أولا :رسالة من بطريرك اليعقوبيين السريانيين يوساب الثالث أرسلها إلى زميل له من الأحبار
" اين أبناؤك أيها الأب ؟ أين هذا الشعب العظيم
شعب مرو ؟ لم تصبهم كارثة ، ولم يستسلموا لسيف ، ولم
يعذبوا بنار ، وأنما تأثروا بمتاع الدنيا ، فأرتدوا عن
دينهم ، ورموا أنفسهم فى مهاوى الكفر والهلاك - يقصد
الاسلام - كالمجانين . واحزناه على الآلاف الذين
كانوا يحملون اسم المسيحية ، ولم يستشهد
منهم أحد ،
ولم يضح منهم واحد لدينه . أين بيع كرمان وفارس ؟ لم يقض عليها شيطان أو سلطان أو ملك أو خليفة ،
ولكن قضى عليها ساحر هز رأسه فقط فسقطت كنائس الفرس كلها فى الأرض .
أما العرب الذين أتاهم الله ملك الدنيا كما تعلم ، فلم يطعنوا فى ديننا ، ولم يعتدوا على معابدنا ،بل العكس
كانوا فى صف ديننا وفضلوه على غيره ، وأكرموا رهباننا وقساوستنا ، وأحترموا اولياءنا ، و أحسنوا الهبات
الى كنائسنا . فلماذا هجر أهل مرو نصرانيتهم زلفى لهؤلاء العرب ، وهم يعلمون أن العرب لم يطلبوا منهم
تغيير دينهم ، بل أقروهم عليه كاملا ، ولم يطلبوا منهم الا ضريبة يسيرة يؤدونها عن أنفسهم ، ولكنهم
أشتروا خلود أرواحهم فى دين المسيح بمتاع قليل ؟ "
ثانيا :شهادة راهب منصف :
وهى روايةلأحد الرهبان المسيحيين عن اسلام 3 آلاف صليبى فى الحملة الصليبية الثانية والرواية تقول :
" فى طريق الصليبيين الى المقدس ،عبر جبال الأناضول ، التقوا بجيش المسلمين فهزم الصليبيون شر
هزيمة ، سنة 1148 م . ولم يصلوا الى مرسى أضاليا الا بشف الأنفس . ومنها أستطاع القادرون أن يرحلوا
الى أنطاكية بحرا بعد أن لبوا المطالب الباهظة للتجار اليونانيين ، وقد دفعوا لهم مبالغ كثيرة ، وتركوا وراءهم
الجرحى والمرضى والحجاج ، ودفع أيضا الملك لويس السابع 500 مارك لليونانيين على أن يعنوا بهؤلاء
الضعفاء حتى يشفوا وعلى أن يرافقهم حرس اليونانيين حتى يلحقوا بمن سبقهم . فتربص اليونان
المسيحيون حتى ابتعد جيش الصليبيين ، واتصلوا بالمسلمين الأتراك ، وأخبروهم بما عليه الحجاج
والجرحى، ممن تخلفوا والجرحى لوهنهم وعجزهم . ثم قعد اليونانيين ينظرون الى أخوانهم فى الدين ، وقد
نال منهم البؤس والمرض وسهام الأتراك .
فحصرهم المسلمون ، ولم يكن لدى الصليبيين أقل رجاء فى النجاة . ولم ينقذوا الا بما نزل فى قلوب
المسلمين من الرحمة ، حين رأوا ما فيه عدوهم من البؤس والشقاء وما أصابهم من الضراء .
فرقت لهم قلوب المسلمين وذابت نفوسهم رحمة باعدائهم الصليبيين المساكين ، فواسوا المرضى ،
وأحسنوا الى الفقراء ، واطعموا المساكين من المسيحيين بكرم وسخاء .
وقد بلغ من احسان المسلمين أن بعضهم قد استرد بالشراء أو الحيلة أو الأجبار النقود الفرنسية التى
أخذها اليونانيون من الحجاج المسيحيين ، وردوها اليهم ، ووزعوها على المحتاجين من الصليبيين .
وقد كان الفرق كبيرا بين معاملة المسلمين للحجاج المسيحيين ، ومعاملة اليونانيين الذين سخروا أخوانهم
فى الدين وضربوهم ونهبوا أموالهم .
كان الفرق عظيما جدا لدرجة أثرت فى الصليبيين ، حتى أعتنقوا دين اعدائهم المنقذين لهم ،من غير اكراه
أو اجبار . لقد فروا من أخوانهم فى الدين لأنهم اساءوا اليهم ، ولحق ثلاثة آلاف منهم بالجيش الاسلامى
ودخلوا فى دينه . لقد كانت الرحمة أشد قسوة من الخيانة ! واحسرتاه ! لقد أرتد الصليبيون عن المسيحية
من غير أن يجبرهم أحد على ترك دينه "
المصدر
كتاب ( عظمة الاسلام ) الجزء الأول
محمد عطية الأبراشى
" اين أبناؤك أيها الأب ؟ أين هذا الشعب العظيم
شعب مرو ؟ لم تصبهم كارثة ، ولم يستسلموا لسيف ، ولم
يعذبوا بنار ، وأنما تأثروا بمتاع الدنيا ، فأرتدوا عن
دينهم ، ورموا أنفسهم فى مهاوى الكفر والهلاك - يقصد
الاسلام - كالمجانين . واحزناه على الآلاف الذين
كانوا يحملون اسم المسيحية ، ولم يستشهد
منهم أحد ،
ولم يضح منهم واحد لدينه . أين بيع كرمان وفارس ؟ لم يقض عليها شيطان أو سلطان أو ملك أو خليفة ،
ولكن قضى عليها ساحر هز رأسه فقط فسقطت كنائس الفرس كلها فى الأرض .
أما العرب الذين أتاهم الله ملك الدنيا كما تعلم ، فلم يطعنوا فى ديننا ، ولم يعتدوا على معابدنا ،بل العكس
كانوا فى صف ديننا وفضلوه على غيره ، وأكرموا رهباننا وقساوستنا ، وأحترموا اولياءنا ، و أحسنوا الهبات
الى كنائسنا . فلماذا هجر أهل مرو نصرانيتهم زلفى لهؤلاء العرب ، وهم يعلمون أن العرب لم يطلبوا منهم
تغيير دينهم ، بل أقروهم عليه كاملا ، ولم يطلبوا منهم الا ضريبة يسيرة يؤدونها عن أنفسهم ، ولكنهم
أشتروا خلود أرواحهم فى دين المسيح بمتاع قليل ؟ "
ثانيا :شهادة راهب منصف :
وهى روايةلأحد الرهبان المسيحيين عن اسلام 3 آلاف صليبى فى الحملة الصليبية الثانية والرواية تقول :
" فى طريق الصليبيين الى المقدس ،عبر جبال الأناضول ، التقوا بجيش المسلمين فهزم الصليبيون شر
هزيمة ، سنة 1148 م . ولم يصلوا الى مرسى أضاليا الا بشف الأنفس . ومنها أستطاع القادرون أن يرحلوا
الى أنطاكية بحرا بعد أن لبوا المطالب الباهظة للتجار اليونانيين ، وقد دفعوا لهم مبالغ كثيرة ، وتركوا وراءهم
الجرحى والمرضى والحجاج ، ودفع أيضا الملك لويس السابع 500 مارك لليونانيين على أن يعنوا بهؤلاء
الضعفاء حتى يشفوا وعلى أن يرافقهم حرس اليونانيين حتى يلحقوا بمن سبقهم . فتربص اليونان
المسيحيون حتى ابتعد جيش الصليبيين ، واتصلوا بالمسلمين الأتراك ، وأخبروهم بما عليه الحجاج
والجرحى، ممن تخلفوا والجرحى لوهنهم وعجزهم . ثم قعد اليونانيين ينظرون الى أخوانهم فى الدين ، وقد
نال منهم البؤس والمرض وسهام الأتراك .
فحصرهم المسلمون ، ولم يكن لدى الصليبيين أقل رجاء فى النجاة . ولم ينقذوا الا بما نزل فى قلوب
المسلمين من الرحمة ، حين رأوا ما فيه عدوهم من البؤس والشقاء وما أصابهم من الضراء .
فرقت لهم قلوب المسلمين وذابت نفوسهم رحمة باعدائهم الصليبيين المساكين ، فواسوا المرضى ،
وأحسنوا الى الفقراء ، واطعموا المساكين من المسيحيين بكرم وسخاء .
وقد بلغ من احسان المسلمين أن بعضهم قد استرد بالشراء أو الحيلة أو الأجبار النقود الفرنسية التى
أخذها اليونانيون من الحجاج المسيحيين ، وردوها اليهم ، ووزعوها على المحتاجين من الصليبيين .
وقد كان الفرق كبيرا بين معاملة المسلمين للحجاج المسيحيين ، ومعاملة اليونانيين الذين سخروا أخوانهم
فى الدين وضربوهم ونهبوا أموالهم .
كان الفرق عظيما جدا لدرجة أثرت فى الصليبيين ، حتى أعتنقوا دين اعدائهم المنقذين لهم ،من غير اكراه
أو اجبار . لقد فروا من أخوانهم فى الدين لأنهم اساءوا اليهم ، ولحق ثلاثة آلاف منهم بالجيش الاسلامى
ودخلوا فى دينه . لقد كانت الرحمة أشد قسوة من الخيانة ! واحسرتاه ! لقد أرتد الصليبيون عن المسيحية
من غير أن يجبرهم أحد على ترك دينه "
المصدر
كتاب ( عظمة الاسلام ) الجزء الأول
محمد عطية الأبراشى