عائشة أبوها سعد بن أبي وقاص.. خال النبي صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة.. أول من رمى بسهم في سبيل الله. كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا رآه مقبلا أقبل عليه وقال مفاخراً: “سعد خالي فليرني امرؤ خاله”.
فسعد ابن عم السيدة آمنة بنت وهب أم رسول الله.. وأهل الأم أخوال. وعاش سعد حياته مجاهداً لنصرة الإسلام فهو سابع سبعة في الإسلام. يقول سعد: أسلمت قبل أن تفرض الصلاة. وغزا سعد الغزوات مع النبي ثم مع صحابته. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له: “ارم أيها الفتى الحزوَر فداك أبي وأمي”. ثم يدعو له: “اللهم سدد رميته وأجب دعوته”.
ويوم فتح مكة دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن أبي وقاص إحدى رايات المهاجرين الثلاث. وتم الفتح المبين. ولكن سعد بن أبي وقاص مرض، فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مريض فقال سعد: يا رسول الله، إن لي مالا كثيراً وليس لي وارث إلا ابنة أفأوصي بمالي كله لها. قال النبي:” لا”. قال سعد: أفأوصي بثلثيه؟ قال النبي: “لا”. قال: أفأوصي بثلثه ؛ قال النبي: “الثلث والثلث كثير. إن نفقتك من مالك صدقة، وإن نفقتك على عيالك صدقة، وإن نفقتك على أهل لك صدقة، وإنك إن تدع أهلك بعيش خير، خير من أن تدعهم يتكففون الناس”.
هكذا كان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص يحب ابنته إلى حد أنه كان يريد أن يوصي لها بتركته.
ومن قبل كان سعد باراً بأمه يسعى إلى إرضائها ويطعمها ويسقيها بيده.
وربي سعد أولاده على الحب والعطاء وتقوى الله. فقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فرزقه الله بالأولاد بعد أن كان أبا لابنة واحدة هي عائشة الكبرى.
مع زوجات النبي
ونشأت عائشة بنت سعد في رعاية أبيها، أدركت ستا من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فتعلمت منهن العلم الوافر، وروت عن أبيها ما سمعه من أحاديث نبوية، رغم أنها ولدت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال عنها ابن حجر العسقلاني: عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، ثقة من الرابعة، عمرت حتى أدركها مالك بن أنس وقد اختلف في رؤيتها للنبي، والصحيح أنها ولدت بعد وفاته بزمن. وثبت في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما زاره وهو مريض بمكة في عام الفتح أو في حجة الوداع: ولا يرثني إلا ابنة لي. فقال النووي في المبهمات: اسمها عائشة، وتعقبه في التجريد بأن عائشة بنت سعد تابعية تأخرت حتى لقيها مالك، وهو تعقب غير مرض، فإن عائشة التي ذكرها ابن سعد هي الكبرى، وأما التي أدركها مالك فهي الصغرى التي ولدت بعد النبي بدهر.
كان ميلاد عائشة الصغرى في خلافة عثمان بن عفان نحو عام 33 ه في المدينة المنورة. وتعلمت عائشة من أبيها الكثير وحفظت منه أيضا الكثير من الأحاديث النبوية التي حفظها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النووي: روي له عن رسول الله نحو 270 حديثا.
وروى عنها الإمام مالك بن أنس وهي من الثقات، وأثنى عليها العلم في قدرها وأمانتها في الرواية والحفظ.
فقد حكى لها أبوها قال: اشتكيت بمكة، فدخل عليّ رسول الله يعودني، فمسح وجهي وصدري وبطني، وقال: “اللهم اشف سعداً”.. فمازال يخيل إلى أني أجد برد يديه صلى الله عليه وسلم على كبدي حتى الساعة.
وروى لها أيضا: “لقد رأيتني أرمي بالسهم يومئذ “يوم أحد” فيرده عليّ رجل أبيض، حسن الوجه، لا أعرفه حتى كان بعد، فظننت أنه ملك”.
ويوم قريظة تروي عن أبيها أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا سعد تقدم فارم” فتقدمت حيث تبلغهم نبلي ومعي نيف على الخمسين فرميناهم ساعة، وكان نبلنا مثل جراد فانحجروا فلم يطلع منهم أحد.
ابنة المهاجر
عائشة كانت تفاخر بأبيها سعد فتقول: أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد بالأبوين. وكانت تدخل على نساء النبي وتسألهن في أمور الدين صغيرها وكبيرها وتقول: أدركت ستا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكنت أكون معهن، فما رأيت على امرأة منهن ثوبا أبيض، وكنت أدخل عليهن فتقعدني إحداهن في حجرها وتدعو لي بالبركة، وعليّ حُليَ الذهب. فقيل لها: فما كان عليك؟
قالت قلائد الذهب ومزيقيات الذهب.
وكانت تلبس خاتمين في إصبعيها البنصر والسبابة فكانت إذا توضأت خلعتهما.
وتواتر عنها أنها كانت تصلي العشاء والفجر في المسجد وترتدي الأثواب المعصفرات مراراً. ويروي حبيب بن أبي مرزوق: لقيت امرأة بالمدينة معها نسوة، وضوء نار “يعني شمعة” خارجا من المسجد، فسألت عنها فقالوا هذه عائشة بنت سعد بن أبي قاص.
وعاشت رضي الله عنها حياتها صابرة مجاهدة طالبة للعلم حتى بلغت العقد الثامن من عمرها حتى وافتها المنية عام 117 ه وهي آخر من مات من بنات الصحابة.
الفريعة بنت مالك
هي صحابية من كبريات الصحابيات.. أبوها مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري المجاهد الشهيد.. كان من فقراء المدينة.. ورغم ذلك لم يسأل أحداً.. فصبر على الجوع وتعفف حتى قال عنه صلى الله عليه وسلم: “من أراد أن ينظر إلى العفيف، فلينظر إلى مالك بن سنان”
ويوم أحد وقف مالك يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ورأى الدماء قد خضبت وجهه الشريف، فمسح عنه الدم، بل وبلعه ولم يلقه على الأرض. وحين تجمع الكفار على رسول الله ليقتلوه تصدى لهم مالك بن سنان وتلقى الطعنات التي مزقته وسقط شهيداً.
ونظر رسول الله إليه وهو ينزل في قبره فقال: “من أحب أن ينظر إلى من خالط دمي دمه، فلينظر إلى مالك بن سنان”.
بيعة الرضوان
وأخوها الصحابي الجليل سعد بن مالك بن سنان وكنيته أبو سعيد الخدري.
أما الفريعة فقد جمعت بين رواية الحديث والجهاد في سبيل الله والفقه في الدين.
فكانت تحث أخاها سعيد الخدري على التعفف عن السؤال، وكان أن أكرم الله البيت المالكي الخدري فأصبحوا باستغنائهم عن سؤال الناس أغنى الأنصار.
وشهدت الفريعة بيعة الرضوان تحت الشجرة في الحديبية حين ذهب الرسول صلى الله عليه سلم ومعه أصحابه لأداء العمرة ومنعتهم قريش من الوصول إلى بيت الله الحرام. فكانت البيعة تحت الشجرة على التصدي لغرور قريش، وانتهى الأمر بصلح الحديبية بين قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم.
وشملها الحديث النبوي الذي أخبر فيه الرسول أنه لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة “لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها”.
وروت الفريعة ثمانية أحاديث نبوية منها حديث سكنى المتوفى عنها زوجها في بيتها المؤجر.
تقول الفريعة: جئت إلى رسول الله أسأله أن أرجع إلى أهلي في بني خدرة، فقد خرج زوجي في طلب عبيد له هربوا فقتلوه، وقلت للنبي إن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة، فقال لي النبي: امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله.
قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشراً. وكان كبار الصحابة يأخذون عنها العلم. وعاشت الفريعة إلى زمن الخلافة الراشدة.
فسعد ابن عم السيدة آمنة بنت وهب أم رسول الله.. وأهل الأم أخوال. وعاش سعد حياته مجاهداً لنصرة الإسلام فهو سابع سبعة في الإسلام. يقول سعد: أسلمت قبل أن تفرض الصلاة. وغزا سعد الغزوات مع النبي ثم مع صحابته. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له: “ارم أيها الفتى الحزوَر فداك أبي وأمي”. ثم يدعو له: “اللهم سدد رميته وأجب دعوته”.
ويوم فتح مكة دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن أبي وقاص إحدى رايات المهاجرين الثلاث. وتم الفتح المبين. ولكن سعد بن أبي وقاص مرض، فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مريض فقال سعد: يا رسول الله، إن لي مالا كثيراً وليس لي وارث إلا ابنة أفأوصي بمالي كله لها. قال النبي:” لا”. قال سعد: أفأوصي بثلثيه؟ قال النبي: “لا”. قال: أفأوصي بثلثه ؛ قال النبي: “الثلث والثلث كثير. إن نفقتك من مالك صدقة، وإن نفقتك على عيالك صدقة، وإن نفقتك على أهل لك صدقة، وإنك إن تدع أهلك بعيش خير، خير من أن تدعهم يتكففون الناس”.
هكذا كان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص يحب ابنته إلى حد أنه كان يريد أن يوصي لها بتركته.
ومن قبل كان سعد باراً بأمه يسعى إلى إرضائها ويطعمها ويسقيها بيده.
وربي سعد أولاده على الحب والعطاء وتقوى الله. فقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فرزقه الله بالأولاد بعد أن كان أبا لابنة واحدة هي عائشة الكبرى.
مع زوجات النبي
ونشأت عائشة بنت سعد في رعاية أبيها، أدركت ستا من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فتعلمت منهن العلم الوافر، وروت عن أبيها ما سمعه من أحاديث نبوية، رغم أنها ولدت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال عنها ابن حجر العسقلاني: عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، ثقة من الرابعة، عمرت حتى أدركها مالك بن أنس وقد اختلف في رؤيتها للنبي، والصحيح أنها ولدت بعد وفاته بزمن. وثبت في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما زاره وهو مريض بمكة في عام الفتح أو في حجة الوداع: ولا يرثني إلا ابنة لي. فقال النووي في المبهمات: اسمها عائشة، وتعقبه في التجريد بأن عائشة بنت سعد تابعية تأخرت حتى لقيها مالك، وهو تعقب غير مرض، فإن عائشة التي ذكرها ابن سعد هي الكبرى، وأما التي أدركها مالك فهي الصغرى التي ولدت بعد النبي بدهر.
كان ميلاد عائشة الصغرى في خلافة عثمان بن عفان نحو عام 33 ه في المدينة المنورة. وتعلمت عائشة من أبيها الكثير وحفظت منه أيضا الكثير من الأحاديث النبوية التي حفظها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النووي: روي له عن رسول الله نحو 270 حديثا.
وروى عنها الإمام مالك بن أنس وهي من الثقات، وأثنى عليها العلم في قدرها وأمانتها في الرواية والحفظ.
فقد حكى لها أبوها قال: اشتكيت بمكة، فدخل عليّ رسول الله يعودني، فمسح وجهي وصدري وبطني، وقال: “اللهم اشف سعداً”.. فمازال يخيل إلى أني أجد برد يديه صلى الله عليه وسلم على كبدي حتى الساعة.
وروى لها أيضا: “لقد رأيتني أرمي بالسهم يومئذ “يوم أحد” فيرده عليّ رجل أبيض، حسن الوجه، لا أعرفه حتى كان بعد، فظننت أنه ملك”.
ويوم قريظة تروي عن أبيها أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا سعد تقدم فارم” فتقدمت حيث تبلغهم نبلي ومعي نيف على الخمسين فرميناهم ساعة، وكان نبلنا مثل جراد فانحجروا فلم يطلع منهم أحد.
ابنة المهاجر
عائشة كانت تفاخر بأبيها سعد فتقول: أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد بالأبوين. وكانت تدخل على نساء النبي وتسألهن في أمور الدين صغيرها وكبيرها وتقول: أدركت ستا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكنت أكون معهن، فما رأيت على امرأة منهن ثوبا أبيض، وكنت أدخل عليهن فتقعدني إحداهن في حجرها وتدعو لي بالبركة، وعليّ حُليَ الذهب. فقيل لها: فما كان عليك؟
قالت قلائد الذهب ومزيقيات الذهب.
وكانت تلبس خاتمين في إصبعيها البنصر والسبابة فكانت إذا توضأت خلعتهما.
وتواتر عنها أنها كانت تصلي العشاء والفجر في المسجد وترتدي الأثواب المعصفرات مراراً. ويروي حبيب بن أبي مرزوق: لقيت امرأة بالمدينة معها نسوة، وضوء نار “يعني شمعة” خارجا من المسجد، فسألت عنها فقالوا هذه عائشة بنت سعد بن أبي قاص.
وعاشت رضي الله عنها حياتها صابرة مجاهدة طالبة للعلم حتى بلغت العقد الثامن من عمرها حتى وافتها المنية عام 117 ه وهي آخر من مات من بنات الصحابة.
الفريعة بنت مالك
هي صحابية من كبريات الصحابيات.. أبوها مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري المجاهد الشهيد.. كان من فقراء المدينة.. ورغم ذلك لم يسأل أحداً.. فصبر على الجوع وتعفف حتى قال عنه صلى الله عليه وسلم: “من أراد أن ينظر إلى العفيف، فلينظر إلى مالك بن سنان”
ويوم أحد وقف مالك يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ورأى الدماء قد خضبت وجهه الشريف، فمسح عنه الدم، بل وبلعه ولم يلقه على الأرض. وحين تجمع الكفار على رسول الله ليقتلوه تصدى لهم مالك بن سنان وتلقى الطعنات التي مزقته وسقط شهيداً.
ونظر رسول الله إليه وهو ينزل في قبره فقال: “من أحب أن ينظر إلى من خالط دمي دمه، فلينظر إلى مالك بن سنان”.
بيعة الرضوان
وأخوها الصحابي الجليل سعد بن مالك بن سنان وكنيته أبو سعيد الخدري.
أما الفريعة فقد جمعت بين رواية الحديث والجهاد في سبيل الله والفقه في الدين.
فكانت تحث أخاها سعيد الخدري على التعفف عن السؤال، وكان أن أكرم الله البيت المالكي الخدري فأصبحوا باستغنائهم عن سؤال الناس أغنى الأنصار.
وشهدت الفريعة بيعة الرضوان تحت الشجرة في الحديبية حين ذهب الرسول صلى الله عليه سلم ومعه أصحابه لأداء العمرة ومنعتهم قريش من الوصول إلى بيت الله الحرام. فكانت البيعة تحت الشجرة على التصدي لغرور قريش، وانتهى الأمر بصلح الحديبية بين قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم.
وشملها الحديث النبوي الذي أخبر فيه الرسول أنه لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة “لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها”.
وروت الفريعة ثمانية أحاديث نبوية منها حديث سكنى المتوفى عنها زوجها في بيتها المؤجر.
تقول الفريعة: جئت إلى رسول الله أسأله أن أرجع إلى أهلي في بني خدرة، فقد خرج زوجي في طلب عبيد له هربوا فقتلوه، وقلت للنبي إن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة، فقال لي النبي: امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله.
قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشراً. وكان كبار الصحابة يأخذون عنها العلم. وعاشت الفريعة إلى زمن الخلافة الراشدة.