ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    شاب ملتزم هو قادر على العمل ولا يعمل، ما رأيكم فيه؟

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    شاب ملتزم هو قادر على العمل ولا يعمل، ما رأيكم فيه؟ Empty شاب ملتزم هو قادر على العمل ولا يعمل، ما رأيكم فيه؟

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد مارس 29, 2009 9:27 am

    المفتي: مشهور بن حسن آل سلمان

    رأيي فيه ما أثر عن ابن مسعود وعن عمر قال: "أرى الشاب فيعجبني، فأسأل عن عمله فيقولون لا يعمل، فيسقط من عيني"، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أطيب كسب الرجل من يده"، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يده خشنة، فقال: "هذه يد يحبها الله ورسوله"، وقال أيضاً: "إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، وقال أيضاً: "كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول"، فأن يجلس الرجل بحجة الديانة وبحجة الدروس في المسجد والعبادة ويترك من يعول فهذا آثم، وهذا يخفى عليه أن العمل بنية أن يعف نفسه وزوجه وأولاده فلا يخفى عليه أن هذا عبادة، فقد ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله".

    وأخرج البيهقي في الشعب عن عمر رضي الله عنه قال: "يا معشر القراء (أي العباد) ارفعوا رؤوسكم، ما أوضح الطريق، فاستبقوا الخيرات، ولا تكونوا كلاً على المسلمين"، فلا تكن كلاً على غيرك، وقال محمد بن ثور: كان سفيان الثوري يمر بنا ونحن جلوس في المسجد الحرام، فيقول: ما يجلسكم؟ فنقول: ماذا نصنع؟ فكان يقول: اطلبوا من فضل الله ولا تكونوا عيالاً على المسلمين، وكان سفيان رحمه الله يعتني بماله, جاءه يوماً طالب علم يسأله عن مسألة وهو يبيع ويشتري، وألح في المسألة، فقال له سفيان: يا هذا اسكت، فإن قلبي عند دراهمي، وكان له ضيعة وكان يقول: لو هذه الضيعة لتمندل لي الملوك.

    وكان أيوب السختياني يقول: "الزم سوقك فإنك لا تزال كريماً مالم تحتج إلى أحد".

    وليس الفقر من مقاصد ديننا، ويؤثر عن علي أنه قال: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر".

    فالواجب على الإنسان أن يعمل، وأن يجد ويجتهد، وألا يضيع من يعول، فإن قعد فهذا ليس بمتوكل وإنما هذا هو المتواكل وهذا صنيع الكسالى، فالرجل خلق في هذه الدنيا ليعمل ويكد ويجتهد، وكان الأنبياء أهل صنائع، وكان أبو بكر رضي الله عنه أتجر الناس.

    فالجالس هذا إما أنه يفهم الدين خطأ، أو هو متواني متواكل، ونقول له: حسن نيتك، واكسب الحلال، واتق الله في عملك، وأنت في طاعة، واحرص على الجماعة وعلى دروس العلم، ولكن لا تضيع من تعول، ومن فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر، ومن يعمل فهذا هو الغني، فإن الغني ليس الثراء وإنما غنى النفس فلا تسأل أحداً، ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:04 am