قامت الدولة الطولونية المستقلة عن الخلافة العباسية في مصر والشام والحجاز، وهي أول دولة تستقل بالحكم عن حكومة الخلافة المركزية. وتنسب هذه إلى الدولة إلى مؤسسها أحمد بن طولون الذي كان جنديًّا تركيًّا، جاء إلى مصر نائبًا للحاكم العباسي فيها، لكنه استأثر بالحكم، ثم بسط سلطانه على الشام، حين كان العباسيون مشغولين بمقاومة ثورة الزنج.
أظهر أحمد بن طولون براعة وحسن إدارة في حكمه، ومن ثَمَّ استطاع النهوض بمصر؛ إذ أخذ في بناء مؤسسات الدولة ومرافقها الأساسية، وكوَّن جيشًا وأسطولاً قويًّا للدفاع عن ملكه، وتغلب على الصعاب التي واجهته حيث كانت الفتن والثورات مشتعلة في عهده بمصر من قِبل الخوارج والعلويين وغيرهم.
بعد وفاة أحمد بن طولون خَلَفه ابنه خمارويه، الذي استطاع أن يستعيد سيطرة الطولونيين على البلاد الشامية حتى الموصل والجزيرة الفراتية، وذلك بعد قيام الخليفة العباسي بالإغارة على الشام للقضاء على الدولة الطولونية. واستطاع أيضًا أن ينتزع من الخلافة العباسية اعترافًا له بحكم مصر -هو وأولاده- لمدة ثلاثين سنة عند عقد معاهدة صلح سنة 273هـ/ 886م.
فكَّر خمارويه في تدعيم عَلاقاته مع الخلافة العباسية عن طريق المصاهرة، فعرض على الخليفة المعتضد زواج قطر الندى ابنته من ابن الخليفة العباسي، غير أن الخليفة المعتضد -وكان قد سمع عن محاسن وجمال قطر الندى- طلبها لنفسه بدلاً من ابنه. وقد بالغ خمارويه في جهاز ابنته، وتكلف في ذلك ما يقصر دونه الوصف، وكان جهازها الذي أعدَّه أبوها أسطوريًّا بالغًا في الإسراف إلى حدٍّ يفوق الخيال.
ولم يُحسِن خمارويه الاستفادة من الأموال الجمَّة التي تركها له أبوه، فأخذ يسرف في البناء وأنواع الترف. وكان هذا الإسراف من قِبَل خمارويه سببًا في إفلاس مالية البلاد، وكانت مصر من أغنى الدول وأكثرها ثراءً.
وبعد قتل خمارويه على يد بعض جواريه، لم تستطع مصر الاحتفاظ باستقلالها الذي تعب أحمد بن طولون في تحقيق وجوده؛ إذ أصبحت مصر ميدانًا للضعف والفوضى من ناحية، ومسرحًا لأحداث دامية أطاحت بوحدة الطولونيين، وعجَّلت بزوال نفوذهم، حيث استطاع الخليفة العباسي أن يعيد مصر والشام إلى نفوذ الدولة العباسية مرة أخرى.
وأخيرًا فإن هذه الدولة التي ظلت مدة ثمانية وثلاثين عامًا عندما سقطت، شعر المصريون بالحزن والحسرة؛ وذلك لأن الطولونيين قد كرَّسوا معظم جهودهم للنهوض بمصر، وارتبطوا بها، وتقربوا إلى المصريين، وأحاطوهم برعايتهم، حتى إن أحد المؤرخين يذكر أن تلك الدولة كانت من "غُرَر الدول، وأيامهم من محاسن الأيام".
أظهر أحمد بن طولون براعة وحسن إدارة في حكمه، ومن ثَمَّ استطاع النهوض بمصر؛ إذ أخذ في بناء مؤسسات الدولة ومرافقها الأساسية، وكوَّن جيشًا وأسطولاً قويًّا للدفاع عن ملكه، وتغلب على الصعاب التي واجهته حيث كانت الفتن والثورات مشتعلة في عهده بمصر من قِبل الخوارج والعلويين وغيرهم.
بعد وفاة أحمد بن طولون خَلَفه ابنه خمارويه، الذي استطاع أن يستعيد سيطرة الطولونيين على البلاد الشامية حتى الموصل والجزيرة الفراتية، وذلك بعد قيام الخليفة العباسي بالإغارة على الشام للقضاء على الدولة الطولونية. واستطاع أيضًا أن ينتزع من الخلافة العباسية اعترافًا له بحكم مصر -هو وأولاده- لمدة ثلاثين سنة عند عقد معاهدة صلح سنة 273هـ/ 886م.
فكَّر خمارويه في تدعيم عَلاقاته مع الخلافة العباسية عن طريق المصاهرة، فعرض على الخليفة المعتضد زواج قطر الندى ابنته من ابن الخليفة العباسي، غير أن الخليفة المعتضد -وكان قد سمع عن محاسن وجمال قطر الندى- طلبها لنفسه بدلاً من ابنه. وقد بالغ خمارويه في جهاز ابنته، وتكلف في ذلك ما يقصر دونه الوصف، وكان جهازها الذي أعدَّه أبوها أسطوريًّا بالغًا في الإسراف إلى حدٍّ يفوق الخيال.
ولم يُحسِن خمارويه الاستفادة من الأموال الجمَّة التي تركها له أبوه، فأخذ يسرف في البناء وأنواع الترف. وكان هذا الإسراف من قِبَل خمارويه سببًا في إفلاس مالية البلاد، وكانت مصر من أغنى الدول وأكثرها ثراءً.
وبعد قتل خمارويه على يد بعض جواريه، لم تستطع مصر الاحتفاظ باستقلالها الذي تعب أحمد بن طولون في تحقيق وجوده؛ إذ أصبحت مصر ميدانًا للضعف والفوضى من ناحية، ومسرحًا لأحداث دامية أطاحت بوحدة الطولونيين، وعجَّلت بزوال نفوذهم، حيث استطاع الخليفة العباسي أن يعيد مصر والشام إلى نفوذ الدولة العباسية مرة أخرى.
وأخيرًا فإن هذه الدولة التي ظلت مدة ثمانية وثلاثين عامًا عندما سقطت، شعر المصريون بالحزن والحسرة؛ وذلك لأن الطولونيين قد كرَّسوا معظم جهودهم للنهوض بمصر، وارتبطوا بها، وتقربوا إلى المصريين، وأحاطوهم برعايتهم، حتى إن أحد المؤرخين يذكر أن تلك الدولة كانت من "غُرَر الدول، وأيامهم من محاسن الأيام".