السؤال : انتشر بين النساء دعوى لبس الحجاب أثناء حلقات الوعظ بينهن بسبب حضور الملائكة التي تخجل من النظر إليهن وهن كاشفات؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
لا نعلم من النصوص الشرعية الصحيحة الصريحة ما يدل على أن الملائكة لا تحضر المجالس التي تكشف فيها المرأة عن شعرها .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لا تدخل البيوت التي فيها كلب أو صورة أو جنب أو جرس [مع وجود خلاف في صحة الأحاديث الواردة في الجنب والجرس] .
ولم يذكر من ضمنها : وجود امرأة حاسرة عن شعرها ، ولو كان ذلك منها لبينه النبي صلى الله عليه وسلم كما بين غيره .
وفي صحيح البخاري (3775) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ ، وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا) .
قال السندي : "اللحاف : ما يتغطى به" انتهى من "حاشية السندي على النسائي" (7/68) .
وفي هذا أن جبريل كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي ، وهو مع عائشة في لحاف واحد ، ومن المعلوم أن المرأة لا تكون في لحافها بحجابها الكامل .
ثانياً : قد يستدل البعض على ذلك بما رواه الطبراني في المعجم الأوسط (6 / 287) عن أم سلمة عن خديجة رضي الله عنه قالت : قلت : يا رسول الله ، يا ابن عمي ، هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به .
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم يا خديجة .
قالت خديجة : فجاءه جبريل ذات يوم وأنا عنده .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء .
فقلت له : قم فاجلس على فخدي الأيمن .
فقام فجلس على فخدي الأيمن .
فقلت له : هل تراه ؟.
قال : نعم .
فقلت له : تحول فاجلس على فخدي الأيسر .
فجلس ، فقلت : هل تراه ؟.
قال : نعم .
فقلت له : فتحول فأجلس في حِجْري .
فجلس ، فقلت له : هل تراه ؟.
قال : نعم .
قالت خديجة : فتحسرت وطرحت خماري ، وقلت له : هل تراه .
قال : لا .
فقلت له : هذا والله ملك كريم ، لا والله ما هذا شيطان ..." انتهى .
ولكن هذا الحديث ضعيف لا يصح الاعتماد عليه في الاحتجاج لهذه المسألة ، وقد بين وجوه ضعفه الشيخ الألباني في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (6097) .
وقال الدكتور أكرم ضياء العمري : " وقد وردت روايات ضعيفة أو واهية السند ومنكرة المتن تفيد... أن خديجة تحققت من كون الذي يراه الرسول ملكاً وليس شيطاناً ". انتهى من "السيرة النبوية الصحيحة" (1/128) .
ثالثاً :
قد يستدل البعض على ذلك بما جاء في صحيح مسلم (974) في قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلم للبقيع وقوله لعائشة: (فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ ، فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ ...) .
وقد بوب عليه ابن حبان بقوله : "ذكر البيان بأن جبريل عليه السلام كان لا يدخل على المصطفى صلى الله عليه وسلم بيته إذا وضعت عائشة ثيابها" انتهى "صحيح ابن حبان" (16/45) .
ولكن هذا الحديث ليس صريحاً في عدم دخول الملائكة إلى مكان فيه امرأة وضعت حجابها ، للأسباب التالية :
1- وضع الثياب أعم من كشف الشعر ، فلا يلزم من عدم دخوله في حال وضع الثياب ألا يدخل في حال كشف شعر الرأس .
خاصة وأن وضع الثياب يعني تكشفا وتخففا من الثياب يتناسب مع حال النائم خاصة في البلاد الحارة ، وهذا يفارق مجرد كشف الشعر .
2- احتمال الخصوصية بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بجبريل كما قد يفهم ذلك من ترجمة ابن حبان .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
لا نعلم من النصوص الشرعية الصحيحة الصريحة ما يدل على أن الملائكة لا تحضر المجالس التي تكشف فيها المرأة عن شعرها .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لا تدخل البيوت التي فيها كلب أو صورة أو جنب أو جرس [مع وجود خلاف في صحة الأحاديث الواردة في الجنب والجرس] .
ولم يذكر من ضمنها : وجود امرأة حاسرة عن شعرها ، ولو كان ذلك منها لبينه النبي صلى الله عليه وسلم كما بين غيره .
وفي صحيح البخاري (3775) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ ، وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا) .
قال السندي : "اللحاف : ما يتغطى به" انتهى من "حاشية السندي على النسائي" (7/68) .
وفي هذا أن جبريل كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي ، وهو مع عائشة في لحاف واحد ، ومن المعلوم أن المرأة لا تكون في لحافها بحجابها الكامل .
ثانياً : قد يستدل البعض على ذلك بما رواه الطبراني في المعجم الأوسط (6 / 287) عن أم سلمة عن خديجة رضي الله عنه قالت : قلت : يا رسول الله ، يا ابن عمي ، هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به .
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم يا خديجة .
قالت خديجة : فجاءه جبريل ذات يوم وأنا عنده .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء .
فقلت له : قم فاجلس على فخدي الأيمن .
فقام فجلس على فخدي الأيمن .
فقلت له : هل تراه ؟.
قال : نعم .
فقلت له : تحول فاجلس على فخدي الأيسر .
فجلس ، فقلت : هل تراه ؟.
قال : نعم .
فقلت له : فتحول فأجلس في حِجْري .
فجلس ، فقلت له : هل تراه ؟.
قال : نعم .
قالت خديجة : فتحسرت وطرحت خماري ، وقلت له : هل تراه .
قال : لا .
فقلت له : هذا والله ملك كريم ، لا والله ما هذا شيطان ..." انتهى .
ولكن هذا الحديث ضعيف لا يصح الاعتماد عليه في الاحتجاج لهذه المسألة ، وقد بين وجوه ضعفه الشيخ الألباني في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (6097) .
وقال الدكتور أكرم ضياء العمري : " وقد وردت روايات ضعيفة أو واهية السند ومنكرة المتن تفيد... أن خديجة تحققت من كون الذي يراه الرسول ملكاً وليس شيطاناً ". انتهى من "السيرة النبوية الصحيحة" (1/128) .
ثالثاً :
قد يستدل البعض على ذلك بما جاء في صحيح مسلم (974) في قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلم للبقيع وقوله لعائشة: (فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ ، فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ ...) .
وقد بوب عليه ابن حبان بقوله : "ذكر البيان بأن جبريل عليه السلام كان لا يدخل على المصطفى صلى الله عليه وسلم بيته إذا وضعت عائشة ثيابها" انتهى "صحيح ابن حبان" (16/45) .
ولكن هذا الحديث ليس صريحاً في عدم دخول الملائكة إلى مكان فيه امرأة وضعت حجابها ، للأسباب التالية :
1- وضع الثياب أعم من كشف الشعر ، فلا يلزم من عدم دخوله في حال وضع الثياب ألا يدخل في حال كشف شعر الرأس .
خاصة وأن وضع الثياب يعني تكشفا وتخففا من الثياب يتناسب مع حال النائم خاصة في البلاد الحارة ، وهذا يفارق مجرد كشف الشعر .
2- احتمال الخصوصية بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بجبريل كما قد يفهم ذلك من ترجمة ابن حبان .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب