ما حدث للحطيئة بعد هجائه الزبرقان بن بدر بذلك البيت الشهير:
دع المكارمَ لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعُم الكاسي
شكا الزبرقان بن بدر الحطيئة للخليفة عمر بن الخطاب فأحضرهما معاً واستمع إلى الزبرقان وهو يردد ذلك البيت.
فقال عمر: ولكن أين الهجاء في هذا البيت.. إنني لا أسمع هجاءً بل هو عتاب.
قال الزبرقان: أكل مروءاتي هي أن آكل وألبس؟ إنني إذن نكرة لا قيمة لي بين الناس، ولا دور لي في خدمة الدين.
قال عمر مخاطباً أحد مساعديه: عليَّ بحسان بن ثابت.. فهو شاعر وأكثر دراية وفهماً بالشعر وأغراضه.. ولما جاء حسان، وعرض عليه الخليفة عمر بيت الحطيئة سأله:
- هل هذا هجاء؟
- قال حسان: بل هو أكثر من الهجاء.. لقد سلح عليه.
أي سبه وشتمه وأقذع في ذلك.
ولم يكتف عمر بحسان، بل أحضر شاعراً آخر هو لبيد، فأكد أن ذلك البيت الذي قاله الحطيئة هو أشد أنواع الهجاء.. فعاقب الخليفة عمر بن الخطاب الحطيئة بوضعه في بئر..
أمام هذا العقاب الذي لم يتوقعه الحطيئة.. عاد إلى شاعريته الحقيقية الصادقة.. ونظم أبياتاً قليلة حملت قضيته وجعلت الخليفة العادل الملقب بالفاروق يرقّ له ويعفو عنه.. الأبيات هي:
ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ
زغب الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمةٍ
فاغفِرْ عليك سلامُ اللهِ يا عمرُ
أنت الإمام الذي من بعد صاحبهِ
ألقى إليك مقاليد النهى البشرُ
لم يؤثروك بها إذ قدموك لها
لكن لأنفسهم كانت بكَ الأُثرُ
فامنن على صبيةٍ بالرمل مسكنُهم
بين الأباطحِ تغشاهم بها القرَرُ
أهلي فداؤك كم بيني وبينهم
من عرض داويةٍ تعمى بها الخبرُ
هذه الأبيات القليلة كان لها تأثير كبير على الخليفة عمر.. وقيل إنه لم يكد يسمع الحطيئة يذكر أولاده الصغار الذين أصبحوا بعد إلقائه في ذلك البئر دون عائل ودون طعام أو شراب حتى سالت دموع عينيه، وشعر بالأسى على أنه قام بسجن الحطيئة والتسبب في أذى أطفاله.
فاخرجه عمر رضي الله عنه وقال له اياك إياك وهجاء الناس يا حطيئة.
دع المكارمَ لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعُم الكاسي
شكا الزبرقان بن بدر الحطيئة للخليفة عمر بن الخطاب فأحضرهما معاً واستمع إلى الزبرقان وهو يردد ذلك البيت.
فقال عمر: ولكن أين الهجاء في هذا البيت.. إنني لا أسمع هجاءً بل هو عتاب.
قال الزبرقان: أكل مروءاتي هي أن آكل وألبس؟ إنني إذن نكرة لا قيمة لي بين الناس، ولا دور لي في خدمة الدين.
قال عمر مخاطباً أحد مساعديه: عليَّ بحسان بن ثابت.. فهو شاعر وأكثر دراية وفهماً بالشعر وأغراضه.. ولما جاء حسان، وعرض عليه الخليفة عمر بيت الحطيئة سأله:
- هل هذا هجاء؟
- قال حسان: بل هو أكثر من الهجاء.. لقد سلح عليه.
أي سبه وشتمه وأقذع في ذلك.
ولم يكتف عمر بحسان، بل أحضر شاعراً آخر هو لبيد، فأكد أن ذلك البيت الذي قاله الحطيئة هو أشد أنواع الهجاء.. فعاقب الخليفة عمر بن الخطاب الحطيئة بوضعه في بئر..
أمام هذا العقاب الذي لم يتوقعه الحطيئة.. عاد إلى شاعريته الحقيقية الصادقة.. ونظم أبياتاً قليلة حملت قضيته وجعلت الخليفة العادل الملقب بالفاروق يرقّ له ويعفو عنه.. الأبيات هي:
ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ
زغب الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمةٍ
فاغفِرْ عليك سلامُ اللهِ يا عمرُ
أنت الإمام الذي من بعد صاحبهِ
ألقى إليك مقاليد النهى البشرُ
لم يؤثروك بها إذ قدموك لها
لكن لأنفسهم كانت بكَ الأُثرُ
فامنن على صبيةٍ بالرمل مسكنُهم
بين الأباطحِ تغشاهم بها القرَرُ
أهلي فداؤك كم بيني وبينهم
من عرض داويةٍ تعمى بها الخبرُ
هذه الأبيات القليلة كان لها تأثير كبير على الخليفة عمر.. وقيل إنه لم يكد يسمع الحطيئة يذكر أولاده الصغار الذين أصبحوا بعد إلقائه في ذلك البئر دون عائل ودون طعام أو شراب حتى سالت دموع عينيه، وشعر بالأسى على أنه قام بسجن الحطيئة والتسبب في أذى أطفاله.
فاخرجه عمر رضي الله عنه وقال له اياك إياك وهجاء الناس يا حطيئة.