ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    المقامة الأوتوبيسية

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    المقامة الأوتوبيسية Empty المقامة الأوتوبيسية

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أبريل 24, 2014 12:36 pm

    المَقامة الأُوتوبيسيَّة
    ===========
    المَقامة ُجنسٌ أدبيٌّ راق ٍ ..

    وهي عبارة ٌعنْ قِصَّة ٍقصيرة ٍطريفة ٍتهْـدفُ إلى نـَـقـدِ بعض ِأحْـوال ِالمُجتمع ِ ..

    تكثرُ فيها المُحسناتُ البديعية ُوالزَّخـْرفة ُ اللفظية ُ..

    لها بطلٌ واحِـدٌ وراوية ٌواحِـدٌ ..

    أما البطل ُ- فى هذه المَقامة – فهو :

    ( مُفتاح بن فتحـِيَّة ) ( المِتربِّى في حَــواري المَطـَـريَّة ) .

    وأما الراوية ُ فهو أحمـد الخيَّـاط ..
    ----------------------------------------
    قـالَ أحمد الخياط :

    حُـشِرْتُ في حـافـِلة مع َزُمْرَة ٍسـافِـلة

    وألجَـــأتـْنا شِـدَّة الـزِّحـام ْإلى التلاصُـقِ ِوالالـتِحــامْ

    وكُـنتُ أُجْـبَـرْ على دُور المُـوصِّــلْ بين َأصْحــابِ التذاكِر ِوالمُحـَصِّــلْ

    فأعْـتــَـدِلْ وألـتــَـوي وأنتـَشـِرْ وأنطــَـوي

    وكانَ يتضـاعَـفْ على الـرُّكُـوبِ نــَـدَمِي كلما أحْـسَسـتْ بهَـرْس ِقــَـدَمي

    وقــُبــالـَتي رجُــلْ مُمتلئ ٌيميْـــلْ ويكادُ يسْقط ُسَـقطة َالبَرْميـــلْ

    يَـرْتسِمُ على وجْـههِ عُـبــُوسُ الحـــائِـرْ وتنبعِــثُ مِنْ بَـدَنِه رائِـحـة ُالسَّجــائِـرْ

    وكانَ يفتـــحُ فـــاه ولا يُـواربُهْ فكأنما أطـلَّــتْ مِنْ فـَـمِهِ جَــواربُهْ

    جَعَـلتُ النـاسَ بينه وبيني وتحَــوَّلـَتُ عَـنه بعَـيْني

    فـإذا امْرأتـان شـديْـدتـا التجَـهُّـمْ لم تسْمَعــا بشَـيءٍ اسْـمُهُ التفـَـهُّـمْ

    ودَلـَّـنِـي ما أنـا عَـليه مِنَ الفِـراسـة ْ أنهما على قـَـدْر ٍمِنَّ الشَّـراسَـة ْ

    ففِـي وجْـه كِـلتيهـِما يتـَفقـَّـأ القـَيْـظ ْوكِـلتاهُما تنظـُرُ إلى الأُخـْـرَى بغـَـيـظ ْ

    وفـاجَــأَنا السَّـائِـقُ بضَرْبِ فـَـرْمَـلة ْفصَـرخـوا كَـعَـروس ٍأصْـبَـحَـتْ أرْمَـلة ْ

    ومَـالـَتْ إحْـدى المَـرْأتيـن ِعلى الأُخـْرَى فكَـأنكَ مِنْ شــاهِـق ٍدَحْـرَجْـتَ صَـخـْرا

    فانخـَـلعَـتْ المُصَـابة ُ مِنَ السَّـمَـرْ وقـالـتْ لصاحِـبتها أحْـمَـدْ يا عُـمَـرْ

    قـَـدْ مَـاتَ واللهِ مَنْ اختشى !! أمَخـْـلـوقـة ٌأنـْتِ من النـِّـشـا ؟!

    يا رائِـحَـة الأقـْــدامْ وحُـكْـمـاً بالإعْـــدام ْ

    وحَــبْـلاً مِنْ مَـسَـد ْوسَـمَـكَـاً قـَـدْ فسَــد ْ

    يا ضَـلالْ الضَّـائِـع ْوزبـَــالة ْالبضـائِـع ْ

    يا عَـديْـمةْ الصِّـفة ورَبيـبة الأرْصِـفة ْ

    لو كُـنتِ عَـصا أعْـمى لانكَــفـأ ولو كُـنتِ زيـتْ قـَـنـدِيـلْ لانطــفـأ

    ولو كُـنتِ مَـبْـنى لكُـنتِ طُـرَبـا ولو كُـنتِ على الجِـلـدْ لكُـنتِ جَــرَبا

    ولو مَـرَرْتِ بالشَّياطِـينْ في رَمَـضـانْ لأُطلـِقـَتْ ولو اقـْـتـَرَبْتِ من أبوابْ الجَـنة ْلأُغْـلِقـَت ْ

    اسْـتقِـيمي يا مَــائِـلة ولا تكُـوني كَـالمـــاءِ سـائِـلة

    فقـالتْ لهـا الأُخـْـرَى وقـَـدء امْتـَـلأتْ فخـْـرَا

    نـَـعَـمْ نـَـعَـمْ يا شَــرَّ مَن زَعَـم! !

    أسَـكَـبْـتُ عَـليكِ البُطــاص أمْ أطلقـْـتُ عَـليكِ الرُّصـاصْ ؟!

    أَمْ لـَسَـعْـتُكِ بأسْــياخ مَحْـمِـيَّة أَم ْسَـقطـْتُ على جِـسمْ مِنْ عَجَـمِـيَّة ْ؟!

    انظـُـري يا شَـوْهـاءْ في المِـرايـا لِتعْـلمِي أنكِ أقـْـبَحْ البَـرايـا

    فـلو كُـنتِ في الوجُـوهْ لكُـنتِ بُقـْـعة ْولو كُـنتِ في الثيــابْ لكُـنتِ رُقـْـعة ْ

    ولو كُـنتِ خَـلِـيّة لكُـنتِ عَـفَـنـاً ولو كُـنتِ قِمـاشـاً لكُـنتِ كَـفَـنـاً.

    ولو أُلقِـيْـتِ في عَـسَلْ لتَمـَسَّـخ ْ ولو لـُـمِّع َبكِ حِـــذاءْ لَتَـوَسَّــخ ْ

    يا مَـذاقْ الجـِيـرْ وحَـرارة ْالهَجـِيـرْ

    ونِـزولْ الـوَبــــاءْ وصـاعِـقة ْالكَـهْـرُباء ْ

    يا جُــرْحَـاً يَسِـيـلْ يا مــــاءْ الغـَـسيـل ْ

    أَمَا واللهِ يا حــافـْـية لأُعْـدِمَـنـَّكِ العـــافـْية ْ

    واشْـتـَـبَـكَـتا بأكُـفٍّ كَـالـفِــؤوس فانتثـر َ فيمَا بينهما شَـعْـر الرُّؤوسْ

    وتضـاربتـا بكُـلِّ يَـد ٍوسـاقْ وتراشَـقـتا بقــذائِـفْ البُـصـاقْ

    فغـَسـلتـا وجْـهي رغـْـم َأنفِـي وأنا ذاهِــلْ لا أُثـبتْ ولا أنفِـي

    ولحَـقتـهمـا جُـروح ْفي الوجْـهِ والجسمْ فـنزلـتـا مع شُـرْطي إلى القِسمْ

    ثُـم َّصَـعَــدَتْ مِنْ مَحَـطة ِالجـيـزة ْ فتـــاة ْعَـظيمة ْالعَـجـيـزة ْ

    لمْ تـَـدَعْ في وجْـههـا مَـوْضِعــاً إلا زَيَّنتهْ ولا في ذراعَـيها مَـكَـانـاً إلا بَيَّنته ْ

    قـَـدْ جَـعَـلَ السِّـحْـر يُطِــلُّ مِنْ سِــمــاتِها والمَسْـحُـوقْ يتــلألأ في قـَسَـمــاتها

    واسْـتعْـمَـلَتْ مِنْ عِـطـْرها المُحْـتـرَمْ ما لـو زادَتـْهُ لأسْـكَـرَ الهَــرَم ْ

    ونصـبَـتْ للرُّكـابْ حِـبــالْ الأوهــامْ ورشَـقـَتهُـم بما لديْها منْ سِــهــامْ

    فتـركَـتهُـم بينَ مُراهِـق ْيتحَـرّق ْويتنهَّـدْ وعَـفيفْ يسـتغـْـفِـرْ ويتـَشَـهَـدْ

    إلى أنْ اخـتلـفَ إليْـها ذو سَـمْتٍ مَخصُـوصْ كأنه عُـودْ قصَـبْ مَمْصُـوصْ

    وخــاف أنْ يَـرَى الـزِّحــامْ قـَـدْ أبْعَـــدَها فقـــامَ مِنْ مكانِه وأقعَــدَها

    فنـَظــَرَتْ بسِحْــر ٍإليـه وركَــزَّتْ عَـينيها عَـليه

    فـذابَ صـاحِـبُـنا مِنَ الاختِـــلاط ْكَـأنه مَــوْزُ ضُـربَ في الخـَلاط

    ثُـمَّ أخـذَتْ تُـذَكِّـرُه وتُنسِـيه وتقـولُ بعْـد أخـذ التذكَـرة مِرْسِـيه

    وتـُـبْـدِي مِنْ أمْـرها نشْـراً بعْـدَ طـَيّ وتتمطـَّى فتقــولُ بِرقـَّة أيّ

    وجِـِلدْ صاحِـبنا يُـوشِـكُ أنْ ينفجـِرْ وأنا أنظـُرُ إليه فلا يَـزْدَجـِرْ

    ثُمَّ قـامَـتْ بحَـركةٍ جَـهنـَّـميّة ْوهَـمَـسَـتْ هَـمْسة ْهِـنـْدرُسْـتُميّة

    فأخـذَ صاحِـبُنا يتحــايَـكْ ويتحَـايَـلْ ويعْـتـَـدِلْ ويتمــايَـلْ

    ويسْتقِـيمْ ويتعَــوَّج ْويضْطـَـربْ ويتمَـــوَّجْ

    ثُـمَّ عَـضَّ مِنْ شَـبَـقْ على الشَّـفة ْونـَزلَ ريْـقـُه فما نشَّـفهْ

    فلمَّـا رأتْ حــالهُ على تِلكَ الشَّــناعة ْوقـَسَـماتـُه تـُهَــدِّدُ بنـَسْـفِ المَـنــاعة ْ

    أمْـسكَـتْ عَـنْ بعْـض ما أظهَـرتـْه ُوادَّعَـتـهْ ثُمَّ نزلـَتْ بعْـدَ أنْ وَدَّعَـته ْ

    ثُمَّ لمْ يلبَـثْ أنْ صَعَـد َرجُـلْ منَ السُّـوقة ْيحْـمِـلُ في يَـدهِ صـندوقه

    ولمّا كانَ يسْـتحِـثْ كلّ سامعْ على التبَـرُّعْ لبنــاءْ جــامِعْ

    فقـَـدْ قـالَ وهو يَـذرفُ الدَّمعْ الهَـتـــونْ كأنه المَـسيحْ على جَـبل ْالزيْـتـونْ

    أيُّها الحائِرْ بينَ المالْ والنَّسْوة ْالجاعِلْ إبليسْ لكَ أُسْوة ْالمُغرقْ قلبَك في بحُورْ
    القسْوة

    حـانَ واللهِ غرقْ الفـُـُلكْ وأشْرَفَ أمْرُك َعلى الهُـلك ْفأينَ أنتَ مِنْ مـالِك ْالمُلكْ

    كَـمْ ذا تـُدَنِّـس ْبالحَــرامْ حَـلالك ْوكُـلّ إثـم ْفي الدُّنيـا حَـلا لكْ

    وتـُـنفِـقْ الحَـيــاة ْبينَ تغـيُّـر ٍوثبــاتْ وللمَـــوْتِ منْ حَـولِكَ وثبــاتْ

    إلى كَـمْ تمتلِئ مسامِعُـكْ ولا تفيضُ مَـدامِعُـكْ

    كأنكَ أمِنتَ خفـُوتَ صَـوتِـكْ أو ضمِنتَ تأجـيـلَ مَــوْتِـك

    يَـوم َتُـرى وقـَـدْ أوْحَـشَ مِنكَ ناديكْ ولم يَعُـدْ في الأرضْ مَنْ يُـناديكْ

    يَـومَ تُـرى وقـَـدْ ضَعُـفَ ناصِرُك ْبعْـدَ أنْ انحَـلّـَّـتْ عنـاصِرُكْ

    ويئِسَ راجيكْ وسائِلكْ بعْـدَ أنْ تقطـَّعَـتْ وسـائِلكْ

    وكَـثـُرَ شاكيكْ ولائِـمُكْ بعْـدَ أن انفَضَّتْ ولائِـمُكْ

    وتعاظَمَتْ بالمَوتِ كوارثـُكْ وتهَـلَّل مِنْ بعْـدِكَ وارثـُكْ

    اللهْ اللهْ إلى كَـمْ أنتَ بما في يَـدِكْ بَخـِيـلْ وأمَـلكَ في غـَـدٍ كالنخِـيلْ

    إلى كَـمْ أعِـظ ّولا أكُـفّ وأدُلّ على الخـَيرْ ولا أكُـفّ

    اللهُمَّ يا خــالِـق التـَّـوَرُّع اهْـدِ القـلــــوبَ إلى التـَّـبَـرُّعْ

    اللهُمَّ يا مُـنـَزِّلْ الشَّـفقة ْحَـبِّبْ إلى القـلـــوبِ النـَّـفقة ْ

    فمـازالَ في هَـذا وأشْـبــاهِه حَـتى ظفـَرَ من كلِّ بانتبــاهه

    ورأيتُ المَمْصُوصَ قـَـدْ أخَـذتـْه المَسْـرحِـيَّة ْوأمــالَتـْهُ ريــاحُ الأرْيَـحِـيَّة

    فلَمَّـا عَـلا عَـلى عَـيبهْ ومَـدَّ يَـدهُ تِـلقــاءَ جَـيبهْ

    وأيْقـَـنَ بفـُقـْـدان ِما ادَّخـَرْ رفعَ عَـقيْـرته ُفشَخـَـرْ

    ثُمَّ قـالَ يا أبنـاءَ الشَّـيطانْ وبنــات الأذا يا أولادْ كذا وكذا.

    لا نـُصْحْ ولا مَـوعِـظة ْحتى تعُـودْ المَحْـفظةْ

    ثُمَّ أنشــأ يقــولْ :

    لكُـلّ مُغـَـفـَّـلْ في الأرض ِ مُـــزَّة

    تـُجَـرِّعْـهُ مَقـــالبَ مُسْـتفِـزَّة ْ

    وتجْعَـله ُبرقـَّـتِها خـَـروفـا

    تَجُـزُّ الصُّـوفَ مِنْ جَـنبَيْهِ جَــزَّة

    ويكْـتشِفُ الذي فعَـلـَتْ فيبكي

    ويقفِـزُ مثلما قفـْـز الإوزَّة ْ

    فأمْـــوالْ المُغـَفـَّـل ِكأسْ ويْسكِي

    ومَحْـضْ خِـداعِـه ِطـَـرَبْ ومَــزَّة ْ

    ثُـمَّ عَـضَّ على يَـدَيهْ ولطـَمَ خـَـدَّيهْ

    وصـارَتْ عُـرُوقـُهُ مُتجَـمِّـدة ْبعْـد َأنْ ضَرَبَ برأسِهِ حَـديدَ الأعْـمِـدة ْ

    وبقِــينا في هَـذا الصَّـخـَب ْلمْ نـَـزلْ حَـتى نَـزلتُ فيمَنْ نـَـزلْ

    فلَمّا وَلَّيْتُ ظـَهْـري الرَّصيفْ وعَـبَـرْتُ الشَّـارعْ عُـبــورْ الحَـصيفْ

    ألفـَيْـتُ الشَّـيطانة َمُلتـَهـِباً وَقـُودها ومُفتــاحْ ابن فتحِـيَّة يقــُودُها

    وقـَـبْـلَ أنْ ألومَه ُعلى احْـتيالِهِ وسَـطـْوِهْ أقـْبَــلَ صاحِـبُ الصَّـندوق ْيُسْـرعْ في خـَطـْوهْ

    فسَلّمَ عليهْ وسَلّمَ الصَّندوقَ إليهْ

    فأخَـذهُ منهُ إخـْـذة َالمُـبْـتـَزّ وأنشـأ يقــولُ وهو يهْـتـَزّ

    لكُـلِّ فريْسةٍ شَـرَكٌ مُعَـدُّ

    فسَـلْ إنْ شِـئتَ عَـنْ شَـرَك الفريسةْ

    فبعْـضٌ بالمِخَـلـِّل ِمُسْـتمــالْ

    وبعْـضُ النـَّاس تـُوقِـعهُ الهَـريسة ْ

    فقلتُ له يا مُفــاعِـل ْالتـَّـدْليسْ ويا ابنْ ربيبة ِإبليسْ

    نَـفـَّرَكَ اللهُ ولا بَشَّـركْ ألَكَ تحْـتَ كُـلِّ رِجْــل ٍشَـرَكْ؟!

    فمَنْ لمْ تتصيَّـدهُ بالسَّرقة ْأوقعْـتهُ في حَـبائِـل ِالصَّـدقة ْ

    فقـالَ يا هَـذا لقـَـدْ قـُلتْ حتى ثقـَلتْ

    فلا يُغـْرينـَّـكَ قِـدمْ العهْـدِ والمخالطة ْبالتمَّـادي في اللجــاج ْوالمُغــالطة ْ

    فاسْـمعْ مِنـِّي ما أقـول ْإن ْكُـنتَ مِنْ أربـــابْ العُـقــول ْ

    إني عَـاشَرْتُ النـَّاسَ رعـاعـاً وسادة ْونسجْـتُ لكُـلٍّ مِنْ وَهْـمِهِ وسـادة ْ

    فكُـلٌّ يُريدُ السَّعـادة َلذاتِه ويدفع ُالمـالَ ثمنـاً للذاته

    وأنا أبيعُ لكُـلٍّ ما يشْـتهي فلا مـالهُم ينفـَـدْ ولا حِـيَـلِـي تنتهي

    فأَمّا المَمْصوصْ الذي عاينتَ أمْرَه فقـَـدْ دفعَـه الطَّـيشْ لأنْ يذوقَ جَـمْـرَه ْ

    ولولا أنه شَخصٌ مُهْـترئْ وعلى أعْـراض ِالنـَّاس ِمُجْـترئ

    لمَا ألهَـبَتْ الغـَريْـزة ُوَقــُودَهْ ولا سَـرقـَتْ الفتـاة نقـُودَهْ

    فهَـذا هـو السَّاعي في ذِهـــاب خـَيْـرهْ السَّـارقُ ماله بيَـدِ غـَيْـرهْ

    وأَمَّـا كُـلُّ مُـتبَـرِّعْ منَ السُّـوقة ْفيسْـتـُرُ بالصَّـدقة ِجَـهْـلهُ أو فـُسُـوقهْ

    لأنه لو عَـلِمَ دِيْنــا أو شَـرْعـا لكانَ لحُـقـوق ِالمساكين أرْعَـى

    لكِـنْ كُلا مِنْ عَـبَـطِه ْيُـريْـدُ مَسْـجـِداً تحْـتَ إبِطهْ

    وكأنَّ الصَّـلاة َلا تكُـونُ تـامَّة ْإنْ قُضِـيَتْ في المَساجـِد ِالعــامَّة ْ

    وكيفَ يقـُـودُهُم الذُّهُــولْ إلى التـَّـبَـرُّع لمَجْـهُــولْ

    وما يَـدرُونَ أجــامع ُالمــال ْمُـلحِـدْ أَمْ مُـؤمِنْ ومَصيرُه إلى تـقِـي أَم ْإلى مُـدمِـنْ

    فلو أنهُم راشِـدون لما تسَـرَّعُـوا ولولا أنهُم حَـمْـقى لمَـا تـَبَـرَّعُـوا

    فقـُلتُ له أصَـبْتَ واللهِ وإنْ كُـنتَ انحَـرَفـْتَ ودَمعِـَتْ عَـيناي ثُمَّ انصَـرَفـتْ

    الشاعر الدكتور صلاح عبد الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 8:17 am