ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    صِفة اللِّباس الشرعي للرجل المسلم

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    صِفة اللِّباس الشرعي للرجل المسلم Empty صِفة اللِّباس الشرعي للرجل المسلم

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس أغسطس 05, 2010 9:02 am

    السؤال
    السلام عليكُم ورحْمة الله وبركاته،،

    أحسنَ الله إليْكُم، ونَفَعَنَا بِعِلْمِكم وجزاكُم الله عنَّا كلَّ خيرٍ آمين يا رَبّ.

    سؤالي يا فضيلة الشيخ: أودُّ منكم أن تَشرحوا لي صِفَةَ اللِّباس الشَّرعيِّ للرَّجُل المسلم في عصرنا، وتوْضيح الأحكام المتعلِّقة باللِّباس خاصَّة في عصْرِنا وما يتوافق في طبيعته مع لباس الدشداشة وخصوصًا في الأعمال ذات المجهود العضلي مثل أعمال البناء وما شابه، وهلْ لبْسُ البِنْطَالِ في الأعمالِ ذات المجهودِ العضليِّ مثل أعمال البناء يجوز؟ وهل تَجوز الصلاة فيه أيضًا؟

    علمًا أنَّ من يعمل في أعمال البِناء ليس عنده وقتٌ لتغيير ملابسِ العَمل ليُصلي بثوب آخَرَ نظيف، وإذا نسِيَ العامل ثِيابه الأخرى في المنزل فهل يقطَعُ عملَه لجلْبِها ويصلِّي فيها؟

    أرجو من فضيلتكم أن تُجيبوني مع الشرح والتوضيح.

    وبارَك الله فيكم، اللَّهمَّ آمين يا ربّ.

    وهل الغُبار والأتربة والمعادن أو ما هو غيْرُ نَجاسة المتعلِّقة بالثَّوب أو البِنطال تُبْطِلُ الصَّلاة؟ وهل عدم أخذ الزينة للصَّلاة تعني إسقاطَ الصَّلاة أو بطلانَها؟ وشكرًا لكم ولسَعَةِ صَدركم.
    الجواب
    الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
    فنشْكُرُ لِلسَّائل الكريم حِرصَهُ على اتِّباع السُّنَّة والعَمَلِ بِها.

    ثُمَّ إنَّ اللِّباسَ الشَّرعيَّ بِالنِّسبة للرَّجُل له شروطٌ عامَّة متَى تحقَّقتْ في لباسٍ جازَ لبْسُه:
    1- أن يكون ساتِرًا لعَوْرَةِ الرَّجل؛ أيْ ما بيْن السُّرَّة والرُّكبة.
    2- ألاَّ يكونَ شفافًا بحيثُ يصِفُ لون بشرة العوْرة تَحته.
    3- ألاَّ يكون ضيِّقًا بِحيثُ يَصِفُ أعضاء العورة.
    4- ألاَّ يكون فيه تشبُّه بالنساء.
    5- ألاَّ يكونَ فيه تشبُّه بغير المسلمين.
    6- ألاَّ يكون الثوب حريرًا.
    7- ألاَّ يشتمل على محذور شرعي من الإسبال، ولبس المعصفر وغيرها.
    8- ألاَّ يكونَ ثوب شهرة.

    ولا شكَّ أنَّ الثَّوب العربيَّ (الدشداشة) من أفضل ما يلبسه الرجال؛ لتحقُّق الشُّروط السَّابقة فيه ولأنَّه كان أحبَّ الثِّياب إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - القَميص؛ كما ثبت عند أبي داود عن أم سلمة.

    ولكنَّ هذا لا ينفي جوازَ لبس البنطلون والقَمِيص القَصير متَى توافرتْ فيهما الشروطُ السَّابقة؛ لأنهما مِما عمَّت به البلوى، وأصبح استخدامُهما ليس قاصرًا على الكفَّار وإنما يلبسها المسلمون وغيرهم؛ حتى غدت من ثياب المسلمين، ومن ثمَّ فالصلاة فيهما جائزة بغيْر كراهةٍ إذا توفَّرت الشروطُ السابقة.

    وقد جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء":
    "أمَّا لبس البنطلون والبَدْلة وأمثالِهما من اللِّباس فالأصْلُ في أنواع اللباس الإباحة؛ لأنه من أمور العادات، قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} الآية [الأعراف: 32]، ويُستثْنَى من ذلك ما دلَّ الدليل الشرعيُّ على تَحريمِه أوْ كراهَتِه كالحرير للرِّجال، والذي يصف العورةَ لكونه شفَّافًا يُرَى مِنْ ورائِه لونُ الجِلد، أو ككونِه ضيِّقًا يُحدِّد العورة؛ لأنَّه حينئذ في حُكْمِ كشْفِها وكشْفُها لا يجوز، وكالملابس التي هي من سيما الكفار فلا يجوز لبسها لا للرجال ولا للنساء؛ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التشبُّه بهم، وكلبس الرجال ملابس النساء، ولبس النساء ملابس الرجال؛ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تشبُّه الرِّجال بالنساء والنساء بالرجال، وليس اللباس المسمَّى بالبنطلون والقميص مِمَّا يختص لبسه بالكفار، بل هو لباس عامٌّ في المسلمين والكافرين في كثير من البلاد والدول، وإنَّما تنفِرُ النُّفوس من لبس ذلك في بعض البلاد؛ لعدم الإلف ومُخالفة عادة سكَّانها في اللباس وإن كان ذلك موافقا لعادة غيرهم من المسلمين، لكنَّ الأولى بالمسلم إذا كان في بلدٍ لم يعتَدْ أهلُها ذلك اللباس ألا يلبَسه في الصلاة ولا في المجامع العامَّة ولا في الطرقات". انتهى.

    أمَّا ما يعلق بالثِّياب من الأترِبة والغُبار والمعادن وغيرُها من الطاهرات، فلا مانِعَ من الصلاة في الثياب الملوَّثة بِها على الأصل ولو كانت غيرَ نظيفةٍ ما دامتْ طاهِرة، ولكن مع مراعاة عدم تأذَّى المصلين وتلويث المسجد، وإن كان الأفضل والأكمل أن تجعل ثيابًا أخرى نظيفة للصلاة ما لم يشقَّ عليك ذلك.

    وأمَّا قولُه تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 21] فالمقصود به ستْرُ العورة؛ كما روى مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس قال: "كانتِ المرأةُ تطوفُ بالبيْتِ وهى عُريانة فتقول: مَن يعيرُني تِطْوَافًا، تَجعَلُه على فرْجِها وتقول: اليَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلا أُحِلُّهُ، فنزلت هذه الآية {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 21]".

    قال القرطبي في "تفسيره": "دلَّتِ الآيةُ على وُجُوبِ ستر العورة، وقد نصَّ العلماء على أنَّ سترَ العورة شرطٌ من شروطِ صحَّة الصلاة"،، والله أعلم.


    إجابة الشيخ خالد الرفاعي - مراجعة الشيخ سعد الحميد

    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/2469/11115/

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 5:41 am