الحضارة البابلية
قامت دولة بابل في المنطقة الجنوبية ما بين نهري دجلة والفرات ( العراق) وتعد أرض بابل خصبة إذ كونها دجلة والفرات من الطمي الذي ترسب في مجراهما الأدنى، وعندما تولى الحكم ملك بابل العظيم (حمورابي) عام 2100 قبل الميلاد لم تكن بابل في ذلك الوقت دولة موحدة بل مدنا مستقلة في نزاع مع بعضها البعض فقام بتوحيدها في دولة كبيرة ذات سلطان ، بعد أن هزم أعداءه وهم سكان البادية في الغرب.
كان البابليون يشتغلون بالرعي والزراعة وكانت لهم دراية بصنع الأواني النحاسية أما كتاباتهم فتعرف بالخط المسماري وكانوا يكتبون على ألواح من الطين الجاف وكان أهم ما يميز الحضارة البابلية تلك القوانين التي كانت تحكم العلاقات بين الأفراد والدولة إذ وُجدت لوحة من الحجر سُطرت عليها مجموعة من القوانين، كما عُثر على 55 رسالة لحمورابي وهي عبارة عن أوامر وتعليمات خاصة بتحصيل الضرائب والعناية بشئون المعابد. أما عن التعليم فقد كشفت أعمال التنقيب عن آثار مدارس، عُثر بها على ألواح لتلاميذ من الطين الجاف، وقد دلت على عنايتهم بالعلم والأدب.
أما في التجارة، فقد وصل التجار البابليون إلى غرب آسيا ببضائعهم ومنهم تعلم أهلها الخط المسماري. وفي ظلال الأمن الذي ساد البلاد إذ ذاك راجت التجارة وانتشرت.
وكانت تجاور بابل دولة (أشور) في أعلى نهر دجلة، وعلى الرغم من أنها كانت تخضع لبابل ونقلت عنها حضارتها غير أن الآشوريين أجادوا فنون الحرب، فأشتد بأسهم حتى إذا كان على عهد ملكهم (سنخاريب) (705- 681 قبل الميلاد ) استولوا على الدولة البابلية، وأزالوا مدينة بابل عاصمتها من الوجود