ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    من روائع وصايا الأمهات

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    من روائع وصايا الأمهات Empty من روائع وصايا الأمهات

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين أبريل 06, 2015 2:41 am

    من روائع وصايا الأمهات

    (الحلقة الأولى)
    (الوصايا من 1 إلى 5)

    الوصية الأولى
    وصية أم الإمام محمد بن المنكدر له في ترك المزاح
    قال شيخ الإسلام محمد بن المنكدر (رحمه الله): قالت لي أمي وأنا غلام:
    ((لا تمازح الغلمان؛ فتهونَ عليهم، أو يجترئوا عليك)).
    ["روضة العقلاء"].
    ♦ ♦ ♦

    الوصية الثانية
    وصية أم الإمام سفيان الثوري له
    عن وكيع بن الجراح، قال: قالت أم سفيان الثوري لسفيان:
    ((يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك من مغزلي .

    يا بني، إذا كتبت عشرة أحاديث (وفي رواية: عشرة أحرف) فانظر هل ترى في نفسك زيادة في مشيك وحلمك ووقارك؟ فإن لم تَرَ ذلك فاعلم أنه يضرك ولا ينفعك)). [ "تاريخ جرجان" للسهمي (ص449-450) الترجمة رَقْم (997)، و"صفة الصفوة"] .
    ♦ ♦ ♦

    الوصية الثالثة
    وصية أم الإمام مالك بن أنس له
    عن ابن أبي أويس قال: سمعت خالي مالك بن أنس يقول:
    كانت أمي تلبسني الثياب، وتعممني وأنا صبي، وتوجهني إلى ربيعةَ بن أبي عبد الرحمن، وتقول:
    ((يَا بُنَيَّ، ائْتِ مَجْلِسَ رَبِيعَةَ، فَتَعَلَّمْ مِنْ سَمْتِهِ وَأَدَبِهِ قَبْلَ أَنْ تَتَعَلَّمَ مِنْ حَدِيثِهِ وَفِقْهِهِ )).
    ["التمهيد لما في الموطإِ من المعاني والأسانيد" لابن عبد البر (ج2/ص5) ط/ دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان. ط2].
    ♦ ♦ ♦

    الوصية الرابعة
    وصية أعرابية ابنها
    قالت امرأة من العرب لابنها:
    ((يا بني، إذا رأيت المال مقبلاً فأنفق؛ فإن ذهابه فيما تريد خير من ذهابه فيما لا تريد )).
    ["التذكرة الحمدونية" (ج2/ص268) رقم (944) ط/ دار صادر - بيروت].

    وهو في "محاضرات الأدباء" للراغب، بلفظ:
    ((إذا رأيت المال مقبلاً فأنفق؛ فإنه يحتمل، وإذا رأيته مدبرًا فأنفق؛ فذهابه فيما تريد أجدى من ذهابه فيما لا تريد)).
    ♦ ♦ ♦

    الوصية الخامسة
    وصية أعرابية ابنها وقد أزمع السفر
    عن الأصمعي قال: سمعت أعرابية توصي ابنها وقد أراد سفرًا، فقالت له:
    ((يا بني، احفظ وصيتي، ومحِّض نصيحتى، وأنا أسال الله توفيقه لك؛ فإن قليل توفيقه لك أجدى عليك من كثير نصحي.

    يا بني، [أوصيك بتقوى الله].

    وإياك والنمائمَ؛ فإنها تزرع الضغائن، وتنبت الشحائن، وتفرق بين المحبين.

    يا بني، إياك والبخل بمالك، والجود بعرضك، والبذل لدينك. بل كن بمالك جوادًا، ولعرضك صائنًا، ولدينك موقيًا.

    يا بني، إذا هُززت فاهتز، وإذا هَززت فاهزز كريمًا؛ [فإنك تجد طيب مهزته]، ولا تهزز لئيمًا؛ فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها.

    يا بني، مَثِّلْ لنفسك ما تستحسنه من غيرك مثالاً، ثم اتخذه إمامًا. وانظر إلى ما كرهتَه لغيرك فاجْتَنِبْهُ وَدَعْهُ[1].

    واعلم يا بني، أن مَن جمع بين الحياء والسخاء؛ فقد استجاد الحلة إزارها ورداءها )). ثم أنشأت تقول:
    صاف الكرام وكن لعرضك صائنًا.

    واعلم بأن أخا الحفاظ أخوك.

    الناس ما استغنيت عنهم أنت أخوهم.

    فإذا افتقرت إليهم رفضوك!
    [رواه البيهقي هكذا في "الشعب" عن الأصمعي. ورواه أبو عليٍّ القالي في "الأمالي" (2/79) من طريق محمد بن قادم النحوي، قال: قال أبان بن تغلب: شهدت أعرابية... وذكره عمرو بن بحر في "البيان والتبيين" عن الأصمعي عن أبان بن تغلب[2]. وهو في "التذكرة الحمدونية" (3/337-338) عن أبان. وأورده ابن الجوزي في "صفة الصفوة" مختصرًا، عن أبي عبد الرحمن القرشي، عن رجل من بني ثعلب، وما بين المعقوفين له. وانظر "ربيع الأبرار ونصوص الأخيار" للزمخشري (5/299-300)].

    [1] يُروى أن نبي الله عيسى (صلى الله عليه وسلم) قيل له: مَن أدبك؟ فقال: ((ما أدبني أحد، ولكن رأيت جهل الجاهل فاجتنبته)) قال الإمام أبو حامد الغزالي: "ولقد صدق (على نبينا وعليه الصلاة والسلام). ومن بابة هذا ما رواه بسند واهٍ أبو طاهر السِّلَفي في "الطُّيُورِيَّات" (3/897) رقْم (828) ط/ أضواء السلف، عن إسحاقَ المَوْصِلِيِّ قال: قيل لابن المقفع: مَن أدَّبَك؟ قال: ((نفسي))، قيل: وكيف ذلك؟ قال: ((كنت إذا استحسنت أمرًا لغيري استحسنته لنفسي، وإذا استقبحته من غيري استقبحته لنفسي)). ونحوه في "تاريخ الإسلام"، و"السير" للذهبي (6/209).
    [2] في نشرة دار الكتب (3/221): ((الأصمعي عن أبان بن ثعلبة))!


    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/58416/#ixzz3WW61PE9T
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    من روائع وصايا الأمهات Empty رد: من روائع وصايا الأمهات

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين أبريل 06, 2015 2:41 am


    (الحلقة الثانية)
    (الوصايا من 6 إلى 10)

    الوصية السادسة
    وصية أم القاضي أبي خالد محمد بن عبد الرحمن بن هشام الأوقص[1] له
    عن محمد بن القاسم بن خلاَّد قال:
    كان الأوقص قصيرًا دميمًا قبيحًا، قال: فقالت لي أمي وكانت عاقلة: ((يا بني، إنك خُلِقْتَ خِلقة لا تصلح معها لمعاشرة الفتيان، فعليك بالدِّين؛ فإنه يُتِمُّ النقيصةَ، ويرفع الخسيسة)). قال: فنفعني الله بقولها، فتعلمت الفقه؛ فصرت قاضيًا.
    رواه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (1/141) رَقْم (120) ط/ دار ابن حزم.
    ♦ ♦ ♦

    وقد سلفت روايته له من طريق أبي إسحاقَ إبراهيم بن إسحاق الحربي، قال:
    كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عنقه داخلاً في بدنه، وكان منكباه خارجين كأنهما زُجَّان، فقالت له أمه: ((يا بني، لا تكونُ في قوم إلا كنتَ المضحوكَ منه المسخورَ به، فعليك بطلب العلم؛ فإنه يرفعك)).
    قال: فطلب العلم، فوُلِّي قضاءَ مكة عشرين سنة.
    قال: فكان الخصم إذا جلس بين يديه يُرْعَد حتى يقوم.
    قال: ومرَّت به امرأةٌ يومًا وهو يقول: (( اللهم! أعتق رقبتي من النار ))، فقالت له: يا ابنَ أخٍ، وأي رقبة لك؟!!
    ♦ ♦ ♦

    الوصية السابعة
    وصية أعرابية لابنها (1)
    عن العتبي قال:
    سمعت أعرابية توصي ابنًا لها، فقالت:
    ((عليك بحفظ السر، وإياك والنميمة؛ فإنها لا تترك مودة إلا أفسدتها، ولا ضغينة إلا أوقدتها)).
    ["روضة العقلاء" لابن حبان"].
    ♦ ♦ ♦

    الوصية الثامنة
    وصية أعرابية ابنها (2)
    قالت أعرابية لابنها: ((يا بني، إن سؤالك الناسَ ما في أيديهم أشدُّ من الافتقار إليهم، ومَنِ افتقرْتَ إليه هُنْتَ عليه، ولا تزال تُحفظ وتُكرم حتى تَسأل وتَرغب.
    فإذا أَلَحَّتْ عليك الحاجةُ، ولزمك سوءُ الحال، فاجعل سؤالك إلى مَن إليه حاجةُ السائل والمسئول؛ فإنه يعطي السائل، ويَكفي العائل)).
    ["العقد الفريد"[2]].
    ♦ ♦ ♦

    الوصية التاسعة
    وصية عابدة ولدها
    قال نوح: رأيت امرأة تأتي أبا عبد الله البراثي فتجلس تسمع كلامه ولا تكاد تتكلم، ولا تسأل عن شيء، فقلت لها ذات يوم: لا أراك – يرحمك الله – تتكلمين، ولا تسألين عن شيء! فقالت: ((قليل الكلام خير منكثيره إلا ما كان من ذكر الله - عز وجل -، والمنصت أفهم للموعظة، ولن ينصحك امرؤ لا ينصح نفسه، وجملة الأمر يا أخي: إن أردت الله بطاعةٍ، أرادك الله برحمةٍ، و إن سلكت سبيل المعرضين فلا تلم إلا نفسك إذا صرت غدًا في زمرة الخاسرين)).

    قال: ثم استبكت فقامت.

    وسمعتها تعظ ابنها يومًا وتقول:
    ((ويحك يا بني! احذر بطالات الليل والنهار، فتنقضي الأعمار وأنت غير ناظر لنفسك، ولا مستعد لسفرك.

    ويحك يا بني! ما من الجنة عِوض، ولا في ركوب المعاصي ثمن من حلول النار.

    ويحك يا بني! مَهِّد لنفسك قبل أن يحال بينك وبين ذلك، وجِدَّ قبل أن يجد الأمر بك، واحذر سطوات الدهر، وكيد الملعون عند هجوم الدنيا بالفتن، وتقبلها بالعبر، فعند ذلك يهتم التقي كيف ينجو من مصائبها)).

    ثم قالت:
    ((بؤسًا لك يا بني، إن عصيت الله وقد عرفته وعرفت إحسانه، وأطعت إبليس وقد عرفته وعرفت طغيانه)). ["صفة الصفوة" لابن الجوزى].
    ♦ ♦ ♦

    الوصية العاشرة
    وصية العالمة الزاهدة الثقة أم الصهباء معاذةَ بنت عبد الله العدوية([3]) لابنتها من الرضاعة
    عن زهير السلولي، عن رجل من بني عدي، عن امرأةٍ منهم([4]) أرضعتها معاذة ابنة عبد الله قالت: قالت لي معاذة:
    ((يا بنية، كوني من لقاء الله - عز وجل - على حذر ورجاء؛ فإني رأيت الراجي له محقوقًا بحسن الزلفى لديه يوم يلقاه، ورأيت الخائف له مؤملاً للأمان يوم يقوم الناس لرب العالمين))، ثم بكت حتى غلبها البكاء.
    ["صفة الصفوة"].

    [1] الأوقص: مائل العنق قصيرها.
    [2] وقد حصل سقط في هذا الموضع من نشرة دار الكتب العلمية (4/26)؛ فليستدرك من هنا.
    [3] ومعاذة هي زوج الزاهد الكبير أبي الصهباء صِلَةَ بنِ أَشْيَمَ العدويِّ. أنزل الله على جدثيهما شآبيب رحمته، وعمهما برضوانه.
    [4] أحسبها أم الأسود بنت زيد العدوية. والله أعلم


    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/58768/#ixzz3WW67Nr4K
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    من روائع وصايا الأمهات Empty رد: من روائع وصايا الأمهات

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين أبريل 06, 2015 2:41 am


    (الحلقة الثالثة)
    (الوصية الحادية عشرة)

    الوصية الحادية عشرة
    وصية أمامةَ بنتِ الحارث زوجِ عوفِ بن مُحَلِّم الشيبانيّ لابنتها أم إياس عند الزفاف

    وهي وصية تطرب السامع، وتشنف المسامع، ينبغي لكل أُمٍّ حصيفة لَبَّةٍ[1] رؤوم أن تتلوها على مسامع ابنتها عند الزفاف.

    فقد ذكروا أن الحارث بن عمرو ملك كِنْدَةَ لما بلغه جمالُ ابنة عوف بن مُحَلِّم الشيباني، وكمالُها، وقوةُ عقلها، دعا امرأة مِن كندة يُقال لها: عصام، ذات عقل ولسان، وأدب وبيان، وقال لها: اذهبي حتى تعلمي لي علم ابنة عوف.

    فمضت حتى انتهت إلى أمها، وهي أمامة بنت الحارث، فأعلمتها بما قَدمَتْ له.

    فأرسلت أمامة إلى ابنتها، وقالت: أي بنية! هذه خالتك، أتتك لتنظر إليك، فلا تستري عنها شيئًا إن أرادت النظر من وجه أو خلق، وناطقيها إن استنطقتك.

    فدخلت إليها، فنظرت إلى ما لم تر قط مثله!
    فخرجت مِن عندها وهى تقول: (( ترك الخِداع مَنْ كَشَفَ القناع ))، فأرسلتها مثلاً.

    ثم انطلقت إلى الحارث، فلما رآها مقبلة قال لها: ما وراءك يا عصام؟
    قالت: (( صَرَّح المَحْضُ عن الزَّبَد )) [2]. رأيت جبهة كالمرآة المصقولة، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل، إن أَرْسَلَتْه خِلْتَه[3] السلاسل؛ وإن مشطته قلتَ: عناقيد جَلاَها الوابل.

    وحاجبينِ[4] كأنما خُطَّا بقلم، أو سُوِّدا بِحُمَم[5].

    تقوسا علي مثل عين ظَبْيَةٍ عَبْهَرَة[6].

    بينهما أنف كحَدِّ السيف الصَّنيع[7]، حَفَّتْ به وَجْنَتَان كالأرجُوان[8]، في بياض كالْجُمَان[9].

    شُق فيه فم كالخاتم، لذيذة المبتسم، فيه ثنايا غر ذات أشَر[10].

    تَقَلَّب فيه لسان، ذو فصاحة وبيان، بعقل وافر، وجواب حاضر.

    تلتقي فيه شفتان حَمْروان، تجلبان ريقًا كالشهد إذا دلك.

    في رقبة بيضاء كالفضة، رُكبت في صدر كصدر تمثال دُمْية.

    وعَضُدان مُدْمَجَان،يتصل بهما ذراعان، ليس فيهما عظم يُمَسُّ، ولا عرق يُجَسُّ.

    رُكبت فيهما كفان دقيقان قصبهما لين عصبهما، تعقد إن شئتَ منهما الأنامل... [ثم ذكرت أوصافًا لا يجمل ذكرها فى مثل كتابنا هذا].

    فأرسل الملك إلى أبيها فخطبها، فزوجها إياه، وبعث بصداقها، فجهزت.

    فلما أراد أن يحملوها إلى زوجها، قالت لها أمها:
    (( أي بنية، إن الوصية لو تُرِكَتْ لفضلِ أدبٍ، تُرِكَتْ لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل.

    ولو أن امرأة استغنت عن الخروج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها؛كنتِ أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خُلِقْنَ، ولهن خُلِقَ الرجال.

    أي بنية، إنك فارقت الجو الذي منه خَرَجْتِ، وخَلَّفْتِ العُشَّ الذي فيه دَرَجْتِ، إلى وَكْر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيبًا ومليكًا.

    فكوني له أَمَةً يَكُنْ لكِ عبدًا وَشيكًا.

    يا بنية، احملي عنى خصالاً عَشْرًا، تكن لك ذخرًا وذكْرًا.

    • الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.

    • والتعهد لموقع عينه، والتفقد لموضع أنفه؛ فلا تقع عينُه منكِ على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
    والكحل أحسن الحسن الموجود، والماء أطيب الطيب المفقود.

    • والتعهد لوقت طعامه، والْهُدُوُّ عنه عند منامه؛ فإن حرارةَ الجوع ِ مَلْهَبة، وتنغيصَ النوم مبغضة.

    • والاحتفاظ ببيته وماله، والإرعاء على نفسه وِحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسنُ التقدير، وفي العيال والحَشَم حسن التدبير.

    • ولا تفشي له سرًّا، ولا تعصي له أمرًا؛ فإنك إن أفشيتِ سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أَوْغَرْتِ صدره.

    ثم اتقي مع ذلك الفرح إن كان تَرِحًا[11]، والاكتئاب عنده إن كان فرحًا؛ فإن الخصلة الأولي من التَقصير، والثانية مِن التكدير.

    وكوني أشدَّ ما تكونين له إعظامًا؛ يكن أشدَّ ما يكون إكرامًا.

    وأشد ما تكونين له موافقة؛ يكن أطولَ ما تكونين له مرافقة.

    واعلمي أنك لا تَصِلِين إلى ما تُحبين حتى تُؤْثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببتِ وكرهت، والله يَخير لك )).

    فَحُمِلَتْ فَسُلِّمَتْ إليه، فَعَظُم مَوْقِعُهَا منه، وولدتَ له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن.

    • [ هكذا ساقها في "مجمع الأمثال" الميدانيُّ. وقابل بما في "العِقد الفريد"] [ (7/77-78)، و(7/103-104/ تحقيق العريان) = (7/89-90)، (7/119-120) ط/ دار الكتب العلمية ]، و"التذكرة الحمدونية" (3/343-344/ رقم 1008) ].

    [1] أُمٌّ لَبَّةٌ: أي مُحِبَّةٌ عاطفةٌ.
    [2] تعنى بالزبد: رغوة اللبن، وبالصريح: اللبن الذي تحته المحض، وهذا مثل يُضرب للصدق يحصل بعد الخبر المظنون." لسان العرب".
    [3] أي: ظننْتَه وحسبتَه.
    [4] أي: ورأيت حاجبين.
    [5] الحُمَمُ: الفَحْمُ.
    [6] أي ممتلئة الجسم.
    [7] سيف صَنيع: أي:مَجْلُوٌّ.
    [8] الأرجوان: شجر له نورٌ أحمرُ أحسن ما يكون، وكل لون يشبهه فهو أرجوان.
    [9] واحدته جُمَانة، وهي: حبة تُعْمَل من الفضة كالدُّرَّة.
    [10] تأشير الأسنان: تحزيزها وتحديد أطرافها، يقال: أَشَرت المرأة أسنانها تَأْشِرُهَا أَشْرًا. والتأشير ضربان: خلقة، وتصنعًا، والأخير منهي عنه شرعًا، والله أعلم.
    [11] التَّرَح: نقيض الفرح.


    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/59469/#ixzz3WW6CjbSb
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    من روائع وصايا الأمهات Empty رد: من روائع وصايا الأمهات

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين أبريل 06, 2015 2:42 am

    من روائع وصايا الأمهات (4)

    (الوصايا من 12 إلى 15)
    الوصية الثانية عشرة

    الوصية الثانية عشرة
    ما يروى من وصية الخنساء - رضي الله عنها - أبناءها ليلة القادسية

    ذكر الزبير بن بكار، عن محمد بن الحسن المخزومي[1]، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي وَجْزَةَ، عن أبيه، قال:

    حضرت الخنساء[2] حرب القادسية، ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل:
    ((يا بَني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وواللهِ الذي لا إله إلا هو، إنكم لبَنُو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خُنْتُ أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هَجَّنْتُ حسبكم، ولا غَبَّرْتُ[3] نَسَبَكم.

    وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين.

    واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].

    فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين، فاغْدُوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمَّرَتْ عن ساقها، واضطرمت لظًى على سياقها، وجللت نارًا على أرواقها، فتيمموا وَطِيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها؛ تظفروا بالغُنم والكرامة، في دار الخلد والمُقامة)).

    فخرج بنوها قابلين لنصحها، عازمين على قولها، فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم، وأنشأ أولهم يقول:
    يا إخوتي إن العجوز الناصحه
    قد نَصَحَتْنا إذ دَعَتْنا البارحه
    مقالة ذات بيان واضحه
    فباكروا الحرب الضروس الكالحه
    وإنما تَلْقَوْن عند الصائحه
    من آل ساسان الكلابَ النابحه
    قد أيقنوا منكم بوقع الجائحة
    وأنتم بين حياة صالحه
    أو ميتة تورث غُنما رابحه

    وتقدم فقاتل حتى قُتل - رحمه الله.

    ثم حمل الثاني وهو يقول:
    إن العجوز ذات حَزْم وجَلَد
    والنظرِ الأوفقِ والرأيِ السَّدَد
    قد أمرتنا بالسَّدَاد والرَّشَد
    نصيحة منها وبرًّا بالولد
    فباكروا الحرب حماة في العدد
    إما لفوز بارد على الكبد
    أو ميتة تورثكم عز الأبد
    في جنة الفردوس والعيش الرغَد

    فقاتل حتى استشهد - رحمه الله.

    ثم حمل الثالث وهو يقول:
    والله لا نعصي العجوز حرفا
    قد أمرتنا حَدَبًا وعطفا
    نصحًا وبرًّا صادقًا ولطفا
    فبادروا الحرب الضروس زحفا
    حتى تَلُفُّوا آل كسرى لَفّا
    أو تكشفوهم عن حِماكم كشفا
    إنا نرى التقصير منكم ضعفا
    والقتل فيكم نجدة وزلفى[4]

    فقاتل حتى استشهد - رحمه الله.

    ثم حمل الرابع وهو يقول:
    لست لخنساءٍ ولا للأخرم
    ولا لعمرٍو ذي السناء[5] الأقدم
    إن لم أَرِدْ في الجيش جيشِ الأعجم
    ماضٍ على الهول خِضم خضرم
    إما لفوز عاجل ومغنم
    أو لوفاة في السبيل الأكرم

    فقاتل حتى قتل. رضي الله عنه وعن إخوته.

    فبلغها الخبر فقالت:
    ((الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته[6])).

    وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة، لكل واحد مائتيْ درهم، حتى قُبض - رضى الله عنه.

    ["الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لأبي عمر ابن عبد البر (4/1827-1829)، الترجمة رقم (3317)، و"سنن الصالحين" لأبي الوليد الباجي (ص240-242)، و"أسد الغابة في معرفة الصحابة" لابن الأثير عز الدين (6/93) ط/ دار الفكر - بيروت، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (4/381) ط/ مكتبة مصر].
    ♦♦♦

    من وصايا عائشة بنت أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري النيسابوري ابنتها

    أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال:
    كانت عائشة بنت أبي عثمان [7]من أزهد أولاد أبي عثمان وأورعهم وأحسنهم حالاً ووقتًا، وكانت مجابة الدعوة. سمعت ابنتها أم أحمد بنت عائشة تقول: قالت لي أمي:
    ((لا تفرحي بفان، ولا تجزعي من ذاهب، وافرحي بالله - عز وجل -، واجزعي من سقوطك من عين الله - عز وجل -)).
    ♦♦♦

    قال: وسمعتها تقول: قالت لي أمي:
    ((الزمي الأدب ظاهرًا وباطنًا، فما أساء أحد الأدب في الظاهر إلا عوقب ظاهرًا، ولا أساء أحد الأدب باطنًا إلا عُوقب باطنًا)).
    ♦♦♦

    وقالت عائشة:
    ((مَنِ استوحش من وحدته فذاك لقلة أنسه بربه)).

    وقالت:
    ((من تهاون بالعبد فهو من قلة معرفته بالسيد؛ فمن أحب الصانع أحب صنعته)).
    ["صفة الصفوة"].

    [1] قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في محمد هذا: ((هو المعروف بابن زبالة، أحد المتروكين)).
    ذلك، وقد روى الطبري في "تاريخه" - في حوادث سنة أربعَ عشرةَ - بسند واه نحو هذه القصة، لامرأة من النَّخَع.
    فكلتا الروايتين - كما ترى - لا تقوم على ساق.
    [2] اسمها تماضر بنت عمرو بن الشَّرِيد السلمية، وهي أشعر شواعر الجاهلية والإسلام باتفاق.
    [3] ضبطت في بعض الأصول: ((ولا غيرت))، بالياء المثناة من تحت.
    [4] في بعض المراجع: ((وعُرفا)).
    [5] في "الإصابة" ((ذي السعاء))، ووقع في "السنن": ((ذي النَّساء)).
    [6] في هذا القول نظر؛ فمستقر رحمة الله ذات الله، إذ الرحمة صفة، مستقرها الموصوف - عز وعلا.
    وقد قال البخاري في "الأدب المفرد": باب مَن كره أن يقال: "اللهم اجعلني في مستقر رحمتك"، ثم قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثني أبو الحارث الكرماني، قال: سمعت رجلًا قال لأبي رجاء: ((أقرأ عليك السلام، وأسأل الله أن يجمع بيني وبينك في مستقر رحمته)). قال: ((وهل يستطيع أحد ذلك؟!)). قال: ((فما مستقر رحمته؟)). قال: ((الجنة)). قال: ((لم تُصِبْ)). قال: ((فما مستقر رحمته؟)). قال: قلت: ((رب العالمين)). وإسناد ذا الخبر صحيح.
    قال الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في "صحيح الأدب المفرد" حاشية (ص286-287): ((أبو رجاء اسمه مِلْحان بن عمران العُطَاردي، وهو ثقة مخضرم، قال الذهبي في "الكاشف": ((أسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو عالم عامل نبيل، مقرئ معمَّر)).
    قال الشيخ: ((وهذا الأثر عنه يدل على فضله وعلمه، ودقة ملاحظته؛ فإن الجنة لا يمكن أن تكون مستقر رحمته - تعالى-؛ لأنها صفة من صفاته، بخلاف الجنة؛ فإنها خلق من خلق الله، وإن كان استقرار المؤمنين فيها إنما هو برحمته - تعالى -، كما في قوله - عز وجل -: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [آل عمران: 107]، يعني: الجنة)). وانظر "فضل الله الصمد" للجيلاني (2/236-237).
    [7] توفيت - رحمها الله - سنة ست وأربعين وثلاث مئة.


    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/61567/#ixzz3WW6JIYEp

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 3:11 pm