفه
    فراح يعدو خلفها = يرجو اللحاق سفها
    حتى إذا ما أيسا = عاد و هو مبتئسا
    و أقبل الحمام = كأنه غمام
    على فلاة قفر = من الأنام صفر
    فقالت الحمامة = بشراكم السلامة
    هذا مقام الأمن = من كل خوف يعني
    فإن أردتم فقعوا = لا يعتريكم فزع
    فهذه المومات = لنا بها النجاة
    و لي بها خليل = إحسانه جميل
    ينعم بالفكاك = من ربقة الشباك
    فلجأوا اليها = و وقعوا عليها
    فنادت الحمامة = أقبل أبا أمامة
    فأقبلت فويرة = كأنها نويرة
    تقول: من ينادي = أبي بهذا الوادي
    قال لها المطوق = أنا الخليل الشيق
    قولي له فليخرج = وآذنيه بالمجي
    فرجعت و أقبلا = فأرٌ يخد الجبلا
    فأبصر المطوقا = فضمه و اعتنقا
    و قال أهلا بالفتى = و مرحباً بمن أتى
    قدمت خير مقدم = على الصديق الأقدم
    فادخل بيمن داري = و شرفن مقداري
    و انزل برحب و دعة = و جفنة مدعدعة
    فقال كيف أنعم = أم كيف يهنى المنعم ؟
    و أسرتي في الأسر = يشكون كل عسر
    فقال مرني ائتمر = عداك نحس مستمر
    قال أقرض الحبالا = قرضا بلا ملاله
    و حل قيد أسرهم = و فكهم من أسرهم
    قال أمرت طائعا = و خادماً مطاوعا
    فقرض الشباكا = و قطع الأشراكا
    و خلص الحماما = و قد رأى الحّماما
    فأعلنوا بحمده = و اعترفوا بمجده
    فقال قروا عينا = و لا شكوتم أينا
    و قدم الحبوبا = للأكل و المشروبا
    و قام بالضيافة = بالبشر و اللطافة
    أضافهم ثلاثا = من بعد ما اغاثا
    فقال ذاك الخل: = الخير لا يمل
    فقت أبا أمامه = جوداً على ابن مامة
    و جئت بالصداقة = بالصدق فوق الطاقة
    ألبستنا نطاقه = و زدتنا أطواقا
    من فعلك الجميل = و فضلك الجزيل
    مثلك من يدخر = لريب دهر يحذر
    و ترتجيه الصحب = إن عمّ يوماً خطب
    فأذن بالإنصراف = لنا بلا تجافي
    دام لك الإنعام = ما غرد الحمام
    و دمت مشكور النعم = ما غنّى شاد بنغم
    فقال ذاك الفأر = جفا الصديق عار
    و لست أرضى بعدكم = لا ذقت يوماً فقدكم
    و لا أرى خلافكم = إن رمتم انصرافكم
    عمتكم السلامة = في الظعن و الإقامة
    فودعوا و انصرفوا = و الدمع منهم يذرف
    فاعجب لهذا المثل = المغرب المؤثل
    أوردته ليحتذى = إذا عرى الخل أذى
    فصلٌ في اتحاد الصديقين
    الصدق في الوداد = يقضي بالاتحاد
    في النعت و الصفات = و الحال و الهيئات
    و يكسب المشوقا = ما يكسب المعشوقا
    حتى يظن أنه = من الحبيب كنهه
    لشدة العلاقة = و الصدق في الصداقة
    و هذه القضية = في حكمها مرضية
    أثبتها البيان = النقل و العيان
    كذاك قال الأول = الحق لا يأوّل
    نحن من المساعدة = نحيا بروح واحدة
    و مثلوا بالجسد = و الروح ذي التجرد
    فالروح إن أمر عنا = تقول للجسم أنا
    و قال جلُّ الناظم = مستند الأعاظم
    من العلوم قد نشر = منصور أستاذ البشر
    و أمر هذا الحكم = لم يقترن بعلم
    و أنه قد ظهرا = مشاهداً بلا مِرى
    فمنه ما جرى لي = في غابر الليالي
    أصابني يوم ألم = من غير أنذار ألمّ
    فاحترت منه عجبا = لمّا فقدت السببا
    واستغرقتني الفكر = حتى أتاني الخبر
    أن حبيباً لي عرض = بجسمه هذا المرض
    فازداد عند علمي = تصديق هذا الحكم
    فالصدق في المحبة = يوجب هذه النسبة
    فكن صديقاً صادقا = و لا تكن مماذقا
    حتى تقول معلنا = أني و من اهوى أنا
    فصلٌ في تزاور الإخوان
    تزاور الإخوان = من خالص الإيمان
    إن التآخي شجرة = لها التلاقي ثمرة
    لا تترك الزيارة = فتركها حقارة
    كل أخ زوّار = و إن تناءا الدار
    و قد روو آراء = و اختلفوا مراءا
    في الحد للزيارة = و المدة المختارة
    فقيل كل يوم = كالشمس بين القوم
    و قيل كل شهر = مثل طلوع البدر
    و قيل ما نص الأثر = عليه نصاً واشتهر
    زر من تحب غِبّا = تزدد إليه حبا
    و اختلفوا في الغب = عن أي معنى ينبي
    فقيل عن أيام = خوفا من الإبرام
    و قيل عن أسبوع = وقفا على المسموع
    و قيل بل معناه زر = يوماً و يوماً لا تزر
    فاعمل بما تراه = في وصل من تهواه
    و زر أخاك عارفا = بحقه ملاطفا
    و إن حللت منزله = فاجعل صنيع الفضل له
    و اقبل إذا ما راما = منه لك الإكراما
    فمن أبى الكرامة = حلت به الملامة
    و إن أتاك زائرا = فانهض إليه شاكرا
    و قل مقال من شكر = فضل الصديق و ذكر
    إن زارني بفضله = أو زرته لفضله
    فالفضل في الحالين له = و وصل من تهوى صلته
    و الضم والمصافحة = من سنة المصالحة
    أو كان يوم عيد = أو جاء من بعيد
    هذا هو المشهور = يصفه الجمهور
    و قد أتى في الأثر = عن النبي المنذر
    تصافح الاخوان = يُسن كل آن
    ما افترقا و اجتمعا = يغشاهما الخير معا
    فصلٌ في محادثة الإخوان
    إن رمت أن تحدثا = بما مضى أو حدثا
    لتؤنس الأصحابا = فأحسن الخطابا
    و اختصر العبارة = و لا تكن مهذارا
    و اختر من الكلام = ما لاق بالمقام
    من فائق العلوم = و رائق المنظوم
    و اذكر من المنقول = ما صح في المعقول
    و اجتنب الغرائبا = كيلا تظن كاذبا
    و الزم له السكاتا = و احسن له الإنصاتا
    و لا تكن ملتفتا = عنه إلى أن يسكتا
    و إن أتى بنقل = سمعته من قبل
    فلا تقل هذا الخبر = علمته فيما غبر
    و لا تُكّذب ما روى = و دع سبيل من غوى
    فصلٌ في ممازحة الإخوان
    المزح و الدعابة = من شيم الصحابة
    فإنه في الخلق = عنوان حسن الخُلق
    تولي به السرورا = خليلك المصدورا
    فامزح مزاح من قسط = و كن على حد وسط
    و اجتنب الإيحاشا = و لا تكن فحّاشا
    فالفحش في المزاح = ضرب من التلاح
    يجر للسخيمة = و الظنة الوخيمة
    و جانب الإكثارا = و حاذر العثارا
    فكثرة الدعابة = تذهب بالمهابة
    و عثرة اللسان = توقع بالإنسان
    و احمل مزاح الإخوة = و خل عنك النخوة
    فالبسط في المصاحبة = يفضي إلى المداعبة
    و إن سمعت نادرة = فلا تفه ببادرة
    لا تغضبن فالغضب = في المزح من سوء الأدب
    و انظر إلى المقام = وقائل المقام
    فإن يكن وليا = و صاحبا صفيا
    فقوله و إن نبا = فهو الولاء المجتبى
    و إن يكن عدوا = مكاشحاً مجفوا
    فقوله و إن حلى = هو البلاء المجتلا
    ألا ترى للعرب = تقول عند العجب
    قاتله الله و لا = تقول ذاك عن قلا
    فصلٌ في ضيافة الإخوان
    إذا الصديق طرقا = من غير وعد سبقا
    فقدّمن ما حضر = فليس في البر خطر
    و لا ترم تكلفا = خير الطعام ما كفى
    و اعلم بأن الألفة = مسقطة للكلفة
    و إن دعوت فاحتفل = و لا تكن كمن بخل
    و قم بحق الضيف = في شتوة أو صيف
    و أسأل له ما يشتهِ = من طرف التفكه
    و أت بما يقترح = فاللطف لا يستملح
    و اعمل بقول الأول = الضيف رب المنزل
    و أظهر الإناسا = و لا تكن عباسا
    فالبشر و اللطافة = خير من الضيافة
    و خدمة الأضياف = سجية الأشراف
    إحرص على سرورهم = بالبسط في حضورهم
    لا تشك دهراً عندهم = و لا تكدر ودهم
    و احلم عن الخدام = و العبد و الغلام
    و إن أساؤ الأدبا = كيلا يروك مغضباً
    و قدم الخوانا = و أكرم الإخوانا
    عن إنتظار من يجي = فذاك فعل الهمج
    و قد رووا فيما ورد = أعظم ما يضني الجسد
    مائدة تنتظر = بأكلها من يحضر
    آنسهم في الأكل = فعل الكريم الجزل
    و أطل الحديثا = و لا تكن حثيثا
    فاللبث في الطعام = من شيم الكرام
    و شيع الأضيافا = إن طلبوا انصرافا
    و إن دعاك من تحب = إلى طعام فأجب
    إجابة الصدّيق فرض = على التحقيق
    فإن أجبت دعوته = فلا تهيج جفوته
    و لا تزرين صاحب = أو أحد الأقارب
    و اجلس بحيث اجلسك = و أنس به ما آنسك
    لا تأب من كرامته = و كف عن غرامته
    إياك و التثقيلا = و لا تكن ثقيلا
    لا تحتقر ما أحضرا = و لا تعب ما حضرا
    فالذم للطعام = من عادة الطغام
    لا تحتشم من أكل = كفعل أهل الجهل
    ما جيء بالطعام = إلا للإلتقام
    فصلٌ في عيادة الإخوان
    عيادة العليل = فرض على الخليل
    فعد أخاك إن مرض = و اعمل بحكم ما فرض
    و سله عن أحواله = باللطف في سؤاله
    و ضع عليه يدك = و اعطف عليه جهدك
    و سائلاً عن مابه = و اسأل عن إكتسابه
    و ادع له بالعافية = و الصحة الموافية
    و احذر من التطويل = و ضجّر العليل
    فمكث ذي الصداقة = قدر احتلاب الناقة
    إلا إذا ما التمسا = من نفسه أن تجلسا
    و العود للعيادة = بعد ثلاث عادة
    هذا لمن أحبا = و إن يشأ فغبا
    و سنة المعتل = إيذان كل خل
    ليقصدوا و فادته = و يغنموا عيادته
    و ليترك الشكاية = و يكتم النكاية
    عن عائد و زائر = فعل الكريم الصابر
    و ليحمد الله على = بلائه بما ابتلى
    ليحزر الثوابا = و الاجر و الصوابا
    فصلٌ في مكاتبة الإخوان
    تواصل الأحباب = في البعد بالكتاب
    فكاتب الإخوانا = و لا تكن خوّانا
    فتركك المكاتبة = ضرب من المجانبة
    و البدؤ للمسافر = فى الكتب لا للحاضر
    و الرد للجواب = فضل بلا ارتياب
    فصلٌ في التحذير من صحبة الأحمق
    لا تصحبن الأحمق = المائق الشمقمقا
    عدو سوء عاقل = و لا صديق جاهل
    إن اصطحاب المائق = من أعظم البوائق
    فإنه لحمقه = و خبطه في عمقه
    يحب جهلاً فعله = و أن تكون مثله
    يستحسن القبيح = و يبغض النصيحه
    بيانه فهاهة = و حلمه سفاهة
    و ربما تمطى = فكشف المغطى
    لا يحفظ الأسرارا = و لا يخاف عارا
    يعجب من غير عجب = يغضب من غير غضب
    كثيره وجيز = ليس له تمييز
    و ربما إذا نظر = أراد نفعا فأضر
    كفعل ذاك الدب = بخله المحب
    حكاية الدب
    روى أولوا الأخبار = عن رجل سيار
    أبصر في صحراء = فسيحة الأرجاء
    دباً عظيما موثقا = في صرحة معلقا
    يعوي عواء الكلب = من شدة و كرب
    فأدركته الشفقة = عليه حتى أطلقه
    و حله من قيده = لأمنه من كيده
    و نام تحت الشجرة = منام من قد أضجره
    طول الطريق و السفر = فنام من فرط الضجر
    فجاء ذاك الدب = عن وجهه يدب
    فقال هذا الخل = جفاه لا يحل
    أنقذني من أسري = وفك قيد عسري
    فحقه أن أرصده = من كل سوء قصده
    فأقبلت ذبابة = ترن كالربابة
    فوقعت لحينه = على شِفار عينه
    فجاش غيظ الدب = وقال لا وربي
    لا أدع الذبابا =يسيمه عذابا
    فأسرع الدبيبا = لصخرة قريبه
    فقلها و أقبلا = يسعى إليه عجلا
    حتى إذا حاذاه = صك بها محذاه
    ليقتل الذبابة = قتلاً بلا إرابه
    فرض منه الرأسا = و فرق الأضراسا
    و أهلك الخليلا = بفعله الجميلا
    فهذه الرواية = تنهى عن الغواية
    في طلب الصداقة = عند أولي الحماقة
    إذ كان فعل الدب = هذا لفرط الحب
    و جاء في الصحيح = نقلاً عن المسيح
    عالجت كل أكمه = وأبرص مشوه
    لكنني لم أطق = قط علاج الأحمق
    فصلٌ في صحبة الكذاب
    صحابة الكذاب = كلامع السراب
    يخلق ما يقول = معلومه مجهول
    يقرب البعيدا = و يأمن الوعيدا
    و يبعد القريبا = و يأمن المريبا
    يحلف ثم يخلف = فلا يمين كلف
    يميل في اليمين = و ليس بالأمين
    و في كلام الأدباء = العلماء النجباء
    لم ير في القبائح = و جملة الفضائح
    كالكذب أوهى سببا = و لا أضل مذهبا
    و لا أعز طالبا = و لا أذل صاحبا
    يسلم من يعتصم = به و من يلتزم
    طلوعه أفول = و فضله فضول
    غليله لا ينقع = و خرقه لا يرقع
    صاحبه مكذب = و في غد معذب
    فجانب الكذابا = و أوله اجتنابا
    و اسمع حديثاً عجبا = في رفض من قد كذبا
    حكاية الفتى البغدادي مع الأمير المهلبي
    روى أولو الأخبار = و ناقلو الآثار
    عن حدث ذي أدب = و خلق مهذب
    يسكن في بغداد = في نعمه تلادي
    فارق يوماً والده = و طرفه و تالده
    و حل أرض البصرة = بلوعة و حسرة
    فظل فيها حائرا = يكابد المرائرا
    و لم يزل ذا فحص = يسأل كل شخص
    عمن بها من نازل = و فاضل مشاكل
    فوصفوا نديما = ذا أدب كريما
    ينادم المهلب = و هو أمير العرب
    فأمه و قصده = و حين حل معهده
    عرّفه بأمره = و حلوه و مره
    فقال أنت تصلح = بل خير من يستملح
    لصحبة الأمير = السيد الخطير
    إن كنت ممن يصبر = لخصلة تستكثر
    فقال أي خصلة = فيه تنافي وصله
    فقال هذا رجل = لا يعتريه الملل
    من إفتراء الكذب = في حزن و طرب
    فإن أردت طوله = فصدقن قوله
    في كل ما يختلق = و يفتري و ينطق
    حتى تنال نائله = و لا ترى غوائله
    قال الفتى سأفعل = ذاك و لست أجهل
    فذهب النديم = و هو به زعيم
    فعّرف الأميرا = بفضله كثيرا
    حتى دعاه فحضر = و سره عند النظر
    فراشه في الحال = بكسوة و مال
    فلزم الملازمة = للأنس و المنادمة
    و لم يزل يصدقه = في كل إفك يخلقه
    فقال يوماً و افترى = بهتاً و كذبا منكرا
    لي عادة مستحسنة = أفعلها كل سنة
    أطبخ للحجاج من = لحم الدجاج
    في فرد قدر نزلا = يكفي الجميع مأكلا
    فحار ذلك الفتى = من قوله و بهتا
    و قال ليت شعري = ما قدر هذا القدر
    هل هي بئر زمزم = أو هي بحر القلزم
    أم هي في الفضاء = بادية دهناء
    فغضب الأمير = و غاضه النكير
    و قال ردوا صلته = منه و قدوا خلعته
    و أخرجوه الآنا = عنا فلا يرانا
    فندم الأديب = و ساءه التكذيب
    و عاود النديما = لعذره مقيما
    و قال منذ دهري = لم اشتعل بسكر
    فغالني الشراب = و حاق بي العذاب
    و قلت ما لا أعقل = و الهفو قد يحتمل
    فسل لي الإغضاء = و العفو و الرضاء
    قال النديم إني = أُرضيه بالتأني
    بشرط أن تنيبا = و تترك التكذيبا
    فراجع الأميرا = و استوهب التقصيرا
    و استأنف الإنعاما = عليه و الإكراما
    فعاد للمنادمة = باللطف و الملائمة
    فكان كلما كذب = و قال افكا وانتدب
    صدقه و أقسما = بكونه مسلّما
    حتى جرى في = خبر ذكر كلاب عبقر
    و وصفها بالصغر = و خلقها المحتقر
    قال الأمير و ابتكر = ليس العيان كالخبر
    قد كان منذ مدة = لدي منها عدة
    أضعها في مكحلة = للهزل و الخزعبلة
    و كان عندي مسخرة = أكحل منها بصره
    فكانت الكلاب = في عينه تناب
    و هي على مجونه = تنبح في جفونه
    فقام ذلك الفتى = يقول لا عشتُ متى
    صدقت هذا الكذبا = شاء الأمير أم أبى
    و رد ما كساه = به و ما حباه
    و راح يعدو عاريا = من البلاد ناجيا
    فصلٌ في التحذير من صحبة الأشرار
    و صحبة الأشرار = أعظم في الإضرار
    من خدعة الأعداء = و من عضال الداء
    يقبحون الحسنا = و دأبهم قول الخنا
    شأنهم النميمة = و الشيم الذميمة
    إذا أردت تصنع = خيراً بشخص منعوا
    الغل فيهم و الحسد = و الشر حبل من مسد
    إن منعوا ما طلبوا = تنمروا و كلبوا
    و أعرضوا إعراضا = و مزقوا الأعراضا
    ليس لهم صلاح = حرامهم مباح
    لا يتقون قبحا = و لا يعون نصحا
    يغدون بالقبيح = و الضر و التبريح
    كلامهم فحاش = و أنسهم إيحاش
    الخير منهم و ان = و الشرّ منهم دان
    شيطانهم مطاع = و دينهم مضاع
    لا يرقبون إلاّ = و لا يرون خِلاّ
    إخلاصهم مداهنة = و ودهم مشاحنة
    صلاحهم فساد = رواجهم كساد
    عزيزهم ذليل = صحيحهم عليل
    ضياؤهم ظلام = و عذرهم ملام
    تقريبهم بعيد = و وعدهم وعيد
    إذا سألت ضنوا = أو منحوك منوا
    و إن عدلت مالوا = و إن سألت قالوا
    ربحهم خسران = و شكرهم كفران
    و ودهم خداع = و سرهم مذاع
    إذعانهم لجاج = معينهم أُجاج
    و ليس فيهم عار = من إدراع العار
    البعد عنهم خير و = القرب منهم ضير
    فاحذرهم كل الحذر = لحاك لاح أو عذر
    و اسمع مقال الناصح = سمع اللبيب الراجح
    و قال أرباب الحكم = العالمون بالأمم
    إن شئت أن تصاحبا = من الأنام صاحبا
    فابدأه بالمشاوره = في حالة المحاورة
    من حالة تريدها = او حاجة تفيدها
    فإن أشار ناصحا = بالخير كان صالحا
    فأوله الصداقة = و لا تخف شقاقه
    فالخير فيه طبع = و اصله و الفرع
    و إن اشار مغريا = بالشر كان مغويا
    فاجتنب إصطحابه = و واظب اجتنابه
    و الشيم الردية = أضحت له سجية
    هذا و قد تم الرجز = بعون ربي و نجز
    و هاكها أحكاما = أحكمتها إحكاما
    كدرر البحور = عى نحور الحور
    و الختم بالصلاة = على زكي الذات
    و بالسلام السرمدي = على النبي أحمد
    و الآل و الأصحاب = مع جملة الأحباب
    ما غردت حمامة = إلى يوم القيامة
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق) Empty رد: منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أكتوبر 29, 2010 12:23 am

    قال الشاعر:

    لكل داءٍ دواءٌ يستطب به = إلا الحماقة أعيت من يداويها

    على هذا الرابط بصوت الشيخ عبد الرحمن الحمين
    نغمة الأغاني
    http://www.4shared.com/account/file/...pC8lAckYo2SL7C

    .................................................
    الوسوم: منظومة عشرة الإخوان بصوت توفيق الصائغ- حكاية الدب

    الوصف: حكاية الدب
    روى أولوا الأخبار عن رجل سيار
    أبصر في صحراء فسيحة الأرجاء
    دباً عظيما موثقا في سرحة معلقا
    يعوي عواء الكلب من شدة وكرب
    فأدركته الشفقة عليه حتى أطلقه
    وحله من قيده لأمنه من كيده
    ونام تحت الشجرة منام من قد أضجره
    طول الطريق والسفر فنام من فرط الضجر
    فجاء ذاك الدب عن وجهه يدب
    فقال هذا الخل جفاه لا يحل
    أنقذني من أسري وفك قيد عسري
    فحقه أن أرصده من كل سوء قصده
    فأقبلت ذبابة ترن كالربابة
    فوقعت لحينه على شِفار عينه
    فجاش غيظ الدب وقال لا وربي
    لا أدع الذبابا يسيمه عذابا
    فأسرع الدبيبا لصخرة قريبه
    فقلها وأقبلا يسعى إليه عجلا
    حتى إذا حاذاه صك بها محذاه
    ليقتل الذبابة قتلاً بلا إرابه
    فرض منه الرأسا وفرق الأضراسا
    وأهلك الخليلا بفعله الجميلا
    فهذه الرواية تنهى عن الغواية
    في طلب الصداقة عند أولي الحماقة
    إذ كان فعل الدب هذا لفرط الحب
    وجاء في الصحيح نقلاً عن المسيح
    عالجت كل أكمه وأبرص مشوه
    لكنني لم أطق قط علاج الأحمق
    الوسوم: منظومة عشرة الإخوان بصوت توفيق الصائغ - حكاية الدب



    لا تصاحب الحمقى

    لا تصحبن الأحمق أمائن الشمقمق

    عدو سوء عاقل ولا صديق جاهل

    إنَّ اصطحاب المائق من أعظم البوائق

    فإنه لحمقه وخبطه في عنقه

    يحب جهلا فعله وأن تكون مثله

    يستحست القبيحا و يبغض النصيحا

    بيانه فهاهه و حلمه سفاهه

    وربما تمطى فيكشف المغطى

    لا يحفظ الأسرار ولا يخاف عارا يعجب

    من غير عجب يغضب من غير غضب

    كثيره وجيز ما عنده تمييز

    وربما إذا نظر أراد نفعاً فأضر

    كفعل ذاك الدب بخله المحب

    روى ألوا الأخبار عن رجل سيار

    أبصر في صحراء فسيحة الأرجاء

    دباً عظيماً موثقاً في سرحه معلقا

    يعوي عواء الكلب من شدة وكرب

    فأدركته الشفقه عليه حتى أطلقه

    وحلَّه من قيدهِ لأمنه من كيدهِ

    ونام تحت الشجرة منام من قد أضجره

    طول الطريق و السفر فنام من فرط الدجر

    فجاء ذاك الدب عن وجهه يدب

    فقال هذا خلُّ جباه لا يحل

    أنقذني من أسري وفك قيد عسري

    فحقه أن أرصده من كل سوء قصده

    فأقبلت ذبابه ترن كالربابه

    فوقعت لحينهِ على شفار عينهِ

    فجاش غيظ الدب وقال لا وربي

    لا أدع الذبابا يذيقه عذابا

    فأسرع الدبيبا لصخرة قريبا

    فقلها وأقبلَ يسعى إليه عاجلا

    حتى إذا حاذاه صك بها محذاه

    ليقتل الذبابه قتلاً بلا أرابه

    فرض منه الراسا وفرق الأضراسا

    وأهلك الخليلا بفعله الجميلا

    فهذه الروايه تنهى عن الغوايه

    في طلب الصداقه من أو لي الحماقه

    جاء في الصحيح نقلا عن المسيح

    عالجت كل أكمه وأبرص مشوه

    ولكن لم أطق قط علاج الأحمق

    فلا تصحبن الأحمق أمائن الشمقمق

    ..................

    قصيدة ممتازه في التحذير من صحبة الاحمق

    لا تصحبن الاحمقا المائق الشمقمقا
    عدو سوء عاقل ولا صديق جاهل
    ان اصطحاب المائق من اعظم البوائق
    فانه لحمقه وغوصه في عمقه
    يحب جهلا فعله وان تكون مثله
    يستحسن القبيحا ويبغض النصيحا
    بيانه فهاهة وحمله سفاهة
    وربما تمطى وكشف المغطى
    لا يحفظ الأسرارا ولا يخاف عارا
    يعجب من غير عجب يغضب من غير غضب
    كثيره وجيز ليس له تميز
    وربما اذا نظر اراد نفعا
    فأضر كفعل ذاك الدب بخله المحب .
    -----------


    (حكاية الدب وانعكاس فعله الجميل)

    رووا اولو الأخبار عن رجل سيار
    ابصر في صحراء فسيحة الأرجاء
    دبا عظيما موثقا في سرحة معلقا
    يعوي عواء الكلب من شدة وكرب
    فأدركته الشفقة عليه حتى اطلقه
    وحله من قيده لأمنه من كيده
    ونام تحت الشجرة منام من قد ضجره
    طول الطريق والسفر فنام من فرط الضجر
    فجاء ذاك الدب عن وجهه يدب
    وقال ذاك الخل جفاه لا يحل
    انقذني من اسري وفك قيد عسري
    فحقه ان ارصده من كل سوء قصده
    فأقبلت ذبابة ترن كالربابة
    فوقعت لحيته على شفار عينه
    فجاش غيظ الدب وقال لا وربي
    لا ادع الذبابا يسومه عذابا
    فأسرع الدبيبا لصخرة قريبا
    فقلها واقبلا يسعى اليه عجلا
    حتى اذا حاذاه صك بها مجلاه
    ليقتل الذبابة من غير ما ارابه
    فرض منه الراسا وفرق الأضراسا
    واهلك الخليلا بقصده الجليلا
    فهذه الرواية تنهى عن الغواية
    في طلب الصداقة عند اولي الحماقة
    ان كان فعل الدب هذا لفرط الحب
    وجاء في الصحيح نقلا عن المسيح
    عالجت كل اكمه وابرص مشوه
    لكن لم اطق قط علاج الاحمق

    ...................

    قال مسكين الدارمي :
    إتق الأحمق أن تصحبه ******** إنما الأحمق كالثوب الخرق
    كلما رقعت منه جانبا ******** حركته الريح وهنا فانخرق
    أو كصدع في زجاج بين ******** أو كفتق وهو يعيي من رتق
    وإذا جالسته في مجلس ******** أفسد المجلس منه بالخرق
    وإذا نهنهته كي يرعوي ******** زاد جهلا وتمادى في الحمق
    وإذا الفاحش لاقى فاحشا ****** فهنا كم وافق الشن الطبق
    إنما الفحش ومن يعتاده ********* كغراب السوء ما شاء نعق
    أو كحمار السوء إن أشبعته ******** رمح الناس وإن جاع نهق
    أو كعبد السوء إن جوعته ******** سرق الجار وإن يشبع فسق
    أو كغيرى رفعت من ذيلها ******** ثم أرخته ضرارا فانخرق
    أيها السائل عما قد مضى ******** هل جديد مثل ملبوس خلق
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق) Empty رد: منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة أكتوبر 29, 2010 12:26 am

    فصل في شروط الصداقة

    صداقةُ الإخوانِ ** الخُلّص العَواني

    لها شروطُ عدة ** على الرخا والشدة

    الرفقُ والتلطفُ ** والودُ والتعطفُ

    وكثرةُ التعهدِ ** لها بكل معهدِ

    البِرُ بالاصحابِ ** من أحكم الأسبابِ

    والنصحُ للاخوانِ ** من أعظم الإحسانِ

    والصدقُ والتصافي من ** أحسن الانصافِ

    دعْ خِدَعَ المَودّة ** وأَوْجُهَاً مُسّوَدّة

    فالمحضُ في الإخلاصِ ** كالذهبِ الخلاصِ

    حفظُ العهودِ والوفا ** حق لإخوان الصفا

    عاملهمُ بالصدقِ ** واصحب بحسن الخلقِ

    والعدلِ والانصافِ ** وقلة الخلافِ

    ولاقهم بالبِشْرِ ** وحيّهم بالشكرِ

    صِفْهم بما يُسْتَحسنُ ** وأخفي ما يُستَهجَن

    وإنْ رأيت هَفْوَة ** فانصحهمو في خلوة

    بالرمزِ والإشارةِ ** وألطفِ العبارة

    إياك والتعنيفا ** والعمل العنيفا

    وإن ترد عتابهم ** فلا تسيء خطابهم

    وأَحْسنُ العتبِ ** ما كان في كتاب

    والعْتْب بالمشافهة ** ضربٌ من المسافهة

    وعن إمام النجري ** فاتك كل فحل

    عاتب أخاك الجاني ** بالبر والإحسان

    حافظ على الصديق ** في الوُسع والمضيق

    فهم نسيم الروح ** ومرهم الجروح

    وفي الحديث الناطق ** عن الإمام الصادق

    من كان ذا حميم ** ينجي من الجحيم

    كقول أهل النار ** وعصبة الكفار

    فما لنا من شافع ** ولا حميم نافع

    فالقرب في الخلائق ** أمن من البوائق

    فقارب الإخوان ** وكن لهم معوانا

    لا تسمع المقال ** فيه وإن توالى

    فمن أطاع الواشي ** سار بليل عاشي

    وضيّع الصديقا ** وكذّب الصدّيقا

    وإن سمعت قيلا ** يحتمل التأويلا

    فاحمله خير محمل ** فعل الرجال الكُمْل

    وإن رأيت وهنا ** فلا تسومهم الطعن

    فالطعن في الكلام ** عند أولي الأحلام

    أنفذ في الجنان ** من طعنة السنان

    فعدّي عن زلاتهم ** وسد من خلاتهم

    سل عنهم إن غابوا ** وزرهموا إن آباوا

    واستنبي عن أحوالهم ** وعف عن أموالهم

    أطعمهم إن أمروا ** وصلهم إن هجروا

    فقاطع الوصال ** كقاطع الأوصال

    إن نصحوك فاقبل** وإن دعوك أقبل

    وأصدقهموا في الوعد ** فالخُلفُ خُلفُ الوعد

    واقبل إذا ما اعتذورا** إليك مما يُنكر

    ودع صلاح حالهم **واشفق على مِحالهم

    وكن لهم غياثا **إذا الزمان عافا
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

     منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق) Empty رد: منظومة عشرة الإخوان (الصداقة و الصديق)

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة مارس 22, 2013 11:31 pm

    بصوت الأخ القارئ/ توفيق الصائغ :

    http://www.muslimer.se/audio/ikhwan1.ram

    http://www.muslimer.se/audio/ikhwan2.ram

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 11:06 am