ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    بحث البلاغة

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    بحث البلاغة Empty بحث البلاغة

    مُساهمة من طرف أحمد السبت يونيو 06, 2020 1:07 pm

    القصر

    تعريفه:
    تخصيصُ شيءٍ بشيءٍ، بطريقٍ مخصوصٍ.

    أقسامه:
    يَنقسمُ إلى حقيقيٍّ وإضافيٍّ.
    فالحقيقيُّ: ما كان الاختصاصُ فيهِ بحسَبِ الواقعِ والحقيقةِ، لا بحسَبِ الإضافةِ إلى شيءٍ آخَرَ، نحوُ: (لا كاتبَ في المدينةِ إلاَّ عليٌّ)، إذا لمْ يكُنْ غيرُه فيها من الكتَّابِ.
    والإضافيُّ: ما كان الاختصاصُ فيهِ بحسَبِ الإضافةِ إلى شيءٍ معيَّنٍ، نحوُ: (ما عليٌّ إلاَّ قائمٌ)، أيْ: أنَّ لهُ صفةَ القيامِ، لا صفةَ القُعودِ. وليسَ الغَرَضُ نَفْيَ جميعِ الصفاتِ عنه، ما عدا صفةَ القيامِ.
    وكلٌّ منهما يَنقسِمُ إلى قَصْرِ صفةٍ على موصوفٍ، نحوَ: (لا فارسَ إلاَّ عليٌّ)، وقصرِ موصوفٍ على صفةٍ، نحوَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ}، فيَجوزُ عليهِ الموتُ.
    وَالْقَصْرُ الإضافيُّ يَنقسمُ باعتبارِ حالِ المخاطَبِ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: قَصْرُ إفرادٍ إذا اعْتَقَدَ المخاطَبُ الشرِكَةِ، وقَصْرُ قلْبٍ إذا اعْتَقَدَ العكْسَ، وقَصْرُ تعيينٍ إذا اعْتَقَدَ واحدًا غيرَ معَيَّنٍ).

    طرقه:
    (وللقَصْرِ طُرُقٌ، منها النفيُ والاستثناءُ، نحوَ: (إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ).
    ومنها (إنَّما)، نحوَ: (إنَّما الفاهمُ عليٌّ).
    ومنها العطْفُ بـ (لا) أوْ (بل) أوْ (لكنْ)، نحوُ: (أنا ناثِرٌ لا ناظمٌ)، و(ما أنا حاسبٌ بلْ كاتبٌ).
    ومنها تقديمُ ما حقُّه التأخيرُ، نحوُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}).

    الإنشاء

    الإنشاءُ
    تعريفه:

    أقسامه:
    إمَّا طَلَبيٌّ أوْ غيرُ طَلَبيٌّ.
    فالطَّلَبيُّ ما يَستدعِي مَطلوبًا غيرَ حاصِلٍ وَقْتَ الطلَبِ.
    وغيرُ الطلَبِيِّ ما ليسَ كذلكَ.

    أقسام الإنشاء الطلبي:
    الأمْرُ، والنهيُ، والاستفهامُ، والتمنِّي، والنداءُ.
    أمَّا الأمْرُ، فهوَ طَلَبُ الفعْلِ على وجهِ الاستعلاءِ، ولهُ أربعُ صِيَغٍ:
    - فعْلُ الأمرِ، نحوُ: {خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}.
    - والمضارِعُ المقرونُ باللامِ، نحوُ: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}.
    - واسمُ فعْلِ الأمْرِ، نحوُ: (حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ).
    - والمصدرُ النائبُ عنْ فِعْلِ الأمْرِ، نحوُ: (سَعْيًا فِي الْخَيْرِ).
    وقدْ تَخْرُجُ صِيَغُ الأمرِ عنْ معناها الأصليِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ، وقرائنِ الأحوالِ:
    1- كالدعاءِ، نحوَ: {أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ}.
    2- والالتماسِ، كقولِكَ لِمَنْ يُساويكَ: (أَعْطِنِي الْكِتَابَ).
    3- والتمنِّي، نحوُ:
    أَلاَ أيُّها الليلُ الطويلُ ألا انْجَلِي ....... بصُبْحٍ وما الإصباحُ منكَ بأمْثَلِ
    4- والإرشادِ، نحوُ: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ}.
    5- والتهديدِ، نحوُ: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}.
    6- والتعجيزِ، نحوُ:
    يا لَبَكْرٍ أَنْشِروا لي كُلَيْبًا ...... يا لَبَكْرٍ أينَ أينَ الفِرارُ؟
    7- والإهانةِ، نحوُ: {كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا}.
    8- والإباحةِ، نحوُ: {كُلُوا وَاشْرَبُوا}.
    9- والامتنانِ، نحوُ: {كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}.
    10- والتخييرِ، نحوُ: (خُذْ هَذَا أَوْ ذَاكَ).
    11- والتسويةِ، نحوُ: {اصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا}.
    12 -والإكرامِ، نحوُ: {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ}.

    وأمَّا النهيُ، فهوَ طلَبُ الكفِّ عن الفعْلِ على وجهِ الاستعلاءِ، ولهُ صيغةٌ واحدةٌ، وهيَ المضارعُ معَ (لا) الناهيةِ، كقولِه تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}).

    وقدْ تَخْرُجُ صيغتُه عنْ معناها الأصْلِيِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفهَمُ من الْمَقامِ والسياقِ:
    1- كالدعاءِ، نحوُ: {لاَ تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ}.
    2- والالتماسِ، كقولِك لِمَنْ يُساويكَ: (لا تَبْرَحْ منْ مكانِكَ حتَّى أَرْجِعَ إليكَ).
    3- والتمنِّي، نحوُ: (لا تَطْلُعْ) في قولِه:
    يا ليلُ طُلْ، يا نومُ زُلْ ..... يا صُبحُ قِفْ، لا تَطْلُعِ
    4- والتهديدِ، كقولِكَ لخادِمِكَ: (لا تُطِعْ أَمْرِي).

    وأمَّا الاستفهامُ، فهوَ طَلَبُ العلْمِ بشيءٍ، وأدواتُه الهمزةُ، و(هلْ)، و(ما)، و(مَنْ)، و(متى)، و(أيَّانَ)، و(كيفَ)، و(أينَ)، و(أنَّى)، و(كمْ)، و(أيُّ).

    1- فالهمزةُ، لطَلَبِ التصوُّرِ أو التصديقِ.
    والتصوُّرُ: هوَ إدراكُ المفرَدِ، كقولِكَ: (أعليٌّ مسافرٌ أَمْ خالدٌ؟)، تَعتقِدُ أنَّ السفَرَ حَصَلَ منْ أحدِهما، ولكنْ تَطْلُبُ تعيينَه؛ ولذا يُجابُ بالتعيينِ، فيُقالُ: (عليٌّ)، مَثلًا.
    والتصديقُ: هوَ إدراكُ النِّسبةِ، نحوُ: (أسافَرَ عليٌّ)؟ تَستفْهِمُ عنْ حصولِ السفَرِ وعدَمِه. ولذا يُجابُ بـ (نعم) أوْ (لا).
    والمسؤولُ عنه في التصوُّرِ ما يَلِي الهمزةَ، ويكونُ لهُ معادِلٌ يُذْكَرُ بعدَ (أمْ)، وتُسَمَّى متَّصِلَةً.
    فتقولُ في الاستفهامِ عن المسْنَدِ إليه: (أَأَنْتَ فعلْتَ هذا أَمْ يُوسفُ؟)
    وعن المسْنَدِ: (أَرَاغِبٌ أنتَ عن الأمْرِ أَمْ راغبٌ فيه؟)
    وعن المفعولِ: (أَإِيَّايَ تَقْصِدُ أَمْ خالدًا؟)
    وعن الحالِ: (أراكبًا جئتَ أَمْ ماشيًا؟)
    وعن الظرْفِ: (أيومَ الخميسِ قَدِمْتَ أَمْ يومَ الجمُعَةِ؟)،
    وهكذا.
    وقدْ لا يُذْكَرُ المعادِلُ، نحوُ: (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا؟)، (أَرَاغِبٌ أنتَ عن الأمْرِ؟)، (أإيَّايَ تَقْصِدُ؟)، (أراكبًا جئتَ؟)، (أيومَ الخميسِ قَدِمْتَ؟)
    والمسؤولُ عنه في التصديقِ النِّسبةُ. ولا يكونُ لها معادِلٌ، فإنْ جاءتْ (أمْ) بعدَها قُدِّرتْ منْقَطِعَةً، وتكونُ بمعنى (بلْ).
    2- و (هلْ) لطلَبِ التصديقِ فقطْ، نحوُ: (هلْ جاءَ صديقُكَ)؟
    والجوابُ: (نعم) أوْ (لا).
    ولذا يَمتَنِعُ معها ذِكْرُ المعادِلِ، فلا يُقالُ: (هلْ جاءَ صديقُك أمْ عدوُّك؟)
    و (هل) تُسمَّى بسيطةً إن استُفْهِمَ بها عنْ وجودِ شيءٍ في نفسِه، نحوُ: (هَلِ العَنْقَاءُ موجودةٌ؟). ومركَّبةً إن استُفْهِمَ بها عنْ وجودِ شيءٍ لشيءٍ، نحوُ: (هلْ تَبِيضُ العَنْقَاءُ وتُفْرِخُ؟)
    3- و(ما) يُطْلَبُ بها شرحُ الاسمِ، نحوَ: ما العَسْجَدُ أو اللُّجَيْنُ؟ أوْ حقيقةُ الْمُسمَّى، نحوُ: (ما الإنسانُ؟) أوْ حالُ المذكورِ معها، كقولِك لقادِمٍ عليك: (ما أنتَ؟)
    4- و(مَن) يُطلَبُ بها تَعيينُ العُقلاءِ، كقولِك: (مَنْ فَتَحَ مِصْرَ؟)
    5- و(متى) يُطْلَبُ بها تَعيينُ الزمانِ، ماضيًا كانَ أوْ مستَقْبلًا، نحوُ: (متى جِئْتَ؟) و(متى تَذْهَبُ؟)
    6- و(أيَّانَ) يُطْلَبُ بها تَعيينُ الزمانِ المستَقْبَلِ خاصَّةً، وتكونُ في موضِعِ التهويلِ، كقولِه تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}؟
    7- و(كيفَ) يُطْلَبُ بها تعيينُ الحاِل، نحوُ: (كيفَ أنتَ؟)
    8- و(أينَ) يُطْلَبُ بها تعيينُ المكانِ، نحوُ: (أينَ تَذْهَبُ؟)
    9- و(أنَّى) تكونُ بمعنى (كيفَ)، نحوُ: {أَنَّى يُحْيِـي هَـذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}؟!
    وبمعنى (مِنْ أينَ)، نحوَ: {يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا}؟
    وبمعنى (متى)، نحوُ: (زِدْ أنَّى شئتَ؟)
    10- و(كمْ) يُطلَبُ بها تَعيينُ عددٍ مبْهَمٍ نحوُ:{كَمْ لَبِثْتُمْ}؟
    11- و(أيُّ) يُطْلَبُ بها تمييزُ أحَدِ المتشاركيْنِ في أمْرٍ يَعمُّهما، نحوُ: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا}؟
    ويُسأَلُ بها عن الزمانِ والمكانِ والحالِ والعددِ والعاقلِ وغيرِه، حسَبَ ما تُضَافُ إليه.

    وقدْ تَخْرُجُ ألفاظُ الاستفهامِ عنْ معناها الأصليِّ لمعانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ:
    1- كالتسويةِ، نحوُ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}.
    2- والنفيِ، نحوُ: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلاَّ الْإِحْسَانُ}.
    3- والإنكارِ، نحوُ: {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ}، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
    4- والأمْرِ، نحوُ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، ونحوُ: {أَأَسْلَمْتُمْ}، بمعنى: انتَهُوا، وأَسْلِمُوا.
    5- والنهيِ، نحوُ: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}.
    6- والتشويقِ، نحوُ: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
    7- والتعظيمِ، نحوُ: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}.
    8- والتحقيرِ، نحوُ: (أَهَذَا الذي مَدَحْتَهُ كثيرًا).
    9- والتَّهَكُّمِ، نحوُ: (أعَقْلُكَ يُسَوِّغُ لكَ أنْ تَفعَلَ كذا).
    10- والتعَجُّبِ، نحوُ: {مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}.
    11- وَالتنبيهِ على الضلالِ، نحوُ: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}.
    12- والوعيدِ، نحوُ: (أَتَفْعَلُ كذا وقدْ أَحْسَنْتُ إليكَ).

    وأمَّا التمَنِّي: فهوَ طَلَبُ شيءٍ محبوبٍ، لا يُرْجَى حصولُه لكونِه مُستحيلًا أوْ بعيدَ الوقوعِ، كقولِه:


    أَلاَ ليتَ الشبابَ يَعودُ يومًا ...... فأُخْبِرُه بما فَعَلَ الْمَشيبُ
    وقولِ الْمُعسِرِ: (ليتَ لي أَلْفَ دينارٍ).
    وإذا كان الأمْرُ متوَقَّعَ الحصولِ فإنَّ تَرُقُّبَه يُسَمَّى تَرَجِّيًا، ويُعبَّرُ عنه بـ (عسى) أو(لعلَّ)، نحوُ: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}.
    وللتَّمَنِّي أربَعُ أدواتٍ: واحدةٌ أصليَّةٌ، وهيَ (ليتَ)، وثلاثةٌ غيرُ أصليَّةٍ، وهي: (هل)، نحوُ: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}.
    و (لو)، نحوُ: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، و(لعلَّ)، نحوُ قولِه:
    أَسِرْبَ الْقَطَا هلْ منْ يُعِيرُ جَناحَهُ ...... لَعَلِّي إلى مَنْ قدْ هَوَيْتُ أَطِيرُ

    ولاستعمالِ هذه الأدواتِ في التَّمنِّي يُنْصَبُ المضارعُ الواقعُ في جوابِها).

    وأمَّا النداءُ، فهوَ طَلَبُ الإقبالِ بحرْفٍ نائبٍ مَنَابَ (أَدْعُو)، وأدواتُه ثمانيةٌ: (يا)، والهمزةُ، و(أيْ)، و(آ)، و(آي)، و(أيا)، و(هيا)، و(وا).
    فالهمزةُ و(أَيْ) للقريبِ، وغيرُهما للبعيدِ.
    وقدْ يُنَزَّلُ البعيدُ مَنْزِلةَ القريبِ فَيُنَادى بالهمزةِ و(أيْ)، إشارةً إلى أنَّهُ لِشِدَّةِ استحضارِه في ذِهْنِ المتكلِّمِ صارَ كالحاضِرِ معهُ، كقولِ الشاعرِ:


    أسُكَّانَ نَعْمانَ الْأَرَاكِ تَيَقَّنُوا ..... بأنَّكم في رَبْعِ قَلْبيَ سُكَّانُ

    وقدْ يُنَزَّلُ القريبُ مَنزلةَ البعيد،ِ فيُنادى بأحَدِ الحروفِ الموضوعةِ له، إشارةً إلى أنَّ المنادَى عظيمُ الشأنِ، رفيعُ المرْتَبَةِ، حتَّى كأنَّ بُعْدَ درجتِه في العِظَمِ عنْ درجةِ المتكلِّمِ بُعْدٌ في المسافةِ، كقولِك: (أيا مولايَ)، وأنت معَهُ.
    أوْ إشارةً إلى انحطاطِ درجتِه، كقولِك: (أيا هذا)، لِمَنْ هوَ معكَ.
    أوْ إشارةً إلى أنَّ السامعَ غافلٌ لنحْوِ نوْمٍ أوْ ذهولٍ، كأنَّهُ غيرُ حاضرٍ في المجلِسِ، كقولِكَ للساهِي: (أيا فلانُ).

    معاني ألفاظ النداء

    وقدْ تَخْرُجُ ألفاظُ النداءِ عنْ معناها الأصليِّ لمعانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ من القرائنِ:
    1- كالإغراءِ، نحوُ قولِكَ لِمَنْ أقْبَلَ يَتَظَلَّمُ: يا مظلومُ.
    2- والزَّجْرِ، نحوُ:
    أَفُؤَادي! مَتَى الْمَتَابُ أَلَمَّا ...... تَصِحُّ والشَّيْبُ فَوْقَ رَأْسِي أَلَمَّا

    3- والتحيُّرِ والتضَجُّرِ، نحوَ: أيا مَنَازِلَ سَلْمى! أينَ سَلْمَاكِ. ويَكْثُرُ هذا في نداءِ الأطْلالِ والْمَطايا ونحوِها.
    4- والتحَسُّرِ والتوجُّعِ، كقولِه:
    أيا قَبْرَ مَعْنٍ! كيفَ وَارَيْتَ جُودَهُ ...... وقدْ كانَ منهُ البَرُّ والبحْرُ مُتْرَعَا
    5- والتذَكُّرِ، نحوُ:
    أيا مَنْزِلَيْ سَلْمَى! سَلامٌ عليكما ...... هل الأَزْمُنُ اللاتِي مَضَيْنَ رَوَاجِعُ
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    بحث البلاغة Empty رد: بحث البلاغة

    مُساهمة من طرف أحمد السبت يونيو 06, 2020 1:10 pm

    الفصل والوصل

    الوصْلُ: عطْفُ جملةٍ على أُخْرَى. والفصْلُ تَرْكُه.
    والكلامُ ههنا قاصرٌ على العطْفِ بالواوِ، لأنَّ العطْفَ بغيرِها لا يَقَعُ فيهِ اشتباهٌ.
    ولكلٍّ من الوصْلِ بها والفصْلِ مواضعُ.

    مواضعُ الوصلِ بالواوِ
    يَجبُ الوصْلُ في موضِعَيْنِ:
    الأوَّلُ: إذا اتَّفقَت الْجُملتانِ، خبَرًا أوْ إنشاءً، وكانَ بينَهما جِهَةٌ جامعةٌ، أيْ: مناسَبةٌ تامَّةٌ، ولم يكُنْ مانعٌ من العطْفِ، نحوُ: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}، ونحوُ: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}.
    الثاني: إذا أَوْهَمَ ترْكُ العطْفِ خِلاَفَ المقصودِ، كما إذا قُلْتَ: (لا، وشفاهُ اللَّهُ) جوابًا لِمَنْ يَسألُك: (هلْ بَرِئَ عليٌّ من المرضِ؟)، فترْكُ الواوِ يُوهِمُ الدعاءَ عليه، وغَرَضُكَ الدعاءُ له).

    مواضعُ الفصْلِ
    يَجبُ الفصْلُ في خمسةِ مواضعَ:
    الأوَّلُ: أنْ يكونَ بينَ الجملتينِ اتِّحادٌ تامٌّ، بأنْ تكونَ الثانيةُ بَدَلًا من الأُولى، نحوَ: {أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ}.
    أوْ بأنْ تكونَ بيانًا لها: نحوُ: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ}.
    أوْ بأنْ تكونَ مؤكِدَّةً لها، نحوَ: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}. ويُقالُ في هذا الموضِعِ: إنَّ بينَ الجملتينِ كمالَ الاتِّصالِ.
    الثاني: أنْ يكونَ بينَ الجملتينِ تَبَايُنٌ تامٌّ، بأنْ يَختلِفَا خَبَرًا وإنشاءً، كقولِه:

    وقالَ رائدُهمْ: أَرْسُوا نُزَاوِلُها ...... فَحَتْفُ كلِّ امرئٍ يَجْرِي بِمِقدارِ

    أوْ بأنْ لا يكونَ بينَهما مناسَبةٌ في المعنى، كقولِك: (عليٌّ كاتبٌ، الحمامُ طائرٌ)؛ فإنَّهُ لا مناسَبَةَ في المعنى بينَ كِتابةِ عليٍّ وطَيرانِ الْحَمامِ. ويُقالُ في هذا الموضِعِ: إنَّ بينَ الْجُملتينِ كمالَ الانقطاعِ.
    الثالثُ: كونُ الجملةِ الثانيةِ جوابًا عنْ سؤالٍ نَشَأَ من الجملةِ الُأولى، كقولِه:
    زَعَمَ العَوازِلُ أنَّنِي في غَمْرَةٍ صَدَقُوا ولكِنْ غَمْرَتي لا تَنْجَلِي
    كأنَّهُ قيلَ: أَصَدَقُوا في زعمِهم أَمْ كَذَبَوا؟ فقالَ: صَدَقُوا.
    ويقالُ: بينَ الجُمْلتينِ شِبْهُ كمالِ الاتِّصالِ.
    الرابعُ: أنْ تُسبَقَ جملةٌ بجُمْلَتينِ يَصِحُّ عطْفُها على إحداهما لوجودِ المناسَبةِ، وفي عطفِها على الأخرى فسادٌ، فيُترَكُ العطْفُ دَفْعًا للوَهْمِ، كقولِه:


    وتَظنُّ سَلْمى أنَّنِي أَبْغِي بها ...... بَدَلًا أُرَاها في الضَّلالِ تَهِيمُ

    فجملةُ (أُراها) يَصِحُّ عطْفُها على (تَظُنُّ)، لكنْ يَمْنَعُ منْ هذا تَوَهُّمُ العطْفِ على جملةِ (أَبْغِي بها)، فتكونُ الجملةُ الثالثةُ منْ مَظنوناتِ سَلْمَى، معَ أنَّهُ ليسَ مُرادًا. ويُقالُ: بينَ الْجُملتينِ في هذا الموضِعِ شِبْهُ كمالِ الانقطاعِ.
    الخامسُ: أنْ لا يُقصَدَ تشريكُ الجملتينِ في الحكْمِ لقيامِ مانعٍ، كقولِه تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}، فجملةُ (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) لا يِصِحُّ عطْفُها على (إِنَّا مَعَكُمْ)؛ لاقتضائِه أنَّهُ منْ مَقُولِهم؛ ولا على جملةِ: (قَالُوا)؛ لاقتضائِه أنَّ اسْتِهْزاءَ اللَّهِ بهم مقيَّدٌ بحالِ خُلُوِّهِم إلى شياطينِهم. ويُقالُ: بينَ الجملتينِ في هذا الموضِعِ تَوسُّطٌ بينَ الكمالَيْنِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39133
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    بحث البلاغة Empty رد: بحث البلاغة

    مُساهمة من طرف أحمد السبت يونيو 06, 2020 1:12 pm

    الإيجاز والإطناب والمساواة

    كلُّ ما يَجولُ في الصدْرِ من المعاني يُمكِنُ أنْ يُعبَّرَ عنهُ بثلاثِ طُرُقٍ:
    1- المساواةُ: وهيَ تَأديةُ المعنى المرادِ بعبارةٍ مساوِيةٍ له، بأنْ تكونَ على الحدِّ الذي جَرَى بهِ عُرْفُ أوساطِ الناسِ، وهم الذينَ لم يَرْتَقُوا إلى درجةِ البلاغةِ، ولم يَنْحَطُّوا إلى درجةِ الفَهاهةِ، نحوُ: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}.
    2- والإيجازُ: وهوَ تَأديةُ المعنى بعبارةٍ ناقصةٍ عنه معَ وفائِها بالغرَضِ، نحوُ: قِفَا نَبْكِ منْ ذِكرى حبيبٍ ومَنزلِ. فإذا لم تَفِ بالغَرَضِ سُمِّيَ إخلالًا، كقولِه:

    والعيشُ خيرٌ في ظِلا ..... لِ النُّوكِ ممَّنْ عاشَ كدَّا
    مرادُه أنَّ العيشَ الرَّغَدَ في ظِلالِ الحُمقِ خيرٌ من العَيْشِ الشاقِّ في ظلالِ العقْلِ.
    3- والإطنابُ: وهوَ تَأديةُ المعنى بعبارةٍ زائدةٍ عنه معَ الفائدةِ، نحوُ: {رَبِّ إِنَّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}، أيْ: كَبِرْتُ.
    فإذا لم تكنْ في الزيادةِ فائدةٌ سُمِّيَ تطويلًا إنْ كانت الزيادةُ غيرَ مُتعيَّنةٍ، وحشْوًا إنْ تَعيَّنتْ. فالتطويلُ نحوُ:
    وأَلْفَى قَوْلَها كَذِبًا ومَيْنًا
    والحشْوُ نحوُ: وأَعْلَمُ عِلْمَ اليومِ والأمسِ قبلَه.

    ومن دواعي الإيجازِ تسهيلُ الحفْظِ، وتقريبُ الفهْمِ، وضِيقُ الْمَقامِ، والإخفاءُ، وسآمةُ المحادَثَةِ.
    ومن دواعي الإطنابِ تثبيتُ المعنى، وتوضيحُ المرادِ، والتوكيدُ، ودفْعُ الإيهامِ.

    أقسامُ الإيجازِ
    الإيجازُ إمَّا أنْ يكونَ بتَضَمُّنِ العبارةِ القصيرةِ معانيَ كثيرةً، وهوَ مَرْكَزُ عنايةِ البُلغاءِ، وبهِ تَتفاوتُ أقدارُهم. ويُسَمَّى إيجازَ قِصَرٍ، نحوُ قولِه تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}.
    وإمَّا أنْ يكونَ بحذْفِ كلمةٍ أوْ جملةٍ أوْ أكثرَ، معَ قرينةٍ تُعَيِّنُ المحذوفَ، ويُسَمَّى: إيجازَ حذْفٍ.
    فحذْفُ الكلمةِ كحذْفِ (لا) في قولِ امرئِ القَيْسِ:

    فقلتُ: يَمينَ اللَّهِ أبْرَحُ قاعدًا ..... ولوْ قَطَّعوا رأسي لَدَيْكِ وأَوْصَالِي

    وحذْفُ الجملةِ كقولِه تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ}، أيْ: فتأسَّ واصْبِرْ.
    وحذْفُ الأكثَرِ، نحوُ قولِه تعالى: {فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ}، أيْ: أَرْسِلُوني إلى يُوسفَ لأستعْبِرَهُ الرؤْيَا، ففَعَلوا، فأتاهُ وقالَ لهُ: يا يوسفُ.

    أقسامُ الإطنابِ

    الإطنابُ يكونُ بأمورٍ كثيرةٍ:
    منها: ذكْرُ الخاصِّ بعدَ العامِّ، نحوَ: (اجْتَهِدُوا في دروسِكم واللغةِ العربيَّةِ)، وفائدتُه التنبيهُ على فضْلِ الخاصِّ، كأنَّهُ لرِفْعَتِه جِنْسٌ آخَرُ مغايِرٌ لما قَبْلَه.
    ومنها: ذكْرُ العامِّ بعدَ الخاصِّ، كقولِه تعالى: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}.
    ومنها: الإيضاحُ بعدَ الإبهامِ، نحوُ: {أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ}.
    ومنها: التَّوْشِيعُ، وهوَ أنْ يُؤْتَى في آخِرِ الكلامِ بمثُنًّى مُفَسَّرٍ باثنينِ، كقولِهِ:
    أُمْسِي وأُصْبِحُ مِنْ تَذْكارِكُمْ وَصِبًا يَرْثِي ليَ المشْفِقَانِ: الأهْلُ والوَلَدُ
    ومنها: التكريرُ لغَرَضٍ، كطُولِ الفَصْلِ في قولِه:

    وإنَّ امرأً دامَتْ مواثيقُ عهْدِه ..... على مِثْلِ هذا إنَّهُ لكريمُ
    وكزيادةِ الترغيبِ في العَفْوِ، في قولِه تعالى: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
    وكتأكيدِ الإنذارِ، في قولِه تعالى: {كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ}.
    ومنها: الاعتراضُ، وهوَ توسُّطُ لفظٍ بينَ أجزاءِ جملةٍ أوْ بينَ جملتينِ مرْتَبِطتينِ معنًى لغَرَضٍ، نحوُ:
    إنَّ الثمانينَ -وبُلِّغْتَهَا- ..... قدْ أَحْوَجَتْ سَمْعِي إلى تَرْجُمانِ
    ونحوَ قولِه تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ}.
    ومنها: الإيغالُ، وهوَ خَتْمُ الكلامِ بما يُفيدُ غَرَضًا يَتِمُّ المعنى بدونِه، كالمبالَغةِ في قولِ الْخَنساءِ:
    وإنَّ صَخْرًا لتَأَتَمُّ الْهُداةُ بهِ ..... كأنَّهُ عَلَمٌ في رَأْسِه نارُ
    ومنها: التذييلُ، وهوَ تعقيبُ الجملةِ بأخرى تَشتمِلُ على معناها تأكيدًا لها.

    وهوَ إمَّا أنْ يكونَ جاريًا مَجرَى الْمَثَلِ لاستقلالِ معناهُ، واستغنائِه عمَّا قَبْلَه، كقولِه تعالى: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.
    وإمَّا أنْ يكونَ غيرَ جارٍ مَجْرَى المثل لعَدَمِ استغنائِه عمَّا قَبْلَه، كقولِه تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ}.
    ومنها: الاحتراسُ، وهوَ أن يُؤْتَى في كلامٍ يُوهِمُ خلافَ المقصودِ بما يَدْفَعُه، نحوُ:
    فسَقَى ديارَكِ غيرَ مفسِدِها ..... صوْبُ الربيعِ ودِيمةٌ تَهْمِي
    ومنها: التكميلُ، وهوَ أنْ يُؤْتَى بفَضْلَةٍ تَزيدُ المعنى حُسْنًا، نحوُ: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}، أيْ: معَ حُبِّهِ. وذلكَ أبْلَغُ في الكرَمِ.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 4:27 pm