ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم  Empty حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:45 pm

    حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم :

    حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، ثنا جميع بن عمر العجلي ، قال : حدثني رجل بمكة ، عن ابن أبي هالة التميمي ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب ، قال : سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا عن حلية النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به . فقال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخما مفخما ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ، أطول من المربوع ، وأقصر من المشذب ، عظيم الهامة ، رجل الشعر ، إن انفرقت عقيصته فرق ، وإلا فلا ، يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره ، أزهر اللون ، واسع الجبين ، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن ، بينهما عرق يدره الغضب ، أقنى العرنين ، له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله أشم ، كث اللحية ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب ، مفلج الأسنان ، دقيق المسربة ، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة ، معتدل الخلق ، بادن متماسك ، سواء البطن والصدر ، عريض الصدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ضخم الكراديس ، أنور المتجرد ، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك ، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر ، طويل الزندين ، رحب الراحة ، سبط القصب ، شثن الكفين والقدمين ، سائل الأطراف ، خمصان الأخمصين ، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء ، إذا زال زال قلعا ، يخطو تكفيا ، ويمشي هونا ، ذريع المشية ، إذا مشى كأنما ينحط من صبب ، وإذا التفت التفت جميعا ، خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جل نظره الملاحظة ، يسبق أصحابه ، يبدر من لقيه بالسلام . قلت : صف لي منطقه ، قال : " كان رسول الله متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ، ليست له راحة ، لا يتكلم في غير حاجة ، طويل السكت ، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ، ويتكلم بجوامع الكلم ، فصل ، لا فضول ولا تقصير ، دمث ، ليس بالجافي ولا المهين ، يعظم النعمة وإن دقت ، لا يذم منها شيئا ، لا يذم ذواقا ولا يمدحه ، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها ، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ، لا لغضب لنفسه ولا ينتصر لها ، إذا أشار أشار بكفه كلها ، وإذا تعجب قلبها ، وإذا تحدث اتصل بها فيضرب بباطن راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى ، وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ، ويفتر عن مثل حب الغمام " .

    قال : فكتمتها الحسين زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته عنه ، ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله ، فلم يدع منه شيئا .

    قال الحسين : سألت أبي عن دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك ، وكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزء لله ، وجزء لنفسه ، وجزء لأهله ، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس ، فيرد ذلك على العامة بالخاصة ، ولا يدخر عنهم شيئا ، وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم فيما أصلحهم والأمة عن شيء سألهم عنه وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ، ويقول : " ليبلغ الشاهد الغائب ، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته ، وإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ، ثبت الله قدميه يوم القيامة " لا يذكر عنده إلا ذلك ، ولا يقبل من أحد غيره ، يدخلون عليه روادا ولا يفترقون إلا عن ذواق ، ويخرجون من عنده أدلة " .

    قال : فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه ؟ فقال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخزن لسانه إلا مما يعينهم ويؤلفهم ، ولا يفرقهم ، ولا ينفرهم ، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ، يتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عما في الناس ، ويحسن الحسن ويقويه ، ويقبح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا ، لكل حال عنده عتاد ، لا يقصر عن الحق ولا يجوزه ، الذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة " .

    قال : فسألته عن مجلسه .

    قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله ، ولا يوطن الأماكن ، وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك ، ويعطي كل جلسائه بنصيبه ، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه ، من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ، ومن سأله حاجة لم يرد إلا بها أو بميسور من القول ، قد وسع الناس منه بسطته وخلقه ، فصار لهم أبا ، وصاروا في الحق عنده سواء ، مجلسه مجلس حلم ، وحياء ، وصبر ، وأمانة ، لا ترفع فيه الأصوات ، ولا تؤبن فيه الحرم ، ولا تنثى فلتاته ، متفاضلين ، متعادلين فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب " .

    قلت : كيف كانت سيرته في جلسائه ؟

    قال : " كان رسول الله دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولا صخاب ، ولا فحاش ، ولا غياب ، ولا مداح ، متغافل عما لا يشتهي ، ولا يوئس منه ، ولا يخيب فيه ، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، والإكثار ، ومما لا يعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعيره ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه ، وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير ، وإذا سكت تكلموا ، ولا يتنازعون عنده ، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أوليتهم ، يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ، حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم ، ويقول : " إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرشدوه " ، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام " . قلت : كيف كان سكوته ؟ قال : " كان سكوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أربع : على الحلم ، والحذر ، والتقدير ، والتفكر ، فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس ، وأما تفكره أو قال : تذكره ففيما يبقى ويفنى ، وجمع له الحلم في الصبر ، وكان لا يغضبه ولا يستفزه شيء . جمع له الحذر في أربع : أخذه بالحسنى ؛ ليقتدوا به ، وتركه القبيح ؛ ليتناهوا عنه ، واجتهاده الرأي فيما يصلح أمته ، والقيام فيما جمع لهم من أمر الدنيا والآخرة " .

    من كتاب المعجم الكبير للطبراني.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم  Empty رد: حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:46 pm

    تفسير حديث هند بن أبي هالة عن أبي عبيد القاسم بن سلام

    - حدثنا علي بن عبد العزيز قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول : قوله " فخما مفخما " الفخامة في الوجه نبله وامتلاؤه مع الجمال والبهاء ، والمربوع : الذي بين الطويل والقصير ، المشذب : المفرط في الطول وكذلك في كل شيء ، قال جرير :


    ألوى بها شذب العروق مشذب فكأنما وكنت على طربال


    وقوله : " رجل الشعر " الرجل : الذي ليس بالسبط الذي لا تكسر فيه ، القطط : الشديد الجعودة ، يقول : فهو جعد بين هذين . والعقيصة : الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور ، ومنه قول عمر : " من لبد ، أو عقص ، أو ضفر ، فعليه الحلق " . وقوله : " أزج الحواجب ، سوابغ " : الزجج في الحواجب أن يكون فيها تقوس مع طول في أطرافها ، وهو السبوغ فيها ، قال جميل بن معمر :


    إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا


    وقوله : " في غير قرن " ، والقرن : التقاء الحاجبين حتى يتصلا ، يقول : فليس هو كذلك ، ولكن بينهما فرجة ، يقال للرجل إذا كان كذلك : أبلج ، وذكر الأصمعي أن العرب تستحسن هذا . وقوله : " بينهما عرق يدره الغضب " يقول : إذا غضب در العرق الذي بين الحاجبين ، ودروره غلظه ونتوؤه وامتلاؤه .

    [ ص: 251 ] وقوله : " أقنى العرنين " ، يعني : الأنف ، والقنا أن يكون فيه دقة مع ارتفاع في قصبته ، يقول منه : رجل أقنى ، وامرأة قنواء ، والأشم : أن يكون الأنف دقيقا لا قنا فيه . وقوله : " كث اللحية " الكثوثة : أن تكون اللحية غير دقيقة ولا طويلة ، ولكن فيها كثافة من غير عظم ولا طول . وقوله : " ضليع الفم " ، أحسبه يعني حلة في الشفتين . وقوله : " أشنب " ، الأشنب : الذي يكون في أسنانه رقة وتحدد ، ويقال منه : رجل أشنب ، وامرأة شنباء ، ومنه قول ذي الرمة :


    لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثاث وفي أنيابها شنب


    " والمفلج " : هو الذي في أسنانه تفرق . " والمسربة " : الشعر الذي بين اللبة والسرة ، شعر يجري كالخط ، قال الشاعر الأعشى :


    الآن لما ابيضت مسربتي وعضضت من نابي على جذم


    وقوله : " جيد دمية " ، الجيد : العنق ، والدمية : الصورة . وقوله : " ضخم الكراديس " ، اختلف الناس في الكراديس ، فقال بعضهم : هي العظام ، ومعناه أنه عظيم الألواح ، وبعضهم يجعل الكراديس رءوس العظام ، والكراديس في غير هذا : الكتائب في الحروب . " والزندان " : هما العظمان اللذان في الساعدين المتصلان بالكفين ، وصفه بطول الذراع . " سبط القصب " القصب : كل عظم ذي مخ مثل الساقين ، والساعدين ، والذراعين ، وسبوطهما : امتدادهما ، يصفه بطول العظام . قال ذو الرمة :

    [ ص: 252 ]
    جواعل في البرى قصبا خدالا


    أراد بالبرى : الأسورة والخلاخل .

    وقوله : " شثن الكفين والقدمين " ، يريد أن فيهما بعض الغلظ . والأخمص من القدم : في باطنها ما بين صدرها وعقبها ، وهو الذي لا يلصق بالأرض من القدمين في الوطء ، قال الأعشى يصف امرأة بإبطائها في المشي :


    كأن أخمصها بالشوك منتعل


    وقوله : " خمصان " : يعني يريد أن ارتفاع ذلك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض ، وهو مأخوذ من خموصة البطن ، وهي ضمرة ، يقال منه : رجل خمصان ، وامرأة خمصانة .

    وقوله : " مسيح القدمين " : يعني أنهما ملساوان ليس بظهورهما تكسر ؛ ولهذا قال : ينبو عنهما الماء يعني أنه لا ثبات للماء عليهما .

    وقوله " إذا خطا تكفيا " ، يعني التمايل ، أخذه من تكفي السفن . وقوله : " ذريع المشية " : يقول : يعني واسع الخطا . وقوله : " كأنما انحط من صبب " : أراه يريد أنه مقبل على ما بين يديه ، غاض بصره لا يرفعه إلى السماء ، وكذلك يكون المنحط ، ثم فسره فقال : " خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء " .

    وقوله : " إذا التفت التفت جميعا " : يريد أنه لا يلوي عنقه دون جسده ، فإن في هذا بعض الخفة والطيش . وقوله : " دمث " ، هو اللين والسهل ، ومنه قيل للرجل : دمث ، ومنه حديث " أنه كان إذا أراد أن يبول فمال إلى دمث " .

    [ ص: 253 ] وقوله : " إذا غضب أعرض وأشاح " ، الإشاح : الحد ، وقد يكون الحذر . وقوله : " ويفتر عن مثل حب الغمام " ، الافترار : أن تكشر الأسنان ضاحكا من غير قهقهة ، وحب الغمام : البرد ، شبه به بياض أسنانه ، قال جرير :


    يجري السواك على أغر كأنه برد تحدر من متون غمام


    وقوله : " يدخلون روادا " ، الرواد : الطالبون ، واحدهم رائد ، ومنه قولهم : الرائد لا يكذب أهله .

    وقوله : " لكل حال عنده عتاد " ، يعني عدة قد أعد له . وقوله : " لا يوطن الأماكن " : أي لا يجعلها لنفسه موضعا يعرف ، إنما يجلس حيث يمكنه في الموضع الذي يكون فيه حاجته ، ثم فسره فقال : " يجلس حيث ينتهي به المجلس " ، ومنه حديثه - صلى الله عليه وسلم - : " أنه نهى أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير " . وقوله في مجلسه : " لا تؤبن فيه الحرم " ، يقول : لا يوصف فيه النساء ، ومنه حديثه - صلى الله عليه وسلم - : " أنه نهى عن الشعر إذا أبنت فيه النساء " .

    وقال أبو عبيد ، حدثنا أبو إسماعيل المؤدب ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : كان رجال في المسجد يتناشدون الشعر ، فأقبل ابن الزبير فقال : " أفي حرم الله وعند بيت الله تتناشدون الشعر ؟ " فقال رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ليس بك بأس يا ابن الزبير إن لم تفسد نفسك ، إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشعر إذا أبنت فيه النساء ، أو تروزئت فيه الأموال " ، وقوله : " لا تنثى فلتاته " ، الفلتات : السقطات لا يتحدث بها ، يقال منه : [ ص: 254 ] نثوت أنثو ، والاسم منه النثاء ، وهذه الهاء التي في فلتاته راجعة إلى المجلس ، ألا ترى أن صدر الكلام أنه سأل عن مجلسه ، ويقال أيضا أنها لم يكن لمجلسه فلتات يحتاج أحد أن يحكيها ، فلتاته : يريد فلتات المجلس ، لا يتحدث بها بعضهم عن بعض .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 4:03 pm