ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب))

    avatar
    عصام
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد الرسائل : 1
    نقاط : 3
    تاريخ التسجيل : 18/04/2009

    مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Empty مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب))

    مُساهمة من طرف عصام السبت أبريل 18, 2009 3:16 pm

    مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_r قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_l

    معنى أعوذ: ألتجئ، وأعتصم، وأتحرز.
    والفلق: هو نور الفجر الذي يطرد الظلام.
    وتضمنت هذه السورة: المستعاذ به، المستعاذ منه، المستعيذ.
    المستعاذ به:هو الله رب الفلق ورب الناس الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا به ولا يستعاذ بأحد من خلقه، وقد قال الله في كتابه عمن استعاذ بخلقه: استعاذته زادته رهقاً: وهو الطغيان، واحتج أهل السنّة على المعتزلة في أن كلمات الله مخلوقة: بأن النبي مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Article_sallaاستعاذ بقوله: قل أعوذ برب الفلق، وأعوذ بكلمات الله التامات، وهو لا يستعيذ بمخلوق أبداً.
    المستعيذ: هو رسول الله مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Article_salla، وكل من اتبعه إلى يوم القيامة.
    أما المستعاذ منه فهو أربعة أقسام:
    الأول: الشر العام في قوله: مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rمِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_lوهذا يعم كل شر في الدنيا والآخرة وشر الشياطين من الإنس والجن وشر السباع والهوام وشر النار وشر الذنوب والهوى وشر النفس وشر العمل. وقوله: مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rمِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_l، أي من شر كل مخلوق فيه شر، وليس المراد الاستعاذة من كل ما خلق الله؛ فإن الجنة ومافيها ليس فيها شر، وكذلك الملائكة والأنبياء فإنهم خيرٌ محض.
    والشر الثاني: مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rشَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_l، وهذا خاص بعد عام، والغاسق: الليل إذا أقبل ودخل في كل شيء، والغسق: الظلمة، والوقوب: الدخول، والسبب الذي لأجله أمر الله بالاستعاذة من شر الليل: هو أن الليل محل سلطان الأرواح الشريرة وفيه تنشر الشياطين، والشياطين إنما سلطانهم في الظلمات والمواضع المظلمة، ولهذا كانت القلوب المظلمة هي محل الشياطين وبيوتهم.
    وذكر سبحانه في هاتين الكلمتين الليل والنهار والنور والظلمة. فأمر الله عبداه أن يستعيذوا بربْ النور الذي يقهر الظلمة ويزيلها، وهو سبحانه يدعى بأسمائه الحسنى فيُسأل لكل مطلوب باسم يناسبه.
    والشر الثالث: مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rشَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_l، وهذا الشر هو شر السحر، فإن النفاثات هنْ السواحر اللاتي يعقدن الخيوط، وينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يُردن من السحر، والنفث هو النفخ مع ريق، وهو دون التفل وهو مرتبة بينهم، والنفث فعل الساحر، فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور واستعان بالأرواح الخبيثة، نفث في تلك العقد نفخاً معه ريق فيخرج من نفسه الخبيثة نَفَس ممازج للشر مقترن بالريق الممازج، وقد تساعده الروح الشيطانية على أذى المسحور؛ فيقع فيه السحر بإذن الله الكوني والقدري.
    ولما كان تأثير السحر من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشريرة قال سبحانه: مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_l، بالتأنيث دون التذكير، وقد دلّ قوله تعالى: مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rوَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_lعلى تأثير السحر وأن له حقيقة، وقد أنكر ذلك طائفة من أهل الكلام وقالوا: إنه لا تأثير للسحر لا في مرض ولا قتل ولا حل ولا عقد. قالوا: وإنما ذلك تخيل لأعين الناظرين لا حقيقة له سوى ذلك. وهذا خلاف ما تواترت به الآثار عن الصحابة واتفق عليه الفقهاء.
    والسحر يؤثر: مرضاً وثقلاً وحلاً وقتلاً وحباً وبغضاً وغير ذلك من الآثار موجود يعرفه الناس، وكثير منهم قد علمه ذوقاً بما أصيب به. وقوله: مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rوَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_lدليل على أن النفث يضر المسحور في حال غيبته عنه، ولو كان الضرر لا يحصل إلا بمباشرة البدن ظاهراً - كما يقول هؤلاء - لم يكن للنفاثات شر يستعاذ منه، وأيضاً فإذا جاز على الساحر أن يسحر أعين جميع الناظرين مع كثرتهم حتى يروا الشيء بخلاف ما هو به، مع أن هذا تغيّر في إحساسهم، فما الذي يحيل تأثيره في تغيير بعض أعراضهم وطباعهم وقواهم فإذا غيّر إحساساً حتى يحصل المحبوب إليه بغيضاً والبغيض محبوباً وغير ذلك من التأثيرات.
    وقد قال الله عن سحرة فرعون أنهم مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rسَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_l[الأعراف:166]، فبين سبحانه أن أعينهم سُحرت، وذلك إما أن يكون لتغير حصل في المرئي وهو الحبال والعصي، مثل أن يكون السحرة استعانت بأرواح حركتها وهي الشياطين، فظنوا أنها تحركت بأنفسها؛ وهنا كما إذا جرّ من لا تراه حصيراً أو بسطاً فترى الحصير والبساط يَنْجَرُّ ولا ترى الجار، فهكذا حال الحبال والعصي قلبتها الشياطين فظن الرائي أنها انقلبت بأنفسها، والشياطين هم الذين يقلبونها. وإما أن يكون التغيير حدث في الرائي حتى رأى الحبال والعصي تتحرك وهي ساكنة في أنفسها. ولا ريب أن الساحر يفعل هذا وهذا.
    وأما ما يقوله المنكرون في أنهم فعلوا في الحبال والعصي ما أوجب حركتها ومشيها مثل الزئبق وغيره حتى سعت فهذا باطل من وجوه كثيرة.
    الشر الرابع: مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rشَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_l، وقد دلّ القرآن والسنة على أن نفس حسد الحاسد يؤذي المحسود، فنفس حسده شر يتصل بالمحسود، في نفسه وعينه وإن لم يؤذه بيده ولا لسانه، فإن الله تعالى قال: مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rوَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_l، فحقق الشر منه عند صدور الحسد، والقرآن ليس فيه لفظة مهملة لكن قد يكون الرجل في طبعه الحسد وهو غافل عن المحسود ولاهٍ عنه فإذا خطر على قلبه انبعث نار الحسد من قلبه فيتأذى المحسود بمجرد ذلك، فإن لم يستعِذْ بالله ويتحصن به ويكون له أوراد في الأذكار والدعوات، والتوجه إلى الله والإقبال عليه بحيث يدفع عنه من شره بمقدار توجهه وإقابله على الله وإلا ناله شر الحاسد ولا بد.
    وفي الحديث الصحيح: رُقية جبريل النبي مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Article_sallaوفيها { باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد. الله يشفيك }، فذكر شر عين الحاسد ومعلوم أنها لا تؤثر بمجردها إذ لو نظر إليه نظر لاهٍ ساهٍ - كما ينظر على الأرض والجبل وغيره - لم يؤثر فيه شيء، وأما إذا نظر إليه نظر من قد تكيّفت نفسه الخبيثة وانسمت فصارت نفساً غضيبة خبيثة حاسدة، أثمرت بها تلك النظرة فأثرت في المحسود بحسب ضعفه وقوة نفس الحاسد، فربما أمرضه، وربما قتله، والتجارب بها عند الخاصة والعامة أكثر من أن تذكر.
    وهذه العين إنما تؤثر بواسطة النفس الخبيثة، وهي بمنزلة الحية إنما يؤثر سمها إذا عضت ؛ فإنها تتكيّف بكيفية الغضب فتُحدِث فيها تلك الكيفية: السم فتؤثر في الملسوع، وربما قويت حتى تؤثر بمجرد النظر وذلك في نوع منها حتى يؤثر بمجرد النظر فتطمس البصر وتسقط الجَبلَ، كما ذكر النبي مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Article_sallaفي أبتر وذي الطُّفتين منها: اقتلوهما، وهذا علم لا يعرفه إلا خواص الناس. وهل الانفعال والتأثير وحدوث ما يحدث في الأجسام للأرواح، والأجسام آلتها بمنزلة الصانع؟ فالصنعة في الحقيقة لا والآلات وسائط.
    ومن له فطنة وتَأمّل أحوال الأرواح وتأثيراتها وتحريكها الأجسام رأي عجائب وآيات دالة على وحدانية الله وعظم ربوبيته، وأن ثم عالماً آخر يجري عليه أحكام أُخر يشهد آثارها وأسبابها غيب عن الأبصار؛ فتبارك الله رب العالمين وأحسن الخالقين.
    والعائن والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء: فيشتركان في: أن كلاً منهما تتكيف نفسه وتوجه نحو من تقصده أذاه. والعائن تتكيف نفسه عند مقابلة العين ومعاينته، والحاسد يحصل حسده في الغيبة والحضور. ويفترقان في: أن العائن قد يعين من لا يحسده من حيوان أو زرع فإذا كان لا ينفك من حسد صاحب بل ربما أصاب نفسه. وسببه الإعجاب بالشيء واستعظامه، فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديث مع تكيف نفسه بتلك الكيفية يؤثر في العين.
    وقوله: مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_rوَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ مختصر تفسير المعوذتين ((الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب)) Braket_lيعم الحاسد من الجن والإنس، فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما أتاهم الله من فضله، ولكن الوسواس أخص بشياطين الجن. والحسد أخص بشياطين الإنس، والوسواس يعمها أيضاً، فكلا الشيطانين حاسد موسوس فالاستعاذة من شر الحاسد يعمهما جميعاً.
    فقد اشتملت السورة على الاستعاذة من كل شر في العالم، وتضمنت شروراً أربعة يستعاذ منها: شراً عاماً وهو شر ما خلق، وشر غاسق إذا وقب، فهذا نوعان. ثم ذكر شر الساحر والحاسد وهما نوعان أيضاً لأنهما من شر النفس الشريرة وأحدهما يستعين بالشيطان ويعبده، وهو الساحر، وقلَّ ما يتأتى السحر بدون نوع عبادة الشيطان وتقربٍ إليه؛ إما يذبح باسمه أو يذبح يقصد به هو، فيكون ذبحاً لغير الله، وبغير ذلك من أنواع الشرك، والساحر وإن لم يسمّ هذا عبادة للشيطان فهو عبادة له وإنما سمّاه بما سمّاه به.
    فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه، لا لاسمه ولفظه، فمن سجد لمخلوق، وقال: ليس هذا بسجود له، هذا خضوع وتقبيل الأرض بالجبهة، كما أقبلها بالنعم، أو هذا إكرام، لم يخرج بهذه الألفاظ عن كونه سجوداً لغير الله، فليسمه بما شاء، وكذلك من ذبح للشيطان ودعاه واستعاذ به وتقرب إليه فقد عبده وإن لم يسم ذلك عبادة، بل يسميه استخداماً، وصدق هو من استخدام الشيطان له فيصير من خدم الشيطان وعابديه، وبذلك يخدمه الشيطان لكن خدمة الشيطان ليست خدمة عبادة فإن الشيطان لا يخضع له ويعبده كما يفعل هو به، والمقصود أن هذا عبادة منه للشيطان وإن سماه استخداماً.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 12:56 am