ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    العربية لم تندحر، ولن تندحر أمام العولمة

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    العربية لم تندحر، ولن تندحر أمام العولمة Empty العربية لم تندحر، ولن تندحر أمام العولمة

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء يناير 21, 2015 11:16 pm

    العربية لم تندحر، ولن تندحر أمام العولمة

    على الرغم ممَّا سبق، فإنَّ اللغة العربية لم تندحر أمام العولمة، وإن تقهقرت فلن تموت، وأسأل الله تعالى أن تكون استراحة محارب، أو هدوء ما قبل العاصفة، ومع ذلك فمن العلماء مَنْ يرى أنَّها تحتل الآن - العقد الأول من القرن الحادي والعشرين - الموقع الثالث بين لغات العالم من حيث عدد الدول التي تُقرُّها لغة رسمية، والسادس من حيث عدد المتكلمين بها، والثامن من حيث متغير الدخل القومي في العامل الاقتصادي، وهي متأرجحة من حيث المنزلة في العوامل الأربعة الأخرى: (الثقافي، اللساني، الاقتصادي، العسكري)، ففي جانب النشر الإجمالي من العامل الثقافي، تحتل عالميًّا الرتبة 22، و42 في النشر العلمي خاصة، وهي إحدى اللغات الست الرسمية في أكبر محفل دولي "منظمة الأمم المتحدة"، وتهيمن على جزء من الإعلام العربي، ولها حضور في النظام التعليمي، كما أنَّها الثامنة من بين هذه اللغات الإحدى عشرة، التي تكاد تقتسم المعمورة فيما بينها، وتحتفظ كل منها لنفسها بقاعدة جغرافية راسخة: (الماندرين في آسيا الوسطى، الإسبانية والبرتغالية في أمريكا الجنوبية، الإنجليزية في أمريكا الشمالية، العربية في شمال إفريقيا والشرق الأدنى، الهندية والبنغالية في أغلب القارة الهندية، الروسية في أوروبا الشرقية)، كما أنَّها من بين اللغات الست التي يعرف الناطقون بها تزايدًا ديموغرافيًّا أكثر من غيرها، وهي حسب الترتيب: (الإسبانية، والبرتغالية، والعربية، والهندية، والسواحلية، والماليزية)[1]، وأنها تدرس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية والآسيوية المحاذية للوطن العربي (تشاد، مالي، السنغال، إريتريا... إيران، تركيا...).

    وفي الوقت الذي يتقهقر فيه تعليم العربية في موطنها، تَفتح لها بلدان أخرى أجنبية مدارسَها وبرامجها، فلقد زاد عدد الطلاب الأجانب الذين يقبلون على دراستها أضعافًا مضاعفةً في السنوات الأخيرة، وازداد اهتمام الأجانب بتدريسها، حتى برمجوها في المراحل الإعدادية والثانوية كما فعلت فرنسا، وكما تفعل بلجيكا هذه الأيام، حيث تبحث بجدية في إمكانية برمجتها في المرحلة الثانوية أيضًا، وذلك إلى جانب الإنكليزية، والفرنسية، والألمانية، التي تدرس فيها في المرحلتين الإعدادية والثانوية، ويزداد اهتمام الغربيين باللغة العربية لأسباب كثيرة؛ منها: تقرير مجلة Science الذي أشار إلى أن العربية ستحتل بحلول سنة 2050 م المرتبة الثالثة بين لغات البشر، بعد الصينية والهندية، وقبل الإنكليزية والإسبانية، والمقبلون على دراسة العربية في الغرب اليوم ليسوا فقط من طلاب العربية التقليديين - مثل: المستشرقين، والمستعربين، والمترجمين - بل اتسع نطاق الاهتمام بها ليشمل جميع شرائح المجتمع؛ مثل: المحامين، والأطباء، والقضاة، والمهندسين، والتجار، والسماسرة، والصحفيين، والباعة، وربات المنازل، والفنانين، والموسيقيين، والدَّاخلين في الإسلام... إلخ، ولقد كشفت الجامعات والمعاهد الإيطالية عن ارتفاع نسبة إقبال الإيطاليين على تعلم اللغة العربية، وذلك بُغْية استكشاف العالَمَيْن العربي والإسلامي، في ظروف افتقدت فيها وسائل الإعلام الغربية الموضوعية في التعامل مع القضايا الإسلامية، كما أفاد باحثون إيطاليون.

    وكشف المعهد الإيطالي للدراسات الشرقية أنَّ عدد طلاب اللغة العربية منذ عام 2001م ارتفع إلى 250 %، ودراسة اللغة تبدو الخطوة الأولى لاستكشاف عالم مجهول للكثيرين، والجميع في العالم يتحدثون عنه، ولا يعرف عنه إلا القلة، وأكد الدكتور علاء الجبالي - مدير برنامج تعليم اللغة العربية بجامعة ميريلاند - زيادة عدد الأمريكيين الذين يدرسون اللغة العربية، من خمسة آلاف قبل هجمات سبتمبر إلى 12 ألفًا هذا العام (2008م)، أمَّا الدكتور شكري عابد - مدير برنامج تعليم اللغات في معهد الشرق الأوسط في واشنطن - فيرى أنَّ الإقبال المتزايد في أمريكا على تعلم اللغة العربية يعود إلى أكثر من سبب: "هناك من يدرُسون اللغة العربية؛ لأنهم مهنيُّون ومتخصِّصون وخُبراء يعملون في إدارات حكومية تتعامل مع الدول العربية، ومنهم دبلوماسيون، ومنهم عسكريون، وخبراء في مجالات عديدة؛ مثل العاملين في شركات النفط الأمريكية العاملة في العالم العربي، وهناك طلاّب أمريكيون مسلِمون منحدرون من أصول غير عربية، يقبلون على دراسة اللغة العربية لتعميق فهمهم للقرآن والعلوم الإسلامية، كما أن هناك طلابًا جامعيين تتعلّـق دراساتهم الأكاديمية بالعالمين العربي والإسلامي، ويحتاجون إلى دراسة اللغة العربية لأغراض البحث العلمي والأكاديمي، أمَّا النوع الرابع من دارِسي اللغة العربية في الولايات المتحدة، فهم طلاب من أصول عربية، يرغَـبون في العودة إلى جذورهم، والتعرف على ثقافتهم الأصلية، وهناك ثلاث وزارات أمريكية مهتمّة باللغة العربية، ولم يَعُد الاهتمام بتعليم اللغة العربية أمرًا يخُص مراكز الشرق الأوسط وأقسام اللغات بالجامعات الأمريكية فحسب؛ وإنَّما أصبح ضرورة من ضروريات الأمن القومي الأمريكي، حيث يقوم مكتب مخابرات الأمن القومي الأمريكي بالتنسيق بين جهود ثلاث وزارات أمريكية؛ هي: الخارجية، والدفاع، والتعليم؛ للدّفع باتِّجاه تعزيز تعليم اللغة العربية في نِطاق ما يُسمى المبادرة اللغوية للأمن القومي، التي تستهدف زيادة عدد الأمريكيين الذين يتعلّمون لغات أجنبية بالغة الأهمية بالنسبة للأمن القومي الأمريكي، وعلى رأسها اللغة العربية، واللغة الفارسية، وعدد من اللغات الأخرى المستخدمة في العالم الإسلامي، من خلال توسيع برامج تعليم العربية وغيرها، من مرحلة الحضانة وحتى الجامعة، وتشجيع العاملين في الحكومة على الانخراط في برامج لتعليم اللغة العربية، وقد خصَّصت وزارة التعليم الأمريكية دعمًا ماليًّا سخيًّا لتدريس اللغات الأجنبية المهمة، وعلى رأسها اللغة العربية، وقدَّمت الخارجية الأمريكية مِنحًا للرّاغبين في تعلّم اللغة العربية في مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان، وتونس، وزاد عدد الطلاب الأمريكيين الذين سافروا لدراسة اللغة العربية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة هذا العام على خمسمائة طالب، وكذلك تُيَسِّر الخارجية الأمريكية استضافة معلِّمين من الدُّول العربية لمدة عام دِراسي كامل لتدريس اللغة العربية للطلاب الأمريكيين، وفي سياق آخر بدأت بعض المجامع اللغوية العربية بإنجاز مشروعاتها في إطار "حوسبة الذخيرة اللغوية العربية"؛ مثل: المجمع الجزائري للغة العربية؛ بهدف "حيازة أهم نتاج اللغة العربية من أدب وعلوم على وسائط حاسوبية؛ لتوفير بنك معطيات نصية عربية محوسَب، يمكن نشره عبر شبكة الإنترنت، ومن خلال وسائل رقمية؛ ليتسنى لأي مستخدم الاطلاع عليه بكلّ يسر"[2].‏

    وقد أنجز خبراء المعلوماتية في سورية المعجم الحاسوبي ضمن قاعدة معطيات data base وعلى القوانين الصرفية والنحوية لقواعد الاشتقاق، ولقد توفَّرت بين أيدي المتعلم العربي والعلماء أقراص وغيرها تستعمل مع الحاسوب، تشتمل على العلم الكثير في شتى العلوم العربية والإسلامية، فهناك مكتبات تضم آلاف الكتب؛ كالمكتبة الألفية لدار التراث للحاسب، ومكتبة الحضارة، والموسوعة الفقهية، والموسوعة الذهبية، والمكتبة الشاملة، بل بعضها أصبح يضم أكثر من مليون كتاب؛ كالمكتبة المليونية، فهذه الأعمال - وغيرها الكثير - تخدم العالِم والمتعلم في شتى ميادين العلوم العربية والإسلامية، وكذلك تخدم تاريخ اللغة العربية، وحاضرها، ومستقبلها، فحوسبة علوم العربية لا خلاف حول أهميته وحاجة العربية وأبنائها ومدرِّسيها إليه، ولا يزال الطريق طويلاً، والمضمار بكرًا؛ لذلك أهيب بالشركات المتخصصة، والعلماء في هذا المجال، أن تتضافر جهودهم، وخاصة أن كثيرًا من التجارِب والأبحاث والدراسات أثبتت - كما مرَّ بنا - أنَّ اللغة العربية لغة متميزة قادرة على التعامل مع الحاسب الآلي بيسر وسهولة؛ فهي من أهم لغات المستقبل، كما أثبتت التجارِب العلمية لعلماء الغرب والعرب.

    [1] الظاهرة اللغوية: الأصل والتطور والمستقبل؛ المركز الثقافي الإعلامي بـ "أبو ظبي" 2005م، (ص 43).
    [2] زمولي، موسى، التجارب الراهنة حول حوسبة النصوص التي تعتمد اللغة العربية، مجلة (اللغة العربية)، الجزائر، العدد 7، (ص274).


    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/81575/#ixzz3PWogKO9Q

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 10:36 am