سَعت إليه الرعايا يوماً بكلِّ انكسار
قالت : تعيشُ وتبقى يا داميَ الأَظفار
ماتَ الوزيرُ فمنْ ذا يَسوسُ أَمرَ الضَّواري؟
قال : الحمارُوزيري قضى بهذا اختياري
فاستضحكت ، ثم قال : «ماذا رأَى في الحِمارِ؟»
وخلَّفتهُ ، وطارت بمضحكِ الأخبار
حتى إذا الشَّهْرُ ولَّى كليْلة ٍ أَو نَهار
لم يَشعُرِ اللَّيثُ إلا ومُلكُهُ في دَمار
القردُ عندَ اليمين والكلبُ عند اليسار
والقِطُّ بين يديه يلهو بعظمة ِ فار !
فقال : من في جدودي مثلي عديمُ الوقار ؟ !
أينَ اقتداري وبطشي وهَيْبتي واعتباري؟!
فجاءَهُ القردُ سرّاً وقال بعدَ اعتذار:
يا عاليَ الجاه فينا كن عاليَ الأنظار
رأَيُ الرعِيَّة ِ فيكم من رأيكم في الحمار!