حديث الحوار الذي دار بين الرسول صلى الله عليه وسلم والشيطان اللعين الرجيم
هذا الحديث مكذوب
الفتوى الداله على كذب هذا الحديث
هذا كذب مفضوح !
وهو حديث موضوع مكذوب لا تجوز روايته ولا تناقله ولا نشره بين الناس إلا على سبيل التحذير منه ، وبيان كذبه .
ومن علامات الكذب الواضحة المفضوحة ذِكْر ( الحلف بالطلاق ) ! ، وهو لم يكن معروفا عند الصحابة رضي الله عنهم
وقوله عن ظلّه ( تحت أظفار الإنسان ) وهذا مُخالِف لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات ، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه .
وقوله على لسان الشيطان : ( وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبداً )
كيف لا يُكتب له ثواب أبداً ، وقد حضر مجلس العِلم أو الخُطبة ؟
وهل يستوي من حضر فغلبته عينه مع من لم يحضر أصلا ؟!
وأذكر أن في بعض روايات هذا الكذب أنهم يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم عَرَض على إبليس التوبة ، وان يشفع له عند الله عز وجل !
وهذا من أعظم الكذب
فإن الله قال وقوله الحق ، ووعد ووعده لا يُخلف ، ولا يُبدّل القول لديه
وعد إبليس أنه من المنظرين
وأخبر أنه من الملعونين
وأنه سوف يُدخله جهنم
وأنه سوف يقوم خطيبا في أتباعه في جهنم
إلى غير ذلك ..
فكيف تُعرض عليه التوبة ؟!
لأن قبول توبته والشافعة له معناه إلغاء هذه الوعود .
فليُحذر من نشر مثل هذا الكذب الواضح المفضوح
ويُحذر من تناقله
وكل حديث جاء بمثل هذا الصفّ والتصفيف ، وبمثل هذا الطول فإنه يُحدث في النفس ريبة لا تقبله حتى تُفتّش عنه .
فالوصية لمرتادي الشبكة أن لا يُسارِعوا في نشر مثل هذه الأباطيل والأكاذيب وأحاديث القصّاص ، وإنما يعرضوها على أهل العلم .
ومن الخطورة نشر حديث مكذوب ؛ لأن من نشر حديثا مكذوبا فإنه يبوء بإثم الكذب ، ويكون مُشارِكا للكذّاب الذي وضعه وكذَبه .
وقد جاء الوعيد الشديد في ذلك في الحديث المتواتر عنه عليه الصلاة والسلام في قوله : كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم:
لا تكذبوا عليّ ، فإنه من كذب علي فليلج النار .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
جواب الشيخ حامد العلي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم لا أصل له ، ولاتحل روايته ، ومن ينشره شريك في الإثم مع من افتراه على نبينا صلى الله عليه وسلم ، مع أن كثيرا من معانيه ـ وليس كلها ـ مشهود لها بنصوص أخرى ، ولكن لاتحــل رواية أي كلمة عن نبينا صلى الله عليه وسلم إلا بناء على حديث صحيح ثابت الإسناد ، فالخبر عنه صلى الله عليه وسلم خبر عن الوحي ، والوحي من الله ،ومن يفتري الكذب على الوحي فلا أحــد أظلم منه كماقال تعالى ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) ، وقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، وفي صحيح مسلم مرفوعا: ( من حدث بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) ، وهو يدل على أن من ينشر الحديث الذي يرى العلماء انه كذب فهو كاذب ، كمثل الذي كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهــو شريكه ، والعياذ بالله تعالى والله أعلم
الفتوى من مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فهذا الحديث لا أصل له، بل هو مكذوب بيِّن الكذب لا تجوز حكايته إلا على سبيل التحذير منه والتنفير عنه، وفيه من الكذب السامج ما ينزه صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم عن أن ينسب إليه مثله. والله أعلم