ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    الكناية

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الكناية Empty الكناية

    مُساهمة من طرف أحمد السبت فبراير 09, 2013 6:57 am

    أَمَّا الكِنايةُ فهِيَ لفظٌ أُرِيدَ بهِ لازمُ معناهُ مَعَ جوازِ إرادةِ المعنى مَعَهُ. فهيَ تُخالفُ المجازَ مِن جهةِ جوازِ إرادةِ المعنى الحقيقي معَ إرادةِ لازمِهِ نحوُ: زيدٌ طويلُ النِّجَادِ تُريدُ طولَ القَامَةِ، وزيدٌ مهزولُ الفصِيلِ، أَوْ كثيرُ الرَّمَادِ كنايةٌ عَنْ كرمِهِ، ونحْوُ:
    إنَّ السَّمَاحَةَ وَالمرُوءَةَ والنَّدَى... فِي قُبَّةٍ ضُرِبَتْ عَلَى ابْنِ الحَشْرَجِ
    كنايةٌ عن ثبوتِ هذهِ الصفاتِ لهُ.
    من كتاب تحفةُ الإخوانِ في علمِ البيانِ للشيخ العلامة أحمد الدردير المالكي رحمه الله
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الكناية Empty رد: الكناية

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء أبريل 10, 2013 12:01 pm

    الكناية ...و التعريض
    أولا: الكناية


           (أ ) تعريف الكناية

           الكنايةُ : لفظٌ أطلقَ وأريدَ به لازمُ معناهُ مع جوازِ إرادة ذلك المعنَى .

           تقولُ العربُ : فلانةٌ بعيدةُ مهوَى القُرط.

           انظر في هذا المثال تجد أن ( مهوى القرط ) هو المسافةُ من شحمة الأذن إلى الكتف، وإذا كانت هذه المسافة بعيدة لزم أنْ يكون العنق طويلاً ، فكأن العربي بدل أنْ يقول : "إن هذه المرأة طويلة الجيد أو العنق " أعطانا تعبيرا جديدا يفيد اتصافها بهذه الصفة .
    وهذا ما يسمى (الكناية).

           ( ب) أقسام الكناية

           تنقسمُ الكنايةِ باعتبارِ المكنَّى عنه ثلاثةَ أقسامٍ هي:

                   أ‌- كناية عن صفة:

           نحو قول الخنساء في أخيها صخر:

    طويلُ النجادِ رفيعُ العمادِ         كثيُر الرمادِ إذا ما شتا.


           تصف الخنساء أخاها بأنه طويل النجاد ، رفيع العماد ، كثير الرماد .

           تريد أنْ تدل بهذه التراكيب على أنه شجاع ، عظيم في قومه ، جواد ، فعدلت عن التصريح بهذه الصفات إلى الإشارة إليها والكناية عنها ؛ لأنه يلزم من طول حمالة السيف طول صاحبه ، ويلزم من طول الجسم الشجاعة عادة .

           ثم إنه يلزم من كونه رفيع العماد أن يكون عظيم المكانة في قومه وعشيرته .

           كما أنه يلزم من كثرة الرماد كثرةُ حرق الحطب، ثم كثرة الطبخ، ثم كثرة الضيوف ، ثم الكرم .

           ولما كان كل تركيب من التراكيب السابقة ، وهي : طويل النجاد ، ورفيع العماد ، وكثير الرماد ، كُنيَ به عن صفة لازمة، لمعناه ، كان كلُّ تركيبٍ من هذه وما يشبهه (كناية عن صفة).



                   ب‌- كناية عن موصوف:

           نحو قول الشاعر:

    الضَّاربين بكلِّ أبيضَ مخذَمٍ        والطاعنينَ مجامعَ الأضغانِ .


           ففي هذا المثال أراد الشاعر وصف ممدوحيه بأنهم يطعنون القلوب وقت الحرب فانصرف عن التعبير بالقلوب إلى ما هو أملح وأوقع في النفس وهو " مجامعُ الأضغان " ، لأنَّ القلوب تُفهم منه إذ هي مجتمع الحقد والبغض والحسد وغيرها.

           وإذا تأملت هذين التركيبين وهما: " بنت عدنان " و " مجامع الأضغان " رأيت أنَّ كلاً منهما كُني به عن ذات لازمة لمعناه أي كني به عن موصوف، لذلك كان كل منهم (كناية عن موصوف).


                   ت‌- كناية عن نسبة:

    نحو: (المجدُ بين ثوبيكَ والكرمُ ملءَ بُرديكَ) .

           انظر في هذا المثال فإن أردت أن تنسب المجد والكرم إلى من تخاطبه ، فعدلت عن نسبتهما إلى ما له اتصال به ، وهو الثوبان والبردانِ .

           ويسمَّى هذا المثال وما يشبهه (كنايةٌ عن نسبة) .

           وأظهر علامة لهذه الكناية أنْ يصرحَ فيها بالصفة كما رأيت ، أو بما يستلزم الصفة، نحو: في ثوبيه أسدٌ ، فإن هذا المثال كناية عن نسبة الشجاعة.

    =========


    ثانيا: التعريض


           ( أ ) تعريف التعريض

           التعريض: وهو أن يطلق الكلام ويراد معنى آخر يفهم من السياق تعريضاً بالمخاطب، كقولك للمهذار: (إذا تمّ العقل نقص الكلام)

           والتعريض في اللّغة: أن تقول كلاماً لا تُصرّح فيه بمرادكَ منه، لكنّه قد يشير إليه إشارة خفيّةً.

           ويُمْكِنُك أن تتهرَّبَ من التزام ما أشرتَ به إذا صِرْت مُحْرَجاً.

           يقال لغة: عرّض لي فلانٌ تعريضاً: أي: قال فلم يُبَيِّن بصراحة اللفظ.

           والتعريض في خطبة المرأة: أنْ يتكلّم الخاطب بكلام يدل على أنه يريد خطبتها دون تصريح.

           وقد يكون التعريض بضرب الأمثال وذكر الألغاز .

           ( ب) أقسام التعريض:

           التعريض منه ما هو عملي ومنه ما هو قولي:

           أ‌- التعريض العملي:

           قد يتوسَّل الإِنسان بالتعريض العملي ليدل على حاله:

           فقد يلبس الفقير المحتاج ثياباً مقطّعة، أو مرقّعة، دون أنْ يقول شيئاً، تعريضاً بأنّه من مستحِقّي الزكاة، ويكتفي بدلالة الحال عن دلالة المقال، فيراه المتصدّقون فيدفعون له من زكوات أموالهم.

           وكان يأتي بعضُ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات وقد ربط كلُّ منهم على بطنه حجراً، تعريضاً بأن الجوع قد بلغ منه مبلغاً شديداً، فيكشف الرسولُ صلى الله عليه وسلم لهم عن بطنه، فيرون أنّه قد ربط حجرين.

           وربّما حمل الْعُضْو في حزب من الأحزاب أو منظمة من المنظمات شعار الحزب أو المنظمة، تعريضاً بأنّه عضوٌ في ذلك الحزب، أو تلك المنظمة.

           وربّما خرج البخيل من بيته وهو يخلّل أسنانه، تعريضاً بأنّه قد أكَلَ هو وأهله اللَّحم الكثير، وقد يكون الواقع بخلاف ذلك.

           ب‌- التعريض القولي:

           • فقد يقول الشابّ الراغب في الزواج لوالديه: ابنة عمّي صارت ناضجة ومناسبةً لمن يخطبُها، تعريضاً بأنّه يريد أن يتزوّج ولا مانع لديه من خطبتها له.

           • ويقول من يرى نظراتِ كيْدٍ وعداءٍ ممّن هو نِدٌّ له: جاءني اليوم بعض المنافسين وتطاوَلَ عليّ ببعض القول، فسلّطتُ عليه بعض رجالي، فأمطروهُ ضرباً ولَكْماً حتّى غاب عن وعيه، ولمّا علم أهله بأمره جاءوا فحملوهُ مريضاً يئنُّ من الألم، تعريضاً للمخاطب بأنّه إذا أراد التطاول عليه أنزل به مثل ذلك، فهو ذو عزوة وأنصار وقُدْرَة.

           • ويقول طالب وظيفة ذات راتب في الدولة، بحضور من يملك توظيفه، أو باستطاعته أن يتوسط له لدى من يملك توظيفه:

           أنا لا عمل عندي أكسب منه مالاً، وعندي من المؤهلات كذا، وعندي أسرة من خمسة أشخاص أنا مسؤول عن إعالتهم، تعريضاً بأن يوظفه أو يتوسط له.

    ===========


    ثالثا: بلاغة الكناية والتعريض


           الكنايةُ مَظهرٌ من مظاهر البلاغةِ، وغايةٌ لا يصل إليها إلا من لطف طبعُه، وصفتْ قريحتُه، والسرُّ في بلاغتها أنها في صور كثيرةٍ تعطيك الحقيقةَ، مصحوبةً بدليلها، والقضيةً وفي طيِّها برْهانها.

           نحو قول البحتري في المديح:

    يَغضُّونَ فَضْلَ اللّحظِ مِن حَيثُ ما بدا        لهمْ عَنْ مَهيبٍ، في الصّدورِ، مَحبَّبِ


           فإنه كنَّى عن إكبار الناس للممدوحِ، وهيبتِهم إياه، بغضِّ الأبصارِ الذي هو في الحقيقة برهانٌ على الهيبة والإجلالِ،وتظهرُ هذه الخاصةُ جليةً في الكناياتِ عن الصفةِ والنسبةِ.

           ومن أسباب بلاغةِ الكنايات : أنها تضعُ لكَ المعاني في صورة المحسوساتِ، ولا شكَّ أن َهذه خاصةُ الفنون، فإنَّ المصورَ إذا رسم لك صورةً للأملِ أو لليأسِ، بهرَكَ وجعلكَ ترى ما كنتَ تعجزُ عن التعبير عنه واضحاً ملموساً، فمثلُ كثيرِ الرمادِ في الكناية عن الكرمِ، ورسول ُالشرِّ، في الكنايةِ عن المزاحِ.

           وقول البحتريَِّ:

    أو ما رأيتَ المجْدَ ألقى رحلَهُ        في آل طلحةَ ثمَّ لم ْ يتحوَّلِ


           وذلك في الكنايةِ عن نسبةِ الشرف إلى آل طلحةَ.

           كلُّ أولئك يبرز لك المعاني في صورة ٍ تشاهدُ، وترتاحُ نفسُك إليها.

           ومن خواصِّ الكنايةِ: أنها تمكنُك منْ أنْ تَشْفيَ غلَّتَك منْ خصمِك منْ غيرِ أنْ تجعل َله إليك سبيلاً، ودون أنْ تخدشَ وجهَ الأدب، وهذا النوعُ يسمَّى بالتعريضِ ،ومثالُه قولُ المتنبي في قصيدة، يمدحُ بها كافوراً ويعرضُ بسيفِ الدولة:

    فِراقٌ وَمَنْ فَارَقْتُ غَيرُ مُذَمَّمِ        وَأَمٌّ وَمَنْ يَمّمْتُ خيرُ مُيَمَّمِ

    وَمَا مَنزِلُ اللّذّاتِ عِندي بمَنْزِلٍ        إذا لم أُبَجَّلْ عِنْدَهُ وَأُكَرَّمِ

    سَجِيّةُ نَفْسٍ مَا تَزَالُ مُليحَةً        منَ الضّيمِ مَرْمِيّاً بها كلّ مَخْرِمِ

    رَحَلْتُ فكَمْ باكٍ بأجْفانِ شَادِنٍ        عَلَيّ وَكَمْ بَاكٍ بأجْفانِ ضَيْغَمِ

    وَمَا رَبّةُ القُرْطِ المَليحِ مَكانُهُ        بأجزَعَ مِنْ رَبّ الحُسَامِ المُصَمِّمِ

    فَلَوْ كانَ ما بي مِنْ حَبيبٍ مُقَنَّعٍ        عَذَرْتُ وَلكنْ من حَبيبٍ مُعَمَّمِ

    رَمَى وَاتّقى رَميي وَمن دونِ ما اتّقى        هوًى كاسرٌ كفّي وقوْسي وَأسهُمي

    إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ        وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّمِ


           فإنه كنَّى عن سيف الدولة، أولا: بالحبيبِ المعمم، ثم وصفه بالغدرِ الذي يدعي أنه من شيمةِ النساءِ، ثم لامه على مبادهته بالعدوانِ، ثم رماه بالجبنِ لأنه يرمي ويتقي الرمي بالاستتارِ خلف غيره، على أنَّ المتنبي لا يجازيه على الشرِّ بمثله، لأنه لا يزال يحمل له بين جوانحه هوًى قديماً، يكسرُ كفه وقوسه، وأسهمه، إذا حاول النضالّ، ثم وصفه بأنه سيءُ الظنِّ بأصدقائهِ لأنه سيءُ الفعل، كثيرُ الأوهام والظنون، حتى ليظنَّ أنَّ الناس جميعاً مثلَه في سوءِ الفعل، وضعفِ الوفاء، فانظر كيف نالَ المتنبي من هذا.


           ومن أوضح مميزات الكنايةِ التعبيرُ عن القبيح بما تسيغُ الآذانَ سماعُه، وأمثلة ذلك كثيرة جداً في القرآن الكريم، وكلام العربِ فقد كانوا لا يعبرون عما لا يحسنُ ذكره إلا بالكنايةِ، وكانوا لشدة نخوتهِِم يكنونَ عن المرأة بالبيضةِ والشاةِ.

           ومن بدائع الكنايات قولُ بعض العرب:

    أَلاَ يا نَخْلةً مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ ... عَلَيْك وَرَحْمَةُ اللّهِ السّلامُ


           فإنه كنَّى بالنخلةِ، عن المرأة التي يحبُّها.

           ولعل هذا المقدار كاف في بيان خصائص الكناية وإظهار ما تضمنته من بلاغة وجمال ..

    ===========

    كتاب البلاغة الواضحة: علي الجارم ومصطفى أمين.
    البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها / عبد الرحمن حبنكة الميداني.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الكناية Empty رد: الكناية

    مُساهمة من طرف أحمد السبت فبراير 07, 2015 10:02 pm

    الكنايـــــــةُ ـ تدريبات من كتاب ( البلاغة الواضحة )
    أولا ـ بينْ أنواعَ الكناياتِ الآتيةِ وعيِّنْ لازمَ معنَى كلٍّ منها :
    1. تقولُ العربُ : فلانةٌ بعيدةُ مهوَى القُرط .
    2. قالت الخنساء في أخيها صخر ٍ :
    طويلُ النجادِ رفيعُ العمادِ كثيُر الرمادِ إذا ما شتا .
    3. وقال آخرُ في فضل دار العلوم في إحياءِ لغة العربِ :
    وجدتْ فيكِ بنتُ عدنانَ داراً ذكَّرَتها بداوةَ الأعرابِ.
    4. وقال آخرُ :
    الضَّاربين بكلِّ أبيضَ مخذَمٍ والطاعنينَ مجامعَ الأضغانِ
    5. المجدُ بين ثوبيكَ والكرمُ ملءَ بُرديك .
    6. قال المتنبي في وقيعة سيف الدولة ببني كلاب :
    فَمَسّاهُمْ وَبُسْطُهُمُ حَريرٌ وَصَبّحَهُمْ وَبُسْطُهُمُ تُرَابُ
    وَمَنْ في كَفّه مِنْهُمْ قَنَاةٌ كمَنْ في كَفّه منهُمْ خِضابُ
    7. وقال في مدح كافور :
    إنّ في ثَوْبِكَ الذي المَجْدُ فيهِ لَضِيَاءً يُزْري بكُلّ ضِيَاءِ .




    ثانيــــا :
    (1)-بينِ الصفةَ التي تلزمُ منْ كلِّ كنايةٍ منَ الكناياتِ الآتيةِ :
    (1) نئومُ الضحا . (2) ألقى فلانٌ عصاهُ .
    (3) ناعمةُ الكفين .
    (4) قرعَ فلانٌ سِنَّهُ .
    (5) يشارُ إليه بالبنانِ .
    (6) قال تعالى :{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا} (42) سورة الكهف.
    (7) ركبَ جناحي نعامةٍ .
    (8) لوتِ الليالي كفَّه على العصا .
    (9) قال المتنبي في وصف فرسه :
    وأصْرَعُ أيَّ الوحشِ قَفَّيتُهُ بِهِ ... وَأنْزِلْ عنهُ مثلَهُ حينَ أركَبُ
    (10) فلانٌ لا يضعُ العصا على عاتقِه .
    (2)بينِ الموصوفَ المقصودَ بكلِّ كنايةٍ من الكناياتِ الآتيةِ :
    (1) قال الشاعر :
    قَوْمٌ تَرَى أَرْمَاحَهُمْ يَوْمَ الْوَغَى مَشْغُوفَةً بِمَوَاطِنِ الكِتْمَانِ
    (2) وقال تعالى : {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} (18) سورة الزخرف
    (3) كان المنصورُ في بستانٍ في أيام محاربتهِ إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ونظر إلى شجرة خلاف ، فقال للربيع . ما هذه الشجرةُ ؟ . فقال : طاعة ٌ يا أميرَ المؤمنين !
    (4) مرَّ رجلٌ في صحنِ دار الرشيد ومعه حزمة خيزران ، فقال الرشيدُ للفضل بن الربيع : ما ذاك ؟ فقال : عروقُ الرماحِ يا أمير المؤمنين ، وكره أنْ يقول : الخيزران ، لموافقة ذلك لاسم أمِّ الرشيد .
    (5) قال أبو نواس في الخمر :
    فلما شَربناها ودَبَّ دبيبُها ... إلى مَوْضع الأسْرار قلتُ لها قفي
    (6) وقال المعري في السيف :
    سليلُ النار دقَّ ورقَّ حتى ... كأن أباه أورثَهُ السلالا
    (7) كبرتْ سنُّ فلانٍ وجاءهُ النذيرُ .
    (8) سئلَ أعرابيٌّ عن سببِ اشتعال شيبهِ ، فقال : هذا رغوةُ الشبابِ .
    (9) وسئلَ آخرُ ، فقال : هذا غبارُ وقائعِ الدهرِ .
    (10) يروى أنَّ الحجاجَ قال للغضبان بن القبعثري: لأحملنَّكَ على الأدهم ، فقال : مثلُ الأمير يحملُ على الأدهمِ والأشهبِ ، قال إنه الحديدُ ، قال : لأنْ يكونَ حديداً خيرٌ منْ أنْ يكونَ بليداً .
    (3)بينِ النسبةَ التي تلزم كل كناية من الكنايات الآتية :
    (1) قال الشاعر :
    إنَّ السماحةَ والمروءةَ والندى ... في قبةٍ ضُرِبت على ابن الحشرج
    (2) قال أعرابيٌّ : دخلتُ البصرةَ فإذا ثيابُ أحرارٍ على أجسادِ العبيدِ .
    (3) وقال الشاعر :
    الُيمْنُ يتبعُ ظلَّهُ والمجدُ يمشي في ركابه
    (4)بينْ أنواعَ الكناياتِ الآتيةِ وعيِّنْ لازمَ معنَى كلٍّ منها :
    (1) مدح أعرابيٌّ خطيباً فقال : كانَ بليلَ الريقِ، قليلَ الحركاتِ .
    (2) وقال يزيد بن الحكم في مدح المهلب .
    أصْبَحَ في قَيْدِكَ السَّماحَةُ والْ ... جُودُ وفضلُ الصلاحِ والحسبِ
    (3) وتقولُ العربُ :
    فلانٌ رحبُ الذراعِ ، نقيُّ الثوبِ ، طاهرُ الإزارِ ، سليمُ دواعي الصَّدرِ .
    (4) وقال البحتريُّ يصف قتله ذئباً :
    فأتْبَعْتُهَا أُخرَى، فأضْلَلْتُ نَصْلَها بحَيثُ يكونُ اللُّبُّ والرُّعبُ والحِقْدُ
    (5) وقال آخر في رثاء منْ ماتَ بعلةٍ في صدرهِ :
    ودبتْ في موطنِ الحلمِ علةٌ لها كالصلالِ الرقشِ شرُّ دبيب
    (6) ووصف أعرابيٌّ امرأة فقال : تُرخي ذيلَها على عُرقوبي ناعمةٍ .
    (5)بينْ نوعَ الكناياتِ الآتيةِ ، وبينْ منها ما يصحُّ فيه إرادةُ المعنى المفهوم من صريح اللفظِ . وما لا يصحُّ :
    (1)وصف أعرابيٌّ رجلاً بسوء العشرةِ فقال : كان إذا رآني قَرَّب منْ حاجبٍ حاجباً، .
    (2) قال أبو نواس في المديح :
    فما جازَهُ جُودُ ، ولا حَلّ دونَه، ولكنْ يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ
    (3) وتكني العربُ عمنْ يجاهرُ غيره بالعداوة بقولهم :
    لبسَ له جلدَ النمر ، وجلدَ الأرقم ، وقلبَ له ظهرَ المجَنِّ .
    (4) فلانٌ عريضُ الوساد ، أغمُّ القفا .
    (5) قال الشاعر :
    تجولُ خلاخيلُ النساءَ، ولا أرَى ... لِرملَةَ خلخالاً يجولُ ولا قُلْبا
    (6) وتقول العربُ في المديح : الكرمُ في أثناء حلَّته ، ويقولون: فلانٌ نفخَ شدقيهِ ، أي تكبَّر ، وورمَ أنفُه إذا غضبَ .
    (7) قالت أعرابيةٌ لبعض الولاة : أَشكو إليك قلَّةَ الجُرذان .
    (8) وقال الشاعر :
    بِيضُ المَطابِخِ لا تَشْكو ولائدهُمْ ... طَبْخَ القُدُورِ ولا غَسْلَ المناديلِ
    (9) وقال آخر :
    مطبخُ داودَ في نظافتهِ . .. أشبهُ شيءٍ بعرش بلقيسِ
    ثيابُ طباخِه إذا اتسختْ ... أنقى بياضاً منَ القراطيسِ
    (10) وقال آخر :
    فتًى مختَصرُ المأكُو لِ والمشْروبِ والعِطْرِ
    نقيُّ الكأسِ والقصْعـ ـةِ والمنديلِ والقِدْرِ
    (6)اشرحِ البيتَ الآتي وبينِ الكنايةَ التي به :
    فلَسْنا على الأَعْقابِ تَدْمَى كُلُومُنا ... ولكنْ على أَقْدامِنا يَقْطُر الدَّما
    =================
    بلاغةُ الكِنايةِ
    الكنايةُ مَظهرٌ من مظاهر البلاغةِ، وغايةٌ لا يصل إليها إلا من لطف طبعُه، وصفتْ قريحتُه، والسرُّ في بلاغتها أنها في صور كثيرةٍ تعطيك الحقيقةَ، مصحوبةً بدليلها، والقضيةً وفي طيِّها برْهانها، كقول البحتري في المديح :
    يَغضُّونَ فَضْلَ اللّحظِ مِن حَيثُ ما بدا لهمْ عَنْ مَهيبٍ، في الصّدورِ، مَحبَّبِ
    فإنه كنَّى عن إكبار الناس للممدوحِ، وهيبتِهم إياه، بغضِّ الأبصارِ الذي هو في الحقيقة برهانٌ على الهيبة والإجلالِ،وتظهرُ هذه الخاصةُ جليةً في الكناياتِ عن الصفةِ والنسبةِ.
    ومن أسباب بلاغةِ الكنايات أنها تضعُ لكَ المعاني في صورة المحسوساتِ، ولا شكَّ أن َهذه خاصةُ الفنون، فإنَّ المصورَ إذا رسم لك صورةً للأملِ أو لليأسِ، بهرَكَ وجعلكَ ترى ما كنتَ تعجزُ عن التعبير عنه واضحاً ملموسا فمثل كثيرِ الرمادِ في الكناية عن الكرمِ ،ورسول ُالشرِّ، في الكنايةِ عن المزاحِ.
    ومن بدائع الكنايات قولُ بعض العرب :
    أَلاَ يا نَخْلةً مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ ... عَلَيْك وَرَحْمَةُ اللّهِ السّلامُ
    فإنه كنَّى بالنخلةِ، عن المرأة التي يحبُّها.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الكناية Empty رد: الكناية

    مُساهمة من طرف أحمد السبت فبراير 07, 2015 10:03 pm

    http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=11403
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    الكناية Empty رد: الكناية

    مُساهمة من طرف أحمد السبت فبراير 07, 2015 10:04 pm

    http://www.almaaref.org/books/contentsimages/books/allougha_alarabeya/albalagha_almoyasara/page/lesson15.htm

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 7:22 pm