ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


2 مشترك

    العراق والحرب العالمية الثانية

    تاج العروبة (الفوهرر)
    تاج العروبة (الفوهرر)
    فيلسوف ثمار الأوراق
    فيلسوف ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 598
    العمر : 40
    الموقع : العراق
    العمل/الترفيه : خريج كليه الاداب - قسم الفلسفة
    المزاج : الارادة مفتاح النصر
    نقاط : 104
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    العراق والحرب العالمية الثانية Empty العراق والحرب العالمية الثانية

    مُساهمة من طرف تاج العروبة (الفوهرر) الإثنين سبتمبر 22, 2008 8:18 am

    العراق والحرب العالمية الثانية


    أولاً : الموقع الجغرافي،والثروة النفطية،ومطامع الإمبريالية :
    يتميز الموقع الجغرافي للعراق بأهمية كبرى ، حيث يقع على رأس الخليج العربي، والذي يكوّن مع بقية دول الخليج أكبر مجهز للطاقة في العالم أجمع ، كما يمثل العراق حلقة الاتصال بين أوربا ومنطقة المحيط الهندي ، التي كانت واقعة تحت سيطرة الإمبراطورية البريطانية ، ولذلك وجدنا إمبرياليو الدول الأوربية بشكل عام، وبريطانيا وألمانيا بشكل خاص ، يسعون بكل طاقتهم إلى مد سيطرتهم على العراق، وكان التنافس على أشده بين بريطانيا وألمانيا.
    لقد سعت ألمانيا إلى ربط العراق ، ومنطقة الخليج بخط قطار الشرق السريع ، في محاولة لتمهيد الطريق إلى مد سيطرتها على اكبر مستودع للنفط في العالم ، لكن جهودها لم تتحقق بعد أن خسرت الحرب العالمية الأولى ، وتقدمت الجيوش البريطانية إلى هذه المنطقة ، وبسطت سيطرتها الكاملة عليها ، وهكذا وقع العراق تحت نير الاحتلال البريطاني في أواخر العام الأول ، وبداية العام الثاني للحرب العالمية الأولى التي اندلعت عام 1914 .
    ورغم رفض الشعب العراقي لقوات الاحتلال البريطانية، واندلاع ثورة العشرين، واضطرار بريطانيا إلى تأسيس ما سمي بالحكم الوطني ، والإتيان بالأمير فيصل ابن الحسين ملكاً على العراق ، إلا أن سيطرة بريطانيا على مقدرات العراق عسكرياً واقتصادياً ، وسياسياً ، استمرت عبر أشكال جديدة أخرى . فقد اكتفت بريطانيا بقاعدتي الحبانية الواقعة شمالي بغداد ، والشعيبة الواقعة قرب البصرة ، إضافة إلى قاعدة الرشيد في بغداد ، محتفظة بقوات جوية وبرية فيها، فيما شددت قبضتها على مقدرات العراق عبر المستشارين العسكريين ، والسياسيين ، والاقتصاديين ، والثقافيين، وكان هؤلاء المستشارين هم الحكام الحقيقيين للبلاد ، وكان السفير البريطاني في بغداد صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في حكم العراق ، منذُ ذلك التاريخ، وحتى قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 .
    ولم تتوقف أحلام ألمانيا بالحصول على موطئ قدم لها في العراق ، فقد سعى [هتلر] لتوثيق علاقاته مع الملك غازي ، الذي كان يناصب البريطانيين العداء ، ويحاول التخلص من سيطرتهم ، لكن بريطانيا التي كانت تراقب سياسة الملك غازي ، وتطور الأوضاع المحلية والدولية ، سارعت إلى التخلص منه حيث قتل في ظروف غامضة، وقيل أنه قتل بحادث سيارة ، وأصبح طفله الصغير فيصل الثاني ملكاً على العراق، وجاء البريطانيون بخاله [ عبد الإله ] وصياً على العرش ، وولياً للعهد، حيث بقي مخلصاً للتاج البريطاني حتى مقتله صبيحة ثورة الرابع عشر من تموز 1958 .
    واستمرت جهود ألمانيا للوصول إلى منابع النفط ، دون توقف ، وخاصة عندما أفلحت حركة رشيد عالي الكيلاني بالاستيلاء على السلطة ، في 2مايس 1941، عندما كانت الحرب العالمية الثانية مستعرة ، وانحياز حكومة [الكيلاني ]إلى جانب ألمانيا ، وإعلانها الحرب على بريطانيا ، وتقدمها بطلب المساعدة العسكرية من [هتلر] لكن هتلر لم يستطع إرسال قواته إلى العراق ، مكتفياً بإرسال عدد من أسراب طائراته الحربية لحماية الانقلابيين من القوات البريطانية التي راعها هذا الانقلاب المفاجئ في العراق ، وخطورة وصول ألمانيا إلى منطقة الخليج والسيطرة على منابع النفط فيها، وصممت على إسقاط الحكومة الكيلانية بأسرع ما يمكن ، وإعادة الوصي إلى الحكم من جديد .
    سارعت القوات البريطانية إلى التقدم صوب بغداد واستطاعت احتلالها ، بعد معركة غير متكافئة مع الجيش العراقي ، الذي كان يفتقد إلى السلاح ، والخبرة العسكرية ، مقارنه بالقوات البريطانية ، وهرب رشيد عالي الكيلاني والعقداء الأربعة، قادة الجيش ، الذين اعتمد عليهم الكيلاني في الانقلاب ، إلى خارج العراق ، وعاد الوصي عبد الإله ، والزمرة الحاكمة إلى الحكم من جديد لينفذوا حملة شعواء ضد كل المناهضين للاحتلال البريطاني ، وبذلك ذهبت محاولات هتلر أدراج الرياح، وأحكمت بريطانيا سيطرتها التامة على البلاد .
    لكن الصراع على العراق وثروته النفطية لم ينتهِِ بنهاية الحرب العالمية الثانية ، فقد بدأ بعد الحرب صراع جديد بين الولايات المتحدة ، التي خرجت من الحرب كقوة عظمى ، تمتلك اكبر قوة اقتصادية في العالم ، وبين بريطانيا التي خرجت من الحرب منهكة القوى ، ومثقلة بالديون ، وبدت إمبراطوريتها التي كانت لا تغيب عنها الشمس تتهاوى ، وبدأت الولايات المتحدة تتطلع إلى الهيمنة على منطقة الخليج، واقتسام الثروات النفطية مع بريطانيا ، في بادئ الأمر، ومن ثم للاستحواذ على حصة الأسد فيما بعد .
    لقد بدأ التنافس الأمريكي البريطاني على منطقة الخليج في واقع الأمر منذُ عام 1920، عندما طالبت الولايات المتحدة من بريطانيا ، في مؤتمر [ سان ريمو ]بضرورة مشاركتها بنفط الخليج ، لكن بريطانيا رفضت ذلك رفضاً قاطعاً في ذلك الوقت ، مما حدا بالرئيس الأمريكي [ ودرو ولسن] إلى إرسال رسالة إلى الحكومة البريطانية يقول فيها : {إنكم تريدون ممارسة نوع من الاستعمار ، أصبح موضة قديمة }.(4)
    وفي عهد الرئيس [روزفلت ] جرى ضغط شديد على رئيس الوزراء البريطاني [ونستن تشرشل ] من أجل حصول الولايات المتحدة على نصيب أكبر في نفط الخليج ،وكان تشرشل يقاوم الضغط الأمريكي ، إلا أنه كان عاجزاً عن إيقاف ذلك الضغط ، بسبب ضعف موقف بريطانيا ، فقد كتب تشرشل إلى اللورد [ بيفر بروك] العضو في وزارة الحرب البريطانية يقول فيها رداً على مذكرته حول محاولات الولايات المتحدة : {إنني أفهمك جيداً ولكني أخشى أن عالم ما بعد الحرب قد ينهار إذا دخلناه ونحن في معركة مع الولايات المتحدة حول البترول } .
    لقد بعث الرئيس روزفلت لجنة رئاسية إلى الشرق الأوسط ، زارت كل من السعودية ، والعراق ، وإيران ، والكويت ، والبحرين ، وقطر، وعند عودتها قدمت تقريرها إلى الرئيس [روزفلت ] والذي بدأ بالعبارة التالية : { إن بترول الشرق الأوسط هو أعظم كنز تركته الطبيعة للتاريخ ، وأن التأثير الاقتصادي ، والسياسي لهذا الكنز سوف يكون فادحاً } .وعندما سأل وزير الخارجية [جيمس بيرنز] الرئيس روزفلت ما هي الحصة يا سيادة الرئيس التي ينبغي أن نسيطر عليها من بترول الشرق الأوسط ؟ سكت الرئيس روزفلت برهة ثم أجابه قائلاً :{لا اقل من 100 % } (5)
    وكتب [ هارولد إكس ] إلى روزفلت يقول :
    {إن الشرق الأوسط مجرة كونية هائلة من حقول البترول ، لا يعرف أحد نظيراً لها في الدنيا ، وأن السعودية هي شمس هذه المجرة ، فهي أكبر بئر بترول في الشرق الأوسط، وأن الظروف فيها مناسبة ، حيث فيها الملك عبد العزيز آل سعود يريد شيئين ، المال
    وحماية العرش ، وإن على الولايات المتحدة أن تقوم بتأمين ذلك ، وبالفعل فقد تم ترتيب الأمر مع الملك عبد العزيز عندما التقاه الرئيس [روزفلت] على ظهر الطراد الأمريكي [كويني ] في البحيرات المرة ، وسط قناة السويس ، وحصلت أمريكا على نفط السعودية ، بموجب الاتفاق بين الملك وشركة [أرامكو ]المؤلفة من أربعة شركات نفطية هي [نيوجرسي ] و[ تكساسكو ] و [ سوكال ] و [سكسوني ] بنسب متساوية .
    لقد وقف رئيس أكبر شركة نفط أمريكية [سكسوني فاكوم ] عام 1945 ليقول بالحرف الواحد : { إن إدارة شؤون البترول تختلف عن إدارة شؤون أية سلعة أخرى ، ذلك أن شؤون البترول في 90% منها سياسية ، و10 % منها فقط بترول ، ثم زاد قائلاً، إذا كان محتماً على الولايات المتحدة أن تدير شؤون البترول في العالم ، فإن عليها أن تدرك طوال الوقت بأنها مطالبة بأن تفعل ذلك حتى خارج حدود سياستها الإقليمية ، وخارج قيود القانون الدولي إذا دعى الأمر ذلك }.كما استحوذت الولايات المتحدة على النفط الإيراني بعد أن أفلحت في أحداث انقلاب عسكري ضد حكومة الدكتور [محمد مصدق ] مزيحة الهيمنة البريطانية المطلقة على نفط الخليج وتمكن الإمبرياليون الجدد من السيطرة على 5,4% من نفط الخليج حتى عام 1953 بعد أن كانت حصتها عام 1946 لا تتجاوز 35, 3 %، في حين هبطت حصة بريطانيا من 49,9 % إلى 28,4% .
    أما الرئيس الأمريكي [ جيمي كارتر ] فقد أعلن أمام الكونجرس في 23 كانون الثاني 1980ما عرف آنذاك [بمبدأ كارتر ] حيث قال :{ إن أي محاولة من جانب أي قوى للحصول على مركز سيطرة في منطقة الخليج سوف يعتبر في نظر الولايات المتحدة كهجوم على المصالح الحيوية بالنسبة لها ، وسوف يتم رده بكل الوسائل ، بما فيها القوة العسكرية } .
    هكذا إذاً كان الصراع محتدماً بين الإمبرياليين أنفسهم ، ومنذُ أمد بعيد على منطقة الخليج ، وثروتها النفطية ، وبطبيعة الحال فإن العراق، بموقعه الجغرافي، وبما يملكه من ثروة نفطية هائلة ، كان في لب الصراع الإمبريالي للهيمنة عليه .
    ثانياً :التركيبة السكانية للعراق :
    تعتبر التركيبة السكانية للعراق فريدة من نوعها ، نظراً لتعددها واختلافها ، فالعراق يضم قوميات مختلفة أولاً ، واديان وطوائف متباينة ثانياً ،وبالرجوع إلى الإحصاء العام
    للسكان ، عام 1957، والذي يعتبر أدق إحصاء جرى حتى ذلك التاريخ ، ظهر أن تعداد نفوس العراق كان آنذاك ستة ملايين ونصف نسمة موزعة كما يلي :
    1ـ القومية العربية، وقد بلغ مجموع نفوسها 5,018,262 نسمة، أي ما يعادل 80 % من السكان .
    2 ـ القومية الكردية ، وقد بلغ مجموع نفوسها 1,042,774 نسمة أي ما يعادل 16% من السكان .
    3 ـ القومية التركمانية ، وقد بلغ مجموع نفوسها 136,806 نسمة ، أي ما يعادل 2%من السكان .
    4 ـ القومية الآشورية ، وقد بلغ مجموع نفوسها 100,000 نسمة ، أي ما يعادل 1,5 %من السكان .
    هذا ما يخص التوزيع القومي للسكان ، أما بالنسبة لتوزيع الأديان فهي كما يلي :
    1 ـ المسلمون : وقد بلغ تعدادهم 6,057,493نسمة ( أي أغلبية السكان) .
    2 ـ المسيحيون : وقد بلغ تعدادهم 202, 206 نسمة .
    3 ـ أقلية يهودية : وكانت تقدر بعشرات الآلاف عام 1947، غير أن الدولة أسقطت عنهم الجنسية العراقية عام 1948 ، وتم تسفيرهم إلى إسرائيل ، ولم يبقَ منهم سوى 4906نسمة .
    4 ـ أقلية يزيدية في منطقة الشيخان ، وسنجار وبعض القرى التابعة للواء [ محافظة] الموصل .
    5 ـ أقلية صابئة يسكن أغلبها لوائي العمارة وبغداد .
    أما التوزيع الطائفي في العراق فهو على الوجه التالي :
    1 ـ المسلمون الشيعة : ويمثلون 50% من سكان العراق ، ويسكنون المناطق الوسطى ، والجنوبية.
    2 ـ المسلمون السنة ، ويمثلون 35% من سكان العراق ، ويسكنون المنطقة الشمالية ، وبغداد ، والانبار .
    3ـ المسيحيون ، واليزيدية ، والصابئة ، واليهود ، ويمثلون 15% من سكان العراق، علماً أن المسيحيين ينتمون إلى طوائف عدة منهم الكاثوليك ، والبروتستنت، والأرثدوكس ، والكلدان .
    التقسيم الطبقي للسكان
    يتوزع التقسيم الطبقي للسكان كما يلي :
    1 – طبقة الفلاحين الذين يمثلون أغلبية الشعب العراقي [حوالي 75% من السكان ]، وأغلبيتهم الساحقة كانوا يعملون أُجراء لدى الإقطاعيين ، ولا يحصلون إلا على القوت البسيط لإدامة الحياة .
    2 ـ طبقة الإقطاعيين ، والملاكين الكبار ، الذين يملكون 75 % من الأراضي الزراعية ، ويشكلون أعمدة السلطة في النظام الملكي . (6)
    3 ـ الطبقة الوسطى [ البرجوازية الصغيرة ] وتمثل هذه الطبقة الحرفيين والكسبة والموظفين ، والمثقفين ، وكانت هذه الطبقة تعاني من الاستغلال الرأسمالي ، وسوء معاملة الدولة ، وجهازها الإداري ، واتصفت مواقفها بالوطنية ، وكان لها دور كبير في الكفاح ضد الاستعمار ، وحليفته الرجعية ، ولعبت دوراً بارزاً في نشاط الأحزاب السياسية الوطنية ، وبرز منها فئات من المثقفين الثوريين الذين لعبوا دوراً هاماً في الدفاع عن حقوق الشعب السياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، وذلك من خلال انتمائها إلى الأحزاب السياسية المعارضة لسياسة السلطة ، وبذلت جهوداً كبيرة من أجل توعية الشعب ، ودفعه للمطالبة بحقوقه المشروعة . كما ضمت هذه الطبقة مجموعة كبيرة من الضباط الوطنيين الذين كان لهم دور فاعل في إسقاط النظام الملكي في ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 .
    4 ـ الطبقة البرجوازية الوطنية ، وكانت هذه الطبقة ضعيفة نسبياً ، بسبب تخلف البلد في المجال الاقتصادي ، واقتصاره على الصناعات الخفيفة ، أو الحرفية ، إلا أن هذه الطبقة بدأت بالنمو بعد الحرب العالمية الثانية ، ولكنها لم تصل إلى مصاف الطبقات البرجوازية في الدول المتقدمة ، وقد لعب عدد من الشخصيات المنتمية لهذه الطبقة دوراً هاماً في نشاط الأحزاب السياسية الوطنية .
    5 ـ طبقة العمال ، وقد كانت هذه الطبقة في بادئ الأمر ضعيفة نسبياً ، بسبب تخلف البلاد ، وافتقارها إلى المشاريع الصناعية ، ولكن هذه الطبقة بدأت تنمو بعد اكتشاف النفط ، واستخراجه، مما وفر المجال لاستخدام أعداد كبيرة من العمال . كما ساعد على توفير الأموال اللازمة لإقامة عدد من المشاريع الصناعية ، ومع مرور الأيام ، وتطور الصناعات الوطنية ، وإنشاء المشاريع الجديدة ، أصبحت الطبقة العاملة قوة لا يستهان بها ، حيث بلغت عام 1957 حوالي النصف مليون عامل ، وقد لعبت الطبقة العاملة دوراً بارزاً في الكفاح السياسي الذي خاضه الشعب ضد استغلال الشركات النفطية ، وضد السلطة العميلة للإمبريالية ، وقدمت تضحيات كبيرة خلال نضالها من أجل حرية الوطن ، ومن أجل الحقوق العامة للشعب ، والتي اغتصبتها السلطة الحاكمة .
    ثالثاً :أثر التركيبة السكانية في تطور الأوضاع السياسية في العراق:
    إن التشكيلة الفريدة للمجتمع العراقي جعلت من العسير توحيد صفوف الشعب ، و قواه السياسية ، وتركيز الجهود لتحقيق أماني الشعب في حياة حرة كريمة ، بعيداً عن سيطرة الإمبريالي .
    لقد استغلت الإمبريالية هذا التعدد القومي والطائفي والمذهبي لتمزيق صفوف الحركة الوطنية ، واستعداء بعضها ضد البعض الآخر ، وإثارة النعرات الطائفية ، والتعصب القومي ، من أجل تسهيل وإدامة هيمنتها ، واستغلالها لثروات البلاد .
    لقد كان للإمبرياليين اليد الطولى في إثارة الحروب بين الأكراد والدولة ، وإذكاء تلك الحروب ، ومدهم بشتى المساعدات ، لا حباً بالشعب الكردي ، ولا حرصاً على مصالحه وحقوقه القومية المشروعة ، والتي كان يناضل من أجلها ، ولكن من أجل تحقيق أهدافهم ، وتأمين مصالحهم، فكم هي المرات التي تنكروا فيها للشعب الكردي ، وتركوه تحت رحمة الحاكمين .
    كما عمل الإمبرياليون على إثارة النعرات القومية بين الأكراد ،والتركمان في كركوك وخلقوا نوعاً من العداء المستحكم بين القوميتين أدى إلى وقوع الصدامات بينهم باستمرار . وعمل الإمبرياليون البريطانيون على إثارة النعرات الطائفية بين الشيعة والسنة، ليعملوا على تمزيق وحدة الشعب وأشغاله عن العدو الحقيقي، الإمبريالية، وعملوا على إثارة المشاكل بين الآشوريين والدولة وأبناء الشعب، مما تسبب في وقوع العديد من الصدامات بين الأهالي وجنود الليفي الآشوريين، وشجعوا الزعيم الروحي للآشوريين [ المار شمعون] على حمل السلاح ضد سلطة الدولة، مما تسبب في وقوع مصادمات عنيفة مع الجيش ، ذهب ضحيتها المئات من الآشوريين ، وقوات الجيش وأفراد العشائر. (7)
    كما شجعوا اليزيديين على التمرد ضد الدولة وأدى ذلك على وقوع صدام مسلح بين اليزيدية والجيش ، وسقط المئات ضحية تلك المصادمات .
    كما كانت للإمبرياليين اليد الطولى في الصراعات العشائرية، ووقوع الصدامات المسلحة فيما بينها وبين العشائر والدولة ، وكان للصراعات العشائرية دوراً كبيراً في إسقاط العديد من الوزارات ، والأتيان بوزارات أخرى .
    لقد استهدفت الإمبريالية البريطانية من كل تلك الصراعات تمزيق وحدة الشعب، وإضعاف كفاحه من أجل الحرية والاستقلال ، وإشغاله بدوامات من العنف والكراهية بين أبناء الشعب الواحد .
    لقد اعتمد الإمبرياليون على طبقة الإقطاعيين ، وكبار الملاكين العقاريين ، الذين ربطوا مصيرهم بهم ، وكانوا أدوات طيعة تنفذ مخططاتهم وأهدافهم الساعية لإحكام السيطرة على مقدرات البلاد ، ونهب ثرواتها وخيراتها ،محققين لهم عيشاً رغيداً ، وحياة هانئة ، على حساب الشعب الغارق في الفقر والجهل والمرض ، محروماً من ابسط متطلبات الحياة ، من غذاء وكساء ومساكن ، وخدمات صحية وتعليمية وغيرها
    المصادر
    (1)يقصد بالطوب، المدفع، أما المكوار فهو عبارة عن عصا برأسها قطعة حديد، أو كرة من القار الصلب .
    (2)أوهام القوة والنصر ـ محمد حسنين هيكل ـ ص 71 .
    (3)نفس المصدر السابق ـ ص 74 .
    (2) نفس المصدر السابق ـ ص 75 .
    (5) نفس المصدر السابق .
    (6) ملاحظات أولية في الإصلاح الزراعي ـ زكي خيري ـ ص ـ 43.
    (7)تاريخ الوزارات العراقية ـ الحسني ـ ج 1 ـ ص ـ 304


    حسين الخزاعي (الفوهرر) - العراق
    فاطمة الزهراء
    فاطمة الزهراء
    ركن أساسي ساهم في رفعة المنتدى
    ركن أساسي ساهم في رفعة المنتدى


    عدد الرسائل : 301
    العمر : 34
    الموقع : فلسطينية بفضل الله
    العمل/الترفيه : طالبة جامعية_تربية إسلامية(د.جامعية في المستقبل إن شاء الله)
    المزاج : متفائلة..وأحب الخير لجميع الناس
    نقاط : 9
    تاريخ التسجيل : 18/09/2008

    العراق والحرب العالمية الثانية Empty رد: العراق والحرب العالمية الثانية

    مُساهمة من طرف فاطمة الزهراء الإثنين سبتمبر 22, 2008 4:27 pm

    جزاك الله خيرا أخي وبارك فيك**بس أنا عندي ملحوظة صغيرة ..مشاركاتك كتير طويلة ياريت_ بعد إذنك_ لو تقصرها شوي عشان الأعضاء يتشجعه لقرائت مشاركاتك أو إنك تقسم الموضوع لأكتر من جزء..لأنه أنا ما بدي إنك تتعب نفسك في الكتابة وبالأخير ما يقرأها حد ..وبوركت أخي على مجهودك المبارك إن شاء الله..
    **تحياتي**
    فاطمة الزهراء
    فاطمة الزهراء
    ركن أساسي ساهم في رفعة المنتدى
    ركن أساسي ساهم في رفعة المنتدى


    عدد الرسائل : 301
    العمر : 34
    الموقع : فلسطينية بفضل الله
    العمل/الترفيه : طالبة جامعية_تربية إسلامية(د.جامعية في المستقبل إن شاء الله)
    المزاج : متفائلة..وأحب الخير لجميع الناس
    نقاط : 9
    تاريخ التسجيل : 18/09/2008

    العراق والحرب العالمية الثانية Empty رد: العراق والحرب العالمية الثانية

    مُساهمة من طرف فاطمة الزهراء الإثنين سبتمبر 22, 2008 4:29 pm

    ملاحظة أخرى.. مشاركاتك كتير حلوة بارك الله فيك ونفع بك Wink
    تاج العروبة (الفوهرر)
    تاج العروبة (الفوهرر)
    فيلسوف ثمار الأوراق
    فيلسوف ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 598
    العمر : 40
    الموقع : العراق
    العمل/الترفيه : خريج كليه الاداب - قسم الفلسفة
    المزاج : الارادة مفتاح النصر
    نقاط : 104
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    العراق والحرب العالمية الثانية Empty رد: العراق والحرب العالمية الثانية

    مُساهمة من طرف تاج العروبة (الفوهرر) الخميس مايو 28, 2009 7:20 am

    بارك الله فيكي يا اخت فاطمة الزهراء وجزاكي الله خير على مرورك وتعليقك الرائع على الموضوع ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 1:28 pm