السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين .
من أخلاقهم رضي الله عنهم
هذه مجموعة رائعة من الأخلاق والفضائل لطلاب العلم وهم أحق الناس بتعلمها واتباع منهجها ..
يقول ابن سيرين عنهم : كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم .
يقول الله تبارك وتعالى عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :" وإنك لعلى خلق عظيم " [ القلم :4 ] .
وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " رواه البخاري .
ولقد أمرنا الله تبارك وتعالى بالإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم فقال تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً".[ الأحزاب : 21] .
فهيا بنا نبحر مع أخلاق " خير أمة أخرجت للناس "
(1) من أخلاقهم رضي الله عنهم :
كثرة إخلاصهم في علمهم وعملهم، وخوفهم من دخول الرياء في ذلك .
قال الله تبارك وتعالى :" ألا لله الدين الخالص ". [الزمر:3] .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" إن الله لا يقبل من العمل إلا ماكان له خالصاً وابتُغيَ به وجهه". رواه النسائي .
كان ابراهيم التيمي يقول : المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته .
وكان الشعبي يقول : من أدب العلماء إذا علموا أن يعملوا ، فإذا عملوا شغلوا بذلك عن الناس ، فإذا شغلوا فقدوا ، وإذا فقدوا طلبوا ، وإذا طلبوا هربوا خوفاً على دينهم من الفتن .
وكان الفضيل بن عياض يقول : إذا رأيتم العالم أو العابد ينشرح لذكره بالصلاح عند الأمراء وأبناء الدنيا ، فاعلموا أنه مراء .
وذلك لأن الإخلاص هو أن يبتغي العبد بعلمه وعمله ما عند الله عز وجل ، فانشراح صدره للثناء أو عند اطلاع الناس على عمله من علامات الرياء الخفي .. نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة .
(2) ومن أخلاقهم رضي الله عنهم :
توقفهم عن كل فعل أو قول حتى يعرفوا ميزانه على الكتاب والسنّة ، لاحتمال أن يكون ذلك القول أو الفعل من جملة البدع التي لا يشهد لها كتاب أو سنّة .
قال الله تبارك وتعالى :"وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ". [ الحشر:7] .
وقال تبارك وتعالى :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم". [النور:63] .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ". رواه أحمد والترمذي .
وقال صلى الله عليه وسلم :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". رواه مسلم والبخاري .
وقد كان السلف الصالح يحثون الناس على التقيد بالكتاب والسنة واجتناب البدع ويشددون في ذلك ، حتى إن أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ربما كان يهمّ بالأمر ويعزم عليه ، فيقول له الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولم يأمر به فيرجع عما كان عزم عليه .
(3) ومن أخلاقهم رضي الله عنهم :
كثرة تفويضهم إلى الله تعالى في أمر أنفسهم وأولادهم وأصحابهم ، فلا يكون معولهم في أمر هدايتهم إلا على الله عز وجل .
يقول الحق تبارك وتعالى عن مؤمن آل فرعون :" وأفوّض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد * فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب ". [غافر:44-45] .
وقال تبارك وتعالى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ". [آل عمران:173-174] .
وللموضوع بقيّة ...