الميلاد والنشأة
ولد العالم اللغوي الدكتور رمضان عبد التواب في قرية قليوب بمحافظة القليوبية بمصر صباح يوم الجمعة (23 من رمضان 1348هـ= 21 من فبراير 1930م)، وسُمي باسم الشهر الفضيل تيمنًا به، وأملا في النيل من بركته.
تلقى تعليمه في المدرسة الأولية، وكان تقديره في السنة الأولى 98%، وترتيبه الأول، وفي الفرقة الثانية مرض قبل الامتحان بحمى التيفود، وترتب على ذلك عدم حضوره الامتحان، وفي بداية العام الدراسي التالي دخل مدرس الفصل فلما رآه غضب جدا، وقال: أنت الأول تعيد العام؟! وأخذه إلى ناظر المدرسة، وقال له: هل يمكن لرمضان أن يرسب ويعيد السنة؟ هذا لا يمكن، فهو أفضل الموجودين، وظل يمدح فيه إلى أن وافق ناظر المدرسة على أن يُمتحن في المقرر، وأُجري له امتحان خاص ونجح فيه، وانتقل مع زملائه للفرقة الثالثة، ونجح في الفرقة الثالثة وكان ترتيبه الأول أيضا.
ومنذ ذلك الوقت عرف قيمة التعليم، فكان يقرأ كل شيء، وأتم حفظ القرآن الكريم استعدادا لدخول المعهد الديني، فقد وهبه والده للتعليم الديني، ولم يكن يكتفي بحفظ القرآن الكريم، وإنما كان يسأل عن معاني كل شيء، حتى إن شيخه الذي كان يحفظّه القرآن كان يحار معه في تفسير بعض الآيات، فما كان منه إلا أن دله على تفسير الجلالين، فاشتراه وكان سعيدا به كل السعادة، وأتم حفظ القرآن الكريم في سنة ونصف، وكانت سنُّه في ذلك الوقت لا تتجاوز عشر سنوات.
في المعهد الديني الأزهري
دخل المعهد الديني بعد اجتياز امتحان في القرآن الكريم والحساب والإملاء، ووقتها وجد نفسه أمام الكتب الصفراء في الفقه والنحو والصرف وعلوم العربية المختلفة، وحفظ ألفية ابن مالك وهو في السنة الأولى بالمعهد الديني، وكان مبرزا بين زملائه، وكان دائما ترتيبه الأول إلى أن أنهى المرحلة الثانوية، ليتأهل بعدها لدخول كلية دار العلوم.
في كلية دار العلوم
كان دخول كلية دار العلوم يتم بعد امتحان على ثلاث مراحل: تحريريا ثم شفويا ثم شخصيا، وما كانت هناك كتب معينة يمتحنون فيها سوى الفقه من كتاب "جوهرة التوحيد"، وكانوا يُمتحنون في النحو كله، والبلاغة العربية كلها، والأدب وتاريخه، وكذلك التاريخ الإسلامي، والصرف والعروض، ثم بعد ذلك يُمتحنون شفويا في القرآن الكريم، ثم بعد ذلك الامتحان الشخصي، وكان يُسأل فيه أسئلة تربوية، ويُنظر إلى شخصيته وهندامه، ويُقيّم من جميع الجوانب الشخصية، وتقدم هو وزملاؤه للامتحان الأول، وكان عددهم 1500 طالب، نجح منهم في الامتحانات الثلاثة 200 طالب فقط ورسب الباقون، وكان الذين يدرسّون في كلية دار العلوم وقتها أساتذة يدرسون فلسفة العلم، يقف فيهم إبراهيم أنيس بنظرياته، وعباس حسن بغوصه في بطون كتب النحو.
نشأ عنده حب القراءة، فكان يعكف في إجازات الصيف على قراءة كثير من الكتب الأدبية، فقرأ لكبار الكتاب مثل: الرافعي، والعقاد، وطه حسين، وغيرهم، وكان يتفق مع موزع الصحف أن يأتيه بكل الصحف التي كانت تصدر آنذاك، ويتقاضى منه نصف ثمنها بشرط أن يستردها سليمة معافاة قبل منتصف النهار، وكان يتردد على مكتبة دار الكتب منذ أن كان طالبا بالمرحلة الثانوية، وكان ترتيبه الأول بكلية دار العلوم في كل السنوات، وكان يحفظ كثيرا من الشعر العربي في كل العصور.
حينما كان يؤدي امتحان الليسانس الشفوي كانت اللجنة مكونة من الأستاذ عباس حسن والشاعر علي الجندي، وجاء امتحان النصوص فقال له علي الجندي: قل لي شيئا من النصوص التي تحفظها، فقال له: في أي عصر؟ ففتح عينيه متعجبا، وقال: أتحفظ كل العصور؟ فقال: نعم، قال: هات من العصر الجاهلي، فقال له: لمن؟ قال: وهناك اختيار أيضا في العصر الجاهلي؟ فقال: نعم يا سيدي، قال: هات شيئا لامرئ القيس، فقال: أي قصيدة لامرئ القيس: المعلقة أم البائية أم الدالية؟ قال: أتحفظ كل هذا لامرئ القيس؟ قل ما تشاء، ثم انتقل من امرئ القيس إلى علقمة، إلى طرفة، ثم قال في النهاية له الشاعر علي الجندي: فتح الله عليك يا بني، أنا لا أُري الدرجة لصاحبها على الإطلاق، ولكني سأريك إياها، وأعطاه الدرجة النهائية، وقال: ليت عندنا منك عشرا إذن لاستقام الأمر.
بعثة ألمانيا
تخرج في كلية دار العلوم سنة 1956م، وكان ترتيبه الأول بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وحصل على 92.5%، وكان الثاني في الترتيب الدكتور عبد الصبور شاهين، وحصل على 89.5%، والدكتور عبد الصبور شاهين لم يكن في فرقته أصلا، بل كان يسبقه بعام، وكان أول دفعته أيضا، ولكنه اُعتقل في السنة الرابعة لمشاركته السياسية فأصبح في دفعة الدكتور رمضان رغما عنه.
لم ينتظر الدكتور رمضان طلب الكلية تعيين معيدين، ولكنه سجل في السنة التمهيدية للماجستير، وفي نفس السنة درس الدبلومة العامة في التربية بتربية عين شمس، وفي نفس الوقت عُين مدرسا بمدرسة النقراشي الإعدادية النموذجية، وذات يوم كان يطلع على الصحف اليومية فوجد إعلانا من كلية الآداب جامعة عين شمس عن بعثة إلى ألمانيا مدتها خمس سنوات، التخصص "فقه اللغة العربية" بشرط أن يكون الطالب حاصلا على ليسانس في اللغة العربية، فتقدم ومعه 13 طالبا من أبناء الكلية المُعلِنة، غير أنه كان المرشح الوحيد الذي حصل على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وممتاز في مادة التخصص (فقه اللغة)، وفي نفس الوقت أعلنت كلية دار العلوم عن طلب معيد واحد، واستقر رأي الدكتور إبراهيم أنيس عليه، ولكنه فوجئ بأنه يعد للسفر لبعثة، وهنا وقع في مأزق فهو يخشى أن يعينه فيترك الوظيفة ويسافر إلى ألمانيا ويضيعها على غيره، ويخشى أن يعين غيره فلا يسافر لأي سبب من الأسباب فيكون قد أضاع عليه الفرصة، فأخذ يُسوّف ويُرجئ في الإعلان إلى أن اتصل به الدكتور رمضان هاتفيا، وقال له: سأسافر غدا، وفي الاجتماع التالي تقرر تعيين الدكتور عبد الصبور شاهين معيدا، وقال الدكتور أنيس في قرار التعيين: يستحق هذه الدرجة رمضان عبد التواب غير أنه بالبحث والتحري وُجد أنه سافر في بعثة بكلية الآداب جامعة عين شمس إلى ألمانيا، وعلى ذلك يؤخذ الذي يليه في الترتيب وهو عبد الصبور شاهين.
تعلم في ألمانيا على أيدي أساتذة متخصصين مهرة في الدراسات اللغوية، وأتقن اللغات الألمانية والسريانية والحبشية والأكادية والفارسية والتركية والفرنسية واللاتينية والعبرية والسبئية والمعينية، والتقى مع أساتذة عظام– في الدراسات اللغوية- أمثال: يوهان فك وهانزفير وأوتوشبيس وريتر وزلهايم، ودارت بينه وبين بعض منهم مناقشات ومحاورات ومجادلات عن الإسلام؛ إذ كان بعضهم متحاملا على الإسلام، ولكن هذا لم يمنعه من أن يحصل مما لديهم من علم، ثم عاد من البعثة بعد أن أمضى فيها 5 سنوات حصل في أثنائها على الماجستير والدكتوراة في اللغات السامية من جامعة ميونخ بألمانيا بتقدير مرتبة الشرف الأولى سنة 1963م، وبعدها تسلم عمله مدرسا بكلية الآداب جامعة عين شمس.
التدرج الوظيفي
1- مدرس للغة العربية والتربية الإسلامية بمدرسة النقراشي الإعدادية النموذجية بالقاهرة من 27-10-1957م.
2- عضو بعثة جامعة عين شمس للحصول على الدكتوراة من جامعة ميونخ بألمانيا (ديسمبر 1957- يناير 1963).
3- معيد بكلية الآداب جامعة عين شمس من 9-1-1963م.
4- مدرس بكلية الآداب جامعة عين شمس من 29-5-1963م.
5- أستاذ مساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس من 11-2-1969م.
6- أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب جامعة عين شمس من 1-8-1974م.
7- أستاذ معار بكلية الآداب جامعة الرياض 1-9-1973م.
8- أستاذ معار بكلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من 1-9-1976م.
9- وكيل كلية الآداب جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب من 24-9-1980م.
10- عميد كلية الآداب جامعة عين شمس من 21-1-1982م.
11- عميد كلية الآداب جامعة عين شمس للمرة الثانية من 5-2-1985م.
12- رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس من 1-9-1986م.
الهيئات العلمية والندوات والمؤتمرات والجوائز
1- عضو الجمعية الدولية للأبحاث الشرقية (IGOF) منذ عام 1964م.
2- عضو جمعية المستشرقين الألمانية (DMG) منذ عام 1968م.
3- أستاذ زائر بجامعة فرانكفورت للدراسات اللغوية المقارنة في عام 1968م.
4- عضو مؤتمر المستشرقين الألمان في فورتسبورج في عام 1968م.
5- عضو مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية منذ عام 1971م.
6- أمين سر الجمعية اللغوية المصرية منذ عام 1969م.
7- عضو مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية منذ عام 1971م.
8- عضو ندوة خبراء اللغة العربية في الرياض بالسعودية في عام 1977م.
9- خبير اللهجات العربية بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ عام 1978م.
10- مقرر لجنة إحياء التراث الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية منذ عام 1979م.
11- عضو ندوة اللهجات العربية بجامعة أسيوط في مارس 1981م.
12- أمين اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة المساعدين (في اللغة العربية) منذ عام 1980م.
13- عضو الندوة الأولى عن التراث العربي بالقاهرة في إبريل 1981م.
14- أستاذ زائر بجامعة أم درمان الإسلامية خلال شهري يناير وفبراير من عامي 1980 و1981م.
15- رئيس شعبة البرديات العربية بجامعة عين شمس منذ عام 1981م.
16- رئيس شعبة الدراسات الإنسانية بمركز بحوث الشرق الأوسط منذ عام 1981م.
17- عضو ندوة الشيخ جلال الدين السيوطي بجامعة أسيوط في إبريل 1982م.
18- مقرر اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين (اللغات الشرقية) منذ عام 1983م.
19- عضو مؤتمر اللغة العربية في الجامعات المنعقد بالإسكندرية عام 1983م.
20- عضو لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة منذ عام 1983م.
21- أستاذ زائر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في يناير 1983م.
22- عضو الدورة الثامنة للسانيات المنعقدة في الرباط بالمغرب عام 1983م.
23- عضو الندوة العالمية لطه حسين في مدريد بأسبانيا عام 1983م.
24- ممثل جامعة عين شمس في الاحتفال بالعيد الخمسيني لمجمع اللغة العربية بالقاهرة 1984م.
25- أستاذ زائر بجامعة صنعاء عام 1984م.
26- عضو مؤتمر التراث والمعاصرة المنعقد في جامعة المنيا في 17-3-1984م.
27- حائز على جائزة آل البصير العالمية في الدراسات الأدبية واللغوية من السعودية لعام 82/1983م.
28- أستاذ زائر بجامعتي فاس ومكناس بالمغرب في نوفمبر 1984م.
29- ممثل جامعة عين شمس في ندوة العلاقات المصرية التركية المنعقدة في إستانبول في ديسمبر 1984م.
30- أستاذ زائر بجامعة الأمير عبد القادر بقسطنطينة وجامعة بتنة بالجزائر في إبريل 1986م.
31- عضو لجنة "المصطلح النقدي" في جامعة فاس في نوفمبر 1986م.
32- عضو مهرجان طه حسين المنعقد في كلية الدراسات العربية بجامعة المنيا في مارس 1988م.
33- عضو مؤتمر "النقد الثاني" المنعقد في جامعة اليرموك بالأردن "إربد" في يوليو 1988م.
34- أستاذ زائر بجامعة مؤتة في الأردن في فبراير 1989م.
35- عضو مهرجان الشاعر "عرار" المنعقد في جامعة اليرموك بالأردن "إربد" في إبريل 1989م.
36- عضو المجمع العلمي العراقي ببغداد من 28-2-1989م.
37- عضو مؤتمر "النقد الثالث" المنعقد في جامعة اليرموك بالأردن "إربد" في يوليو 1989م.
38- عضو ندوة "الدس الشعوبي" المنعقدة في بغداد في ديسمبر 1989م.
39- عضو ندوة "المداخلة اللغوية بين اللغة العربية واللغات الرومانسية" المنعقدة في مدريد بأسبانيا في ديسمبر 1990م.
40- عضو "الملتقى الدولي حول المراكز الثقافية في المغرب الإسلامي" المنعقد في مدينة وهران بالجزائر من 18 إلى 20-4-1993م.
41- عضو ندوة "جلال الدين السيوطي" في مؤتة بالأردن من 2 إلى 6-10-1993م.
42- عضو ندوة "التواصل الثقافي بين أقطار المغرب العربي" المنعقدة في طرابلس بليبيا (كلية الدعوة الإسلامية) من 20 إلى 23-12-1995م.
43- عضو مؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الدينية، للحفاظ على التراث العربي والإسلامي، المنعقد في عمان بالأردن من 24 إلى 29-9-1996م.
44- عضو مؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الدينية الموسع، للحفاظ على التراث العربي والإسلامي، المنعقد في جاكرتا (إندونيسيا) من 26 إلى 31-10-1997م.
ولد العالم اللغوي الدكتور رمضان عبد التواب في قرية قليوب بمحافظة القليوبية بمصر صباح يوم الجمعة (23 من رمضان 1348هـ= 21 من فبراير 1930م)، وسُمي باسم الشهر الفضيل تيمنًا به، وأملا في النيل من بركته.
تلقى تعليمه في المدرسة الأولية، وكان تقديره في السنة الأولى 98%، وترتيبه الأول، وفي الفرقة الثانية مرض قبل الامتحان بحمى التيفود، وترتب على ذلك عدم حضوره الامتحان، وفي بداية العام الدراسي التالي دخل مدرس الفصل فلما رآه غضب جدا، وقال: أنت الأول تعيد العام؟! وأخذه إلى ناظر المدرسة، وقال له: هل يمكن لرمضان أن يرسب ويعيد السنة؟ هذا لا يمكن، فهو أفضل الموجودين، وظل يمدح فيه إلى أن وافق ناظر المدرسة على أن يُمتحن في المقرر، وأُجري له امتحان خاص ونجح فيه، وانتقل مع زملائه للفرقة الثالثة، ونجح في الفرقة الثالثة وكان ترتيبه الأول أيضا.
ومنذ ذلك الوقت عرف قيمة التعليم، فكان يقرأ كل شيء، وأتم حفظ القرآن الكريم استعدادا لدخول المعهد الديني، فقد وهبه والده للتعليم الديني، ولم يكن يكتفي بحفظ القرآن الكريم، وإنما كان يسأل عن معاني كل شيء، حتى إن شيخه الذي كان يحفظّه القرآن كان يحار معه في تفسير بعض الآيات، فما كان منه إلا أن دله على تفسير الجلالين، فاشتراه وكان سعيدا به كل السعادة، وأتم حفظ القرآن الكريم في سنة ونصف، وكانت سنُّه في ذلك الوقت لا تتجاوز عشر سنوات.
في المعهد الديني الأزهري
دخل المعهد الديني بعد اجتياز امتحان في القرآن الكريم والحساب والإملاء، ووقتها وجد نفسه أمام الكتب الصفراء في الفقه والنحو والصرف وعلوم العربية المختلفة، وحفظ ألفية ابن مالك وهو في السنة الأولى بالمعهد الديني، وكان مبرزا بين زملائه، وكان دائما ترتيبه الأول إلى أن أنهى المرحلة الثانوية، ليتأهل بعدها لدخول كلية دار العلوم.
في كلية دار العلوم
كان دخول كلية دار العلوم يتم بعد امتحان على ثلاث مراحل: تحريريا ثم شفويا ثم شخصيا، وما كانت هناك كتب معينة يمتحنون فيها سوى الفقه من كتاب "جوهرة التوحيد"، وكانوا يُمتحنون في النحو كله، والبلاغة العربية كلها، والأدب وتاريخه، وكذلك التاريخ الإسلامي، والصرف والعروض، ثم بعد ذلك يُمتحنون شفويا في القرآن الكريم، ثم بعد ذلك الامتحان الشخصي، وكان يُسأل فيه أسئلة تربوية، ويُنظر إلى شخصيته وهندامه، ويُقيّم من جميع الجوانب الشخصية، وتقدم هو وزملاؤه للامتحان الأول، وكان عددهم 1500 طالب، نجح منهم في الامتحانات الثلاثة 200 طالب فقط ورسب الباقون، وكان الذين يدرسّون في كلية دار العلوم وقتها أساتذة يدرسون فلسفة العلم، يقف فيهم إبراهيم أنيس بنظرياته، وعباس حسن بغوصه في بطون كتب النحو.
نشأ عنده حب القراءة، فكان يعكف في إجازات الصيف على قراءة كثير من الكتب الأدبية، فقرأ لكبار الكتاب مثل: الرافعي، والعقاد، وطه حسين، وغيرهم، وكان يتفق مع موزع الصحف أن يأتيه بكل الصحف التي كانت تصدر آنذاك، ويتقاضى منه نصف ثمنها بشرط أن يستردها سليمة معافاة قبل منتصف النهار، وكان يتردد على مكتبة دار الكتب منذ أن كان طالبا بالمرحلة الثانوية، وكان ترتيبه الأول بكلية دار العلوم في كل السنوات، وكان يحفظ كثيرا من الشعر العربي في كل العصور.
حينما كان يؤدي امتحان الليسانس الشفوي كانت اللجنة مكونة من الأستاذ عباس حسن والشاعر علي الجندي، وجاء امتحان النصوص فقال له علي الجندي: قل لي شيئا من النصوص التي تحفظها، فقال له: في أي عصر؟ ففتح عينيه متعجبا، وقال: أتحفظ كل العصور؟ فقال: نعم، قال: هات من العصر الجاهلي، فقال له: لمن؟ قال: وهناك اختيار أيضا في العصر الجاهلي؟ فقال: نعم يا سيدي، قال: هات شيئا لامرئ القيس، فقال: أي قصيدة لامرئ القيس: المعلقة أم البائية أم الدالية؟ قال: أتحفظ كل هذا لامرئ القيس؟ قل ما تشاء، ثم انتقل من امرئ القيس إلى علقمة، إلى طرفة، ثم قال في النهاية له الشاعر علي الجندي: فتح الله عليك يا بني، أنا لا أُري الدرجة لصاحبها على الإطلاق، ولكني سأريك إياها، وأعطاه الدرجة النهائية، وقال: ليت عندنا منك عشرا إذن لاستقام الأمر.
بعثة ألمانيا
تخرج في كلية دار العلوم سنة 1956م، وكان ترتيبه الأول بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وحصل على 92.5%، وكان الثاني في الترتيب الدكتور عبد الصبور شاهين، وحصل على 89.5%، والدكتور عبد الصبور شاهين لم يكن في فرقته أصلا، بل كان يسبقه بعام، وكان أول دفعته أيضا، ولكنه اُعتقل في السنة الرابعة لمشاركته السياسية فأصبح في دفعة الدكتور رمضان رغما عنه.
لم ينتظر الدكتور رمضان طلب الكلية تعيين معيدين، ولكنه سجل في السنة التمهيدية للماجستير، وفي نفس السنة درس الدبلومة العامة في التربية بتربية عين شمس، وفي نفس الوقت عُين مدرسا بمدرسة النقراشي الإعدادية النموذجية، وذات يوم كان يطلع على الصحف اليومية فوجد إعلانا من كلية الآداب جامعة عين شمس عن بعثة إلى ألمانيا مدتها خمس سنوات، التخصص "فقه اللغة العربية" بشرط أن يكون الطالب حاصلا على ليسانس في اللغة العربية، فتقدم ومعه 13 طالبا من أبناء الكلية المُعلِنة، غير أنه كان المرشح الوحيد الذي حصل على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وممتاز في مادة التخصص (فقه اللغة)، وفي نفس الوقت أعلنت كلية دار العلوم عن طلب معيد واحد، واستقر رأي الدكتور إبراهيم أنيس عليه، ولكنه فوجئ بأنه يعد للسفر لبعثة، وهنا وقع في مأزق فهو يخشى أن يعينه فيترك الوظيفة ويسافر إلى ألمانيا ويضيعها على غيره، ويخشى أن يعين غيره فلا يسافر لأي سبب من الأسباب فيكون قد أضاع عليه الفرصة، فأخذ يُسوّف ويُرجئ في الإعلان إلى أن اتصل به الدكتور رمضان هاتفيا، وقال له: سأسافر غدا، وفي الاجتماع التالي تقرر تعيين الدكتور عبد الصبور شاهين معيدا، وقال الدكتور أنيس في قرار التعيين: يستحق هذه الدرجة رمضان عبد التواب غير أنه بالبحث والتحري وُجد أنه سافر في بعثة بكلية الآداب جامعة عين شمس إلى ألمانيا، وعلى ذلك يؤخذ الذي يليه في الترتيب وهو عبد الصبور شاهين.
تعلم في ألمانيا على أيدي أساتذة متخصصين مهرة في الدراسات اللغوية، وأتقن اللغات الألمانية والسريانية والحبشية والأكادية والفارسية والتركية والفرنسية واللاتينية والعبرية والسبئية والمعينية، والتقى مع أساتذة عظام– في الدراسات اللغوية- أمثال: يوهان فك وهانزفير وأوتوشبيس وريتر وزلهايم، ودارت بينه وبين بعض منهم مناقشات ومحاورات ومجادلات عن الإسلام؛ إذ كان بعضهم متحاملا على الإسلام، ولكن هذا لم يمنعه من أن يحصل مما لديهم من علم، ثم عاد من البعثة بعد أن أمضى فيها 5 سنوات حصل في أثنائها على الماجستير والدكتوراة في اللغات السامية من جامعة ميونخ بألمانيا بتقدير مرتبة الشرف الأولى سنة 1963م، وبعدها تسلم عمله مدرسا بكلية الآداب جامعة عين شمس.
التدرج الوظيفي
1- مدرس للغة العربية والتربية الإسلامية بمدرسة النقراشي الإعدادية النموذجية بالقاهرة من 27-10-1957م.
2- عضو بعثة جامعة عين شمس للحصول على الدكتوراة من جامعة ميونخ بألمانيا (ديسمبر 1957- يناير 1963).
3- معيد بكلية الآداب جامعة عين شمس من 9-1-1963م.
4- مدرس بكلية الآداب جامعة عين شمس من 29-5-1963م.
5- أستاذ مساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس من 11-2-1969م.
6- أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب جامعة عين شمس من 1-8-1974م.
7- أستاذ معار بكلية الآداب جامعة الرياض 1-9-1973م.
8- أستاذ معار بكلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من 1-9-1976م.
9- وكيل كلية الآداب جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب من 24-9-1980م.
10- عميد كلية الآداب جامعة عين شمس من 21-1-1982م.
11- عميد كلية الآداب جامعة عين شمس للمرة الثانية من 5-2-1985م.
12- رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس من 1-9-1986م.
الهيئات العلمية والندوات والمؤتمرات والجوائز
1- عضو الجمعية الدولية للأبحاث الشرقية (IGOF) منذ عام 1964م.
2- عضو جمعية المستشرقين الألمانية (DMG) منذ عام 1968م.
3- أستاذ زائر بجامعة فرانكفورت للدراسات اللغوية المقارنة في عام 1968م.
4- عضو مؤتمر المستشرقين الألمان في فورتسبورج في عام 1968م.
5- عضو مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية منذ عام 1971م.
6- أمين سر الجمعية اللغوية المصرية منذ عام 1969م.
7- عضو مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية منذ عام 1971م.
8- عضو ندوة خبراء اللغة العربية في الرياض بالسعودية في عام 1977م.
9- خبير اللهجات العربية بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ عام 1978م.
10- مقرر لجنة إحياء التراث الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية منذ عام 1979م.
11- عضو ندوة اللهجات العربية بجامعة أسيوط في مارس 1981م.
12- أمين اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة المساعدين (في اللغة العربية) منذ عام 1980م.
13- عضو الندوة الأولى عن التراث العربي بالقاهرة في إبريل 1981م.
14- أستاذ زائر بجامعة أم درمان الإسلامية خلال شهري يناير وفبراير من عامي 1980 و1981م.
15- رئيس شعبة البرديات العربية بجامعة عين شمس منذ عام 1981م.
16- رئيس شعبة الدراسات الإنسانية بمركز بحوث الشرق الأوسط منذ عام 1981م.
17- عضو ندوة الشيخ جلال الدين السيوطي بجامعة أسيوط في إبريل 1982م.
18- مقرر اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين (اللغات الشرقية) منذ عام 1983م.
19- عضو مؤتمر اللغة العربية في الجامعات المنعقد بالإسكندرية عام 1983م.
20- عضو لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة منذ عام 1983م.
21- أستاذ زائر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في يناير 1983م.
22- عضو الدورة الثامنة للسانيات المنعقدة في الرباط بالمغرب عام 1983م.
23- عضو الندوة العالمية لطه حسين في مدريد بأسبانيا عام 1983م.
24- ممثل جامعة عين شمس في الاحتفال بالعيد الخمسيني لمجمع اللغة العربية بالقاهرة 1984م.
25- أستاذ زائر بجامعة صنعاء عام 1984م.
26- عضو مؤتمر التراث والمعاصرة المنعقد في جامعة المنيا في 17-3-1984م.
27- حائز على جائزة آل البصير العالمية في الدراسات الأدبية واللغوية من السعودية لعام 82/1983م.
28- أستاذ زائر بجامعتي فاس ومكناس بالمغرب في نوفمبر 1984م.
29- ممثل جامعة عين شمس في ندوة العلاقات المصرية التركية المنعقدة في إستانبول في ديسمبر 1984م.
30- أستاذ زائر بجامعة الأمير عبد القادر بقسطنطينة وجامعة بتنة بالجزائر في إبريل 1986م.
31- عضو لجنة "المصطلح النقدي" في جامعة فاس في نوفمبر 1986م.
32- عضو مهرجان طه حسين المنعقد في كلية الدراسات العربية بجامعة المنيا في مارس 1988م.
33- عضو مؤتمر "النقد الثاني" المنعقد في جامعة اليرموك بالأردن "إربد" في يوليو 1988م.
34- أستاذ زائر بجامعة مؤتة في الأردن في فبراير 1989م.
35- عضو مهرجان الشاعر "عرار" المنعقد في جامعة اليرموك بالأردن "إربد" في إبريل 1989م.
36- عضو المجمع العلمي العراقي ببغداد من 28-2-1989م.
37- عضو مؤتمر "النقد الثالث" المنعقد في جامعة اليرموك بالأردن "إربد" في يوليو 1989م.
38- عضو ندوة "الدس الشعوبي" المنعقدة في بغداد في ديسمبر 1989م.
39- عضو ندوة "المداخلة اللغوية بين اللغة العربية واللغات الرومانسية" المنعقدة في مدريد بأسبانيا في ديسمبر 1990م.
40- عضو "الملتقى الدولي حول المراكز الثقافية في المغرب الإسلامي" المنعقد في مدينة وهران بالجزائر من 18 إلى 20-4-1993م.
41- عضو ندوة "جلال الدين السيوطي" في مؤتة بالأردن من 2 إلى 6-10-1993م.
42- عضو ندوة "التواصل الثقافي بين أقطار المغرب العربي" المنعقدة في طرابلس بليبيا (كلية الدعوة الإسلامية) من 20 إلى 23-12-1995م.
43- عضو مؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الدينية، للحفاظ على التراث العربي والإسلامي، المنعقد في عمان بالأردن من 24 إلى 29-9-1996م.
44- عضو مؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الدينية الموسع، للحفاظ على التراث العربي والإسلامي، المنعقد في جاكرتا (إندونيسيا) من 26 إلى 31-10-1997م.
عدل سابقا من قبل أحمد في الإثنين أغسطس 24, 2009 2:06 pm عدل 1 مرات