من طرف أحمد الأحد أبريل 19, 2009 3:22 pm
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشعر نوع من الكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، فلا يمدح لذاته ولا يذم لذاته، ولكن النظر إلى مضمون الشعر قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني (10): "وليس في إباحة الشعر خلاف، وقد قاله الصحابة والعلماء، والحاجة تدعو إليه لمعرفة اللغة العربية والاستشهاد به في التفسير، وتعرف معاني كلام تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ويستدل به أيضاً على النسب والتاريخ وأيام العرب" ا.هـ
وقد أنشد كثير من الصحابة الشعر بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحاديثهم في الصحيحين وغيرهما وهي كثيرة، بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم حساناً وغيره بإنشاد الشعر.
وما ورد من ذم الشعراء في القرآن أو ذم الشعر في السنة، فإنما يذم من أسرف وكذب، فالغالب أن الشعراء يقولون الكذب، فيقذفون المحصنات، ويهجون الأبرياء، فوقع الذم على الأغلب، واستثني منهم من لا يفعل ذلك، كما قال سبحانه: (والشعراء يتبعهم الغاوون *ألم تر أنهم في كل واد يهيمون*وأنهم يقولون ما لا يفعلون* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا) [الشعراء-227]
وما ورد في السنة من ذم حفظ الشعر فالمقصود به الإكثار من ذلك حتى يشغله عن القرآن والسنة والتفقه في الدين، أو ما كان فيه تشبيب بالنساء ونحوه.
والله أعلم.
_______________
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشعر له حكم مضمونه ، فما كان مضمونه حسناً فهو حسن ، وما كان مضمونه مذموماً فهو مذموم ، ولذلك ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشعر بمنزلة الكلام فحسنه كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيح الكلام". كما في مسند أبي يعلى عن عائشة ، وأخرجه أيضاً البخاري في الأدب المفرد، والطبراني في الأوسط عن عبد الله بن عمرو . ويفهم هذا أيضاً من قول الله تعالى : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ، ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون ، وأنهم يقولون مالا يفعلون ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا .. ). [الشعراء: 224-227].
وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون حسن الشعر وينشدونه عند النبي صلى الله عليه وسلم في قصص معروفة مشهورة.
وبناء على هذا ، فما كان من الشعر مشتملاً على توحيد الله تعالى والثناء عليه، أو مدح رسوله صلى الله عليه وسلم بما ليس فيه غلو ، أو ذكر سيرته، أو كان مشتملاً على مواعظ وحكم ومسائل علمية أو موضوعات أدبية في حدود الشرع ، أو نحو ذلك فهو حسن ويتفاضل في الحسن حسب التفاضل الحاصل بين المواضيع.
وما كان من الشعر مشتملاً على محرم مما يخل بالعقيدة، أو ينافي الأخلاق الحميدة أو الأدب الرفيع، أو فيه دعوة إلى الباطل والمنكر والفحشاء ، أو فيه هتك لأعراض المسلمين أو أذيتهم أو نحو ذلك ، فهو قبيح مذموم ، ويعظم الجُرم فيه حسب الموضوع المشتمل عليه .
والله أعلم .
فالشعر - شأنه شأن الكلام العادي - حسنه حسن ، و قبيحه قبيح
فلو كانت ألفاظ القصيدة تتناسب مع الإسلام و آدابه فهي حلال ، لا شك .
أما أشعار المجون و الزندقة و الإلحاد ؛ فهي حرام (لا ينكر أحد ذلك) ، حتى و لو كانت غير منظومة .
و بحكم دراستي للنقد الأدبي العربي أقول : (إن معيار الأخلاق من معايير النقد الأدبي ؛ و هذا المعيار يحاول علمانيو عصرنا تنحيته للأسف)!
و أضيف لك أيضا : إن شيخ البلاغيين و صيارفة الأدب ((أي نقاد الأدب)) الشيخ عبدالقاهر الجرجاني يقول - ما معناه - : إن الشعر يعبر عن شخصية صاحبه ؛ فالشاعر المتدين المسلم يعبر عن تدينه في شعره ، و الشاعر غير المتخلق بأخلاق الإسلام يعبر عن أخلاقه هذه في شعره ((كل إناء ينضح بما فيه)) .
و هناك قول للإمام ابن حزم رحمه الله ، قسم فيه حكم الاشتغال بالشعر ((أقصد : الشعر الحلال الحسنة ألفاظه)) :
1 - ما زاد عن حده و شغل صاحبه به عن أداء الواجبات و الفروض فهو حرام ((شأن أي شئ يلهي عن ذكر الله)).
2 - ما كان يشغل صاحبه عن حياته و معاشه و عمارة الأرض (لكنه لا يعطله عن الفروض و الواجبات) ، فهذا مكروه .
3 - ما كان في الحدود المتاحة و لا يشغله عن الواجبات و الفروض و الطاعات و حياته و معاشه ، فهذا المستحسن المطلوب .
((أعذرني كوني أنقل لك المعنى ، و إن شئتَ رجعتُ إلى كتب النقد الأدبي لأنقل لك الكلام بألفاظه من الكتب))
و إن أردت الاستزادة فأنصحك بكتاب إحسان عباس ، و أنصحك بقراءة النقد في العصر الإسلامي ((صدر الإسلام : عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الراشدين ؛ و خصوصا أقوال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه و معايير الشعر عنده عند مدحه لزهير بن أبي سلمى)) كما أنصحك بقراءة قضية الأخلاق عند أقول علمائنا النقاد)).
و جزاك الله خيرا ، و نووووووورت المنتدى ، و نتمنى لك الإفادة و الاستفادة و خدمة الدين
.