ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


3 مشترك

    أولوية الاصول على الفروع

    ام عائشه
    ام عائشه
    ركن أساسي ساهم في رفعة المنتدى
    ركن أساسي ساهم في رفعة المنتدى


    عدد الرسائل : 496
    الموقع : أرض الله _ القاهرة
    العمل/الترفيه : حب الله وحب الخير للجميع
    المزاج : الحمد لله رب العالمين
    نقاط : 286
    تاريخ التسجيل : 01/10/2008

    أولوية الاصول على الفروع Empty أولوية الاصول على الفروع

    مُساهمة من طرف ام عائشه الأحد ديسمبر 07, 2008 10:00 am



    أولوية الأصول على الفروع

    أول ما ينبغي الاهتمام به في مجال المأمورات الشرعية، هو: تقديم الأصول على الفروع.

    ونعني بتقديم الأصول: تقديم ما يتصل بالإيمان بالله تعالى وتوحيده، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهي أركان الإيمان كما بينها القرآن الكريم.

    يقول تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين).

    وقال تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون، كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير).

    وقال تعالى: (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا).

    وإنما لم تذكر الآيات الإيمان بالقدر ضمن أصول العقيدة، لأنه داخل في مضمون الإيمان بالله تعالى. فالإيمان بالقدر إيمان بمقتضى الكمال الإلهي، وشمول علمه، وعموم إرادته، ونفوذ قدرته.

    والعقيدة هي الأصل، والتشريع فرع عنه.

    والإيمان هو الأصل، والعمل فرع عنه.

    ولا نريد أن ندخل في جدل المتكلمين حول علاقة العمل بالإيمان: أهو جزء منه أم ثمرة له؟ أهو شرط لتحققه أم دليل كماله؟

    فالإيمان الحق لابد أن يثمر عملا، وعلى قدر تمكن الإيمان ورسوخه تكون الأعمال، من فعل المأمور، أو اجتناب المحظور.

    والعلم الذي يؤسس على إيمان صحيح لا وزن له عند الله، وهو كما صوره القرآن: (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه، والله سريع الحساب).

    لهذا كان الأمر الأحق بالتقديم والأولى بالعناية من غيره، هو تصحيح العقيدة، وتجريد التوحيد، ومطاردة الشرك والخرافة، وتعميق بذور الإيمان في القلوب، حتى تؤتي أكلها بإذن ربها، وحتى تغدو كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" حقيقة في النفس، ونورا في الحياة، يبدد ظلمات الفكر، وظلمات السلوك.

    يقول المحقق ابن القيم:

    "اعلم أن أشعة: "لا إله إلا الله" تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه، فلها نور. وتفاوت أهلها في ذلك ـ قوة وضعفا ـ لا يحصيه إلا الله تعالى".

    فمن الناس: من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس.

    ومنهم: من نورها في قلبه كالكوكب الدري.

    ومنهم: من نورها في قلبه كالمشعل العظيم.

    وآخر: كالسراج المضيء. وآخر كالسراج الضعيف.

    ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم، وبين أيديهم، على هذا المقدار، بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة، علما وعملا، ومعرفة وحالا.

    وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد: أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته. حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة، ولا ذنبا، إلا أحرقه. وهذا حال الصادق في توحيده. الذي لم يشرك بالله شيئا.

    ومن عرف هذا عرف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله"، وقوله: "لا يدخل النار من قال: لا إله إلا الله"، ما جاء من هذا الضرب من الأحاديث التي أشكلت على كثير من الناس، حتى ظنها بعضهم منسوخة، وظنها بعضهم قيلت قبل ورود الأوامر والنواهي، واستقرار الشرع. وحملها بعضهم على نار المشركين والكفار. وأول بعضهم الدخول بالخلود. وقال: المعنى لا يدخلها خالدا. ونحو ذلك من التأويلات المستكرهة.

    والشارع ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ لم يجعل ذلك حاصلا بمجرد قول اللسان فقط. فإن هذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام. فلابد من قول القلب، وقول اللسان. وقول القلب: يتضمن من معرفتها، والتصديق بها، ومعرفة حقيقة ما تضمنته ـ من النفي والإثبات، ومعرفة حقيقة الإلهية المنفية عن غير الله، المختصة به، التي يستحيل ثبوتها لغيره، وقيام هذا المعنى بالقلب ـ علما ومعرفة ويقيا وحالا ـ ما يوجب تحريم قائلها على النار.

    نعم من قالها بلسانه، غافلا عن معناها، معرضا عن تدبرها، ولم يواطئ قلبه لسانه، ولا عرف قدرها وحقيقتها، راجيا مع ذلك ثوابها، حطت من خطاياه بحسب ما في قلبه، فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض. والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدا، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض".
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أولوية الاصول على الفروع Empty رد: أولوية الاصول على الفروع

    مُساهمة من طرف أحمد الجمعة يونيو 12, 2009 9:51 am

    جزاك الله خيرا أختي الكريمة

    موضوع في منتهى الأهمية

    جعله الله في ميزان حسناتكم

    :798/7487:
    نسر وحكايه
    نسر وحكايه
    ركن أساسي ساهم في رفعة المنتدى
    ركن أساسي ساهم في رفعة المنتدى


    عدد الرسائل : 2159
    العمر : 32
    الموقع : رحال فى بلاد الله
    العمل/الترفيه : طالب بكلية الدعوه الإسلاميه بلقاهره
    المزاج : الحمد لله _ دعواتكم ليه بالتوفيق اخوتى فى الله
    نقاط : 2649
    تاريخ التسجيل : 23/09/2008

    أولوية الاصول على الفروع Empty رد: أولوية الاصول على الفروع

    مُساهمة من طرف نسر وحكايه السبت يونيو 13, 2009 2:41 am

    جزاكى الله خيرا اختى الفاضله

    جعله ربى فى ميزان حسناتك
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16801
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39131
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    أولوية الاصول على الفروع Empty رد: أولوية الاصول على الفروع

    مُساهمة من طرف أحمد السبت يونيو 13, 2009 5:05 am

    قال ابن القيم - رحمه الله - " من تامل الشريعة ، فى مصادرها ومواردها ، علم ارتباط اعمال الجوارح باعمال القلوب ، وانها لا تنفع بدونها ، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من اعمال الجوارح ، وهل يميَز المؤمن من المنافق إلا بما فى قلب كل واحد من الأعمال التى ميَزت بينهما ؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح ، واكثر وأدوم ، فهى واجبة فى كل وقت "

    وقال أيضا : -رحمه الله - " أعمال القلوب هى الأصل ، واعمال الجوارح تبع ومكملة ، وإن النية بمنزلة الروح ، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء الذى إذا فارق الروح فموات ، فمعرفة أحكام القلب اهم من معرفة أحكام الجوارح "

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 11:39 pm