الرئيسية
المنشورات
الفتح المبين (صلح الحديبية) دروس وعبر وفوائد
كانت غزوة الحديبية غنية بالدروس العقائدية، والفقهية، والأصولية والتربوية..
أحكام تتعلق بالعقيدة:
1- حكم القيام على رأس الكبير وهو جالس:
في قيام المغيرة بن شعبة على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسيف، ولم يكن من عادته أن يقام على رأسه وهو قاعد، وهذه سنة يقتدى بها عند قدوم رسل العدو من إظهار العز والفخر والتعظيم للإمام وطاعته ووقايته بالنفوس ، وليس هذا من النوع الذي ذمه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «من أحب أن يتمثل له الرجل قيامًا فليتبوأ مقعده من النار»(. أخرجه أبو داود في الأدب (5229):
، فكل ما يدل على التكبر أو التجبر في المشي ممنوع شرعًا، ولكنه جائز في حالة الحرب بخصوصها، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - عن مشية أبي دجانة في غزوة أحد: «إنها مشية يكرهها الله إلا في هذا الموضع» (: فقه السيرة للبوطي، ص241 )
2- استحباب الفأل وأنه مغاير للطيرة:
وقد جاءت أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبين معنى الفأل، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا طيرة وخيرها الفأل» قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم» (صحيح البخاري مع الفتح 5754) والفرق بين الفأل والطيرة: أن الفأل من طريق حسن الظن بالله، والطيرة لا تكون إلا في السوء فلذلك كرهت (فتح الباري)
وقد ذكرت الطيرة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أحسنها الفأل ولا ترد مسلمًا، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع بالسيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك» (سنن أبي داود مع معالم السنن..كتاب الطب 3919 )
3- بيان كفر من اعتقد أن للكوكب تأثيرًا في إيجاد المطر:
قال خالد الجهني - رضي الله عنه - صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية -على إثر سماء(المطر) كانت من الليلة- فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم؟ » قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء ( الأنواء ثمان وعشرون منزلةينزل القمر كل ليلة منزلة ) كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب» (البخاري..كتاب الأذان 846).
وقد حمل العلماء الكفر المذكور في الحديث على أحد نوعيه الاعتقادي أو كفر النعمة بحسب حال القائل.
فمن قال: مطرنا بنوء كذا معتقدًا أن للكوكب فاعليه وتأثيرًا في إيجاد المطر فهو كافر كفرًا مخرجًا من الملة، قال الشافعي: من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان أهل الجاهلية يعنون من إضافة المطر إلى أنه بنوء كذا فذلك كفر كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن النوء وقت، والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئًا، ومن قال مطرنا بنوء كذا على معنى مطرنا في وقت كذا فلا يكون كفرًا وغيره من الكلام أحب إليَّ منه (الأم 252).
فالشافعي يقصد هنا الكفر الاعتقادي (غزوة الحديبية للحكمي ص 304).
منقول بتصرف
كانت غزوة الحديبية غنية بالدروس العقائدية، والفقهية، والأصولية والتربوية..
أحكام تتعلق بالعقيدة:
1- حكم القيام على رأس الكبير وهو جالس:
في قيام المغيرة بن شعبة على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسيف، ولم يكن من عادته أن يقام على رأسه وهو قاعد، وهذه سنة يقتدى بها عند قدوم رسل العدو من إظهار العز والفخر والتعظيم للإمام وطاعته ووقايته بالنفوس ، وليس هذا من النوع الذي ذمه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «من أحب أن يتمثل له الرجل قيامًا فليتبوأ مقعده من النار»(. أخرجه أبو داود في الأدب (5229):
، فكل ما يدل على التكبر أو التجبر في المشي ممنوع شرعًا، ولكنه جائز في حالة الحرب بخصوصها، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - عن مشية أبي دجانة في غزوة أحد: «إنها مشية يكرهها الله إلا في هذا الموضع» (: فقه السيرة للبوطي، ص241 )
2- استحباب الفأل وأنه مغاير للطيرة:
وقد جاءت أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبين معنى الفأل، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا طيرة وخيرها الفأل» قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم» (صحيح البخاري مع الفتح 5754) والفرق بين الفأل والطيرة: أن الفأل من طريق حسن الظن بالله، والطيرة لا تكون إلا في السوء فلذلك كرهت (فتح الباري)
وقد ذكرت الطيرة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أحسنها الفأل ولا ترد مسلمًا، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع بالسيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك» (سنن أبي داود مع معالم السنن..كتاب الطب 3919 )
3- بيان كفر من اعتقد أن للكوكب تأثيرًا في إيجاد المطر:
قال خالد الجهني - رضي الله عنه - صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية -على إثر سماء(المطر) كانت من الليلة- فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم؟ » قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء ( الأنواء ثمان وعشرون منزلةينزل القمر كل ليلة منزلة ) كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب» (البخاري..كتاب الأذان 846).
وقد حمل العلماء الكفر المذكور في الحديث على أحد نوعيه الاعتقادي أو كفر النعمة بحسب حال القائل.
فمن قال: مطرنا بنوء كذا معتقدًا أن للكوكب فاعليه وتأثيرًا في إيجاد المطر فهو كافر كفرًا مخرجًا من الملة، قال الشافعي: من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان أهل الجاهلية يعنون من إضافة المطر إلى أنه بنوء كذا فذلك كفر كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن النوء وقت، والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئًا، ومن قال مطرنا بنوء كذا على معنى مطرنا في وقت كذا فلا يكون كفرًا وغيره من الكلام أحب إليَّ منه (الأم 252).
فالشافعي يقصد هنا الكفر الاعتقادي (غزوة الحديبية للحكمي ص 304).
منقول بتصرف
