أتت امرأة مصرية الشيخ رزق الله النّحاس أحد المنجمين بمصر، وسألته أن يقرأ لها طالعها وأعطته درهماً أجراً له. فقاس ارتفاع الشمس وحقّق درجة الطالع والبيوت الاثني عشر ومراكز الكواكب، ورسم ذلك كله في تخت، وجعل يتكلّم على بيت بيت منها ويخبرها بطالعها وهي ساكتة واجمة. فوجم هو لوجومها وأدركه فتور فسكت. ثم عاود الكلام وقال: أرى فيما يتّصل بالمال أنك تفقدين جانباً من مالك عما قريب، فاحترسي. فقالت: الآن أصبت وصدقت، وقد كان والله ما ذكرتَ. قال: وهل ضاع لكِ شيء؟ قالت: نعم، الدرهم الذي أعطيتُك الآن إيّاه! وتركتْه وانصرفت.
من كتاب "تاريخ الحكماء" للقِفْطي.
من كتاب "تاريخ الحكماء" للقِفْطي.