الحمد الله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى ىله وصحبه ومن اقتفى
تفسير سورة الكهف
سورة الكهف مكية باتفاق إلا آيتين منها اختلف فيهما هل هما مدنية أم مكية والأظهر والله أعلم بأنهما مكيتان .
وهذه السورة من التلاد القديم وفق تعبير عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه , وعبد الله ابن مسعود أحد الصحابة الكبار الذين أخذوا العلم غضا طريا من فيه النبي عليه الصلاة والسلام فآراءه في القرآن قوية ومعتبرة أكثر من غيره وله في ذالك أقول تبين رسوخ قدمه في علم القرآن .
نعود إلى موضوعنا فنقول سورة الكهف عنيت بعدة قضايا ومن أجل تلك القضايا بلا شك موضوع العقيدة وهذا شأن السور المكية كلها لكن عندما نقول أن موضوع العقائد هو شأن السور المكية لا يعني ذالك أن السور المدنية لم تعنى بالعقائد وإنما المقصود أن السور المكية تعنى بالعقائد ولكن قل ما يكون فيها تشريع
أما السور المدنية فتعنى بالعقائد ولكن يكون فيها تشريع للاستقرار الإسلام ووجود المجتمع المسلم والدولة الآمنة التي يتمكن من خلالها إجراء الأحكام الشرعية فيها هذا هو المعنى .
أسباب نزول السورة
هذه السورة يقال في سبب نزول أولها أن قريشا بعثت إلى يهود تسألهم عن هذا الني الذي خرج من بين أظهرهم , وكانت قريش تقول لليهود أنه فقير يزعم أن بين كتفيه خاتم النبوة وأنه يتيم وأنه كذا وكذا من باب الانتقاص وحشاه النبي عليه الصلاة والسلام أن ينتقص منه , فقالت لهم اليهود من باب الإرشاد سلوه عن ثلاثة أشياء فإن أجاب عنها فهو نبي وإلا فهو رجل يتقول .
سلوه عن فتية ضاعوا في الزمن الأول؟ , وسألوه عن ملك طواف؟ , وسألوه عن الروح؟ , فلما عاد ذالك البعث القرشي إلى مكة أتوا النبي عليه الصلاة والسلام فسألوه عن تلك الأسئلة , وكلن أجاب عن ذالك القرآن لا أريد أن أطيل في هذه القصة لأنها ليست موضوعنا في هذا اليوم نرجئها إلى يوم آخر بإذن الله .
سميت سورة الكهف كذالك لذكر إسم الكهف فيها
قال جل شأنه [أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا]
لكنها تعرضت لجملة من القضايا العديدة غير قصة أصحاب الكهف
[فائدة]:تسمى سور القرآن بإسم أشهر قصة أو حادثة في تلك السورة
والقرآن بين أيدينا لم يتعرض لقصة أصحاب الكهف إلا في سورة الكهف نظير ذالك قصة يوسف فإن الله لم يتعرض ولم يذكر القرآن قصة يوسف إلا في السورة نفسها إلا ماجاء فقط في ذكره في سور مختلفة كانبي أو رسول كالأنعام وغافر وغيرهما لكن لم تذكر قصته إلا في سورة واحدة .
وقد جاء في فضل سورة الكهف أن تقرأ في يوم الجمعة كما جاء في فضلها أن من قرأ أولها وفي رواية آخرها أن من قرأ آواخرها حفظ من فتنة المسيح الدجال ولقد قال العلماء في بيان العلة من هذا أن هؤلاء الفتية من الله عليهم بالوقوف أمام ملك جبار طاغية فكان كمن قرأ أوائل سورة الكهف لتذكر أخبارهم .
فبرحمة من الله جعل هذه القراءة سببا في العصمة من المسح الدجال , فالدجال نظير ذالك الطاغية في زمانه وقراءة سورة الكهف نظير أخذ بالسبب المقارب للعصمة من الطغاة أرجوا أن يكون الأمر قد فهم
السورة كذالك من فوائدها تبين أن أحوال المؤمنين تختلف
فإذا كانت العصبة المؤمنة لديها قدرة على محاربة أهل الإشراك , العدد شبه متكافئ والعدة شبه متقاربة يتأكد الجهاد في حقهم ,أما إذا كان بون شاسع بين القوتين فلا يتأكد الجهاد اللهم إلا إذا كان أمر رباني باعينه لكن الأصل أنه لايتأكد الجهاد , هنا يستحسن الفرار ليس الفرار من الزحف ولكن الفرار بالدين , والفرق بين الأمرين أو مايسمى بالهجرة أو الاعتزال , فكان كما صنع بعض العلماء كما صنع السيوطي في الإكليل أبعد النجاة فجعل مجرد وجود الفساد دعاية إلى العزلة وهذا غير صحيح , لايسلم هذا الإطلاق لأن الفساد لايخلوا منه زمان ولكن الإنسان ينظر إلى الأمر بجملته وينظر إلى قدراته وإلا الفساد لايخلو منه زمان ولا مكان وقد ذكرت ذالك آنفا وكان حتى في عهد النبوة شئ من ذالك
المقصود هو المستسقى الأول من معين السورة كلها ولعلنا إذا دخلنا في طيات التفسير تتضح لنا أشاء أكثر من ذالك
قال الله جلا وعلا
[الحمد الله الذي أنزل على عبد الكتاب ولم يجعل له عوجا]
وهذه السورة واسطة العقد في خمس سور إفتتحت بالحمد أي بحمد ذاته العليا , وهذه السورة هي
1ـ سورة الفاتحة
2ـ سورة الأنعام
3ـ والواسطة الكهف
4ـ سورة سبأ
5ـ سورة فاطر
ولا يوجد غيرهن في القرآن الكريم إفتتحها الله بحمده
قال رب العزة والجلال[الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب]
وجه الربط مابين حمده جلا وعلا وثنائه على ذاته العلية ومابين إنزال القرآن يستبين منه أولي النهى , أن إنزال القرآن من أعظم النعم ولذالك ذكر الله الحمد في مطلع السورة ,فالرب الذي أنزل على عبده هذا القرآن العظيم هداية لهم لطريق الأقوم مستحقا للحمد والثناء وفيه بيان شرف وفضل ورفيع القرآن
[ الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب]
العبد : هو النبي عليه الصلاة والسلام بالاتفاق
والكتاب : الألف واللام في الكتاب للمعهود الذهني والمراد به القرآن الكريم
نأتي عند كلمة [ أنزل ] وهنا لابد من مبحث علمي لأنه سيتكرر معنا كثيرا وكل طالب علم إذا ضبط المسائل برمتها وعرف طرائقها يستريح كثيرا لماذا؟
لأنه في حين ضبطه للمسائل العلمية المتعلقة بقواعد التفسير عندما ينزل الآيات ينزلها على تلك القواعد فلا يجد صعوبة في فهم الآيات وتفسيرها فلا يتوقف عندها كثيرا, إذن لا بد من ضبط التوجه العام في القرآن
الإنزال في القرآن ؟
جملة نقول :
قد ورد مطلقا وورد مقيدا مع اتفاق السلف على أن المراد بالانزال من العلو إلى أدنى وقلنا أن الإنزال في القرآن ورد مطلقا ومقيدا
فنأخذ التقييد ثم نعرج على المطلق لماذا نأخذ التقييد ثم المطلق , لأن المطلق نحيله بعد ذالك على التقييد
لكن اليوم لن نتناول لاالتقييد ولا المطلق لأن الكلام فيها يطول بعض الوقت وسأرجأ التفصيل في المسأله إلى يوم ثاني والله المستعان
وأسال الله ان يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه ولي ذالك والقادر عليه.
تفسير سورة الكهف
سورة الكهف مكية باتفاق إلا آيتين منها اختلف فيهما هل هما مدنية أم مكية والأظهر والله أعلم بأنهما مكيتان .
وهذه السورة من التلاد القديم وفق تعبير عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه , وعبد الله ابن مسعود أحد الصحابة الكبار الذين أخذوا العلم غضا طريا من فيه النبي عليه الصلاة والسلام فآراءه في القرآن قوية ومعتبرة أكثر من غيره وله في ذالك أقول تبين رسوخ قدمه في علم القرآن .
نعود إلى موضوعنا فنقول سورة الكهف عنيت بعدة قضايا ومن أجل تلك القضايا بلا شك موضوع العقيدة وهذا شأن السور المكية كلها لكن عندما نقول أن موضوع العقائد هو شأن السور المكية لا يعني ذالك أن السور المدنية لم تعنى بالعقائد وإنما المقصود أن السور المكية تعنى بالعقائد ولكن قل ما يكون فيها تشريع
أما السور المدنية فتعنى بالعقائد ولكن يكون فيها تشريع للاستقرار الإسلام ووجود المجتمع المسلم والدولة الآمنة التي يتمكن من خلالها إجراء الأحكام الشرعية فيها هذا هو المعنى .
أسباب نزول السورة
هذه السورة يقال في سبب نزول أولها أن قريشا بعثت إلى يهود تسألهم عن هذا الني الذي خرج من بين أظهرهم , وكانت قريش تقول لليهود أنه فقير يزعم أن بين كتفيه خاتم النبوة وأنه يتيم وأنه كذا وكذا من باب الانتقاص وحشاه النبي عليه الصلاة والسلام أن ينتقص منه , فقالت لهم اليهود من باب الإرشاد سلوه عن ثلاثة أشياء فإن أجاب عنها فهو نبي وإلا فهو رجل يتقول .
سلوه عن فتية ضاعوا في الزمن الأول؟ , وسألوه عن ملك طواف؟ , وسألوه عن الروح؟ , فلما عاد ذالك البعث القرشي إلى مكة أتوا النبي عليه الصلاة والسلام فسألوه عن تلك الأسئلة , وكلن أجاب عن ذالك القرآن لا أريد أن أطيل في هذه القصة لأنها ليست موضوعنا في هذا اليوم نرجئها إلى يوم آخر بإذن الله .
سميت سورة الكهف كذالك لذكر إسم الكهف فيها
قال جل شأنه [أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا]
لكنها تعرضت لجملة من القضايا العديدة غير قصة أصحاب الكهف
[فائدة]:تسمى سور القرآن بإسم أشهر قصة أو حادثة في تلك السورة
والقرآن بين أيدينا لم يتعرض لقصة أصحاب الكهف إلا في سورة الكهف نظير ذالك قصة يوسف فإن الله لم يتعرض ولم يذكر القرآن قصة يوسف إلا في السورة نفسها إلا ماجاء فقط في ذكره في سور مختلفة كانبي أو رسول كالأنعام وغافر وغيرهما لكن لم تذكر قصته إلا في سورة واحدة .
وقد جاء في فضل سورة الكهف أن تقرأ في يوم الجمعة كما جاء في فضلها أن من قرأ أولها وفي رواية آخرها أن من قرأ آواخرها حفظ من فتنة المسيح الدجال ولقد قال العلماء في بيان العلة من هذا أن هؤلاء الفتية من الله عليهم بالوقوف أمام ملك جبار طاغية فكان كمن قرأ أوائل سورة الكهف لتذكر أخبارهم .
فبرحمة من الله جعل هذه القراءة سببا في العصمة من المسح الدجال , فالدجال نظير ذالك الطاغية في زمانه وقراءة سورة الكهف نظير أخذ بالسبب المقارب للعصمة من الطغاة أرجوا أن يكون الأمر قد فهم
السورة كذالك من فوائدها تبين أن أحوال المؤمنين تختلف
فإذا كانت العصبة المؤمنة لديها قدرة على محاربة أهل الإشراك , العدد شبه متكافئ والعدة شبه متقاربة يتأكد الجهاد في حقهم ,أما إذا كان بون شاسع بين القوتين فلا يتأكد الجهاد اللهم إلا إذا كان أمر رباني باعينه لكن الأصل أنه لايتأكد الجهاد , هنا يستحسن الفرار ليس الفرار من الزحف ولكن الفرار بالدين , والفرق بين الأمرين أو مايسمى بالهجرة أو الاعتزال , فكان كما صنع بعض العلماء كما صنع السيوطي في الإكليل أبعد النجاة فجعل مجرد وجود الفساد دعاية إلى العزلة وهذا غير صحيح , لايسلم هذا الإطلاق لأن الفساد لايخلوا منه زمان ولكن الإنسان ينظر إلى الأمر بجملته وينظر إلى قدراته وإلا الفساد لايخلو منه زمان ولا مكان وقد ذكرت ذالك آنفا وكان حتى في عهد النبوة شئ من ذالك
المقصود هو المستسقى الأول من معين السورة كلها ولعلنا إذا دخلنا في طيات التفسير تتضح لنا أشاء أكثر من ذالك
قال الله جلا وعلا
[الحمد الله الذي أنزل على عبد الكتاب ولم يجعل له عوجا]
وهذه السورة واسطة العقد في خمس سور إفتتحت بالحمد أي بحمد ذاته العليا , وهذه السورة هي
1ـ سورة الفاتحة
2ـ سورة الأنعام
3ـ والواسطة الكهف
4ـ سورة سبأ
5ـ سورة فاطر
ولا يوجد غيرهن في القرآن الكريم إفتتحها الله بحمده
قال رب العزة والجلال[الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب]
وجه الربط مابين حمده جلا وعلا وثنائه على ذاته العلية ومابين إنزال القرآن يستبين منه أولي النهى , أن إنزال القرآن من أعظم النعم ولذالك ذكر الله الحمد في مطلع السورة ,فالرب الذي أنزل على عبده هذا القرآن العظيم هداية لهم لطريق الأقوم مستحقا للحمد والثناء وفيه بيان شرف وفضل ورفيع القرآن
[ الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب]
العبد : هو النبي عليه الصلاة والسلام بالاتفاق
والكتاب : الألف واللام في الكتاب للمعهود الذهني والمراد به القرآن الكريم
نأتي عند كلمة [ أنزل ] وهنا لابد من مبحث علمي لأنه سيتكرر معنا كثيرا وكل طالب علم إذا ضبط المسائل برمتها وعرف طرائقها يستريح كثيرا لماذا؟
لأنه في حين ضبطه للمسائل العلمية المتعلقة بقواعد التفسير عندما ينزل الآيات ينزلها على تلك القواعد فلا يجد صعوبة في فهم الآيات وتفسيرها فلا يتوقف عندها كثيرا, إذن لا بد من ضبط التوجه العام في القرآن
الإنزال في القرآن ؟
جملة نقول :
قد ورد مطلقا وورد مقيدا مع اتفاق السلف على أن المراد بالانزال من العلو إلى أدنى وقلنا أن الإنزال في القرآن ورد مطلقا ومقيدا
فنأخذ التقييد ثم نعرج على المطلق لماذا نأخذ التقييد ثم المطلق , لأن المطلق نحيله بعد ذالك على التقييد
لكن اليوم لن نتناول لاالتقييد ولا المطلق لأن الكلام فيها يطول بعض الوقت وسأرجأ التفصيل في المسأله إلى يوم ثاني والله المستعان
وأسال الله ان يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه ولي ذالك والقادر عليه.