الحمد لله
إنسان الماء حيوان يعيش في الماء يشبه الإنسان ، وهل له وجود حقيقي ، أو هو أسطورة تحكى ؟ في ذلك نظر .
جاء في هامش "الموسوعة الفقهية "(5/129) ما يلي : " إن المراجع العلمية الحديثة التي بين أيدينا يستفاد منها أن إنسان الماء ويسمى بالفرنسية : سيرين (sirene) هو حيوان أسطوري يوصف في القصص الخيالية بأن نصفه الأعلى امرأة ونصفه الأسفل سمكة .
راجع : معجم وموسوعة لا روس الفرنسية في كلمة sirene .
ثم قالت الموسوعة : الشائع من القديم أن عجائب البحر وحيوانه أكثر وأكبر من عجائب البر اليابس ، وأنه لا يوجد في البر نوع من الحيوان إلا وله نظير في البحر ، وهذا قد أكده الأستاذ محمد فريد وجدي في دائرة معارفه نقلا عن المصادر العلمية الحديثة . راجع : دائرة معارف القرن العشرين ، كلمة : بحر – حيويا " انتهى بتصرف .
وقال الدميري في "حياة الحيوان الكبرى" : " إنسان الماء: يشبه الإنسان ، إلا أن له ذنبا . قال القزويني: وقد جاء شخص بواحد منها في زماننا " انتهى .
وقد ذكر كثير من الفقهاء إنسان الماء ، واختلفوا في حكمه ، فمنهم من أباحه لعموم الأدلة التي تبيح ما في البحر ، وهذا مقتضى مذهب الشافعية والحنابلة ، وقول أكثر المالكية ومذهب ابن حزم وغيرهم ، ومنهم من حرمه لأنه من غير جنس السمك ، وهو قول الحنفية والليث بن سعد .
قال ابن حزم رحمه الله في "المحلى" (6/60) : " وأما ما يسكن جوف الماء ولا يعيش إلا فيه فهو حلال كله كيفما وجد , سواء أُخذ حيا ثم مات أو مات في الماء , طفا أو لم يطف , أو قتله حيوان بحري أو بري هو كله حلال أكله . وسواء خنزير الماء , أو إنسان الماء , أو كلب الماء وغير ذلك ، ذلك حلال أكله ، قَتل كل ذلك وثني أو مسلم أو كتابي أو لم يقتله أحد . برهان ذلك قول الله تعالى : ( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا ) وقال تعالى : ( أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة ) فعمّ تعالى ولم يخص شيئا من شيء ( وما كان ربك نسيا ) " انتهى .
وقال الدرير – مالكي – في الشرح الصغير (2/182) : "ويباح الحيوان البحري مطلقاً ، وإن ميتا أو كلبا أو خنزيرا ولا يفتقر لذكاة " انتهى بتصرف .
قال الصاوي في حاشيته عليه : " قوله : ( أو كلبا أو خنزيرا ) : وكذلك الآدمي . ويعني : بذلك إنسان الماء . والله أعلم .
وقال النووي – شافعي - في "المجموع" (9/33) : " وأما ما ليس على صورة السمك المشهورة فالأصح عند الأصحاب : يحل الجميع ،لأن الصحيح أن اسم السمك يقع على جميعها , وقد قال الله تعالى : ( أحل لكم صيد البحر وطعامه ) قال ابن عباس وغيره : صيده ما صيد , وطعامه ما قذف , ولقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( هو الطهور ماؤه الحل ميتته ) " انتهى بتصرف.
وقال المرداوي – حنبلي- في "الإنصاف" (10/364) : "وجميع حيوانات البحر مباحة إلا الضفدع , والحية , والتمساح " انتهى .
وقال الكاساني – حنفي - في "بدائع الصنائع" (5/35) : " أما الذي يعيش في البحر فجميع ما في البحر من الحيوان محرم الأكل إلا السمك خاصة فإنه يحل أكله إلا ما طفا منه ، وهذا قول أصحابنا رضي الله عنهم " انتهى .
وقال ابن عابدين – حنفي – في "رد المحتار" (6/307) : " وما عدا أنواع السمك من نحو إنسان الماء وخنزيره خبيث فبقي داخلا تحت التحريم ".
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعد ترجيح جواز أكل التمساح وحية البحر : " فالصواب أنه لا يستثنى من ذلك شيء ، وأن جميع حيوانات البحر التي لا تعيش إلا في الماء حلال حيّها وميتها ؛ لعموم الآية الكريمة – يعني قوله تعالى : ( أحل لكم صيد البحر وطعامه ) " انتهى من "الشرح الممتع" (6/327) ط. فجر.
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/103991/%D9%84%D8%A7%20%D8%AA%D8%A3%D9%83%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D9%83
إنسان الماء حيوان يعيش في الماء يشبه الإنسان ، وهل له وجود حقيقي ، أو هو أسطورة تحكى ؟ في ذلك نظر .
جاء في هامش "الموسوعة الفقهية "(5/129) ما يلي : " إن المراجع العلمية الحديثة التي بين أيدينا يستفاد منها أن إنسان الماء ويسمى بالفرنسية : سيرين (sirene) هو حيوان أسطوري يوصف في القصص الخيالية بأن نصفه الأعلى امرأة ونصفه الأسفل سمكة .
راجع : معجم وموسوعة لا روس الفرنسية في كلمة sirene .
ثم قالت الموسوعة : الشائع من القديم أن عجائب البحر وحيوانه أكثر وأكبر من عجائب البر اليابس ، وأنه لا يوجد في البر نوع من الحيوان إلا وله نظير في البحر ، وهذا قد أكده الأستاذ محمد فريد وجدي في دائرة معارفه نقلا عن المصادر العلمية الحديثة . راجع : دائرة معارف القرن العشرين ، كلمة : بحر – حيويا " انتهى بتصرف .
وقال الدميري في "حياة الحيوان الكبرى" : " إنسان الماء: يشبه الإنسان ، إلا أن له ذنبا . قال القزويني: وقد جاء شخص بواحد منها في زماننا " انتهى .
وقد ذكر كثير من الفقهاء إنسان الماء ، واختلفوا في حكمه ، فمنهم من أباحه لعموم الأدلة التي تبيح ما في البحر ، وهذا مقتضى مذهب الشافعية والحنابلة ، وقول أكثر المالكية ومذهب ابن حزم وغيرهم ، ومنهم من حرمه لأنه من غير جنس السمك ، وهو قول الحنفية والليث بن سعد .
قال ابن حزم رحمه الله في "المحلى" (6/60) : " وأما ما يسكن جوف الماء ولا يعيش إلا فيه فهو حلال كله كيفما وجد , سواء أُخذ حيا ثم مات أو مات في الماء , طفا أو لم يطف , أو قتله حيوان بحري أو بري هو كله حلال أكله . وسواء خنزير الماء , أو إنسان الماء , أو كلب الماء وغير ذلك ، ذلك حلال أكله ، قَتل كل ذلك وثني أو مسلم أو كتابي أو لم يقتله أحد . برهان ذلك قول الله تعالى : ( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا ) وقال تعالى : ( أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة ) فعمّ تعالى ولم يخص شيئا من شيء ( وما كان ربك نسيا ) " انتهى .
وقال الدرير – مالكي – في الشرح الصغير (2/182) : "ويباح الحيوان البحري مطلقاً ، وإن ميتا أو كلبا أو خنزيرا ولا يفتقر لذكاة " انتهى بتصرف .
قال الصاوي في حاشيته عليه : " قوله : ( أو كلبا أو خنزيرا ) : وكذلك الآدمي . ويعني : بذلك إنسان الماء . والله أعلم .
وقال النووي – شافعي - في "المجموع" (9/33) : " وأما ما ليس على صورة السمك المشهورة فالأصح عند الأصحاب : يحل الجميع ،لأن الصحيح أن اسم السمك يقع على جميعها , وقد قال الله تعالى : ( أحل لكم صيد البحر وطعامه ) قال ابن عباس وغيره : صيده ما صيد , وطعامه ما قذف , ولقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( هو الطهور ماؤه الحل ميتته ) " انتهى بتصرف.
وقال المرداوي – حنبلي- في "الإنصاف" (10/364) : "وجميع حيوانات البحر مباحة إلا الضفدع , والحية , والتمساح " انتهى .
وقال الكاساني – حنفي - في "بدائع الصنائع" (5/35) : " أما الذي يعيش في البحر فجميع ما في البحر من الحيوان محرم الأكل إلا السمك خاصة فإنه يحل أكله إلا ما طفا منه ، وهذا قول أصحابنا رضي الله عنهم " انتهى .
وقال ابن عابدين – حنفي – في "رد المحتار" (6/307) : " وما عدا أنواع السمك من نحو إنسان الماء وخنزيره خبيث فبقي داخلا تحت التحريم ".
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعد ترجيح جواز أكل التمساح وحية البحر : " فالصواب أنه لا يستثنى من ذلك شيء ، وأن جميع حيوانات البحر التي لا تعيش إلا في الماء حلال حيّها وميتها ؛ لعموم الآية الكريمة – يعني قوله تعالى : ( أحل لكم صيد البحر وطعامه ) " انتهى من "الشرح الممتع" (6/327) ط. فجر.
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/103991/%D9%84%D8%A7%20%D8%AA%D8%A3%D9%83%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D9%83