ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    الإيمان والأسرة لحماية المراهق بالغرب

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الإيمان والأسرة لحماية المراهق بالغرب Empty الإيمان والأسرة لحماية المراهق بالغرب

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يوليو 01, 2010 11:05 am

    المراهق المسلم في الغرب حالة خاصة بما يواجهه من تربية مختلفة وسط مجتمعات غير إسلامية، تتبنى بعض القيم المخالفة لديننا الحنيف، أضف إلى هذا خصائص المرحلة العمرية للمراهق، من حيث جنوحه للتمرد والمحاكاة ومعاناته من الاضطرابات النفسية والجسدية.

    كما يصعب اختيار الصديق في الغرب مع اختلاف زملاء الدراسة في الدين والعادات والتقاليد وميلهم في تلك المرحلة العمرية إلى إقامة العلاقات الجنسية المبكرة والانفصال عن الأسرة ماديا ومعنويا، فكيف نزرع الإيمان في قلوب المراهقين وندعم صلتهم بالله ليستشعروا مراقبته في كافة تصرفاتهم؟.

    "التربية الإيمانية" و"الأسرة المحافظة" هما الوسيلتان الأساسيتان اللتان حددتهما الدكتورة فوزية العشماوي- أستاذة الدراسات العربية والإسلامية بجامعة جينيف بسويسرا- للحفاظ على البناء الإيماني لمسلمي الغرب، وتزكية المراهق المسلم في الغرب.. وقد أشارت للمزيد في الحوار التالي...

    تزيين الأخلاق

    * كيف تُزين الأسرة المسلمة في الغرب الأخلاق الإسلامية في أعين المراهق؟
    ** تعد الأسرة المسلمة أساس بنية المجتمع الإسلامي في الغرب، ولذلك فهي تمثل المنبع الأول للإيمان والتمسك بالدين والأخلاقيات الإسلامية في المجتمع الغربي ووسيلتها في ذلك هي التربية الدينية والإيمانية للأجيال المسلمة في المجتمعات الأوروبية خاصة وأن الأبناء يقتدون دائما بالمثل الأعلى لهم، وهو في الأغلب الأب والأم.

    ويتأثر الأبناء بسلوكيات الأبوين ومدى اتصال أرباب الأسرة بالدين، حيث يحرصون على قراءة القرآن ويرغبون أبناءهم في ذلك، كما يرغبونهم في الذهاب للمسجد وسماع الدروس الدينية وخاصة خطبة الجمعة، فإن ذلك بلا شك يجعل الأسرة قادرة على مواصلة التخلق بالإسلام وتعميق الإيمان وترسيخ الأخلاق لدى أبنائها، وهذا ينعكس على تحقيق التنمية الإيمانية والخلقية للمراهقين في الغرب، فالأسرة هي أساس البناء الإيماني للأقليات المسلمة في أوروبا.

    * من خبرتكم الطويلة في الغرب، كيف تحكمون على اهتمام الأسر المسلمة بالتربية الإيمانية؟ وهل تجد صدى وقبولاً لدى المراهقين أنفسهم؟
    ** بلا شك تحرص الأسر المسلمة على تفعيل الإيمان في بناء غالبية الأسر المسلمة في أوروبا عن طريق الالتزام الشديد بالفروض الدينية والتواصل فيما بين المسلمين، وبالفعل توجد رغم ذلك عناصر إسلامية في الغرب لا تلتزم بالنهج الإسلامي بل وذابت كليةً في تقاليد المجتمعات الغربية وتقاليدها وابتعدت عن الله آلاف الأميال، إلا أن كثيرا من المسلمين ما زالوا متمسكين بأصول دينهم من خلال الترابط الأسري والوعي بأهمية التمسك بالدين والتحلي بالأخلاق الإسلامية، وهم في مجموعهم يمثلون المجتمع الإيماني الحقيقي في أوروبا وقد أثروا بأخلاقهم في غير المسلمين.

    القرآن ضد التغريب

    * إلى أي مدى تؤثر فوضى الأخلاق في الغرب على سلوكيات المراهق المسلم؟
    ** تحافظ الأسر المسلمة على أبنائها من التغريب من خلال الارتباط بالمساجد والتمسك بالقرآن والحرص عليه منذ الصغر، عندئذٍ لن تمثل موجة التغريب أي تهديد على المراهقين المسلمين، خاصة أن هناك التزام بتربية الأبناء على التعامل كمسلمين حتى في اللغة، حيث نعلمهم اللغة العربية وننبهم إلى ضرورة الالتزام بها والحديث بها مع المسلمين باعتبارها لغة القرآن، وهو ما يساعد على تأصيل مفهوم العلاقة مع كتاب الله وضرورة الحفاظ على معرفة لغة قراءته باعتباره أمرًا مقدسًا يتم من خلاله العبادات التي تزيد القرب من الله.

    وفي ذلك يتم تذكير الآباء والأمهات في الأقليات الإسلامية بضرورة الحرص على قراءة القرآن الكريم أمام الأبناء لبناء الصلة الطيبة بكتاب الله تعالى داخلهم، ومن ثم تعلم الخلق الإسلامي المستمد من كتاب الله.

    وفي ذلك نشير إلى أن الأب والأم إذا قاموا بقراءة القرآن يوميا أمام الأبناء منذ الصغر فإن ذلك سيدفع الأبناء إلى السؤال عن هذا الكتاب الذي لا ينتهي أبواه من القراءة فيه أبدا، فيعرفونهم بشكل تلقائي أن هذا الكتاب هو القرآن الكريم، ومن هنا تبدأ العلاقة والصلة الإيمانية بكتاب الله وتبنى فيهم الأخلاق القرآنية منذ الصغر.

    ونؤكد دائما على أن محافظة الأب والأم في الأسرة المسلمة في الغرب على المبادئ الإسلامية، والتمسك بكتاب الله هو في حد ذاته سياج الأمان ضد أي شكل من أشكال التغريب التي يمتلئ بها المجتمع الأوروبي، وهناك يقين بأن المسلم إذا حافظ في نفسه على دينه وتعاليمه، فلن يحدث على المستوى الاجتماعي أي خلل إيماني أو ديني لدى الأقليات المسلمة في الغرب.

    المراهق الغربي والعربي!

    * ما هو واقع علاقة المراهقين في الغرب بالدين والأخلاق؟
    ** هناك حقيقة لا أبالغ في قولها، وهي أن المراهق المسلم الذي يعيش في البلاد الأوروبية أكثر تمسكا بدينه من نظيره في البلاد الإسلامية، وأكبر دليل على ذلك أنني عندما زرت بلدا إسلاميا كبيرا "مصر"، تعجبت من اهتمامات الشباب المسلم التي انحصرت في التقليد لكل ما هو غربي وإتباع آخر موضة في الأزياء إلى غير ذلك من الأمور التافهة.

    في حين أن محور اهتمام الشباب المسلم في الغرب هو أن يتعرف على جذوره، ويتعلم أمور دينه، ويتردد على المراكز الإسلامية، ولذلك فإن معظم الحلقات النقاشية التي تتم بين شباب المسلمين في الغرب تدور حول الإسلام والتحديات التي تواجهه وكيفية إثبات حقيقته للعالم.

    ولذلك أقول: "إن الجيل الجديد للمسلمين في الغرب يهتم بدينه وعلاقته به وتطبيقه لتعاليمه أكثر من الجيل الجديد في البلاد الإسلامية، ومن ثم أؤكد أن مستقبل الإسلام ورمز الإيمان الحقيقي يحمله مسلمي الغرب، خاصة من أبناء الجيل الجديد".

    * هل معنى ذلك أن الثقافات الغربية وبخاصة ثقافة الإباحية الجنسية لم تؤثر على المراهقين والشباب؟
    ** بالطبع هناك من الشباب المسلم في الغرب من انحرف وراء هذه الثقافات، ومما يساعد على ذلك أن التيارات: اللاأخلاقية" تقتحم حياة أبناء المسلمين، فمنذ التعليم الثانوي يتم تدريس التربية الجنسية، وهو ما يؤدي إلى انحراف البعض خاصة وأن الفتاة الغربية ليس لديها المبادئ الأخلاقية التي تجعلها تحافظ على نفسها.

    في الوقت الذي يتم فيه نشر فكرة أن الإنسان يمكنه ممارسة كل الغرائز التي وجدت في طبيعته، ولكن مع كل هذا نؤكد دائما أن الحماية الأخلاقية للشباب والمراهقين التي تغرسها الأسرة المسلمة هي الأساس في تحقيق السياج الإيماني ضد أي تيارات انحرافية أو ثقافات غربية.

    كما نؤكد أنه لو لم يكن الأب والأم خلف أبنائهم في جميع المراحل العمرية فإن زمام هؤلاء الأبناء سينفلت وسيذوبون في المجتمع الغربي ويبتعدون تماما عن الأخلاق الإسلامية.

    * وما أكثر الأخلاقيات التي يجب أن يلتفت إليها الآباء والأمهات في تربية المراهق؟
    ** يوجد في المجتمع الغربي وبالأخص الأوروبي الكثير من الأخلاق الحميدة فهناك الصدق وعدم الغش وأمور كثيرة يمكن القول بأنها تساعد مسلمي الغرب على تنمية إيمانياتهم، إلا أنه يعاب على الغرب قضية الإباحية والحرية الجنسية، وهذا هو الأمر الوحيد الذي ننتقد فيه المجتمعات الأوروبية بسببها.

    أما فيما عدا ذلك يمكن القول بأن الأوروبيين يتمتعون بأخلاقيات أكاد أقول إنها أخلاقيات إسلامية، وقد وجد الإمام محمد عبده الإسلام في فرنسا وترك المسلمين في مصر، بمعنى أن كل الأخلاق التي قال بها الإسلام من صدق وإخلاص وعدم نفاق موجودة بالفعل في المجتمعات الأوروبية عدا قضية الإباحية الجنسية.

    المراهقات.. والسمت الإسلامي


    حجاب المراهقة.. ترفضه بعض الدول الغربية

    * إذا انتقلنا إلى الفتاة المسلمة، هل تواجه المراهقات مشاكل وعراقيل تُحَجِّمُ تدينها خاصة وأنها تعيش في وسط من الانحلال الخلقي والتفسخ القيمي بالغرب؟
    ** في الحقيقة ليست هناك أمورا يمكن أن نطلق عليها مخاطر تواجهها الفتاة المسلمة في الغرب للحفاظ على إيمانياتها وتمسكها بدينها إلا اختيار الصحبة الصالحة وترسيخ الأخلاق الإسلامية.
    ولكن كالعيش في أي دولة غربية هناك تقديس للقوانين، وهنا يظهر ما ينظر إليه البعض على أنه تحدي للفتاة المسلمة، حيث إنه من المعروف أن الدول الأوروبية كلها فصلت الدين عن الدولة، وجعلت الدين أمرا خاصا للإنسان بينه وبين ربه.

    وبالتالي فإن كل إنسان يعيش في الغرب لا يسمح له بأن يقول إنني مسلم أو مسيحي أو يهودي، ولا يسمح أن يرمز لتبعيته لدين معين، حرصاً على أن يكون الناس جميعا يعيشون تحت قوانين ومبادئ موحدة وكلها نابعة مما يسميه الغرب بـ "الإيتيكت"، وهي الأخلاقيات العامة كالصدق واحترام البيئة.

    وعليه فالمراهقة المسلمة تبعاً لهذه القوانين في الغرب لا تستطيع ارتداء الحجاب بشكل مطلق -خاصة في المدارس الفرنسية قبل الذهاب للجامعة- حيث إن ارتداءه يمثل لدى كثير من المجتمعات الأوروبية أمرا خارجا عن القوانين وإعلانا سافرا عن الإسلام والانتماء الديني.

    ومع ذلك فلا أعتقد أن هذا يمس إيمانيات المراهقة المسلمة؛ لأن الإيمان والدين موجود أصلا في ضمير الإنسان وتكوينه وشخصيته ومن الممكن للفتيات أن يتخذن الأزياء التي تؤدي غرض الحجاب دون مخالفة للقوانين.


    http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1171897370748&pagename=Zone-Arabic-Tazkia/TZALayout




      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 9:21 pm