ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


2 مشترك

    نهوض الإسلام بالعربية

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    نهوض الإسلام بالعربية Empty نهوض الإسلام بالعربية

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد نوفمبر 02, 2008 4:07 pm

    لقد نهض الإسلام بالعربية أيما نهوض، حيث ارتقت اللغة في صدر الإسلام إلى طورها الأعلى، ودخلت في دور يحق علينا أن نسميه عصر شبابها؛ فنمت عروقها، وأثمرت غصونها بألوان مختلفة ن الأساليب.

    ويتضح ذلك من خلال الحديث عن تأثير الإسلام في اللغة، والأسباب التي ارتفعت بها اللغة، ومظاهر ذلك النهوض.

    أولاً: تأثير الإسلام في اللغة: طلع الإسلام على العرب، وفي هدايته من المعاني ما لم يكونوا يعلمون، بل في هدايته ما لم تف اللغة يومئذٍ بالدلالة عليه؛ فعبر عن هذه المعاني بألفاظ ازدادت بها اللغة نماءً.

    ومن الجلي أن القرآن الكريم والحديث النبوي قد سلكا في البلاغة مذاهب ينقطع دونها كل بليغ.

    ثم إن فتح الممالك الكبيرة كبلاد فارس والروم زاد مجال اللغة بسطة؛ بما نقل إليها من المعاني العلمية أو المدنية؛ ففضل الإسلام على اللغة العربية يظهر في غزارة مادتها، وبراعة أساليبها، واتساع مذاهب بيانها، وكثرة الأغراض التي يتسابق إليه فرسان الخطابة والكتابة.

    وسيتضح ذلك في الفقرة التالية:

    ثانياً: الأسباب التي ارتقت بها اللغة في صدر الإسلام:

    هناك أسباب ارتقت بها اللغة في صدر الإسلام حتى بلغت أشدها، وأخذت زخرفها، وتكاد ترجع إلى ثلاثة أمور - كما يقوله العلامة الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله وهي:

    1- ما جاء به القرآن الحكيم من صور النظم البديع والتصرف في لسان العرب على وجه يملك العقول؛ فإنه جرى في أسلوبه على منهاج يخالف الأساليب المعتادة للفصحاء قاطبة، وإن لم يخرج عما تقتضيه قوانين اللغة.

    ولقد اتفق كبراؤهم على إصابته في وضع كل كلمة وحرف موضعه اللائق به، وإن تفاضل الناس في الإحساس بلطف بيانه تفاضلهم بسلامة الذوق، وجودة القريحة.

    2- ما تفجر في أقوال النبي " من ينابيع الفصاحة، وما جاء في حديثه من الرقة والمتانة والإبانة عن الغرض بدون تكلف.

    3- ما أفاضه الإسلام على عقولهم بواسطة القرآن والحديث من العلوم السامية، وبما نتج من تعارف الشعوب والقبائل، والتآم بعضها ببعض - من الأفكار ومطارحة الآراء.

    ومعلوم أن اتساع العقول، وامتلاءها بالمعارف مما يرقي مداركها، ويزيد في تهذيب ألمعيتها؛ فتقذف بالمعاني المبتكرة، وتبرزها في أساليب مستحدثة؛ فإن كثرة المعاني ودقتها تبعث على التفنن في العبارة، والتأنق في سياقها.

    وهذا ما سيتضح في الفقرة التالية.

    ثالثاً: مظاهر نهوض الإسلام بالعربية:

    لقد كان لنزول القرآن الكريم بالعربية تأثير كبير في نهضة هذه اللغة، وقد مر إشارة هذا، ومن مظاهر ذلك زيادة على ما مضى:

    1- سمو الأغراض، وتهذب الألفاظ: فبعد أن كان أهلها قانعين بتصوير حياتهم الساذجة، ووصف ما يدور حولهم من حروب، وصحارى، ووحوش، وما يدور في رحلة الصيد، وما يكون من التشبب أو المديح أو الهجاء - نجد أن العربية قد اختلف حالها بعد الإسلام، كما اختلف أصحابها؛ حيث تحددت أهدافهم، وسمت ألفاظهم؛ فكان من أول آثار الإسلام أن انصرف الشعراء وغيرهم عن المعاني الجاهلية، وأغراض الشعر المستهجنة كالغزل، والهجاء، وتركوا الألفاظ البذيئة والتعبيرات التي تدل على الجاهلية وحياتها؛ فانصرفوا يعبرون عن الدين الجديد، والحياة الجديدة.

    2- أن كثيراً من الألفاظ اكتسب دلالة خاصة: فبعد الإسلام أصبح لكثير من الألفاظ معانٍ شرعيةٌ خاصة، كالصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، وكألفاظ المؤمن، والمسلم، والكافر، والفاسق، والمنافق.

    3- ظهور كثير من الألفاظ الإدارية والسياسية: فمع استقرار المسلمين، ومعرفة الحياة المنظمة عرفوا ألفاظاً تدل على الحياة الإدارية والسياسية كالخلافة، والولاية، والوزارة، والحجابة، والقضاء، والحسبة، ونحوها.

    4- أن اللغة العربية تهيأت لاستيعاب كافة العلوم: حتى وصلت العلوم إلى درجة عالية من حيث الكمية والمحتوى.

    يقول العلامة الشيخ محمد بن الطاهر عاشوررحمه الله: "ومما تقدم إلى هنا: تعلم أن العلوم التي كانت تدرس وتدون يومئذٍ تنتهي إلى اثنتين وثلاثين علماً هي: التفسير، الحديث، السيرة، اللغة، النحو، الصرف، التصوف، العروض، الفقه، أصوله، التاريخ، الطب، آداب العرب، البلاغة، الفلك، المنطق، الفلسفة، الهندسة، الحساب، الهيئة، الجغرافيا، الموسيقى، علم الحيوان، الطبيعة، الرواية والقصص، الكلام، الصيدلة، الكيمياء، الفلاحة، المساحة، الجبر، جر الأثقال والتحرك، وتتبعها علوم تتفرع عن بعضها مثل مصطلح الحديث، والجدل، وآداب البحث، ونقد الشعر".

    5- دخول كثير من المصطلحات العلمية: التي منها ما هو عربي في الأصل ولكنه استخدم في دلالات واصطلاحات علمية، بل إن اللفظ الواحد قد يكون له أكثر من اصطلاح، والمعنى الواحد قد يكون له أكثر من لفظ يصطلح عليه.

    ففي النحو - على سبيل المثال - : الفاعل، والمفعول، والعامل، والإلغاء، والتعليق، والمضاف، والمضاف إليه، والمرفوع، والمنصوب، والمجرور.

    وفي الحديث الشريف: السند، والمتن، والعلة، والمرفوع، والمرسل، والمنقطع، والمأثور، والمتواتر، وغيرها من المصلحات الكثيرة.

    وفي الفقه وأصوله: الواجب، والمستحب، والمحرم، والمكروه، والمباح.

    وفي البلاغة: البديع، والبيان، والمعاني، والطباق والجناس، ، والتشبيه، والمجاز، والمسند والمسند إليه.

    6- كما دخلت كثير من المصطلحات الوافدة كالطب، والفلك، والفلسفة - كما مر - .

    وهكذ خطا الإسلام بالعربية خطوات كبيرة، خصوصاً في أيام عز الإسلام الأولى، التي كان الناس يتمرؤون بالعربية - أي يطلبون المروءة بتعلمها-.

    وبعد أن كانت لغة محصورة في مكان محدد عمت الرقعة الإسلامية كلها، وأثبتت - باستيعابها لكتاب الله أولاً، ثم بتقبلها لكل العلوم العربية وغير العربية ثانياً - أنها لغة حية، قادرة على مسايرة الحياة، وليست لغة عقيمة جافة كما يدعي من لم يعرف العربية، ويجهل تاريخها.

    كلام جميل لابن فارس في نهوض الإسلام بالعربية:

    أورد ابن فارس في كتابه الصاحبي باباً سماه (باب الأسباب الإسلامية) ومما قال فيه: "كانت العربية في جاهليتها على إرث من إرث آبائهم في لغاتهم وآدابهم ونسائكهم وقرابينهم.

    فلما جاء الله - جل ثناؤه - بالإسلام حالت أحوال، ونسخت ديانات، وأبطلت أمور، ونقلت من اللغة ألفاظ من مواضع إلى مواضع أخر بزيادات زيدت، وشرائع شرعت، وشرائط شرطت.

    فعفَّى الآخرُ الأولَ، وشُغل القوم - بعد المغاورات والتجارات، وتطلب الأرباح والكدح للمعاش، في حالة الشتاء والصيف، وبعد الإغرام بالصيد والمعاقرة والمياسرة - بتلاوة الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حكميد، وبالتفقه في دين الله - عز وجل - وحفظ سنن رسول الله " مع اجتهادهم في مجاهدة أعداء الإسلام.

    فصار الذي نشأ عليه آباؤهم ونشأوا عليه كأن لم يكن، وحتى تكلموا في دقائق الفقه وغوامض أبواب المواريث وغيرها من علم الشريعة، وتأويل الوحي بما دوُّن وحفظ حتى الآن.

    فصاروا - بعد ما ذكرناه - إلى أن يُسأل إمام من الأئمة وهو يخطب على منبره عن فريضة فيفتي ويحسُبُ بثلاث كلمات".

    ثم أورد قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حين سئل عن ابنتين وأبوين وامرأة: "صار ثمنها تسع" فسميت (المنبرية).

    إلى أن قال ابن فارس: "وإلى أن يتكلم هو - يعني علي بن أبي طالب - وغيره في دقائق العلوم بالمشهور من مسائلهم في الفرض وحده، كالمشتركة، ومسألة المبالهة والغَرَّاء، وأم الفَرُّوخ، وأم الأرامل، ومسألة الامتحان، ومسألة ابن مسعود، والأكدريّة، ومختصرة زيد، والخرقاء، وغيرهما مما هو أغْمَضُ وأدقُّ.

    فسبحان من نقل أولئك في الزمن القريب بتوفيقه عما ألفوه، ونشأوا عليه، وغذوا به - إلى مثل هذا الذي ذكرناه.

    وكل ذلك دليل على حق الإيمان، وصحة نبوة نبينا محمد " .

    فكان مما جاء في الإسلام ذكر المؤمن والمسلم والكافر والمنافق، وأن العرب إنما عرفت المؤمن من الأمان والإيمان وهو التصديق.

    ثم زادت الشريعة شرائط وأوصافاً بها سمي المؤمن بالإطلاق مؤمناً، وكذلك الإسلام والمسلم إنما عرفت منه إسلام الشيء، ثم جاء في الشرع من أوصافه ما جاء.

    وكذلك كانت لا تعرف من الكفر إلا الغِطاء والسَّتْر، فأما المنافق فاسم جاء به الإسلام لقوم أبطنوا غير ما أظهروه، وكان الأصل من نافقاء اليربوع.

    ولم يعرفوا في الفسق إلا قولهم: (فَسَقَتِ الرُّطبة) إذا خرجت من قشرها، وجاء الشرع بأن الفسق الإفحاش في الخروج عن طاعة الله - جل ثناؤه -.

    ومما جاء في الشرع الصلاة وأصله في لغتهم الدعاء.

    وقد كانوا عرفوا الركوع والسجود، وإن لم يكن على هذه الهيئة، فقالوا:

    أَوْ دُرةٍ صَدَفيةٍ iiغَوَّاصُها * بهِج متى يرها يُهِلَّ ويَسْجُدِ

    وقال الأعشى:

    يُراوحُ من صلوات المليك * طوراً سجوداً وطوراً iiجُؤارا
    والذي عرفوه منه - أيضاً - ما أخبرنا به علي عن علي بن عبدالعزيز عن أبي عبيد قال: قال أبو عمرو: أسْجدَ الرجلُ: طأطأ وانحنى، قال حميد بن ثور:

    فضول أَزمَّتِها iiأسْجَدَت * سجود النصارى لأربابها


    وأنشد:

    فقلن له: أسْجِدْ لِلَيْلى فأسجَدا

    يعني البعير إذا طأطأ رأسه لِتركبه.

    وهذا وإن كان كذا فإن العرب لم تعرفه يمثل ما أتت به الشريعة من الأعداد، والمواقيت، والتحريم للصلاة، والتحليل منها.

    وكذلك القيام أًله عندهم الإمساك، ويقول شاعرهم:

    خيلٌ صيام وأخرى غير صائمةٍ * تحت العَجاج وخيل تعلكُ iiاللُّجُما
    ثم زادت الشريعة النية، وحظرت الأكل والمباشرة، وغير ذلك من شرائع الصوم.

    وكذلك الحج لم يكن عندهم فيه غير القصد، وسَبْر الجراح، من ذلك قولهم:

    وأشهَدُ من عوفٍ حلُولاً iiكثيرة * يَحجُّون سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرا
    ثم زادت الشريعة ما زادته من شرائط الحج وشعائره.

    وكذلك الزكاة لم تكن العرب تعرفها إلا من ناحية النماء، وزاد الشرع ما زاده فيها مما لا وجه لإطالة الباب بذكره.

    وعلى هذا سائر ما تركنا ذكره من العمرة، والجهاد، وسائر أبواب الفقه.

    فالوجه في هذا إذا سئل الإنسان عنه أن يقول: في الصلاة اسمان لغوي وشرعي، ويذكر ما كانت العرب تعرفه، ثم ما جاء الإسلام به.

    وهو قياس ما تركنا ذكره من سائر العلوم كالنحو، والصرف، والشعر، كل ذلك له اسمان لغوي، وصناعي".
    تاج العروبة (الفوهرر)
    تاج العروبة (الفوهرر)
    فيلسوف ثمار الأوراق
    فيلسوف ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 598
    العمر : 40
    الموقع : العراق
    العمل/الترفيه : خريج كليه الاداب - قسم الفلسفة
    المزاج : الارادة مفتاح النصر
    نقاط : 104
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    نهوض الإسلام بالعربية Empty رد على موضوع الاخ العزيز احمد

    مُساهمة من طرف تاج العروبة (الفوهرر) الخميس نوفمبر 27, 2008 6:46 pm

    نهوض الإسلام بالعربية 898070829


    نهوض الإسلام بالعربية 716041787



    و


    نهوض الإسلام بالعربية 251040571

    نهوض الإسلام بالعربية 180321267

    نهوض الإسلام بالعربية 481954488

    نهوض الإسلام بالعربية 601661413


    نهوض الإسلام بالعربية 692165917
    نهوض الإسلام بالعربية 198723222
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    نهوض الإسلام بالعربية Empty رد: نهوض الإسلام بالعربية

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يوليو 20, 2009 10:36 pm

    شرفني مروركم العطر أخي الحبيب أ / حسين "تاج العروبة"

    لا حرمت مروركم العطر

    أخوك أحمد

    :798/7487: :798/7487: :798/7487:

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 12:05 pm