تفسير آيات من سورة الواقعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن إقتفى
وبعد:
قال تعالى : (و أصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وضل من يحموم لا بارد ولا كريم )
هذه الآيات ذكرها الله جلا وعلا بعد أن ذكر حال السابقين الأولين ألا وهم أصحاب النعيم ثم عطف على ذكر الطائفة الثالثة وهم من الذين حرموا السعادة الدنيوية والأخروية وسبق عليهم القدر بأن كانوا من أصحاب الجحيم لأنهم لم يطيعوا الرسل وكفروا بالذي جاءوا به من الإيمان بالله واليوم الآخر...الخ من أركان الإيمان فكان أن جزا هم الله جلا وعلا بما عملوا
فهنا قال تعالى : (وأصحاب الشمال) , أصحاب الشمال هم أصحاب الجحيم , من الكفار والمنافقين وسموا بأصحاب الشمال لأنه يأخذ بهم ذات الشمال إذا حاسبهم الله عز وجل وفصل في أمرهم وظهر أن مصيرهم جهنم أخذ بهم ذات الشمال كما يأخذ بأهل الجنة ذات اليمين , والشمال هو مكان تواجد نار جهنم , وقيل أيضا سموا أصحاب الشمال لأنهم يأخذون كتبهم بشمائلهم , فأهل الشمال لما كانت سيئاتهم راجحة على حسناتهم وجاء في بعض الآيات أنهم يأتون كتبهم وراء ظهورهم , وليس هناك تعارض بين الآيتين فهم يأتون كتبهم بشمائلهم خلف ظهورهم وهذا زيادة بهم وتنكيلا بهم في العذاب
ثم قال تعالى :(ما أصحاب الشمال) , أي : أي شئ هم أصحاب الشمال تحقيرا لشأنهم وإشارة وتنبيها لسوء حالهم ومآلهم لأنهم سوف ينكل بهم وسوف يدخلون نار جهنم يذوقون العذاب الأليم في نار الجحيم كما كان قد أوعدهم الله جلا وعلا بذالك في الدنيا , والله سبحانه لا يخلف الميعاد, ولهذا قال تعالى (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال) , فهم في أمر عظيم وفي حصرت دائمة في وقت لا الندم ثم قال بعد ذالك واصفا وذاكرا ما يلقونه من ألوان العذاب الذي لا يستطيعون دفعه ولا رده فقال الله عز وجل : (في سموم وحميم) , هذا أول لون من ألوان العذاب الذي ذكره الله في هذه السورة والعياذ بالله , قال تعالى: (السموم) قال أهل التفسير قالوا هي الريح شديدة الحر ويطلق السموم كذالك على الريح شديد البرودة لكن المراد بها هنا هي الريح الشديدة الحرارة التي تدخل المسام وتسكن العروق وتمس العظام , ثم
قال تعالى : (وحميم) الحميم هو الماء الذي تكون حرارته عالية جدا الماء الذي ذكره الله جلا وعلا في كتابه قال (يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا)
وقال كذالك ( وسقوا ماءا حميما فقطع أمعائهم ) يعني هذا الماء لا يأتيهم بين الفينة والأخرى بل وهم في عذاب جهنم وبين النيران يصب هذا الماء الساخن فوق رؤوسهم ويدخل إلى أمعائهم فيقطعها ثم ذكر الله جلا وعلا صنفا آخر أو لونا آخر من العذاب, فقال تعالى (وظل من يحموم) هذا بخلاف ما يكون عليه أهل الجنة , أهل الجنة في ظل دائم ولكن شتان بين ظل الجنة وظل النار, (اليحموم) هو دخان النار الأسود, لما تلتهب النار وتشتعل يتصاعد ذالك الدخان فيجعل هذا الظل , الذي إن هرب إليه الكفار لا يجدون فيه شئ يقيهم من ذالك الحر أو يستريحون فيه واليحموم قال العلماء هو اللهب الأسود وقيل اليحموم مأخوذ من الحمم وهو الفحم وقيل أنه مأخوذ من الحم وهو الشحم إذا وضع في النار يصير أسودا ولا تخرج هاته الأقوال عن المعنى الأول وهذا ما يسمى باختلاف التنوع ,ثم قال جل شأنه:
(لا بارد ولا كريم) , اللم هنا نافية, لا بارد لإثبات شدة حرارته لأن الظل إذا ذكر التصق به وصف البرودة لكن هنا الله قال في وصف الظل قال لا بارد (ولا كريم)
والعلماء يقولون أن ذكر الصفات المنفية إنما هو لإثبات كمال ضدها
ولا كريم بمعنى أنه ليس حسن المنظر ليس فيه الخير البت بل هو شر خالصٌ محضٌ دخان كريه منظره وقبيح مظهره وحار داخله ومخبره ليس فيه نفع ولا يمكن أن يدفع عن العبد شئ من الأذى نسأله الله جلا وعلا أن يبعد وجوهنا عن مثل هذا العذاب وأن يكرمنا بالدخول إلى جنات النعيم وأن نكون من أصحاب اليمين
والحمد الله الذي بنعمتة تتم الصالحات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن إقتفى
وبعد:
قال تعالى : (و أصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وضل من يحموم لا بارد ولا كريم )
هذه الآيات ذكرها الله جلا وعلا بعد أن ذكر حال السابقين الأولين ألا وهم أصحاب النعيم ثم عطف على ذكر الطائفة الثالثة وهم من الذين حرموا السعادة الدنيوية والأخروية وسبق عليهم القدر بأن كانوا من أصحاب الجحيم لأنهم لم يطيعوا الرسل وكفروا بالذي جاءوا به من الإيمان بالله واليوم الآخر...الخ من أركان الإيمان فكان أن جزا هم الله جلا وعلا بما عملوا
فهنا قال تعالى : (وأصحاب الشمال) , أصحاب الشمال هم أصحاب الجحيم , من الكفار والمنافقين وسموا بأصحاب الشمال لأنه يأخذ بهم ذات الشمال إذا حاسبهم الله عز وجل وفصل في أمرهم وظهر أن مصيرهم جهنم أخذ بهم ذات الشمال كما يأخذ بأهل الجنة ذات اليمين , والشمال هو مكان تواجد نار جهنم , وقيل أيضا سموا أصحاب الشمال لأنهم يأخذون كتبهم بشمائلهم , فأهل الشمال لما كانت سيئاتهم راجحة على حسناتهم وجاء في بعض الآيات أنهم يأتون كتبهم وراء ظهورهم , وليس هناك تعارض بين الآيتين فهم يأتون كتبهم بشمائلهم خلف ظهورهم وهذا زيادة بهم وتنكيلا بهم في العذاب
ثم قال تعالى :(ما أصحاب الشمال) , أي : أي شئ هم أصحاب الشمال تحقيرا لشأنهم وإشارة وتنبيها لسوء حالهم ومآلهم لأنهم سوف ينكل بهم وسوف يدخلون نار جهنم يذوقون العذاب الأليم في نار الجحيم كما كان قد أوعدهم الله جلا وعلا بذالك في الدنيا , والله سبحانه لا يخلف الميعاد, ولهذا قال تعالى (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال) , فهم في أمر عظيم وفي حصرت دائمة في وقت لا الندم ثم قال بعد ذالك واصفا وذاكرا ما يلقونه من ألوان العذاب الذي لا يستطيعون دفعه ولا رده فقال الله عز وجل : (في سموم وحميم) , هذا أول لون من ألوان العذاب الذي ذكره الله في هذه السورة والعياذ بالله , قال تعالى: (السموم) قال أهل التفسير قالوا هي الريح شديدة الحر ويطلق السموم كذالك على الريح شديد البرودة لكن المراد بها هنا هي الريح الشديدة الحرارة التي تدخل المسام وتسكن العروق وتمس العظام , ثم
قال تعالى : (وحميم) الحميم هو الماء الذي تكون حرارته عالية جدا الماء الذي ذكره الله جلا وعلا في كتابه قال (يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا)
وقال كذالك ( وسقوا ماءا حميما فقطع أمعائهم ) يعني هذا الماء لا يأتيهم بين الفينة والأخرى بل وهم في عذاب جهنم وبين النيران يصب هذا الماء الساخن فوق رؤوسهم ويدخل إلى أمعائهم فيقطعها ثم ذكر الله جلا وعلا صنفا آخر أو لونا آخر من العذاب, فقال تعالى (وظل من يحموم) هذا بخلاف ما يكون عليه أهل الجنة , أهل الجنة في ظل دائم ولكن شتان بين ظل الجنة وظل النار, (اليحموم) هو دخان النار الأسود, لما تلتهب النار وتشتعل يتصاعد ذالك الدخان فيجعل هذا الظل , الذي إن هرب إليه الكفار لا يجدون فيه شئ يقيهم من ذالك الحر أو يستريحون فيه واليحموم قال العلماء هو اللهب الأسود وقيل اليحموم مأخوذ من الحمم وهو الفحم وقيل أنه مأخوذ من الحم وهو الشحم إذا وضع في النار يصير أسودا ولا تخرج هاته الأقوال عن المعنى الأول وهذا ما يسمى باختلاف التنوع ,ثم قال جل شأنه:
(لا بارد ولا كريم) , اللم هنا نافية, لا بارد لإثبات شدة حرارته لأن الظل إذا ذكر التصق به وصف البرودة لكن هنا الله قال في وصف الظل قال لا بارد (ولا كريم)
والعلماء يقولون أن ذكر الصفات المنفية إنما هو لإثبات كمال ضدها
ولا كريم بمعنى أنه ليس حسن المنظر ليس فيه الخير البت بل هو شر خالصٌ محضٌ دخان كريه منظره وقبيح مظهره وحار داخله ومخبره ليس فيه نفع ولا يمكن أن يدفع عن العبد شئ من الأذى نسأله الله جلا وعلا أن يبعد وجوهنا عن مثل هذا العذاب وأن يكرمنا بالدخول إلى جنات النعيم وأن نكون من أصحاب اليمين
والحمد الله الذي بنعمتة تتم الصالحات