[size=21]قصة كشف عمرو بن العاص رضى الله عنه عورته عند مبارزة على رضى الله عنه
إعداد علي حشيش
الحلقة الرابعة والسبعون
قصة الملائكة في شهر رمضان مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت عن طريق مؤرخي الرافضة واختلقوا مثالب لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وصاغوها على هيئة حكايات وأشعار لكي يسهل انتشارها بين المسلمين واشتهرت هذه الحكايات بين القصاص، ومما ساعد على ذلك خبث الروافض وكيدهم، حيث إنهم عندما يريدون الطعن في أحد من الصحابة يصوغون هذا الطعن في صورة رقائق يبكي لها العوام مثل قصة موت الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه التي بيناها في هذه السلسلة والتي إذا نظر من لا دراية له بهذا العلم نظر بعين واحدة إلى ما فيها من رقائق، ولكن خبث الروافض جعل على العين الأخرى غشاوة الرقائق فلم تنظر إلى ما في القصة من طعن في الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه وجعل روحه تنزع كنزع روح الكفرة الفجرة.
وإن تعجب فعجب أن كثيرًا من القصاص والوعاظ والكُتاب يروجون لهذه القصص، وبمثل هذا الخبث وضع هذا الرافضي صاحب قصة وفاة عمرو بن العاص، قصة أخرى تطعن في عمرو بن العاص رضي الله عنه في صورة يذكر فيها شجاعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فمن لا دراية له بهذا العلم ينظر بعين واحدة أيضًا إلى ما فيها من شجاعة لعلي رضي الله عنه، ولكن خبث الروافض أيضًا جعل على العين الأخرى غشاوة فلم تنظر إلى ما في القصة من طعن في الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه.
أولاً: المتن
ومما زاد هذه القصة انتشارًا أن هذه القصة أوردها الكاتب عباس محمود العقاد في كتابه «عمرو بن العاص» (ص238، 239- طبعة دار الكتب- بيروت - لبنان)، حيث قال:
«وكان علي رضي الله عنه كثيرًا ما يتقدم بين الصفوف داعيًا إلى المبارزة، فبدا له يومًا أن يدعو معاوية لمبارزته فأيهما غلب فالأمر له، وتحقن دماء الناس، فنادى: يا معاوية، فقال هذا لأصحابه: اسألوه ما شأنه؟ قال: أحب أن يبرز لي فأكلمه كلمة واحدة. فبرز معاوية ومعه عمرو، فلما قارباه لم يلتفت إلى عمرو، وقال لمعاوية: ويحك علام يقتتل الناس بيني وبينك ؟ ابرز إليّ، فأينا قتل صاحبه فالأمر له، فالتفت معاوية إلى عمرو فقال: ما ترى يا أبا عبد الله ؟ أبارزه؟ فقال عمرو: لقد أنصفك الرجل، واعلم أنك إن نكلت عنه لم تزل سُبة عليك وعلى عقبك ما بقي عربي، فقال معاوية: يا عمرو ليس مثلي يخدع نفسه، والله ما بارز ابن أبي طالب رجلاً قط إلا سقى الأرض من دمه. ثم تلاحيا وعزم معاوية على عمرو ليخرجن إلى علي، إن كان جادًا في نصحه، ولم يكن مغررًا به طمعًا في مآل أمره، فلما خرج للمبارزة مكرهًا وشد عليه عليُّ المرهوبة، رمى عمرو بنفسه عن فرسه، ورفع ثوبه وشَغَرَ برجليه فبدت عورته فصرف عليٌّ وجهه عنه وقام معفرًا بالتراب هاربًا على رجليه، معتصمًا بصفوفه». اهـ.
قلت: والكاتب العقاد الذي فتن الكثيرون بكتابته، حتى اتخذها هؤلاء حقائق افتقر منهجه إلى البحوث العلمية الحديثية: فالأحاديث والآثار التي أوردها عن الصحابة رضي الله عنهم وهو يترجم لهم خلت من أصول علم الحديث من التخريج والتحقيق، وهذه القصة التي تطعن في الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه تبين للقراء عامة ولطالب هذا الفن برهان ما ذهبنا إليه، حيث أوردها من غير تخريج ولا تحقيق.
وإن تعجب فعجب أن العقاد عقَّب على القصة بشيء عجيب هو طعن في الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه فوق طعن الرافضة حيث قال: «ولكنه - أي عمرو بن العاص - لا يحارب عليّا وله أمل في الشهادة قاتلاً أو مقتولاً، أو ثقة بالحق تعوضه عن خسارة الدنيا، وليس بالعجيب من طبيعة عمرو أن يلوذ بالحيطة غير حافل بمقال الناس إذا خاف على حياته، وأيقن من ضياع دينه ودنياه».
قلت: انظر إلى تحليل العقاد لكشف عمرو بن العاص عورته في وجه علي بن أبي طالب ولا يدري أن القصة واهية.
وإلى القارئ الكريم التخريج والتحقيق:
ثانيًا التخريج والتحقيق
القصة أخرجها نصر بن مزاحم الكوفي في كتابه «وقعة صفين» (ص406- 408)، ويزيدها بالأشعار لعمرو ثم معاوية.
1- قال الإمام الذهبي في «الميزان» (4/253/9046): نصر بن مزاحم الكوفي عن قيس بن الربيع وطبقته رافضي جَلْد تركوه.
2- قال الإمام العقيلي في «الضعفاء الكبير» (4/300/9046): «نصر بن مزاحم: كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير».
3- وأقر هذا الإمام الذهبي في «الميزان»، ثم نقل عن أبي خيثمة أنه قال: نصر بن مزاحم كان كذابًا.
4- قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/468/2143): سألت أبي عن نصر بن مزاحم العطار المنقري سكن بغداد قال: «واهي الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه».
5- وذكر له الإمام ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» (7/37) (19/1972) أحاديث وقال: «هذه وغيرها من أحاديث عامتها غير محفوظة». اهـ.
6- وقال الحافظ في «لسان الميزان» (6/188) (55/8788): «وقال العجلي: كان رافضيًا غاليًا.. ليس بثقة ولا مأمون. وقال الخليلي: ضعفه الحفاظ جدًا».
7- أورده الإمام الدارقطني في كتابه «الضعفاء والمتروكين» (ت547) وقال: «نصر بن مزاحم المِنْقري، كوفي».
قلت: ويظن من لا دراية له بهذا الفن أن الدارقطني سكت عنه ولكن هيهات، فلقد بيَّن الإمام البرقاني في مقدمة الكتاب القاعدة التي بنى عليها حيث قال:
«طالت محاورتي مع ابن حمكان لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني عفا الله عني وعنهما في المتروكين من أصحاب الحديث فتقرر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات».
قلت: وبهذا يتبين أن نصر بن مزاحم متروك عند الأئمة حيث أثبت على حروف المعجم في هذه الورقات من كتاب الضعفاء للدارقطني برقم (547).
وبهذا يتبين أن نصر بن مزاحم صاحب هذه القصة أنه رافضي كذاب ومتروك ليس بثقة ولا مأمون وتصبح بهذا القصة واهية من وضع الرافضة.[/size]
إعداد علي حشيش
الحلقة الرابعة والسبعون
قصة الملائكة في شهر رمضان مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت عن طريق مؤرخي الرافضة واختلقوا مثالب لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وصاغوها على هيئة حكايات وأشعار لكي يسهل انتشارها بين المسلمين واشتهرت هذه الحكايات بين القصاص، ومما ساعد على ذلك خبث الروافض وكيدهم، حيث إنهم عندما يريدون الطعن في أحد من الصحابة يصوغون هذا الطعن في صورة رقائق يبكي لها العوام مثل قصة موت الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه التي بيناها في هذه السلسلة والتي إذا نظر من لا دراية له بهذا العلم نظر بعين واحدة إلى ما فيها من رقائق، ولكن خبث الروافض جعل على العين الأخرى غشاوة الرقائق فلم تنظر إلى ما في القصة من طعن في الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه وجعل روحه تنزع كنزع روح الكفرة الفجرة.
وإن تعجب فعجب أن كثيرًا من القصاص والوعاظ والكُتاب يروجون لهذه القصص، وبمثل هذا الخبث وضع هذا الرافضي صاحب قصة وفاة عمرو بن العاص، قصة أخرى تطعن في عمرو بن العاص رضي الله عنه في صورة يذكر فيها شجاعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فمن لا دراية له بهذا العلم ينظر بعين واحدة أيضًا إلى ما فيها من شجاعة لعلي رضي الله عنه، ولكن خبث الروافض أيضًا جعل على العين الأخرى غشاوة فلم تنظر إلى ما في القصة من طعن في الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه.
أولاً: المتن
ومما زاد هذه القصة انتشارًا أن هذه القصة أوردها الكاتب عباس محمود العقاد في كتابه «عمرو بن العاص» (ص238، 239- طبعة دار الكتب- بيروت - لبنان)، حيث قال:
«وكان علي رضي الله عنه كثيرًا ما يتقدم بين الصفوف داعيًا إلى المبارزة، فبدا له يومًا أن يدعو معاوية لمبارزته فأيهما غلب فالأمر له، وتحقن دماء الناس، فنادى: يا معاوية، فقال هذا لأصحابه: اسألوه ما شأنه؟ قال: أحب أن يبرز لي فأكلمه كلمة واحدة. فبرز معاوية ومعه عمرو، فلما قارباه لم يلتفت إلى عمرو، وقال لمعاوية: ويحك علام يقتتل الناس بيني وبينك ؟ ابرز إليّ، فأينا قتل صاحبه فالأمر له، فالتفت معاوية إلى عمرو فقال: ما ترى يا أبا عبد الله ؟ أبارزه؟ فقال عمرو: لقد أنصفك الرجل، واعلم أنك إن نكلت عنه لم تزل سُبة عليك وعلى عقبك ما بقي عربي، فقال معاوية: يا عمرو ليس مثلي يخدع نفسه، والله ما بارز ابن أبي طالب رجلاً قط إلا سقى الأرض من دمه. ثم تلاحيا وعزم معاوية على عمرو ليخرجن إلى علي، إن كان جادًا في نصحه، ولم يكن مغررًا به طمعًا في مآل أمره، فلما خرج للمبارزة مكرهًا وشد عليه عليُّ المرهوبة، رمى عمرو بنفسه عن فرسه، ورفع ثوبه وشَغَرَ برجليه فبدت عورته فصرف عليٌّ وجهه عنه وقام معفرًا بالتراب هاربًا على رجليه، معتصمًا بصفوفه». اهـ.
قلت: والكاتب العقاد الذي فتن الكثيرون بكتابته، حتى اتخذها هؤلاء حقائق افتقر منهجه إلى البحوث العلمية الحديثية: فالأحاديث والآثار التي أوردها عن الصحابة رضي الله عنهم وهو يترجم لهم خلت من أصول علم الحديث من التخريج والتحقيق، وهذه القصة التي تطعن في الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه تبين للقراء عامة ولطالب هذا الفن برهان ما ذهبنا إليه، حيث أوردها من غير تخريج ولا تحقيق.
وإن تعجب فعجب أن العقاد عقَّب على القصة بشيء عجيب هو طعن في الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه فوق طعن الرافضة حيث قال: «ولكنه - أي عمرو بن العاص - لا يحارب عليّا وله أمل في الشهادة قاتلاً أو مقتولاً، أو ثقة بالحق تعوضه عن خسارة الدنيا، وليس بالعجيب من طبيعة عمرو أن يلوذ بالحيطة غير حافل بمقال الناس إذا خاف على حياته، وأيقن من ضياع دينه ودنياه».
قلت: انظر إلى تحليل العقاد لكشف عمرو بن العاص عورته في وجه علي بن أبي طالب ولا يدري أن القصة واهية.
وإلى القارئ الكريم التخريج والتحقيق:
ثانيًا التخريج والتحقيق
القصة أخرجها نصر بن مزاحم الكوفي في كتابه «وقعة صفين» (ص406- 408)، ويزيدها بالأشعار لعمرو ثم معاوية.
1- قال الإمام الذهبي في «الميزان» (4/253/9046): نصر بن مزاحم الكوفي عن قيس بن الربيع وطبقته رافضي جَلْد تركوه.
2- قال الإمام العقيلي في «الضعفاء الكبير» (4/300/9046): «نصر بن مزاحم: كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير».
3- وأقر هذا الإمام الذهبي في «الميزان»، ثم نقل عن أبي خيثمة أنه قال: نصر بن مزاحم كان كذابًا.
4- قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/468/2143): سألت أبي عن نصر بن مزاحم العطار المنقري سكن بغداد قال: «واهي الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه».
5- وذكر له الإمام ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» (7/37) (19/1972) أحاديث وقال: «هذه وغيرها من أحاديث عامتها غير محفوظة». اهـ.
6- وقال الحافظ في «لسان الميزان» (6/188) (55/8788): «وقال العجلي: كان رافضيًا غاليًا.. ليس بثقة ولا مأمون. وقال الخليلي: ضعفه الحفاظ جدًا».
7- أورده الإمام الدارقطني في كتابه «الضعفاء والمتروكين» (ت547) وقال: «نصر بن مزاحم المِنْقري، كوفي».
قلت: ويظن من لا دراية له بهذا الفن أن الدارقطني سكت عنه ولكن هيهات، فلقد بيَّن الإمام البرقاني في مقدمة الكتاب القاعدة التي بنى عليها حيث قال:
«طالت محاورتي مع ابن حمكان لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني عفا الله عني وعنهما في المتروكين من أصحاب الحديث فتقرر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات».
قلت: وبهذا يتبين أن نصر بن مزاحم متروك عند الأئمة حيث أثبت على حروف المعجم في هذه الورقات من كتاب الضعفاء للدارقطني برقم (547).
وبهذا يتبين أن نصر بن مزاحم صاحب هذه القصة أنه رافضي كذاب ومتروك ليس بثقة ولا مأمون وتصبح بهذا القصة واهية من وضع الرافضة.[/size]