ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:43 am

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    بقلم الأستاذ صفاء الدين العراقي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
    أما بعد...
    فهذه دروس موجزة شرحت فيها متن قطر الندى للإمام ابن هشام الأنصاري رحمه الله تعالى وضعتها للذين اجتازوا الآجرومية.
    وقد ضمنتها عبارات الشيخ العلامة الزاهد مفخرة أهل العراق عبد الكريم الدبان الكيلاني الحسني رحمه الله ( ت 1413 هـ ) في كتابه توضيح قطر الندى، لجودتها بحيث يستفيد الطالب فائدتين فهم متن قطر الندى، وفهم التوضيح.
    والمرجو من الإخوة أن يعينوني على تصحيح الأخطاء اللفظية والمعنوية فإن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
    والله أسأل التوفيق والإخلاص إنه ولي ذلك والقادر عليه.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:44 am

    الدرس الأول من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس الأول



    مقدمة



    ( النحو: قواعد يعرف بها أحوال أواخر الكلمات العربية في حال تركيبها من حيث الإعراب والبناء.
    وموضوعه: الكلمات العربية في حال تركيبها من حيث الإعراب والبناء.
    وفائدته: صون اللسان عن الخطأ في الكلام، والاستعانة به على فهم القرآن والسنة ).
    النحو هو قواعد لغوية مثل: ( الفاعل مرفوع ) ( والمفعول به منصوب) ( والاسم المسبوق بحرف جر مجرور ) ( والفعل المضارع المسبوق بأداة جزم مجزوم ) ( والفعل الماضي مبني على الفتح ) تتعلق بأواخر الكلمات العربية لأن النحو لا يبحث إلا في الحرف الأخير من الكلمة دون أوائلها وأواسطها.
    فإذا قلنا: ( جاءَ زيدٌ ) يبحث النحو في الهمزة من جاءَ من حيث كونها مبنية على الفتح، وفي الدال من زيد من حيث كونها مرفوعة بالضمة.
    ويكون البحث هو عن الكلمة إذا كانت في جملة لا قبل دخولها الجملة، فجاء لوحدها، وزيد لوحدها لا يبحث فيهما النحو فإذا جمعنا بينهما وقلنا: ( جاءَ زيدٌ ) صارتا من مباحث النحو، وهذا هو معنى قولنا في حال تركيبها أي تركيب الكلمة مع كلمة أخرى في جملة مفيدة.
    ثم إن قواعد النحو إنما يعرف بها حال آخر الكلمة العربية في داخل الجملة المفيدة هل هي معربة أو مبنية ؟ فمدار النحو كله على هذين الحالين اللذين يعرضان على الكلمة وهما: الإعراب والبناء.
    فهذا ما يتعلق بتعريف علم النحو.
    وأما موضوعه فلا بد أن نعرف ما المقصود أولا بالموضوع.
    فالموضوع هو: الشيء الذي يُبحث عنه في العلم.
    فمثلا يبحث في علم الطب عن بدن الإنسان من حيث علاجه من الأمراض، فيكون هذا موضوعه وبالتالي تكون جميع مسائله تدور حول هذا الأمر.
    وكذلك الكلمات العربية من حيث ما يعرض لها من إعراب وبناء هي موضوع علم النحو وكل قواعد النحو تدور عليها.
    وأما فائدته فهي:
    أولا: صون اللسان عن الخطأ في الكلام فلا نرفع المنصوب ولا ننصب المرفوع مثلا أي نحفظ اللسان عن اللحن.
    وثانيا: نستعين بقواعد هذا العلم على فهم مراد الله سبحانه ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن القرآن والسنة عربيان فصيحان، فلا بد لفهمهما من معرفة لغة العرب جيدا. ولما كان موضوع علم النحو هو الكلمة لزم أن نبين معناها ونذكر أقسامها فنقول:
    الكلمة: قولٌ مفردٌ، والقول هو: اللفظ الدال على معنى، واللفظ هو: صوت مشتمل على بعض الحروف،سواءدَلَّ على معنى أم لا، أي أن اللفظ قسمان: مستعمل مثل زيد، ومهمل مثل ديز، وأما القول فكله مستعمل فلا يسمى ديز قولا.
    والمفرد هو: ما لا يدل جزؤه على جزء معناه، مثل كلمة زيد فإن أجزائه هي: ( ز- ي- د ) لا تدل على شيء مما يدل هو عليه فهل تدل الزاي على يده أو رأسه، أو تدل الياء على بطنه أو رجله ؟ لا شيء من ذلك بل هي حروف لا معنى لها لوحدها فإذا اجتمعت صارت كلمة، وهكذا قل في رجل ونخلة وكتاب فأجزاؤها لا تدل على معنى.
    فالكلمة إذًا هي: اللفظة الواحدة الدالة على معنى.
    وأما المركب فهو: ما يدل جزؤه على جزء معناه، مثل غلام زيد، فهذا مركب لأن غلاما يدل على شطر المعنى، وزيدا يدل على الشطر الثاني وكذا قل في سيارة جميلة، وكتاب كبير، وجاءَ زيدٌ فكلها مركبات.
    والكلمة تنقسم لثلاثة أقسام هي: اسم وفعل وحرف.
    فالاسم هو: كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمن، ومعنى قولنا ( في نفسها ) أنها تدل على معنى مستقل بالفهم أي لا تحتاج لشيء آخر يظهر معناها كزيد يفهم منه اسم شخص، وكهند يفهم منه اسم امرأة ولو لم نضعهما في جملة.
    والفعل هو: كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بزمن، مثل قامَ ويقومُ وقمْ، فتفهم معانيها من غير ضم كلمة إليها.
    والحرف هو: كلمة دلت على معنى في غيرها ولم تقترن بزمن، مثل ( في ) فلا يفهم منها معنى وإنما يظهر معناها في داخل الجملة مثل: المؤمن في المسجد.
    ولكل قسم من أقسام الكلمة علامة تدل عليه، فعلامات الاسم وخواصه هي:
    1- دخول أل عليه مثل الرجل، القائم.
    2- التنوين وهو: نون ساكنة تلحق الآخر لفظا لا خطا، وينشأ التنوين من ضمتين أو فتحتين أو كسرتين: ( رجلٌ- رجلًا- رجلٍ ).
    أمَّا نون التوكيد الخفيفة مثل: اذهبَنْ يازيدُ، فإنها -وإن كانت نون ساكنة- تكتبُ وتُلفَظ، وتُلحَق بالفعل.
    3- النداء مثل يا زيدُ أقبلْ، ويا هندُ أقبلي فالمنادَى يكون اسما.
    4- الجر وهو: الكسرة التي يحدثها العامل في آخر الكلمة، تقولُ: خرجتُ من دارِ زيدٍ، فدار اسم لأنه مجرور بمِنْ، وزيد اسم لأنه مجرور بالإضافة.
    5- الإسناد إليه أي وقوع الكلمة مسندا إليه تقول: حضرَ رجلٌ، وزيدٌ ذاهبٌ،فرجل وزيد اسمان، لأنك أسندت الحضور إلى الأول والذهاب إلى الثاني، وتاء الفاعل اسم تقول: حضرتُ وحضرتَ وحضرتِ،فقد أسندتَ الحضور إلى التاء أي إلى نفسِك في الأول،وإلى المخاطبِ في الثاني، وإلى المخاطبةِ في الثالث.
    فإذا قَبِلَت الكلمة هذه العلامات أو بعضها فهي اسم، وبعض الأسماء يَقبَل جميع العلامات كرجل، وبعضها يقبلها ماعدا ( أل ) كزيد، فإنه يقبل التنوين والنداء والجر والإسناد إليه، ولكنه لا يقبل أل، وبعضها لايقبل إلا الإسنادإليه كتاء الفاعل، ومثله أنا وأنت وهو وغيرها من الضمائر.

    ( شرح النص )


    قال الإمامُ أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنِ يوسفَ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ هشامٍ الأنصاريُّ المصريُّ ( ت 761 هـ ) رحمه الله تعالى:
    بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ


    الكلِمَةُ قولٌ مفرَدٌ.
    وأقْسامُها ثلاثةٌ: اسمٌ، وفعلٌ وحرفٌ.
    فأمّا الاسمُ فيُعرَفُ بأَلْ كالرجلِ، والتنوينِ كرجلٍ، وبالحديثِ عنهُ كتاءِ ضربْتُ.
    .............................. .............................. .............................. ............................
    بدأ بـ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحمِ الرَّحِيمِ ) تبركا بها واستعانة بالله سبحانه على تأليف هذا المصنف واقتداء بالقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يبدأ رسائله بالبسملة، ثم ابتدأ ببيان الكلمة لأنها موضوع علم النحو (الكلِمَةُ قولٌ مفرَدٌ ) القول هو: اللفظ الموضوع لمعنى، والمفرد هو: الذي لا يدل جزء لفظه على جزء معناه، كزيد (وأقْسامُها ثلاثةٌ: اسمٌ، وفعلٌ وحرفٌ ) والدليل على حصرها بهذه الأنواع هو أن علماء النحو تتبعوا كلام العرب، فلم يجدوا إلا ثلاثة أنواع، ولو كان هنالك نوع رابع لعثروا على شيء منه، ثم لما قسم الكلمة أخذ يذكر ما يميز كل قسم عن الآخر فبدأ بالاسم ( فأمّا الاسمُ فيُعرَفُ بأَلْ كالرجلِ ) وهذه علامة من أوله ( والتنوينِ كرجلٍ ) والتنوين هو: نون ساكنة تلحق الآخر لفظا لا خطا، وهذه علامة من آخره (وبالحديثِ عنهُ كتاءِ ضربْتُ ) أي الإسناد إليه وهذه العلامة معنوية، وليس قصد المؤلف حصر العلامات بثلاث بل ذكر بعض منها وقد ذكر علامتين لفظيتين، وعلامة معنوية تعرف بالعقل لا باللفظ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:46 am

    الدرس الثاني من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس الثاني

    الإعراب والبناء



    قد مر أن النحو إنما يبحث عن حال الإعراب وحال البناء اللذين يعرضان على آخر الكلمات، فتكون الكلمة معربة أو مبنية ونريد أن نبين المقصود بهما.
    فالمعرب هو: ما يتغير آخِرُه بسبب اختلاف العوامل الداخلة عليه. وهو يدخل الاسم والفعل المضارع فقط.
    وألقاب الإعراب- أي أقسامه- أربعةٌ: رفع، ونصب، وجر، وجزم، والجرّ خاص بالأسماء، والجزم خاص بالأفعال.
    أَمَّا الرفع والنصب فيشترك فيهما الأسماء والأفعال.
    مثال المعرب من الأسماء: ( زيد ) تقول: جاءَ زيدٌ، ورأيتُ زيدًا، ومررتُ بزيدٍ، فزيد معرب لأن آخره ( وهو الدال) قد تغيَّرَ، فهو في الجملة الأولى مرفوع لأنه فاعل، وفي الثانية منصوب لأنه مفعول به،وفي الثالثة اسم مجرور بإلى.
    ومثال المعرب من الأفعال: ( يذهب ) تقول: يذهبُ زيدٌ، ولنْ يذهبَ خالدٌ، ولمْ يذهبْ بكرٌ. فالفعل يذهب معرب،لأنَّ آخره ( وهو الباء ) قد تغير، فهو في الجملة الأولى مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم، وفي الثانية منصوب بلن، وفي الثالثة مجزوم بلم.
    والمبني هو: مايلزم آخِرُه حالةً واحدةً، ولواختلفت العوامل. وهو يدخل الأسماء والأفعال والحروف.
    والحروف كلها مبنية، والأفعال أكثرها مبنية، والأسماء أكثرها معربة.
    وألقاب البناء أربعة: ضمٌ وفتحٌ وكسرٌ وسكون.
    مثال المبني من الأسماء: ( هؤلاءِ ) تقول: جاء هؤلاءِ، ورأيتُ هؤلاءِ، وذهبتُ إلى هؤلاءِ.
    فهؤلاء اسم مبني لأن آخره وهو ( الهمزة ) لم يتغير بل بقي محافظا على الكسر، وهو في الجملة الأولى في محل رفع لأنه فاعل، وفي الجملة الثانية في محل نصب لأنه مفعول به، وفي الثالثة في محل جر بإلى، لأن الأسماء المبنية يكون أثر العامل فيها أي الرفع والنصب والجر في محل الكلمة.
    ومثال المبني من الأفعال: ( يذهَبَنَّ ) تقول هلْ يذهَبنَّ أخوكَ، ولنْ يذهَبَنَّ زيدٌ، ولمْ يذهَبَنَّ خالدٌ.
    فالفعل يذهَبَنَّ لم يتغير آخره وهو ( الباء ) بل بقي مبنيا على الفتح، لأن الفعل المضارع يبنى على الفتح إذا اتصلت به نون النسوة، وهو في الجملة الأولى في محل رفع لأنه مجرد عن الناصب والجازم، وفي الثانية في محل نصب بلن، وفي الثالثة في محل جزم بلم، لأن الأفعال المبنية يكون أثر العامل فيها أي الرفع والنصب والجزم في محل الكلمة.
    ومثال المبني من الحروف: ( لَمْ ) وهو حرف جزم مبني على السكون، و ( وَ ) وهو حرف عطف مبني على الفتح، و ( بـ ِ ) وهو حرف جر مبني على الكسر، و ( مُنْذُ ) نحو ما رأيتُهُ منْذُ شهرٍ، وهو حرف جر مبني على الضم.
    الأسماء المبنية


    مِن الأسماء ما هو مبني على السكون مثل ( أَنَا )، ومنها ما هو مبني على الفتح مثل تاء الفاعل في نحو ( ضربْتَ )، ومنها ما هو مبني على الكسر مثل ( هؤلاءِ )، ومنها ما هو مبني على الضم مثل ( نَحْنُ ).
    ومن الأسماء المبنية على الفتح الأعداد من: ( 11 إلى 19 ) باستثناء 12 فإنه معرب.
    تقول: جاءَ أحدَ عشرَ رجلًا، ورأيتُ أحدَ عشرَ رجلًا، ومررتُ بأحدَ عشرَ رجلًا.
    وهو مبني على فتح الجزأَين، الجزء الأول ( أحدَ ) والجزء الثاني ( عشرَ ) ونقول في إعرابه: اسم مبني على فتح الجزأين في محل رفع فاعل في المثال الأول، وفي محل نصب مفعول به في المثال الثاني، وفي محل جر بالباء في المثال الثالث.
    أي أن الإعراب لا يكون على الجزء الأول بل الكلمة بجزأيها معا تعربان إعرابا واحدا لأنهما مزجتا وجعلتا اسما واحدا.
    وكذا يكون الإعراب: إذا قلنا: جاءَ ثلاثةَ عشرَ طالبًا، ورأيتُ خمسةَ عشرَ كتابًا، ومررتُ بتسعةَ عشرَ موظفًا.
    أما اثنا عشر فالجزء الأول منه يعرب إعراب المثنى تقول: جاءَ اثنا عشرَ رجلًا، ورأيتُ اثني عشرَ رجلًا، ومررتُ باثني عشرَ رجلًا، وإعرابها: اثنا: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف، وعشرَ: اسمٌ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب منزل منزلة النون في المثنى، واثني في المثال الثاني: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء، وفي المثال الثالث: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء، وعشرَ فيهما : اسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب منزل منزلة النون في المثنى.
    ومن الأسماء المبنية على الكسر ( حذامِ وأمسِ ) ولكن وقع اختلاف بين قبائل العرب في ضبط آخرهما على التفصيل الآتي:
    أولا: ذهب أهل الحِجاز إلى بناء كل علم مؤنث على وزن فَعَالِ على الكسر مثل: ( حَذَامِ، سَجَاحِ، رَقَاشِ، قَطَامِ ).
    وذهب أهل نجْد وهم بنو تميم إلى إعراب تلك الأعلام إعراب ما لا ينصرف بالضمة رفعا وبالفتحة نصبا وجرًا بلا تنوين.
    يقول أهل الحجاز: جاءَتْ حَذامِ، ورأيتُ حَذامِ، ومررتُ بحَذامِ، حذامِ: اسم مبني على الكسر في محل رفع فاعل في المثال الأول، وفي محل نصب مفعول به في المثال الثاني، وفي محل جر بالباء في المثال الثالث.
    ويقول أهل نجد: جاءَتْ حَذامُ، ورأيتُ حَذامَ، ومررتُ بحَذامَ، حذام: فاعل مرفوع بالضمة في المثال الأول، ومفعول به منصوب بالفتحة في المثال الثاني، واسم مجرور بالفتحة لأنه اسم غير منصرف في المثال الثالث.
    ثانيا: ذهب أهل الحجاز إلى بناء ( أمسِ ) أي اليوم الذي قبل يومك على الكسر، وذهب أهل نجد إلى إعرابه إعراب ما لا ينصرف.
    يقول أهل الحجاز: مضى أمسِ، وأحببتُ أمسِ، وما رأيتُ زيدًا مُذْ أمسِ، أمسِ: اسم مبني على الكسر في محل رفع فاعل في المثال الأول، وفي محل نصب مفعول به في المثال الثاني، وفي محل جر بمذْ في المثال الثالث.
    ويقول أهل نجد: مضى أمسُ، وأحببتُ أمسَ، وما رأيتُ زيدًا مُذْ أمسَ، أمس: فاعل مرفوع بالضمة في المثال الأول، ومفعول به منصوب بالفتحة في المثال الثاني، واسم مجرور بالفتحة لأنه اسم غير منصرف في المثال الثالث.
    ومن الأسماء المبنية على الضم ( قبلُ وبعدُ وأمامُ وخلفُ وفوقُ وتحتُ ) في بعض الحالات، ولها تفصيل إليكَ بيانه:
    إن قبل وأخواتها أسماء وضعت لتضاف إلى ما بعدها لأن معناها مبهم لا يتضح إلا بالإضافة تقول جئتُ قبلَ الظهرِ، فلو لم تضف قبل إلى الظهر لما فهم المقصود ولقيل لك قبل ماذا ؟ ولها من حيث الإضافة حالات:
    أولا: أن يذكر المضاف إليه في اللفظ فحينئذ تعرب على أنها ظرف زمان منصوب ويجوز أن تجر بمِنْ.
    تقول: جئتُ قبلَ زيدٍ، أو جئتُ مِنْ قبلِ زيدٍ، وقبل في المثال الأول: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف، وزيدٍ مضاف إليه مجرور، وفي المثال الثاني: اسم مجرور بمن وهو مضاف، وزيد مضاف إليه.
    ثانيا: أن لا يذكر المضاف إليه في اللفظ وفيها ثلاثة أقسام:
    1- أن يحذف المضاف إليه في اللفظ ولكن ينوى لفظه أي يقدر وجوده ويكون مقصودا للمتكلم وإن لم ينطق به فتعرب الإعراب السابق مثل: ( جئتكُ قبلَ زيدٍ وبعدَ ) أي وبعدَ زيدٍ، فزيد محذوف في اللفظ ولكنه منوي بعينه أي مقدر مقصود للمتكلم وملحوظ في ذهنه، فيعرب بعد: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، ويجوز جره بمِن: جئتكُ مِن قبلِ زيدٍ ومِن بعدِ، أي ومن بعدِ زيد، ولا ينونان في هذه الحالة.
    2- أن يحذف المضاف إليه في اللفظ ولكن ينوى معناه أي ينوى إضافته إلى اسم يؤدي المعنى من غير تقدير لفظ بعينه، فحينئذ يبنى على الضم، تقول: جئتُكَ قبلَ الظهرِ وبعدُ أي وبعد ذلك أو بعد الظهيرة أو بعد الزوال فتقدر أي لفظ يصلح.
    قال تعالى: ( للهِ الأمرُ مِنْ قبلُ ومِنْ بعدُ ) قبل وبعد: اسمان مبنيان على الضم في محل جر بمِن، لأن المضاف إليه منوي ولكن بمعناه أي لم ينو لفظ بخصوصه ، فلك أن تقدر أي لفظ يتأدى المعنى به، وهذا بخلاف الحالة التي قبلها فقد نوي لفظ بعينه وبخصوصه فلا يحل لفظ محله إطلاقا، فنقول في تقدير الآية: لله الأمر من قبل الغلب ومن بعد الغلب أو من قبل الظفر على الأعداء ومن بعده أو أي لفظ يؤدي الغرض.
    3- أن لا يذكر المضاف إليه ولا ينوى فحينئذ ينصب ويجر مع التنوين مثل: جئتُ قبلًا وبعدًا، أو جئتُ من قبلٍ ومن بعدٍ.
    فتلخص أن قبل وبعد – وكذا أخواتهما - لهما أربع حالات:
    أولها: أن يضافا إلى ما بعدهما ويكون المضاف إليه ملفوظا به في الكلام مثل: جئتُ قبلَ الظهرِ وبعدَهُ.
    ثانيها: أن لا يضافا في اللفظ إلى ما بعدهما، ولا ينوى المضاف إليه فليس له وجود لا في اللفظ ولا في النية مثل: ربحتُ في هذه التجارةِ وكنتُ قبلًا لا أظفر بشيء.
    ثالثها: أن لا يضافا في اللفظ إلى ما بعدهما ولكن المضاف إليه منوي بعينه مثل: جئتُ قبلَ زيدٍ وبعدَ.
    رابعها: أن لا يضافا في اللفظ إلى ما بعدهما ولكن المضاف إليه منوي بمعناه مثل جئتُ قبلَ الظهرِ وبعدُ.
    وهو معرب في الحالات كلها إلا في الحالة الرابعة فيبنى على الضم.
    والإعراب تبع للمعنى فإذا قصدت الإضافة للفظ بعينه فانصب بالفتحة أو جر بمِن، وإذا قصدت الإضافة للفظ لا بعينه فابنِ على الضمة، والسامع والقارئ يعرف قصدك من حركة الآخر.
    ( شرح النص )



    وهو ضربان: مُعْرَبٌ وهو ما يَتَغَيَّرُ آخرُهُ بسببِ العواملِ الداخلةِ عليه: كزيدٍ، ومَبْنِيٌّ وهو بخلافِهِ:كهؤلاءِ في لُزُوم ِالكسرِ،و كذلكَ حذامِ وأمسِ في لغة الحجازِيِّينَ، وكأحدَ عشرَ وأخواتِه في لزومِ الفتحِ،و كقبلُ وبعدُ وأخواتِهما في لزومِ الضَّمِّ إذاحُذِفَ المضافُ إليه ونُوِيَ معناهُ، وكمَنْ وكَمْ في لزومِ السُّكونِ وهوَ أصلُ البناءِ.

    ......................... ......................... ......................... ......................... ...................
    بعد أن بين علامات الاسم شرع يقسمه إلى معرب ومبني فقال ( وهو ضربان: مُعْرَبٌ وهو ما يَتَغَيَّرُ آخرُهُ بسببِ العواملِ الداخلةِ عليه:كزيدٍ ) تقول جاءَ زيدٌ، ورأيتُ زيدًا ومررتُ بزيدٍ، فزيد كلمة معربة بدليل أن آخرها تغير عندما تغير العامل الداخل عليها ( ومَبْنِيٌّ وهو بخلافِهِ ) فيلزم حالة واحدة مهما اختلفت العوامل الداخلة عليه ( كهؤلاءِ في لُزُوم ِالكسرِ ) وهي مبنية على الكسر عند جميع العرب مثل: جاءَ هؤلاءِ، ورأيتُ هؤلاءِ، ومررتُ بهؤلاءِ ( وكذلكَ حذامِ وأمسِ ) مبنيتان على الكسر ولكن ليس عند كل العرب بل ( في لغة الحجازِيِّينَ ) ولغتهم هي الأفصح وبها نزل القرآن الكريم، مثل: جاءتْ حذامِ ورأيتُ حذامِ، ومررتُ بحذامِ، ومضى أمسِ، وخفتُ أمسِ، وما رأيتُ زيدًا منِ أمسِ.
    وأما بنو تميم فيعربونهما إعراب ما لا ينصرف فيقولون: جاءتْ حذامُ ورأيتُ حذامَ، ومررتُ بحذامَ، ومضى أمسُ، وخفتُ أمسَ، وما رأيتُ زيدًا منِ أمسَ ( وكأحدَ عشرَ وأخواتِه ) أي نظيراته اثنا عشر إلى تسعة عشر وكلها مبنية على فتح الجزأين إلا اثني عشر فتعرب إعراب المثنى، ولم يستثنها المصنف هنا لأنه سيأتي في كلامه في باب المثنى أنها تعرب إعراب المثنى فاستغنى عن ذكرها هنا إحالة على ما سيأتي كذا قال المصنف في شرحه ( وكقبلُ وبعدُ وأخواتِهما ) كفوق وتحت وأمام ووراء ويمين وشمال ( في لزومِ الضَّمِّ إذاحُذِفَ المضافُ إليه ونُوِيَ معناهُ ) أي نوي لفظ لا بعينه بحيث يصح تقدير أي لفظ يستقيم معه المعنى كقوله تعالى: لله الأمرُ منْ قبلُ ومنْ بعدُ، فيصح أن تقدر من قبل ذلك أو من قبل الغلب أو النصر، فإن لم يحذف المضاف إليه، أو حذف ولم ينوَ، أو نوي لفظه فتكون قبل وبعد وأخواتهما معرباتٍ ( وكمَنْ وكَمْ في لزومِ السكونِ ) كقوله تعالى ومَنْ يتقِ الله يجعلْ لهُ مخرجًا، وكقوله: كَمْ مِن فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرةً بإذنِ اللهِ، فمَنْ وكمْ اسمان مبنيان على السكون ( وهوَ) أي البناء على السكون ( أصلُ البناءِ ) أي أن الأصل في المبني والراجح أن يبنى على السكون لأن المبني لملازمته حالة واحدة ثقيل والسكون أخف من الحركات فأعطي الخفيف للثقيل كي يعتدل الأمر.

    ( تدريب )



    عيّن حالة قبل وبعد وأخواتهما في الأمثلة التالية:
    1- الحمدُ للهِ والصلاة والسلامُ على رسوله، أما بعدُ.
    2- لا تلتفتْ ورائَكَ.
    3- فساغَ ليَ الشرابُ وكنتُ قبلًا ... أكادُ أغصُّ بالماءِ الفراتِ.
    4- قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا.
    5- حافظْ على الرواتبِ قبلَ الصلاةِ وبعدَ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:47 am

    الدرس الثالث من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس الثالث



    الفعل الماضي – وفعل الأمر



    الفعل ثلاثة أقسام: ماض، ومضارع، وأمر، ولكل قسم ما يميزه عن القسم الآخر.
    فالماضي له علامتان:
    1- تاء التأنيث الساكنة مثل: قامَتْ وقعدَتْ.
    2- تاء الفاعل مثل كتبتُ، وكتبتَ، وكتبتِ، المضمومة للمتكلم، والمفتوحة، للمخاطَب، والمكسورة، للمخاطَبَةِ.
    وهو مبني دائما، وله ثلاث حالات:
    1- يبنى على الفتح مثل: ضربَ، ورمى. أي سواء كان الفتح ظاهرا أو مقدرا.
    2- يبنى على الضم وذلك إذا اتصل به واو الجماعة مثل: ضَرَبُوا.
    3- يبنى على السكون وذلك إذا اتصل به ضمير الرفع المتحرك ( تُ-تَ-تِ- نَا- نَ ).
    مثل: ضربْتُ، ضربْتَ، ضربْتِ، ضربْنَا، ضربْنَ.
    والأمر علامته واحدة مركبة من شيئين لا بد أن يجتمعا معا ليكونا علامة على الأمر وهما: دلالته على الطلب، وقبوله ياء المخاطَبة، مثل: ( اكتبْ ) فهو فعل أمر لدلالته على طلب الكتابة مع قبوله ياء المخاطبة تقول: اكتبي يا هندُ الدرسَ. وهو مبني دائما وله أربع حالات:
    1- يبنى على السكون مثل: قمْ.
    2- يبنى على حذف حرف العلة وذلك إذا كان معتل الآخر مثل: ارمِ- وادعُ- واخشَ.
    3- يبنى على حذف النون إذااتصلبهألفالاثنينأوواوالجماعةأوياءالمخاطبة، مثل:قوما،وقوموا،وقومي.
    4- يبنى على الفتح إذا اتصل به نون التوكيد مثل: اكتُبَنَّ، واكتُبَنْ.

    اسم الفعل


    هنالك بعض الكلمات تدل على معنى الفعل وعلى زمانه وتعمل عمله ولكنها لا تقبل علامته تسمى باسم الفعل.
    مثل: هَيْهَاتَ بمعنى بَعُدَ، تقول: هَيْهَاتَ القمرُ أي بَعُدَ عن الأرض، وبَعُدَ: فعل ماض يقبل تاء التأنيث الساكنة بَعُدَت.
    وأما هَيْهَاتَ فيدل على معنى الفعل الماضي بَعُدَ وزمانه وهو المضي ولكنه لا يقبل علامته فلا يقال هَيْهَاتَتْ، ولا تاء الفاعل فلا يقال هَيْهَاتَتُ، ونقول في إعرابه: هَيْهَاتَ: اسم فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والقمرُ: فاعل لاسم الفعل مرفوع بالضمة.
    ومثل: أُفٍّ بمعنى أَتضجَّرُ، تقول: أُفٍّ له أي أتضجرُ منه، وأتضجرُ: فعل مضارع يقبل لم نحو لم أَتَضجَّرْ، وأما أُفٍّ فيدل على معنى الفعل المضارع أتضجرُ وزمانه وهو الحال ولكنه لا يقبل علامته فلا يقال لمْ أُفٍّ، ونقول في إعرابه: أُفٍّ: اسم فعل مضارع مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، له: جار ومجرور. ومثل: حيَّ بمعنى أَقْبِلْ يقول المؤذنُ: حيَّ على الصلاةِ أي أقبلوا عليها، وأقبلْ: فعل أمر يدل على الطلب ويقبل ياء المخاطبة أقبلي، وأما حيَّ فيدل على معنى الفعل أقبلْ وزمانه وهو الاستقبال ولكنه لا يقبل ياء المخاطبة فلا يقال للمرأة حَيّي، ونقول في إعرابه: حيَّ: اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم، على الصلاة: جار ومجرور.
    فاتضح أن اسم فعل الأمر ثلاثة أقسام:
    اسم فعل ماض مثل هيهاتَ بمعنى بَعُدَ، وشَتَّانَ بمعنى افترق.
    واسم فعل مضارع مثل أفٍّ بمعنى أَتضجرُ، و آهٍ بمعنى أتوجعُ.
    واسم فعل أمر مثل حيَّ بمعنى أقبلْ، وصَهْ بمعنى اسكتْ.
    وجميع أسماء الفعل مبنية على ما سمعت عليه.
    تنبيه: أسماء الفعل لا تتصرف فتلازم حالة واحدة في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، بخلاف الفعل.
    تقول: حيَّ يا زيدُ، وحيَّ يا هندُ، وحيَّ يا زيدانِ، وحيَّ يا هندانِ، وحيَّ يا رجالُ وحيَّ يا نساءُ.
    ونقول في الفعل أقبلْ يا زيدُ، وأقبلي يا هندُ، وأقبلا يا زيدانِ، وأقبلا يا هندانِ، وأقبلوا يا رجالُ، وأقبلنَ يا نساءُ.

    ( شرح النص )



    وأمَّا الفعلُ فثلاثةُ أقسامٍ: ماضٍ، ويُعرفُ بتاءِ التأنيثِ الساكنةِ، وبناؤُهُ على الفتحِ كضَرَبَ، إلا معَ واوِ الجماعةِ فيُضَمُّ كَضَرَبُوا، أوِ الضميرِ المرفوعِ المتحركِ فَيُسَكَّنُ كَضَرَبْتُ؛ ومِنهُ: نِعْمَ، وبِئْسَ، وعسَى، وليسَ، في الأصحِّ. وأمرٌ، ويُعْرَفُ بدَلَالتِهِ على الطَّلَبِ معَ قَبُولِهِ ياءَ المخاطَبَةِ، وبناؤُهُ على السُّكونِ كاضرِبْ إلا المعتلَّ فعلى حذفِ آخرِهِ كاغْزُ واخْشَ وارْمِ، ونحو قُومَا، وقُومُوا، وقُومِي؛ فعلى حذفِ النونِ، ومِنْهُ: هَلُمَّ في لغةِ تَمِيمٍ، وهاتِ وتعالَ في الأصحِّ.

    ......................... ......................... ......................... ......................... ...................


    ولما فرغ من بيان الاسم شرع يتكلم على الفعل فقال: ( وأمَّا الفعلُ فثلاثةُ أقسامٍ: ماضٍ، ويُعرفُ بتاءِ التأنيثِ الساكنةِ ) مثل قامَتْ ( وبناؤُهُ على الفتحِ كضَرَبَ ) هذا هو الأصل في الماضي بمعني الأمر الذي يثبت له إذا لم يتصل به بعض الضمائر فإذا اتصلت به واو الجماعة خرج عن الأصل وهو الفتح إلى البناء على السكون، وإن اتصلت به ضمائر الرفع المتحركة خرج عن الفتح إلى السكون ( إلا معَ واوِ الجماعةِ فيُضَمُّ كَضَرَبُوا، أوِ الضميرِ المرفوعِ المتحركِ فَيُسَكَّنُ كَضَرَبْتُ ) وضمير الرفع المتحرك هو تاء الفاعل تُ، تَ، تِ، ونا الفاعل، ونون النسوة، فهذه ضمائر رفع لأنها إما أن تقع فاعلا أو نائب فاعل مثل ضَرَبْتُ، وضُرِبْتُ، ، فإن قيل لم سميت هذه الخمسة متحركة مع أن آخر ( نا ) ساكن ؟ قلنا: نقصد بالمتحرك هنا أحد أمرين: ما آخره حركة مثل: تُ، تَ،تِ، نَ، وما كان جزؤه المتصل بالفعل متحرك فإن النون من ( نَا ) مفتوحة وهي التي تباشر آخر الفعل الماضي مثل ضَرَبْنَا كذا قرره العلامة السجاعي في حاشيته على شرح القطر ( ومِنهُ ) أي من الفعل الماضي ( نِعْمَ ) بدليل تاء التأنيث الساكنة تقول: نِعْمَت المرأةُ فاطمةُ ( وبِئْسَ ) نحو بِئسَت المرأةُ حمالةُ الحطبِ ( وعسَى ) نحو عَسَتْ هندُ أن تقومَ ( وليسَ ) نحو ليستْ المؤمنةُ بطعانةٍ ولا لعانةٍ ( في الأصحِّ) أي في القول الأصح من أقوال العلماء فقد خالف بعضهم في ( نعم- وبئس- وعسى- وليس ) ولكن الراجح هو أنها أفعال ماضية بدليل قبولها تاء التأنيث الساكنة. ( وأمرٌ، ويُعْرَفُ بدَلَالتِهِ على الطَّلَبِ معَ قَبُولِهِ ياءَ المخاطَبَةِ ) نحو اذهبْ فهو فعل أمر لأنه يدل على طلب الذهاب ويقبل ياء المخاطبة اذهبي فإن دل على الطلب ولم يقبل ياء المخاطبة فهو اسم فعل أمر مثل صَهْ بمعنى اسكت ( وبناؤُهُ على السُّكونِ كاضرِبْ ) هذا هو الأصل فيه وقد يخرج عنه ( إلا المعتلَّ فعلى حذفِ آخرِهِ كاغْزُ واخْشَ وارْمِ ) فالأول مبني على حذف الواو، والثاني على حذف الياء، والثالث على حذف الألف. ( ونحو قُومَا، وقُومُوا، وقُومِي ؛ فعلى حذفِ النونِ ) أي إذا اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة فإنه يبنى على حذف النون ( ومِنْهُ ) أي ومن فعل الأمر ( هَلُمَّ في لغةِ تَمِيمٍ ) هلُمَّ فيها لغتان- لهجتان للعرب- لغة أهل الحجاز، ولغة بني تميم، ويختلف تحديد نوع الكلمة هل هي اسم، أو فعل باختلاف اللغتين. فلغة أهل الحجاز هي لزوم هلمَّ طريقة واحدة ولا يختلف لفظها بحسب من هي مسندة إليه، فتقول: هَلُمَّ يا زيدُ، وهَلُمَّ يا هندُ، وهَلُمَّ يا زيدانِ، وهَلُمَّ يا هندانِ، وهَلُمَّ يا زيدونَ، وهَلُمَّ يا هنداتُ. ولغة بني تميم هي تصريفها مع الضمائر يقولون: هَلُمَّ يا زيدُ، وهَلُمِّي يا هندُ، وهَلُمَّا يا زيدانِ، وهَلُمَّا يا هندانِ، وهَلُمُّوا يا رجالُ، وهَلْمُمْنَ يا نساءُ. فإذا علم هذا فـ ( هَلُمَّ ) على لغة الحجازيين اسم فعل أمر بمعنى أقبل، لأنه يدل على طلب الإقبال ولا يقبل ياء المخاطبة. وعلى لغة بني تميم فعلُ أمر لدلالته على الطلب وقبوله ياء المخاطبة هَلُمِّي. فائدة: ( هَلُمَّ ) يستعمل لازما ومتعديا، مثال اللازم هَلُمَّ يا زيدُ بمعنى أقبل، قال تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْـمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ) أي أقبلوا إلينا، ومثال المتعدي يا سعيدُ هَلُمَّ زيدًا أي أحضره، قال تعالى: (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا ) أي أَحضروا شهداءكم، ومنه نعلم أن القرآن نزل بلغة أهل الحجاز ولو نزل بلغة بني تميم لقال هَلُمُّوا في الآيتين. ( و) من فعل الأمر ( هاتِ وتعالَ في الأصحِّ) فقد عدهما جماعة من النحويين في أسماء الأفعال، والصواب أنهما فعلا أمر بدليل دلالتهما على الطلب وقبولهما ياء المخاطبة، نقول: هاتِي يا هندُ الكتابَ، وتَعَالَي للدرسِ.


    ( تدريب )





    أعرب ما يلي:
    1- قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْـمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا.
    2- قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:49 am

    الدرس الرابع من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس الرابع



    الفعل المضارع



    الفعل المضارع علامته قبول لمْ مثل: لمْ يذهبْ، ولمْ يقرأْ.
    ولا بد أن يكون في أوله حرف من أحرف أَنَيْتُ تقول: أَكتبُ، نَكتبُ، يَكتبُ، تَكتبُ.
    وتكون الهمزة للمتكلم الواحد أو المتكلمة الواحدة مثل: أَقُومُ مريدًا للصلاةِ، وأَقُومُ مريدةً للصلاةِ.
    وتكون النون للمتكلم الذي معه غيره مذكرا أو مؤنثا مثل: نكتبُ الدرسَ، تتحدث عن نفسك ومَن معك.
    وقد يكون للمتكلم وحده معظما نفسه مثل: نكتبُ الدرسَ، تتحدث عن نفسك فقط.
    وتكون الياء للغائب المذكر واحدا أو اثنين أو جماعة، مثل: الرجلُ يقومُ، والرجلانِ يقومانِ، والرجالُ يقومونَ.
    ولجمع المؤنث الغائب مثل: النساءُ يقمنَ، ولا يصح أن تقولَ للغائبة : المرأةُ يقومُ.
    وتكون التاء للمخاطَب مذكرا أو مؤنثا واحدا أو اثنين أو جماعة، وللغائبة المؤنثة واحدة أو اثنتين.
    مثال المخاطب المذكر: أنتَ تكتبُ الدرسَ، وأنتما تكتبانِ الدرسَ، وأنتم تكتبونَ الدرسَ.
    ومثال المخاطبة المؤنثة: أنتِ تكتبينَ الدرسَ، وأنتما تكتبانِ الدرسَ، وأنتنَ تكتبْنَ الدرسَ.
    ومثال الغائبة الواحدة: هندٌ تكتبُ الدرسَ، ومثال الغائبتين: البنتانِ تكتبانِ الدرسَ.
    وحركة هذه الأحرف إما الضم وإما الفتح.
    فإن كان الفعل الماضي رباعيا أي على ( 4 ) أحرف فالمضارع يكون مضموما أوله.
    مثل: أُكْرِمُ، ونُكْرِمُ، ويُكْرِمُ، وتُكْرِمُ، ضمت الهمزة فيها لأن الماضي هو أَكْرَمَ وهو على أربعة أحرف.
    وإن كان الفعل الماضي غير رباعي سواء أكان ثلاثيا أو خماسيا أو سداسيا فالمضارع يكون مفتوحا أوله.
    مثل: أَخْرُجُ، فتحت الهمزة لأن الماضي هو خَرَجَ وهو على ثلاثة أحرف، ومثل: يَتَعَلَّمُ، فتحت الياء لأن الماضي هو تَعَلَّمَ وهو على خمسة أحرف، ومثل: نَسْتَخْرِجُ، فتحت النون لأن الماضي هو اسْتَخْرَجَ وهو على ستة أحرف.

    بناء المضارع


    الفعل المضارع معرب إلا في حالتين:
    1- يُبنى على السكون إذا اتصلت به نونُ النسوة، تقول: الصالحاتُ يَعْمَلْنَ الخيرَ، ولن يُهْمِلْنَ الصلاةَ، ولم يَقْرَبْنَ السوءَ . فالأفعال: ( يعملْنَ ويقربْنَ ويهملْنَ ) مبنية على السكون، والأول في محل رفع لتجرده عن الناصب والجازم، والثاني في محل نصب بلن، والثالث في محل جزم بلم.
    ومما تحسن ملاحظته هنا هو الفرق بين ( النساءُ يَعْفُونَ، والرجالُ يَعْفُونَ ).
    فالفعل أصله عَفَا يَعْفُو، ثم دخلت عليه نون النسوة فصار يَعْفُونَ، وهو: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل رفع لتجرده عن الناصب والجازم، ونون النسوة: ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
    وفي النصب نقول: ( النساءُ لَنْ يَعْفُونَ ) والفعل المضارع هنا مبني على السكون في محل نصب بلن.
    وفي الجزم نقول: ( النساءُ لمْ يَعْفُونَ ) والفعل المضارع هنا مبني على السكون في محل جزم بلم.
    وأما مع واو الجماعة فالفعل يَعْفُو اتصلت به واو الجماعة فصار ( يَعْفُووْنَ ) مثل يَخْرُجُونَ فاجتمعت واوان ساكنتان فحذفت واو الفعل وهي الواو الأولى فصار ( يَعْفُونَ ) والفعل المضارع هنا مرفوع وعلامة رفعه النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
    وفي النصب نقول: ( الرجالُ لنْ يَعْفُوا ) والفعل المضارع هنا منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
    وفي الجزم نقول: ( الرجالُ لمْ يَعْفُوا ) والفعل المضارع هنا مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
    2- يُبنى على الفتح إذا اتصلت به نونا لتوكيد، مثل:هل تسافرَنَّ يازيدُ، لن أترُكَنَّ الواجبَ، لاتقرَبَنَّ المنكرَ.
    وهي مبنية على الفتح،الأول في محل رفع لتجرده عن الناصب والجازم، والثاني في محل نصب بلن، والثالث في محل جزم بلا الناهية.

    الفاصل المقدر


    يشترط في بناء المضارع مع نون التوكيد أن تكونَ النون متصلة بالفعل اتصالا مباشرا، فإن فصلَ بينها وبين آخر المضارع فاصل ظاهرٌ أو مقدرٌ فالفعلُ معربٌ.
    مثال الفاصل الظاهر: هلْ تَذْهَبَانِّ للدرسِ، فالفعل أصله ( تَذهب ) ثم دخلت عليه ألف الاثنين فصار ( تذهبانِ ) ثم دخلت عليه نون التوكيد الثقيلة فصار ( تَذهَبَانِنَّ ) فاجتمعت ثلاث نونات متوالية: نون الرفع، والنون المشددة- إذْ هي نونانِ - فصار اللفظ مستثقلا فحذفنا نون الرفع فصار ( تَذْهَبَانِّ ) ويلاحظ أن نون التوكيد تكسر مع فعل الاثنين.
    وتذهبانِّ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون التي حذفت لتوالي الأمثال، والألف ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، ونون التوكيد الثقيلة: حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
    فـ ( تَذْهَبَانِّ ) = تذهب + ا + نّ . فلما وجد فاصل ظاهر بين المضارع وبين نون التوكيد أعرب ولم يبن على الفتح.
    ومثال الفاصل المقدر: هلْ تَذْهَبُنَّ يا رجالُ للدرسِ، فالفعل أصله ( تَذهب ) ثم دخلت عليه واو الجماعة فصار ( تذهبونَ) ثم دخلت نون التوكيد الثقيلة فصار ( تَذهَبُونَنَّ ) فاجتمعت ثلاث نونات متوالية: نون الرفع، والنون المشددة- إذْ هي نونانِ - فصار اللفظ مستثقلا فحذفنا نون الرفع فصار ( تَذْهَبُونَّ ) فالتقى ساكنان وهما: النون الأولى من نوني التوكيد الثقيلة مع واو الجماعة، فتحذف الواو وتبقى الضمة دليلًا عليها فصارَ ( تَذْهَبُنَّ ) وهو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون التي حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، ونون التوكيد الثقيلة: حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
    فـ ( تَذْهَبُنَّ ) = تذهب + واو محذوفة + نَّ. فلما وجد فاصل مقدر بين المضارع وبين نون التوكيد أعرب ولم يبن على الفتح.
    وكذا يكون الفاصل مقدرا مع ياء المخاطبة مثل: هلْ تَذْهَبِنَّ يا فاطمةُ للدرسِ، فالفعل أصله ( تَذهب ) ثم دخلت عليه ياء المخاطَبة فصار ( تذهبِينَ) ثم دخلت نون التوكيد الثقيلة فصار ( تَذهَبِينَنَّ ) فاجتمعت ثلاث نونات متوالية: نون الرفع، والنون المشددة- إذْ هي نونانِ - فصار اللفظ مستثقلا فحذفنا نون الرفع فصار ( تَذْهَبِينَّ ) فالتقى ساكنان وهما: النون الأولى من نوني التوكيد الثقيلة مع ياء المخاطبة، فتحذف الياء وتبقى الكسرة دليلًا عليها فصارَ ( تَذْهَبِنَّ ) وهو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون التي حذفت لتوالي الأمثال، والياء المحذوفة لالتقاء الساكنين: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، ونون التوكيد الثقيلة: حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
    فـ ( تَذْهَبِنَّ ) = تذهب + ياء محذوفة + نَّ. فلما وجد فاصل مقدر بين المضارع وبين نون التوكيد أعرب ولم يبن على الفتح.
    والضابط في ذلك: ( أن ما كان من الفعل المضارع يرفع بالنون فإنه يبنى على الفتح إذا أكد بالنون، وما كان يرفع بالنون بأن كان من الأفعال الخمسة فإنه يبقى معربا إذا أكد بالنون لأن النون لن تباشره ).

    ( شرح النص )


    ومضارعٌ ويعرفُ بلَمْ، وافتِتاحُهُ بحرفٍ مِن حروفِ نأيْتُ ، نحوُ: نقومُ، وأقومُ، ويقومُ، وتقومُ ، ويُضمُّ أولُهُ إن كان ماضيهِ رُباعِيًّا، كيُدَحرجُ ويُكرمُ، ويُفْتَحُ في غيرِهِ كيَضربُ، ويَجتَمِعُ، ويَستخرِجُ، ويُسَكَّنُ آخِرُهُ معَ نونِ النسوةِ نَحْوُ ( يَتَرَبَّصْنَ، وإلا أنْ يَعْفُونَ ) ويُفْتَحُ معَ نونِ التوكيدِ المباشِرَةِ لفظًا وتقديرًا، نحوُ ( لَيُنْبَذَنَّ ) ويُعرَبُ فيما عدا ذلكَ نحوُ: يقومُ زيدٌ، (ولا تَتَّبِعَانِّ، لَتُبْلَوُنَّ، فَإِمَّا تَرَيِنَّ، ولا يَصُدُّنَّكَ ).
    .............................. .............................. .............................. .............................
    شرع يتكلم في الفعل الأخير وهو المضارع فقال ( ومضارعٌ ويعرفُ بلَمْ ) نحو لمْ يقمْ ( وافتِتاحُهُ بحرفٍ مِن حروفِ نأيْتُ) معنى نأيت ابتعدت وإن شئت قلت أنيت بمعنى اجتهدت وإن شئت قلت نأتي كلها تؤدي غرضا واحدا ( نحوُ: نقومُ، وأقومُ، ويقومُ، وتقومُ ) والنون للجماعة، أو المتكلم المعظم نفسه، والهمزة للمتكلم الواحد ذكرا أو أنثى، والياء للغائب المذكر الواحد والمثنى والجمع، والغائبات، والتاء للمخاطب المذكر والمؤنث المفرد والمثنى والجمع، وللغائبة والغائبتين.
    ( ويُضمُّ أولُهُ إن كان ماضيهِ رُباعِيًّا، كيُدَحرجُ ويُكرمُ ) مثل بمثالين الأول للرباعي المجرد، والثاني للثلاثي المزيد فيه بحرف واحد فإن أكرمَ أصله كَرُمَ ثم زيدت الهمزة في أوله ( ويُفْتَحُ في غيرِهِ كيَضربُ، ويَجتَمِعُ، ويَستخرِجُ ) المثال الأول ثلاثي ، والثاني خماسي والثالث سداسي (ويُسَكَّنُ آخِرُهُ ) أي يبنى على السكون ( معَ نونِ النسوةِ نَحْوُ يَتَرَبَّصْنَ ) قال الدرس الرابع دروس الندى. GifModified_08.gif: ( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ ) وهو فعل مضارع مبني على السكون في محل رفع، ونون النسوة: ضمير في محل رفع فاعل ( وإلا أنْ يَعْفُونَ ) قال الدرس الرابع دروس الندى. GifModified_08.gif: ( وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ ) وهو فعل مضارع مبني على السكون في محل رفع ، بخلاف قولك الرجال يَعْفُونَ، فالنون فيه هي نون الرفع، والفعل مرفوع بالنون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل ( ويُفتحُ معَ نونِ التوكيدِ المباشِرَةِ لفظًا وتقديرًا ) وهذا شرط بناء المضارع مع نون التوكيد على الفتح وهو أن تتصل به اتصالا مباشرا بحيث لا يكون هنالك فاصل سواء أكان ظاهرا أو مقدرا ( نحوُ لَيُنْبَذَنَّ ) قال الدرس الرابع دروس الندى. GifModified_08.gif: ( كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ) يُنْبَذَنَّ: فعل مضارع مبني للمجهول مبني على الفتح لاتصاله المباشر بنون التوكيد في محل رفع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، ونون التوكيد حرف مبني لا محل له من الإعراب ( ويُعرَبُ فيما عدا ذلكَ ) الذي ذكرناه، بأن لا تتصل به نون النسوة أو نون التوكيد، أو تتصل به نون التوكيد ولكن مع وجود فاصل ظاهر أو مقدر ( نحوُ يقومُ زيدٌ ) فيقوم فعل مضارع معرب لأنه لم تتصل به نون النسوة أو نون التوكيد (ولا تَتَّبِعَانِّ ) قال الدرس الرابع دروس الندى. GifModified_08.gif: (وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون، تتبعانِّ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، ونون التوكيد: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وأصل الفعل هو ( تَتَّبِعَانِ ) ثم دخلت عليه لا الناهية الجازمة فحذفت منه نون الرفع فصار ( لا تَتَّبِعَا ) ثم أكد الفعل بنون التوكيد الثقيلة فصار ( لا تَتَّبِعَانَّ ) ثم كسرت نون التوكيد الثقيلة تشبيها لها بنون الرفع في التثنية فصار ( لا تَتَّبِعَانِّ ) ولم يبن الفعل هنا لوجود فاصل ظاهر بين العين من تتبع ونون التوكيد وهو الألف ( لَتُبْلَوُنَّ) قال الدرس الرابع دروس الندى. GifModified_08.gif: ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ) تُبْلَوُنَّ: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه النون التي حذفت لتوالي الأمثال، والواو نائب فاعل، والنون حرف توكيد، وأصل الفعل هو ( تُبْلَوُونَ ) مثل تُنْصَرُونَ، وهنا قاعدة صرفية تقول: إذا تحركت الواو أو الياء وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفا، فالواو الأولى هنا مضمومة، واللام قبلها مفتوحة، فوجب قلب الواو ألفا فصار الفعل ( تُبْلَاوْنَ ) فالتقى ساكنان الألف والواو فحذفت الألف فصار ( تُبْلَوْنَ ) ثم أكد الفعل بنون التوكيد الثقيلة فصار ( تُبْلَوْنَنَّ ) ثم حذفت نون الرفع لتوالي ثلاث نونات زائدة فصار ( تُبْلَوْنَّ ) فالتقى ساكنان النون الأولى من نوني التوكيد الثقيلة مع واو الجماعة، فحركت الواو هنا بالضمة للتخلص من التقاء الساكنين فصار ( تُبْلَوُنَّ )، ولم يبن الفعل هنا لوجود فاصل ظاهر بين الفعل ونون التوكيد الثقيلة وهو الواو ( فإِمَّا تَرَيِنَّ ) قال الدرس الرابع دروس الندى. GifModified_08.gif: ( فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْمًا ) إمَّا: هو إنْ حرف الشرط الجازم المدغم بـ ( ما ) الزائدة، تَرَيِنَّ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء فاعل، والنون حرف توكيد، وأصل الفعل هو ( تَرَيْنَ ) فلما دخل الجازم حذفت نون الرفع فصار ( إمَّا تَرَي ) ثم أكد بنون التوكيد الثقيلة فصار ( إمَّا تَرَينَّ ) فالتقى ساكنان النون الأولى من نوني التوكيد الثقيلة مع ياء المخاطبة، فحركت الياء هنا بالكسرة للتخلص من التقاء الساكنين فصار ( إمَّا تَرَيِنَّ ) ولم يبن الفعل هنا لوجود فاصل ظاهر بين الفعل ونون التوكيد وهو الياء ( ولا يَصُدُّنَّكَ ) قال الدرس الرابع دروس الندى. GifModified_08.gif: ( وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ ) لا : حرف نهي وجزم، يَصُدُّنَّكَ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والكاف: مفعول به، وأصله ( يَصُدُّونَكَ ) ثم دخل الجازم فحذفت نون الرفع فصار ( لا يَصُدُّوكَ ) ثم أكد بنون التوكيد الثقيلة فصار ( لا يَصُدُّونَّكَ ) فالتقى ساكنانِ النون الأولى من نوني التوكيد الثقيلة مع واو الجماعة، فحذفت الواو فصار ( لا يَصُدُّنَّكَ )، فهنا لم يبن الفعل لوجود فاصل مقدر بين الفعل ونون التوكيد الثقيلة.
    تنبيه: لم يذكر المصنف الفاصل مع نون النسوة لأنه لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل. ذكره الشيخ محمد محي الدين في تعليقاته على شرح القطر.
    فائدة: التقاء الساكنين يجب التخلص منه إما بحذف أحد الساكنين، أو تحريك أحدهما فينتفي الالتقاء، ولكن قد يغتفر التقاء الساكنين إذا كان الحرف الأول حرف لين- وهو الألف، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها- والثاني مدغما في مثله مثل: الحاقَّة، فالألف حرف لين، وبعده قاف مشددة، فيغتفر التقاء الساكنين، وهذا الالتقاءُ هو الذي يدعونه: ( التقاء الساكنين على حَدّه ) أي على طريقه الجائز، وبهذا يجاب عن السؤال الآتي لمَ لمْ يتخلص من التقاء الساكنين في قوله الدرس الرابع دروس الندى. GifModified_08.gif ( ولا تَتَّبِعَانِّ ) فإن الألف ساكنة وبعدها النون الأولى الساكنة من نوني التوكيد الثقيلة ؟ والجواب هو: أن التقاء الساكنين هنا مغتفر لأنه في حَدِّهِ.

    ( تدريب )


    أولا: بيِّنْ أصل الكلمات الآتية وهل هي معربة أو مبنية:
    ( تَسْمَعُنَّ- لا تَتَخَاذَلَانِّ- لتَنْصُرَنَّ )

    ثانيا: أعرب ما يلي:
    1- قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى.
    2- تَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:50 am

    الدرس الخامس من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس الخامس



    الحرف- الكلام



    الحرف علامته التي تميزه عن الاسم والفعل هي عدم قبوله شيئا من علامات الاسم أو شيئا من علامات الفعل.
    مثل: هل، في، لمْ.
    والحرف ثلاثة أنواع:
    1- نوع يشترك في الدخول على الأسماء والأفعال، مثل: ( هلْ )، تقول: هلْ زيدٌ في الدار، وهلْ جاءَ بكرٌ.
    2- نوع يختص بالأسماء، مثل حروف الجر، تقول زيدٌ في المسجدِ.
    3- نوع يختص بالأفعال، مثل حروف الجزم والنصب، قال الدرس الخامس دروس الندى. GifModified_08.gif: ( فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ).
    وتنقسم من حيث العمل وعدمه إلى قسمين:
    1- عاملة مثل حروف الجر والجزم والنصب فإنها تجلب الجر أو الجزم أو النصب لمدخولها.
    2- مهملة أي لا تؤثر فيما بعدها مثل هل فهو حرف استفهام لا عملَ له.
    وجميع الحروف مبنية.



    الكلام


    الكلام هو: القولُ المفيدُ.
    والقول هو: اللفظ الموضوع لمعنى، أي وضعته العرب للدلالة على معنى.
    والمفيد هو: الذي يصح الاكتفاء به. مثل: قامَ زيدٌ، وزيدٌ قائمٌ.
    ولا يكون القول مفيدا إلا إذا كان مركبا، فاشتراط الإفادة يستلزم التركيب.
    والحاصل هو أن العناصر التي يجب توفرها في الكلام هي:
    1- اللفظ وهو: الصوت المشتمل على بعض الأحرف، وبهذا يخرج عن تعريف الكلام، الكتابة فلو كُتب في صفحة: زيدٌ قائمٌ، ولم ينطق به فلا يسمى كلاما، ويخرج الإشارة فلو قيل لك هل تذهبُ للدرسِ فأشرت برأسك للدلالة على الموافقة فلا تسمى كلاما وإن فهم عنك المعنى لأنك لم تنطق، فكل ما يفيد وليس بلفظ لا يسمى كلاما.
    2- المركب وهو: ما تكون من كلمتين فأكثر، وبهذا يخرج المفرد كزيد إذا تلفظت به فإنه وإن كان لفظا لكنه مفرد، والمركب قسمان: مركب ناقص وهو: ما لا يصح الاكتفاء به، مثل المركب الإضافي نحو: غلامُ زيدٍ، والمركب الوصفي نحو: الرجلُ المؤمنُ، ومركب تام وهو: ما يصح الاكتفاء به، وهو الكلام.
    3- المفيد وهو: الذي يصح الاكتفاء به، ويخرج كل مركب لا يصح الاكتفاء به مثل: ( جاءَ الذي ) فليس بكلام لأنه يحتاج إلى صلة الموصول، ومثل: ( إنْ قامَ زيدٌ ) فليس بكلام لأنه يحتاج إلى جواب الشرط، أي أن جملة الشرط لا تكون كلاما حتى تنضم إليها جملة جواب الشرط، ومثل: ( أقسمُ باللهِ ) فليس بكلام لأنه يحتاج إلى جواب القسم، أي أن جملة القسم لا تكون كلاما حتى تنضم إليها جملة جواب القسم كأن تقول في جواب القسم لأفعلن كذا.
    4- الوضع وهو: كون الكلمات عربية، فيخرج ما لو تكلم أحد بأي لغة أخرى غير لغة العرب، فإنه وإن نطق بجملة مفيدة إلا أنه ليس بكلام عند النحاة ولا يعتريه الإعراب والبناء.
    فالكلام: قول مفيدٌ= لفظ مركب مفيد بالوضع، والفرق بينهما في الإجمال والتفصيل.
    ثم إن الكلام - كما علمتَ- لا بد أن يكون مركبا، والمركب قد يتركب من كلمتين أو ثلاث أو أربع أو أكثر، ولا يحصل الكلام بأقل من كلمتين فالرقم اثنان هو الحد الأدنى لحصول الكلام.
    ثم إن الكلام المصدر باسم مثل: زيدٌ قائمٌ، والمطر نازلٌ، يسمى جملة اسمية.
    والكلام المصدر بفعل مثل: قامَ زيدٌ، وعُوقِبَ المجرِمُ- أي سواء كان الفعل مبنيا للمعلوم أو المجهول- يسمى جملة فعلية.

    المعربات- الاسم المفرد- جمع التكسير



    المعربات ثمانية هي: الاسم المفرد، وجمع التكسير، والأسماء الخمسة، والمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، والأفعال الخمسة، والفعل المضارع.
    فالاسم المفرد هو: ما ليس مثنى ولا مجموعا ولا من الأسماء الخمسة، مثل: رجل وكتاب وقلم.
    وهو قسمان:
    1- منصرف وهو: الذي يدخله التنوين، فهذا يعرب بالحركات الثلاث ظاهرة أو مقدرة.
    تقول: جاءَ زيدٌ، والفتى، ورأيت زيدًا والفتى، ومررت بزيدٍ والفتى، فزيد والفتى اسمان منصرفان.
    2- غير منصرف وهو: الذي لا يدخله التنوين، فهذا يجر بالفتحة، أمَّا في حالتي الرفع والجرفإنَّه على الأصل يُرْفَع بالضمة وينصب بالفتحة ولكن بدون تنوين، وذلك مثل الأعلام الأعجمية كآدم وإبراهيم وموسى وجون وجورج وباريس.
    تقول: جاءَ إبراهيمُ وموسى، ورأيتُ إبراهيمَ وموسى، ومررتُ بإبراهيمَ وموسى، فإبراهيم وموسى اسمان غير منصرفين.
    وجمع التكسير هو: ما دل على ثلاثة فأكثر بتغيير صورة مفرده، مثل رجال وكتب وأقلام.
    وهو قسمان:
    1- منصرف وهو: الذي يدخله التنوين، فهذا يعرب بالحركات الثلاث ظاهرة أو مقدرة.
    تقول: جاءَ قضاةٌ، ورأيتُ قضاةً، وسلمتُ على قضاةٍ، وحضَرَ المرضى، وساعدتُ المرضى، ودعوتُ للمرضى.
    2- غير منصرف وهو: الذي لا يدخله التنوين، فهذا يجر بالفتحة.
    أمَّا في حالتي الرفع والجر فإنَّه على الأصل يُرْفَع بالضمة وينصب بالفتحة ولكن بدون تنوين.
    وضابطه هو: ( كل جمع ثالثه ألف بعدها حرفان، أو ثلاثة أوسطهن ساكن ).
    مثل: مَسَاجِد، ومَصَانِع، وقَوَاعِد، فهذه جموع ثالثها ألف بعدها حرفان فتمنع من الصرف.
    ومثل: مَصَابِيح، ومَحَارِيب، وأَقَاوِيل، فهذه جموع ثالثها ألف بعدها ثلاثة أحرف أوسطهن هو الياء الساكنة فتمنع من الصرف.
    تقول: هذه مساجدُ، ورأيت مساجدَ، وصليتُ في مساجدَ.
    وتقول: السواقِي جميلةٌ، ورأيتُ السواقِيَ، ونظرتُ إلى السواقِي.
    وهي في المثال الأول مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة، وفي الثاني مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفي الثالث اسم مجرور بالفتحة المقدرة لأنه ممنوع من الصرف.

    الأسماءالخمسة



    الأسماء الخمسة هي: الأب والأخ والحم والفم وذو ( التي بمعنى صاحب ).
    وهذه الأسماء تُرفَع بالواو وتُنصَب بالألف وتُجر بالياء.
    تقول: جاءَأبوكَ، ورأيتُ أباك َوذهبتُ إلى أبيكَ.
    فالأول فاعل مرفوع بالواو، والثاني مفعول به منصوب بالألف، والثالث اسم مجرور بالياء، لأنها من الأسماء الخمسة.
    وهذه الأسماء لاتُعرَب هذا الإعرابَ إلا أن تكون ( مفردةً، مكبرةً، مضافةً، إلى غيرياء المتكلم ).
    فإن كانت مثناةً أُعرِبت إعرابَ المثنى، تقول: جاءَ أبَواكَ، ورأيتُ أبوَيكَ، وذهبتُ إلى أبَويكَ .
    وإن كانت مجموعةً جمعَ تكسيرأُعربت إعراب جمع التكسير أي بالحركات تقول: جاء آباؤُكَ، ورأيت آباءَكَ، وذهبت إلى آبائِكَ.
    وإنكانتمجموعةجمعمذكرٍسالمًا أُعربتإعرابَه،تقول: جاءأبُونَ، ورأيت أبينَ،ومررتُ بأبينَ .
    ولم يجمع منها جمع المذكر السالم إلا ثلاثة ( الأب والأخ والحم ) تقول هذا أخونَ ورأيتُ أخينَ، وسلمتُ على حَمِينَ.
    وإن كانت مصغرة أعربت بالحركات الظاهرة، تقولُ: جاءَ أُبَيُّ زيدٍ، ورأيتُ أُبَيَّ زيدٍ، ومررتُ بأُبَيِّ زيدٍ.
    وإن كانت غيرمضافة أعرِبت بالحركات الظاهرة، تقول: جاءَ أبٌ، ورأيتُ أبًا، وذهبتُ إلى أبٍ.
    وإن كانت مضافةً إلى ياءالمتكلم أعربت بحركاتٍ مقدرةٍ، تقول: جاءَ أبي، وأكرمتُ أبي،وذهبتُ إلى أبي.
    فالأول فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء أي على الباء، والثاني منصوب بفتحة مقدرة كذلك، والثالث مجرور بكسرة مقدرة كذلك.
    كما يشترط في فم شرط إضافي وهو أن تسقط منه الميم تقول: هذا فوكَ، ورأيتُ فاكَ، وخرجَ هذا الكلامُ من فِيكَ.
    فإن لم تسقط الميم أعرب بالحركات الظاهرة تقول: هذا فمٌ، ورأيتُ فمًا، وخرجَ هذا الكلامُ من فمٍ.
    واعلم أنه قد ذكر بعض النحاة اسما سادسا وهو ( الهَنُ ) بمعنى ما يستقبح ذكره كالعورة، ولكن الأفصح أن يعرب بالحركات الظاهرة على النون.
    والحاصل هو أن في هَن لغتين:
    الأولى: أن يعرب بالحركات الظاهرة تقول: خرجَ هَنُ الطفلِ، وسترتُ هَنَ الطفلِ، وغسلت الأمُّ النجاسةَ عن هَنِ الطفلِ.
    وهذه هي اللغة المشهورة والأكثر استعمالا وهي الأحسن والأفصح.
    الثانية: أن يعرب إعراب الأسماء الخمسة بالواو رفعا وبالألف نصبا وبالياء جرا، تقول: خرجَ هَنُو الطفل، وسترتُ هَنَا الطفلِ، وغسلت الأم النجاسة عن هَنِي الطفلِ.
    فمن عدها خمسة فقد اتبع المشهور الفصيح، ومن عدها ستة فقد التفت إلى هذه اللغة القليلة.

    ( شرح النص )



    وأمَّا الحرفُ فيُعرفُ بأنْ لا يقبلَ شيئًا مِن علاماتِ الاسمِ والفعلِ، نحوُ: هلْ، وبلْ.
    وليسَ منهُ مَهْما وإذْمَا، بل مَا المصْدَرِيَّةُ ولمَّا الرَّابِطَةُ في الأصحِّ.
    والكلامٌ لفظٌ مفيدٌ وأقلُ ائتلافِهِ من اسمينِ كزيدٌ قائمٌ، أو فعلٍ واسمٍ كقامَ زيدٌ.
    فصلٌ: أنواعُ الإعرابِ أربعةٌ رفعٌ ونصبٌ في اسمٍ وفعلٍ نحو: زيدٌ يقومُ وإنَّ زيدًا لنْ يقومَ، وجرٌ في اسمٍ نحو بزيدٍ، وجزمٌ نحو لمْ يقمْ.
    فيرفعُ بضمةٍ وينصبُ بفتحةٍ ويجرُ بكسرةٍ ويجزمُ بحذفِ حركةٍ إلا الأسماءَ الستةَ وهي: أبوهُ وأخوهُ وحَمُوهَا وهَنُوهُ وفوهُ وذو مالٍ، فترفعُ بالواوِ، وتنصبُ بالألفِ، وتجرُّ بالياءِ. والأفصحُ استعمالُ هنٍ كغَدٍ.
    .............................. .............................. .............................. .............................
    لما فرغ من الاسم والفعل شرع يتكلم في الحرف فقال ( وأمَّا الحرفُ فيُعرفُ بأنْ لا يقبلَ شيئًا مِن علاماتِ الاسمِ والفعلِ، نحوُ: هلْ، وبلْ ) فكل كلمة تقبل علامة من علامات الاسم فهي اسم، وكل كلمة تقبل علامة من علامات الفعل فهي فعل، وكل كلمة لا تقبل شيئا من علامات الاسم أو الفعل فهي حرف، مثل: هل وهو حرف استفهام مبني على السكون تقول: هَلْ جاءَ زيدٌ، ومثل: بل وهو حرف عطف مبني على السكون تقول: ما جاءَ زيدٌ بلْ عمروٌ.
    ثم أخذ المصنف يذكر بعض الكلمات التي اختلف في حرفيتها ( وليسَ منهُ ) أي من الحرف ( مَهْما وإذْمَا ) أما مهما فذكر بعض العلماء أنها حرف، والمختار أنها اسم بدليل عود الضمير عليها، وكل كلمة يعود الضمير عليها فهي اسم، فهذه علامة إضافية من علامات الاسم، قال الدرس الخامس دروس الندى. GifModified_08.gif: (وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ) نلاحظ هنا أن مهما بمعنى أي شيء أي قالوا أي شيء تأتنا به، فيكون الضمير في به عائدا على مهما فنعرف أنها اسم، وهي اسم شرط جازم يجزم فعلين، وأما إذْمَا فقال بعضهم هي حرف وقال آخرون هي اسمٌ، واستدلوا على اسميتها بأن ( إذْمَا ) كلمتان: إذْ + ما ، وإذْ اسم يدل على الزمان بمعنى حين ، قال الدرس الخامس دروس الندى. GifModified_08.gif: ( إلا تنصروه فقد نصرهُ اللهُ إذْ أخرجَهُ الذينَ كفروا ) أي فقد نصره الله حين إخراجِ الكفار له، وإذا ثبت أنها قبل دخول ما كانت اسما، فبعد دخول ما الزائدة عليها تبقى اسما أيضا لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، وهي بعد دخول ما اسم شرط جازم لفعلين بمعنى متى تقول إذْمَا تقمْ أقمْ، أي متى تقم أقم، وذلك نظير إمّا في قوله الدرس الخامس دروس الندى. GifModified_08.gif: ( إمَّا تَرَيِنَّ من البشرِ أحدًا ) فإما هي إن حرف الشرط وقد اقترن به ما الزائدة فلم يخرج عن الحرفية باقتران ما به. ( بل )من الحرف ( مَا المصْدَرِيَّةُ ولمَّا الرَّابِطَةُ في الأصحِّ ) من القولين، لأنهما لا يقبلان شيئا من علامات الاسم أو الفعل، وما المصدرية هي التي تدخل على الأفعال وتؤولها بمصدر تقول: سَرَّنِي ما فعلتَ أي سرني فِعْلُكَ، قال الدرس الخامس دروس الندى. GifModified_08.gif: ( ودُّوا ما عَنِتُّم ) أي ودُّوا عنتكم، وقال الدرس الخامس دروس الندى. GifModified_08.gif: ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا ) أي ذلك اللعنُ بعصيانهم أي بسببه، وإعرابها: حرف مصدري مبني على السكون، ولَـمَّا الرابطة هي حرف يدل على وجود شيء عند وجود شيء آخر تقول: لما جاءني أكرمتُهُ، فإنها ربطت وجود الإكرام عند وجود مجيئه، ولما درسَ زيدٌ نجحَ، فإنها ربطت وجود النجاح بوجود الدراسة، وهي حرف وجود لوجود مبني على السكون، فتلخص أن كلمتين الراجح فيهما الاسمية وهما: ( مهما، وإذْمَا ) وكلمتين الراجح فيهما هو الحرفية وهما: ( ما المصدرية، ولمَّا الرابطة ).
    ثم لما فرغ من بيان الكلمة وأقسامها شرع يتكلم في الكلام فقال: ( والكلامٌ لفظٌ مفيدٌ ) واللفظ هو صوت مشتمل على بعض الأحرف، والمفيد هو: ما يصح الاكتفاء به، نحو الحمدُ للهِ ( وأقلُ ائتلافِهِ ) أي تركبه( من اسمينِ كزيدٌ قائمٌ ) وهي الجملة الاسمية ( أو فعلٍ واسمٍ كقامَ زيدٌ ) وهي الجملة الفعلية.
    ثم شرع يتكلم في المعربات التي تكون في الكلام فقال ( فصلٌ: أنواعُ الإعرابِ أربعةٌ رفعٌ ونصبٌ في اسمٍ وفعلٍ نحو زيدٌ يقومُ ) زيدٌ اسم مرفوع، ويقوم فعل مضارع مرفوع ( وإنَّ زيدًا لنْ يقومَ ) زيدًا اسم منصوب، ويقومَ فعل مضارع منصوب ( وجرٌ في اسمٍ نحو بزيدٍ ) من قولك مررتُ بزيدٍ ( وجزمٌ نحو لمْ يقمْ فيرفعُ ) الاسم والفعل المضارع ( بضمةٍ وينصبُ بفتحةٍ ويجرُ بكسرةٍ ويجزم بحذف حركةٍ ) أي بالسكون لأنه عدم الحركة، والجر للأسماء والجزم للأفعال المضارعة، والأصل في الإعراب أن يكون الرفع بالضمة والنصب بالفتحة والجر بالكسرة والجزم بالسكون، وخرج عن هذا الأصل سبعة أبواب هي: الأسماء الستة، والمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، والاسم الذي لا ينصرف، والأفعال الخمسة، والفعل المضارع المعتل الآخر، وسيأتي بيانها إن شاء الله.
    ( إلا الأسماءَ الستةَ وهي: أبوهُ ) نحو جاءَ أبوه، ورأيتُ أباه ومررتُ بأبيه ( وأخوهُ ) نحو جاءَ أخوه، ورأيتُ أخاه، ومررتُ بأخيه، ( وحَمُوهَا ) الحم هو أقارب الزوج بالنسبة للزوجة كأبيه وأخيه وعمه، ولذلك قال حموها بالإضافة إلى المرأة ولم يقل حموه، تقول: جاءَ حموها، ورأيتُ حماها ومررتُ بحميها ( وهَنُوهُ ) نحو هذا هنو الطفلِ، وسترتُ هنا الطفلِ، وغسلت الأم النجاسة عن هني الطفلِ ( وفوهُ ) نحو هذا فوكَ، وأكرمْ فاكَ، واغسلْ الطعامَ من فِيكَ (وذو مالٍ ) أي صاحب مال وقد أضافه إلى اسم ظاهر لأنه لا يضاف إلى الضمائر فلا تقل ذوك أو ذوها، تقول: جاءَ ذو مالٍ، ورأيتُ ذا مالٍ، ومررتُ بذي مالٍ ( فترفعُ بالواوِ، وتنصبُ بالألفِ، وتجرُّ بالياءِ ) ولكن بشروط هي: أولا: أن تكون مفردة، ثانيا: أن تكون مكبرة، ثالثا: أن تكون مضافة، رابعا: أن تكون الإضافة إلى غير ياء المتكلم، قال المصنف في شرحه: واستغنيتُ عن اشتراط هذه الشروط لكوني لفظتُ بها مفردة مكبرة مضافة إلى غير ياء المتكلم. اهـ .
    ( والأفصحُ استعمالُ هنٍ كغَدٍ ) أي يعرب بالحركات فكما تقول: الغدُ قريبٌ، وإن غدًا لقريبٌ، واصبرْ عليَّ لغدٍ، تقول: خرجَ هنُ الطفلِ، وسترتُ هنَ الطفلِ، وغسلت الأمُّ النجاسةَ عن هنِ الطفلِ.



    ( تدريب )


    أعربْ ما يلي:
    1- مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ.
    2- قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ.
    3- قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا.
    4- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بآيَاتِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:50 am

    الدرس السادس من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس السادس

    المثنى

    المثنى: ما دلَّ على اثنين بزيادة ألف ونون أو ياء ونون في آخره، بحيث لو حذفنا الزيادة عاد مفردًا، مثل جاءَ الزيدانِ، فالزيدانِ مثنى ومتى ما حذفنا الزيادة من آخره التي هي الألف والنون عاد مفردا.
    ويعرب المثنى بالألف رفعًا، وبالياء نصبًا وجرًا، تقول: حضر الرَجُلانِ ، ورأيتُ الرَجُلَينِ ، وَذَهَبتُ إلى الرجُلَينِ .

    فالأول فاعل مرفوع بالألف، والثاني مفعول به منصوب بالياء، والثالث اسم مجرور بالياء كذلك.

    وأما النون التي في آخر المثنى فهي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

    وهناك أربعة ألفاظ ملحقة بالمثنى في الإعراب، وهي: ) اثنان، واثنتان، وكِلا، وكِلتا (، فهذه الألفاظ الأربعة ليست من المثنى حقيقة ولكن أعطيت علامة إعراب المثنى فسماها العلماء بالملحقات.

    تقول: جاء اثنانِ ، ورأيتُ اثنينِ ، وذهبت إلى اثنينِ، فاثنان: فاعل مرفوع بالألف في الجملة الأولى، ومفعول به منصوب بالياء في الجملة الثانية، واسم مجرور بالياء في الجملة الثالثة لأنه ملحق بالمثنى.

    وتقول: جاء الرجلان كِلاهما، ورأيتُ الرجلين كِلَيهما، ومررت بالرجلين كِلَيهما.

    فكلاهما: توكيد للرجلين في الأمثلة الثلاثة، وهو مرفوع بالألف في الجملة الأولى، ومنصوب ومجرور بالياء في الجملتين الثانية والثالثة لأنه ملحق بالمثنى.

    فهذه الألفاظ الأربعة مُلحَقَةٌ بالمثنى وليست منهُ ، لأنها لاينطبق عليها تعريف المثنى السابق .

    فالأول والثاني وهما: ( اثنان واثنتان ) لو حذفنا منهما الزيادة قلنا: ( اثن، واثنت( وهما لا يدلان على المفرد.

    والثالث والرابع وهما: ( كلا وكلتا) لا نون فيهما.

    ولا يشترط لإعراب ( اثنين واثنتين ) إعراب المثنى أية شروط.

    وأما ) كلا وكلتا ( فيشترط فيهما لإعرابهما إعراب المثنى أن يكونا مضافَين إلى ضمير، كما في الأمثلة السابقة فقد أضفناهما إلى (هما ).

    أمَّا إذا أضيفا إلى اسم ظاهر فإنهما يعربان إعراب الفتى أي بحركات مقدرة على الألف.

    تقول: جاء كلا الرجلين، ورأيتُ كلا الرجلين، ومررتُ بكلا الرجلين، وجاءت كلتا المرأتين، ورأيت كلتا المرأتين، ومررتُ بكلتا المرأتين.

    فكلا وكلتا: في المثال الأول فاعلان مرفوعان بالضمة المقدرة على الألف، وفي الثاني مفعولان منصوبان بالفتحة المقدرة على الألف، وفي الثالث اسمان مجروران بالكسرة المقدرة على الألف.


    جمع المذكر السالم



    جمع المذكر السالم هو: ما دلَّ على ثلاثة فأكثر بزيادة واو ونون، أو ياء ونون في آخره.

    وهو يُرفَع بالواو ويُنصَب و يَجر بالياء.

    تقول: جاء الزيدونَ، ورأيت الزيدِينَ، ومررتُ بالزيدِينَ، وجاءَ المسافرونَ، ورأيتُ المسافرينَ، ومررتُ بالمسافرينَ.

    فالزيدونَ والمسافرونَ: في المثال الأول فاعلان مرفوعان بالواو، وفي الثاني مفعولان منصوبان بالياء، وفي الثالث اسمان مجروران بالياء كذلك.

    وأما النون التي في آخر جمع المذكر السالم فهي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

    ولا يجمع هذا الجمع إلا ما كان ) عَلَمًا لمذكر عاقل، أو صفةً له، خاليينِ من تاء التأنيث ).

    مثال العلم ( زيد ) فإنه علم لشخص مذكر عاقل ليس في آخره تاء التأنيث فيجمع جمع مذكر سالم لتوفر الشروط فيه.

    فإن كان الاسم غير علم مثل رجل وغلام فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما رجُلونَ وغُلامونَ.

    وإن كان علما لمؤنث مثل سعاد وزينب فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما سُعادونَ، وزَينبونَ.

    وإن كان علما لمذكر غير عاقل كلاحق اسم لفرس و واشق اسم لكلب فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما لاحقونَ وواشقونَ.

    وإن كان علما لمذكر عاقل ولكن في آخره تاء التأنيث مثل طلحة وعبيدة فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما طَلحونَ، وعُبيدونَ.

    ومثال الصفة - ونعني بها الاسم المشتق كاسم الفاعل والمفعول- ( مسافر ) فإنه صفة لمذكر عاقل وليس في آخره تاء التأنيث فيجمع جمع مذكر سالم لتوفر الشروط فيه.

    فإن كانت الصفة لمؤنث مثل حائض ومرضع فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما حائضون، ومُرضعونَ.

    وإن كانت الصفة لمذكر غير عاقل مثل سابق إذا كان صفة لغير العاقل نحو هذا فرس سابق، وشاهق نحو هذا جبل شاهق فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما سابقونَ، وشاهقونَ.

    وإن كانت الصفة لمذكر عاقل ولكن في آخرها تاء التأنيث مثل علّامة وفهّامة فلا يجمعان جمع مذكر سالم فلا يقال فيهما علامونَ وفهامونَ.

    فلكي يكون الاسم جمع مذكر سالما لا بد أن يكون له واحد مذكر من لفظه، مثل زيدونَ مفرده زيد، وأن يكون إما علما أو صفة بشروطهما.

    ولكن العرب ألحقوا به ألفاظًا أعربوها كإعرابه مع أنها لم يتحقق فيها ما يشترط في جمع المذكر السالم.

    ومن تلك الألفاظ:

    1- أولو) بمعنى أصحاب) تقول: جاء أولو العلمِ ، وجالستُ أولي العلم ، ومَشَيتُ مع أولي العلم.

    فيعرب إعراب جمع المذكر السالم مع أنه لا واحد له من لفظه فإنه لا يقال أُوْلُ في المفرد، كما أنه ليس علما أو صفة.

    قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾] الرعد [19:، وقال: ﴿ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى ﴾] النور [ 22: ، وقال: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ﴾ ]الزمر[21: . فالأول فاعل ، والثاني مفعول به ، والثالث اسم مجرور .

    2 - عشرون إلى تسعين ، تقول: جاء عشرون رجلًا ، ورأيتُ عشرين رجلًا ، ومررتُ بعشرين رجلًا، وجاءَ ثلاثونَ رجلا ورأيت ثلاثين رجلا ومررت بثلاثين رجلا، وهكذا الأربعون والخمسون إلى التسعين.

    فتعرب إعراب جمع المذكر السالم مع إنها لا مفرد لها من ألفاظها، كما أنها ليست علما أو صفة.

    -3 أهلُونَ ، تقول: جاء الأهلونَ، ورأيتُ الأهلينَ ، وذهبتُ إلى الأهلينَ.

    وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهو ( أهل) ألا أنه ليس عَلَما ولا صفة.

    وفي القرآن الكريم: ﴿ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا ﴾ ]الفتح[11: وقال: ﴿ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ﴾ ]المائدة[ 89: ، وقال: ﴿ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا﴾ ] الفتح[2: . الأول فاعل ، والثاني مفعول به ، والثالث اسم مجرور بحرف الجر .

    -4أرَضون ، تقول: في العالم أرَضونَ ، وإنَّ الأرَضينَ لواسعةٌ ، وإنَّ في الأرَضينَ عجائبَ.

    وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهي ( أرْض) ألا أنه مؤنث كما أنه ليس عَلَما ولا صفة.

    -5 سِنونَ، تقول: مَضَتْ علينا سِنونَ، وقَضينا سنينَ في هذا البلد، وما رأيت بحرًا منذُ سنينَ.

    وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهي ( سَنَة) ألا أنه مؤنث كما أنه ليس عَلَما ولا صفة.

    -6 عِلِّيُّونَ ، وهو اسم لأعلى الجنة ، فهو مفرد وليس جمعا، قال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ﴾] المطففين18 – 19: [.

    7- بَنُونَ ، تقول: جاءَ بَنُو عامرٍ ، ورأيتُ بني عامر، وزيدٌ من بني عامرٍ.

    وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهو ( ابن ) ألا أنه ليس عَلَما ولا صفة.
    وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ﴾ ] الشعراء88: [، وقال: ﴿ وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ ﴾ ]النحل: 72[.
    8- وابِلونَ، جمع وابِل وهو المطر الغزير، تقول: هطلَ وابلونَ، ورأيتُ وابلينَ، وغرقَ الأعداءُ في وابلينَ.
    وهو ليس بعلم ولا صفة.
    9- عَالَمونَ، جمع عالَم وهو كل ما سوى الله من المخلوقات، ويكون الجمع باعتبار تعدد العوالم كعالم الإنس والجن والملائكة، تقول: العالمونَ عبيدٌ للهِ، إنَّ العالمينَ عبيدٌ للهِ، اللهُ ربُ العالمينَ.
    وهو ليس بعلم ولا صفة.

    ( شرح النص )


    والمثنى كالزيدانِ فيرفعُ بالألفِ، وجمعَ المذكر السالم كالزيدونَ فيرفعُ بالواوِ، ويجرانِ وينصبانِ بالياءِ.
    وكِلا وكِلتا معَ الضميرِ كالمثنى، وكذا اثنانِ واثنتانِ مطلقًا وإنْ رُكِّبَا.
    وأُولوا، وعِشرونَ وأخواتُهُ، وعَالمونَ، وأَهلونَ، ووابِلونَ، وأَرَضُونَ، وسِنُونَ وبابُهُ، وبَنونَ، وعِلِّيُونَ وشِبْهُهُ؛ كالجمعِ.
    .............................. .............................. .............................. .............................
    الباب الثاني والثالث مما خرج عن الأصل أعني الرفع بالضمة والنصب بالفتحة والجر بالكسرة والجزم بالسكون هو المثنى وجمع المذكر السالم وفي بيانهما قال: ( و ) إلا ( المثنى كالزيدانِ فيرفعُ بالألفِ ) نحو جاءَ الزيدانِ (و ) إلا ( جمعَ المذكر السالم كالزيدونَ فيرفعُ بالواوِ ) نحو جاءَ الزيدونَ ( ويجرانِ وينصبانِ بالياءِ ) نحو مررتُ بالزيدَينِ والزيدِينَ، ورأيتُ الزيدَينِ والزيدِينَ، ثم بدأ ببيان الملحقات بهما، والفرق بين الأصل والملحق هو أن الأصل مستجمع لشروطه بخلاف الملحق به فلا بد أن يكون قد انخرم فيه شرط أو أكثر ( وكِلا وكِلتا معَ الضميرِ كالمثنى ) فيعربان إعراب المثنى ولكن بشرط أن يكونا مضافين إلى ضمير، مثل: جاءَ الزيدانِ كلاهما، ورأيتُ الزيدينِ كليهما، ومررتُ بالزيدينِ كليهما، وجاءَ البنتانِ كلتاهما، ورأيتُ البنتينِ كلتيهما، ومررتُ بالبنتينِ كلتيهما، فإن أضيفا إلى اسم ظاهر أعربا بالحركات المقدرة نحو جاءَ كلا الرجلين، وكلتا البنتينِ، ورأيتُ كلا الرجلينِ، وكلتا البنتينِ، ومررتُ بكلا الرجلين، وكلتا البنتينِ، يرفعان بضمة مقدرة وينصبان بفتحة مقدرة ويجران بكسرة مقدرة، قال تعالى: ( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا )، ( وكذا اثنانِ واثنتانِ ) يعربان كالمثنى نحو جاءَ اثنانِ من الرجالِ واثنتانِ من النساءِ، ورأيتُ اثنينِ من الرجال واثنتينِ من النساء، ومررتُ باثنين من الرجال واثنتينِ من النساء ( مطلقًا ) أي بدون شرط حتى ( وإنْ رُكِّبَا ) مع العشرة فيعربان إعراب المثنى نحو جاءَ اثنا عشر رجلا ورأيت اثني عشر رجلا ومررت باثني عشر رجلا، وجاءَت اثنتا عشْرَة امرأةً، ورأيتُ اثنتي عشْرَةَ امرأةً، ومررتُ باثنتي عشْرَة امرأةً.
    ثم لما فرغ من الملحقات بالمثنى بدأ بالملحقات بجمع المذكر السالم فقال ( وأُولوا ) نحو جاءَ أولوا العلم، ورأيتُ أولي العلم، ومررت بأولي العلم، وهو ملحق لأنه لا واحد له من لفظه، وليس علما أو صفة ( وعِشرونَ وأخواتُهُ ) هي ثلاثون إلى تسعينَ، سواء ذكرت لوحدها أو عطفت على عدد نحو جاءَ واحدٌ وعشرونَ رجلا، ورأيت واحدا وعشرينَ رجلا، ومررت بواحدٍ وعشرين رجلا، قال تعالى: ( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً )، وإنما عدت هذه الأعداد ملحقة بجمع المذكر السالم لأنه لا واحد لها من لفظها كما أنها ليست علما أو صفة، فإن قيل: لم لا تكون عشرونَ جمع عشر، وثلاثون جمع ثلاث، وأربعون جمع أربع وهكذا ؟ قلنا إن الجمع أقله ثلاثة من مقادير الواحد فإذا قلتَ قدمَ رجالٌ فلا بد أن يكون القادمون ثلاثة فأكثر، وحينئذ إذا كانت العشرون جمعا لعشر فـ 10+10+10= 30 فيلزم أن يكون مدلول العشرين هو 30 أي يتساويان في المقدار فيصح إطلاق إحداهما على الآخر فتقول جاء عشرون وأنت تريد ثلاثين وبالعكس وهو باطل قطعا، وكذا يكون أربعون= 4+4+4= 12، فيتساوى 40 و12 في المقدار ويصح إطلاق أحدهما على الآخر وهو باطل.
    ( وعَالمونَ ) جمع عالَم على ما اختاره بعضهم، تقول: العالمونَ عبيدٌ للهِ، إنَّ العالمينَ عبيدٌ للهِ، اللهُ ربُّ العالمينَ، وهو ملحق لأنه ليس بعلم ولا صفة أي هو جمع لم يستوف الشروط فيكون ملحقا ( وأَهلونَ ) تقول: جاء الأهلونَ، ورأيتُ الأهلينَ ، وذهبتُ إلى الأهلينَ، وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهو ( أهل) ألا أنه ليس عَلَما ولا صفة أي لم يستوف الشروط.
    (ووابِلونَ ) جمع وابل وهو المطر الغزير تقول: هطلَ وابلونَ، ورأيتُ وابلينَ، وغرقَ الأعداءُ في وابلينَ، وهو ملحق لأنه ليس بعلم ولا صفة ( وأَرَضُونَ ) جمع أرْض وهي مؤنثة فأرضون ملحق لأنه جمع لمؤنث، ولأن المفرد لم يسلم من التغيير عند الجمع فهو ليس بجمع سالم لأن أرض بسكون الراء والجمع أرَضونَ بفتح الراء، ولأنه ليس بعلم ولا صفة.
    ( وسِنُونَ ) جمع سَنَة تقول: مَضَتْ علينا سِنونَ، وقَضينا سنينَ في هذا البلد، وما رأيت بحرًا منذُ سنينَ، وهو وإن كان له مفرد من لفظه وهي ( سَنَة ) ألا أنه مؤنث ولم يسلم من التغيير كما أنه ليس عَلَما ولا صفة ( وبابُهُ ) أي وباب سنون فهو ملحق أيضا والمقصود به هو ( كل اسم ثلاثي، حذفت لامه، وعوض عنها هاء التأنيث، ولم يجمع جمع تكسير ) مثل: سَنَة وأصلها سَنَوٌ بدليل جمعها على سنوات فإنه عند الجمع ترجع الأشياء إلى أصولها، و ( سَنَوٌ ) اسم ثلاثي أي على ثلاثة أحرف ، حذفت لامه أي الحرف الثالث منه وهو الواو فصارت ( سَنَ ) ثم عوض عن الواو المحذوفة بهاء التأنيث أي تاء التأنيث المربوطة فصارت ( سَنَةٌ )، ولم يرد في اللغة جمع هذه الكلمة جمع تكسير فانطبقت جميع القيود الواردة في الضابط المذكور، تقول: هذه سنونَ خداعَاتٌ، ورأيتُ سنينَ خداعاتٍ، ومررنا بسنينَ خداعاتٍ أي نعربها إعراب جمع المذكر السالم لأنها ملحقة به، ومثل: عِضَة جمعها عِضُونَ، والعِضَةُ: الجزء والقطعة من الشيء، وأصلها ( عِضَوٌ ) فحذفت الواو التي هي لام الكلمة وعوض عنها الهاء ، قال تعالى: ( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) أي أهل الكتاب الذين جعلوا القرآن أجزاء فصدقوا بعضه وهو ما وافق أحوالهم وكذبوا بعضه المخالف لأهوائهم مثل نسخ شريعتهم وإبطال بنوة عيسى لله تعالى. أفاده الشيخ ابن عاشور في تفسيره. ومثل: عِزَة وجمعها عِزُونَ، والعِزَةُ: الفرقة والجماعة من الناس، وأصلها ( عِزَوٌ ) فحذفت الواو التي هي لام الكلمة وعوض عنها الهاء ، قال تعالى: ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ) أي أن الذين كفروا كانوا فرقا وجماعات حول النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله يسمعون كلامه ويكذبونه ( وبَنونَ ) جمع ابن ولم يسلم الجمع من التغيير كما أنه ليس بعلم أو صفة، تقول: جاء بنو زيدٍ، ورأيتُ بني زيدٍ، ومررتُ ببني زيدٍ، قال تعالى: ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )، (وعِلِّيُونَ ) اسم علم على مكان في أعلى الجنة فهو مفرد وليس بجمع، تقول: عليونَ للأبرار، وإنَّ عليينَ للأبرار، والأبرار في عليينَ ( وشِبْهُهُ ) أي وشبه عليين من كل جمع سمي به واحد مثل زيدونَ وخلدونَ عبدونَ، فهذه في الأصل جموع، ثم سمي بها شخص من الأشخاص، تقولَ جاءَ خلدونَ ورأيتَ خلدينَ ومررتُ بخلدينَ، ( كالجمعِ ) أي أولو وما عطف عليه كجمع المذكر السالم في الإعراب.


    ( تدريب )

    أعرب ما يلي:
    1- كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا.
    2- اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا.
    3- إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِاْئَتَيْنِ.
    4- جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:51 am

    الدرس السابع من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس السابع


    جمع المؤنث السالم



    جمع المؤنث السالم هو: ماجمعَ بألف وتاء مزيدتين في آخرهِ . مثل: هِنْدات جمع هِنْد.
    وهذا يُنْصَب بالكسرة نيابةً عن الفتحة، قال الله تعالى: ﴿ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ﴾[ العنكبوت:44 ]، السموات: مفعول به منصوب بالكسرة بدل الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم. وقد خَرَجَ عن الأصل في حالة النصب فقط.
    أمَّا في حالتي الرفع والجر فإنَّه على الأصل يُرْفَع بالضمة ويجر بالكسرة تقول: الصالحاتُ عابداتٌ، وتقول: للقانتاتِ أجرٌ عظيمٌ .
    ويُشتَرط في إعرابه هذا الإعراب ( أي نصبه بالكسرةِ ) أن تكون الألف والتاء مزيدتين .
    فخرج مثل أبيات وأصوات وأموات فإن التاء فيها أصلية وليست زائدة لوجودها في المفرد فلذا تنصب بالفتحة على الأصل.
    قال تعالى:﴿وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا﴾ [البقرة : 28]، أمواتا: خبر كان منصوب بالفتحة.
    وألحقوا بجمع المؤنث السالم ما يلي:
    ( أُولات ) بمعنى صاحبات. قال الله تعالى: ﴿ وَإِن كُنَّ أُوْلَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ﴾ ]الطلاق[6:،أولاتِ: خبر كان منصوب بالكسرة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
    فتعرب إعراب جمع المؤنث السالم مع أنه لا واحد لها من لفظها فإنه لا يقال أُوْل في المفرد.
    وكذا ألحقوا به ما كان مفردًا وآخره ألف وتاء من الأعلام مثل: بركات وعرفات وعطيَّات وأذرِعات ( اسم بلدة في الشام تعرف الآن باسم دَرْعا ) فإن هذه ليست بجمع أصلا ولكنهم ألحقوها بجمع المؤنث السالم للتشابه بينهما بوجود ألف وتاء في الآخر. تقول: جاءَ بركاتٌ، ورأيتُ بركاتٍ، وسلمتُ على بركاتٍ.

    الأفعال الخمسة



    الأفعال الخمسة هي: كل مضارع اتصل به ألف اثنين مثل: تقومان ويقومان، أو واو جماعة مثل: تقومون ويقومون، أو ياء مخاطَبة مثل: تقومين. وهذه تُرفَع بثبوت النون وتُنصَب وتُجزَم بحذفها. تقول: أنتم تقومونَ، ولن تقوموا، ولم تقوموا.

    الفعل المضارع



    الفعل المضارع قسمان: صحيح الآخر وهو: ما ليس آخره حرف علة. مثل نصرَ وضربَ وسألَ.
    ومعتل الآخر وهو: ماكان آخره حرف علة ( واو أو ألف أو ياء)،مثل:يَدعو ويَرضى ويَرمي.
    فأما إعراب المضارع الصحيح الآخر فعلى الأصل: بالضمة رفعا، وبالفتحة نصبا، وبالسكون جزما.تقولُ: يذهبُ زيدٌ، ولنْ يذهبَ زيدٌ، ولمْ يذهَبْ زيدٌ.
    وأما المضارع المعتل الآخر فيجزم بحذف آخره نيابةً عن السكون، تقول: زيدٌ لم يغزُ، ولم يرضَ، ولم يرمِ.
    أمَّا في حالتي الرفع والنصب فإنَّه على الأصل يُرْفَع بالضمة وينصب بالفتحة.
    وتكون الضمة مقدرة دائما، تقول: زيدٌ يغزو، ويرضى، ويرمي.
    وتكون الفتحة مقدرة مع الألف فقط، تقول: زيدٌ لنْ يغزوَ، ولنْ يرضى، ولنْ يرميَ.

    الإعراب التقديري



    الإعراب إما ظاهري، أو تقديري، أو محلي.
    فالظاهري: ما كان بحركات ملفوظة على أواخر الكلمات المعربة، مثل جاءَ زيدٌ، والتقديري: ما كان بحركات مقدرة على أواخر الكلمات المعربة، مثل: جاءَ الفتى، والمحلي: ما يكون في الأسماء والأفعال المبنية، مثل: هؤلاءِ يَقُمْنَ.
    ثم إن الإعراب التقديري إما أن تقدر فيه جميع الحركات ( الضمة والفتحة والكسرة )، وإما أن يقدر بعضها.
    أولا: تقدير جميع الحركات ويكون في موضعين:
    1- الاسم المقصور وهو: ما كان آخره ألفًا لازمة، أي ثابتة مثل الفتى والهدى والعصا فَتُقدَّر على الألف جميعُ الحركات للتعذر، أي لتعذر النُطقِ بالحركات لأنَّ الألف ساكنة أبدًا. تقول: جاءَ الفتى، ورأيتُ الفتى، ومررتُ بالفتى .
    فالأول مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر، والثاني منصوبٌ بفتحة كذلك، والثالث مجرورٌ بكسرة كذلك.
    2- الاسم المضاف إلى ياء المتكلم، مثل صديقي، كتابي، بلدي، وإنما تقدر الحركات لأنَّ الياء تستدعي أن يكون الحرف الذي قبلها مكسورًا، فلذلك تقدر على ذلك الحرف جميعُ الحركات لاشتغال الحرف بالكسرةِ المناسبةِ للياء فإن الحرف لا يمكن أن يتحمل حركتين في آن واحد. تقول:حضر صديقِي، ورأيتُ صديقِي، ومررتُ بصديقِي.
    فصديقي في الجملة الأولى فاعل مرفوعٌ بضمة مقدرة على ماقبل الياء ( أي القاف ) للاشتغال ( أي اشتغال القاف بالكسرة التي استدعتها الياء ) والثاني مفعول به منصوب بفتحة مقدرة كذلك، والثالث اسم مجرور بكسرة مقدرة كذلك.
    ثانيا: تقدير بعض الحركات،ويكون في ثلاثة مواضع:
    1- الاسم المنقوص،وهو: ماكان آخِرُهُ ياءً مكسورًا ماقبلها، مثل القاضِي، والساعِي، والهادِي، وهذا تُقدَّر فيه الضمة والكسرة فقط للثقل، أي لثقل النطق بالياء مضمومة أو مكسورة، تقول: جاء القاضِي، وذهبت إلى القاضِي. فالأول فاعلٌ مرفوعٌ بضمة مقدرة على الياء للثقل، والثاني اسم مجرور بكسرة مقدرة على الياء كذلك.
    أمَّا الفتحة فتظهر على آخره لخفتها، تقول: رأيتُ القاضيَ، وهو مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
    2-الفعل المضارع المنتهي بألف، مثل يخشى، يسعى، يرضى، وهذا تُقدَّرُ على آخره الضمة والفتحة فقط لتعذر النطق بهما لأن الألف ساكنة أبدا لا تحتمل الحركات كما سبق، تقول: زيدٌ يخشى اللهَ، ولن يخشى العدوَ، فالفعل الأول مجردٌ عن الناصب والجازم، وهو مرفوع بضمة مقدرة على آخره للتعذر، والثاني منصوبٌ بلن وعلامة نصبه فتحة مقدرة كذلك.
    أمَّا في حالة الجزم فيحذف حرف العلة فإعرابه ظاهري،تقول:لم يخشَ زيدٌ إلا رَبَّه، وهو فعل مضارع مجزوم بحذف آخره.
    3- الفعل المضارع المنتهي بواو أوياء، مثل: يدعو، يغزو، يصلي، يمشي فإنَّ الضمة تقدر عليهما للثقل،تقول: زيدٌ يدعو ربَّه ويصلي له، فالفعلان يدعو ويصلي مرفوعان لتجردهما عن الناصب والجازم، وعلامة رفعهما ضمة مقدرة للثقل.
    أمَّا في حالة النصب فإن الفتحة تظهر على آخرهما لخفّتها مثل: لن يدعوَ زيد خصمه، ولن يُلقِيَ سلاحَه.
    وأمَّا في حالة الجزم فإنَّ الواو والياء تحذفان أي يكون إعرابه لفظيا لا تقديريا ،تقول: لم يدعُ زيد خَصمَه، ولم يُلقِ سلاحَه.


    ( شرح النص )



    وأُولاتَ، وما جُمِعَ بألفٍ وتاءٍ مزيدتينِ، وما سُمِّيَ بهِ منهما؛ فينصبُ بالكسرةِ نحو: خلقَ اللهُ السمواتِ، وأَصطفى البناتِ.
    وما لا ينصرِفُ فيجرُ بالفتحةِ نحو: بأفضلَ منهُ، إلا معَ ألْ نحو: بالأفضلِ، أو بالإضافةِ نحو بأفضلِكم.
    والأمثلةَ الخمسةَ، وهي تَفعلانِ وتَفعلونَ بالياء والتاء فيهما، وتفعلينَ، فترفع بثبوت النون، وتجزم وتنصب بحذفها، نحو (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا).والفعلَ المضارعَ المعتلَّ الآخرِ فيجزم بحذف آخرِهِ، نحوَ لم يغزُ ولم يخشَ ولم يرمِ.فصلٌ: تُقَدَّرُ الْحَركَاتُ كُلُّهَا فِي نَحْوِ غُلاَمِي، والْفَتَى وَيُسَمَّى الثانِي مَقْصُورًا، وَالضَّمَّةُ وَالْكَسْرَةُ فِي نَحْوِ القَاضِي، وَيُسَمَّى مَنْقُوصًا، وَالضَّمَّةُ وَالْفَتْحَةُ فِي نَحْوِ يَخْشَى، وَالضَّمَّةُ فِي نَحْوِ يَدْعو وَيَقْضِي، وتَظْهَرُ الفَتْحَةُ في نَحْوِ إِنَّ القاضِيَ لَنْ يَقْضِيَ وَلَنْ يَدْعُوَ.

    .......................... ......................... ......................... ......................... ...................
    ثم شرع في جمع المؤنث السالم فقال: ( و )إلا لفظة ( أُولاتَ ) بمعنى صاحبات وهو ملحق بجمع المؤنث السالم لأنه لا مفرد له من لفظه تقول: جاءَ أولاتُ الدينِ، ورأيتُ أولاتِ الدينِ، ومررتُ بأولاتِ الدينِ، ( وما جُمِعَ بألفٍ وتاءٍ مزيدتينِ) نحو هندات، واحترز بالمزيدتين عما إذا كانت أحدهما أصلية أي موجودة في المفرد فإنه ينصب بالكسرة على الأصل، مثل أموات جمع ميت، فإن التاء موجودة في المفرد فيكون جمع تكسير لا جمع مؤنث سالما، قال تعالى: ( وكنتم أمواتًا ).ومثل: قُضَاة أصله قضَيَةٌ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فصار قضاة، فتلك الياء هي بعينها التي في المفرد ( قاضـي ) فلا تكون الألف زائدة عن المفرد فلا يكون جمع مؤنث سالم فينصب بالفتحة على الأصل تقول: رأيتُ قضاةً.ومثل: غُزاة أصله غزَوَةٌ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار غزاة، فتلك الواو هي بعينها التي في المفرد فإن أصل ( غازي ) هو غازِو بدليل أن مضارعه هو يغزو، واسم الفاعل مشتق من المضارع، وهنالك قاعدة صرفية تقول: إذا وقعت الواو في طرف الكلمة وسبقت بكسرة قلبت ياء، فتحصل أن غزاة أصله غزوة فالواو هي بعينها التي في المفرد فلا تكون زائدة فلا يكون جمع مؤنث سالم فينصب بالفتحة على الأصل تقول: رأيت غزاةً.( وما سُمِّيَ بهِ منهما ) أي والاسم الذي سمي به من لفظ أولات، وما جمع بألف وتاء مزيديتين، أي الأعلام المنتهية بألف وتاء فإنها من الملحقات بجمع المؤنث السالم مثل: أولات اسم امرأة أي لو فرضنا أن أحدا سمى ابنته أولات فيكون ملحقا بجمع المؤنث السالم لأنه مفرد وليس جمعا تقول: جاءتْ أولاتٌ مسرعةً، ورأيتُ أولاتٍ مسرعةً، ومررتُ بأولاتٍ مسرعةٍ، ومثل: زينبات إذا سمي به امرأة فيكون ملحقا بجمع المؤنث السالم لأنه مفرد وليس جمعا تقول: جاءتْ زينباتٌ، ورأيتُ زينباتٍ، ومررتُ بزينباتٍ، وكذلك عنايات وعطيات وعرفات وأذرعات.( فينصبُ بالكسرةِ ) بدل الفتحة ( نحو: خلقَ اللهُ السمواتِ ) قال تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ ). ( وأَصطفى البناتِ ) قال تعالى: ( أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ) والبنات جمع بنت، وهنا إشكال وهو أن التاء موجودة في المفرد فالمفروض أنها ليست بجمع مؤنث سالم ؟ والجواب هو أن أصل بنت هو بنوٌ فحذفت الواو وعوض عنها بالتاء، فالتاء هذه ليست حرفا أصليا من بنية الكلمة، ثم لما أريد جمعها جمع مؤنث سالم حذفت منها التاء كي لا تجتمع في الاسم علامتا تأنيث فقيل بنات، كما حذفت التاء من فاطمة وقيل فاطمات كي لا تجتمع علامتا تأنيث. ( و ) إلا ( ما لا ينصرِفُ فيجرُ بالفتحةِ نحو بأفضلَ مِنهُ ) من قولك مررتُ بأفضلَ منه، فأفضل جر بالفتحة لأنه اسم غير منصرف لأن اسم التفضيل مثل: أفضل، أعلم، أكرم، أحكم، أكبر ممنوع من الصرف ( إلا معَ ألْ نحو: بالأفضلِ، أو بالإضافةِ نحو بأفضلِكم ) يقصد أن الاسم الذي لا ينصرف إذا دخلت عليه أل أو أضيف إلى اسم بعده رجع إلى الأصل وهو الجر بالكسرة نحو مررتُ بالأفضلِ منه، وبأفضلِكم، قال تعالى: ( وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ) فمساجد جمع تكسير غير منصرف ، ولكنه جر بالكسرة حين دخلت عليه أل، وقال تعالى: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) فأحسن أفعل تفضيل فالمفروض أن يجر بالفتحة لكنه جر بالكسرة لأنه أضيف إلى تقويم. ( و ) إلا ( الأمثلةَ الخمسةَ )قد ذكروا أن التعبير بالأمثلة الخمسة أولى من التعبير بالأفعال الخمسة لأنها ليست أفعالا خمسة معينة كما هو الحال في الأسماء الخمسة بل هي صيغ يندرج تحتها ما لا حصر له من الأمثلة (وهي تَفعلانِ وتَفعلونَ بالياء والتاء فيهما ) فنحصل على أربع صيغ يفعلانِ وتفعلانِ، ويفعلونَ وتفعلونَ ( وتفعلينَ، فترفع بثبوت النون، وتجزم وتنصب بحذفها، نحو: فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ) بحذف النون في النصب والجزم. ( و ) إلا ( الفعلَ المضارعَ المعتلَّ الآخرِ فيجزم بحذف آخره، نحوَ لم يغزُ ) أصله يغزو ( ولم يخشَ ) أصله يخشى ( ولم يرمِ ) أصله يرمي، والخروج عن الأصل في حالة الجزم فقط أما في الرفع والنصب فعلى الأصل يرفع بالضمة والفتحة.هذا ( فصلٌ ) في بيان الإعراب المقدر ( تُقَدَّرُ الْحَركَاتُ كُلُّهَا ) الضمة والفتحة والكسرة ( فِي نَحْوِ غُلاَمِي ) أي مما أضيف إلي ياء المتكلم ( والْفَتَى ) أي مما كان مقصورا ( وَيُسَمَّى الثانِي ) وهو الفتى ( مَقْصُورًا ) وهو كل اسم معرب آخره ألف لازمة، واحترزنا بالألف اللازمة عن الألف غير اللازمة مثل رأيتُ أبا زيدٍ، فإن الألف فيه ليست لازمة بل جيء بها في حالة النصب فقط فلذا لا يكون ( أبا ) مقصورا ولا يعرب بالحركات المقدرة ( وَالضَّمَّةُ وَالْكَسْرَةُ فِي نَحْوِ القَاضِي، وَيُسَمَّى مَنْقُوصًا ) وهو كل اسم معرب آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها، واحترزنا بالياء اللازمة عن الياء غير اللازمة مثل مررتُ بأبي زيدٍ فإن الياء فيه ليست لازمة بل جيء بها في حالة الجر فقط فلذا لا يكون ( أبي ) منقوصا ولا يعرب بالحركات المقدرة، واحترزنا بمكسور ما قبلها عن غير المكسور فلا يكون مقصورا مثل ظَبْي فهذا يعرب بالحركات الظاهرة لأن الباء التي قبل الياء ساكنة، تقول: هذا ظبْيٌ ورأيت ظبْيًا ومررت بظبْيٍ ( وَالضَّمَّةُ وَالْفَتْحَةُ فِي نَحْوِ يَخْشَى ) أي من كل مضارع معتل بالألف فتقدر عليه الضمة والفتحة للتعذر، وأما في حالة الجزم فيكون بحذف آخره نحو لم يخشَ ( وَالضَّمَّةُ فِي نَحْوِ يَدْعو وَيَقْضِي ) أي من كل مضارع معتل بالواو أو الياء، فتقدر الضمة فقط للثقل ( وتَظْهَرُ الفَتْحَةُ ) لخفتها ( في نَحْوِ إِنَّ القاضِيَ لَنْ يَقْضِيَ وَلَنْ يَدْعُوَ ) أي في الاسم المقصور كالقاضي والمضارع المعتل بالياء نحو يقضي والمعتل بالواو نحو يدعو.


    ( تدريب )



    أولا: استخرج الإعراب التقديري من النصوص التالية:
    (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى- قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى- رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ- عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ).

    ثانيا: أعرب ما يلي:
    1- أُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ.
    2- قَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ.
    3- قُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ.
    4- مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:51 am

    الدرس الثامن من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس الثامن



    علامات الإعراب



    سبق أن المعربات ثمانية هي: الاسم المفرد، وجمع التكسير، والأسماء الستة، والمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، والأفعال الخمسة، والفعل المضارع، ونريد أن نجمع علامات الإعراب هنا كي يسهل حفظها.
    فللرفع أربع علامات: ( الضمة، والواو، والألف، والنون ).
    فالضمة تكون علامة للرفع في أربعة مواضع :
    1- الاسم المفرد سواء أكان منصرفا أم غير منصرف، 2- جمع التكسير سواء أكان منصرفا أم غير منصرف، 3- جمع المؤنث السالم، 4- الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكيد أو نون النسوة ولم يكن من الأفعال الخمسة.
    والواو تكون علامة للرفع في موضعين: 1- الأسماء الستة، 2- جمع المذكر السالم.
    والألف تكون علامة للرفع في موضع واحد هو المثنى.
    والنون تكون علامة للرفع في موضع واحد هو الأفعال الخمسة.
    وللنصب خمس علامات: ( الفتحة، والألف، والكسرة، والياء، وحذف النون ).
    فالفتحة تكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع: 1- الاسم المفرد سواء أكان منصرفا أم غير منصرف، 2- جمع التكسير سواء أكان منصرفا أم غير منصرف ، 3- الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكيد أو نون النسوة ولم يكن من الأفعال الخمسة.
    والألف تكون علامة للنصب في موضع واحد هو الأسماء الستة.
    والكسرة تكون علامة للنصب في موضع واحد هو جمع المؤنث السالم.
    والياء تكون علامة للنصب في موضعين: 1- المثنى، 2- جمع المذكر السالم.
    وحذف النون يكون علامة للنصب في موضع واحد هو الأفعال الخمسة.
    وللجر ثلاث علامات: ( الكسرة، والياء، والفتحة ).
    فالكسرة تكون علامة للجر في ثلاثة مواضع: 1- الاسم المفرد المنصرف، 2- جمع التكسير المنصرف، 3- جمع المؤنث السالم.
    والياء تكون علامة للجر في ثلاثة مواضع: 1- الأسماء الستة ، 2- المثنى ، 3- جمع المذكر السالم.
    والفتحة تكون علامة للجر في موضعين: 1- الاسم المفرد غير المنصرف، 2- جمع التكسير غير المنصرف.
    وللجزم علامتان: ( السكون، والحذف ).
    فالسكون يكون علامة للجزم في موضع واحد هو الفعل المضارع الصحيح الآخر الذي لم تتصل به نونا التوكيد أو نون النسوة ولم يكن من الأفعال الخمسة.
    والحذف يكون علامة للجزم في موضعين: 1- الفعل المضارع المعتل الآخر الذي لم تتصل به نونا التوكيد أو نون النسوة ولم يكن من الأفعال الخمسة. 2- الأفعال الخمسة.

    نواصب المضارع



    الفعل المضارع إما أن يكون معربا وإما أن يكون مبنيا.
    فيعرب متى ما خلا من نون التوكيد المباشرة، ومن نون النسوة.
    وله ثلاث حالات: الرفع، والنصب، والجزم.
    فيرفع إذا تجرد من النواصب والجوازم، وينصب إذا سبقه ناصب، ويجزم إذا سبقه جازم.
    ونواصب المضارع أربعة أحرف هي: ( لَنْ، إِذَنْ، كَيْ ، أَنْ ).
    أولا: لَنْ.
    وهي حرف نفي واستقبال، أي تفيد نفي الحدث في الزمن المستقبل، مثل: لنْ أَذْهَبَ لزيدٍ، أي ينتفي ذهابي لزيد في الزمن المستقبل كغد أو بعد غد، فالمضارع يحتمل الحال والاستقبال فإذا دخلت عليه لنْ عينته للمستقبل.
    قال تعالى: ( لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ) لَنْ: حرف نصب ونفي واستقبال مبني على السكون، نبرحَ: فعل مضارع ناقص منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن، عاكفينَ: خبر نبرح منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون: عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
    وهذا الحرف ملازم لنصب للمضارع دائما بلا شرط.

    ثانيا:إِذَنْ.
    وهي حرف جواب، أي تقع جوابا لكلام قبلها يقال لك: سأزورُكَ غدًا إن شاء الله، فتقول: إذَنْ أُكْرِمَكَ.
    ويشترط لنصب المضارع بها ثلاثة شروط:
    1- أن يراد بالمضارع الاستقبال لا الحال، فإن أريد به الحال رفع المضارع بعدها.
    مثال: لو قال لك شخص إني أحبُّكَ، فقلتَ: إذَنْ أظنُّكَ صادقًا، رفعت الفعل المضارع أظنُّكَ لأن المراد به الحال فإن الظن بصدقه واقع في الحال بخلاف لو قال لك: سأزوركَ غدا فقلتَ له: إذنْ أكرمَكَ، فإن الإكرام سيقع في المستقبل.
    2- أن تقع إذَنْ في صدر الجواب، فإن لم تتصدر الجواب بأن تقدمها لفظ قبلها رفع المضارع بعدها.
    مثال: لو قال لك شخص سأزوركَ غدا، فقلتَ: إني إذَنْ أكرمُكَ، رفعت الفعل المضارع أكرمُك لأنه قد تقدم على الجواب كلمة إني أي لم تتصدر إذَنْ جملة الجواب.
    3- أن لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل، فإن فصل فاصل بينهما رفع المضارع بعدها.
    مثال: لو قال لك شخص سأزوركَ غدا، فقلتَ: إذَنْ إني أكرمُكَ، رفعت الفعل المضارع أكرمُك لأنه قد فصل بين إذن وأكرمك كلمة إني.
    ولكن يغتفر الفصل بالقسم فلو قلتَ له: إذنْ واللهِ أكرمَكَ نصبت المضارع ولم يضر وجود القسم بين إذنْ والمضارع.
    ومتى ما فقد شرط من شروط نصبها قيل عنها: حرف جواب مهمل، أي لا تعمل النصب.

    ثالثا: أنْ المصدرية.
    وهي: التي تؤول مع ما بعدها بمصدر، تقول: أردتُ أن أساعِدَكَ، فهنا ( أنْ + أساعدَ ) ينصهران ويخرج منهما مصدر، ومصدر أساعد هو مساعدة، فيكون تأويل الكلام هو: أردتُ مساعدتكَ، ويكون لنا إعرابان، الأول لأن والمضارع، والثاني للمصدر الذي خرج منهما وإعرابه حسب موقعه في الجملة.
    نقول في إعراب الجملة السابقة: أردْتُ: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، أنْ: حرف مصدري ناصب مبني على السكون، أُساعدَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، كَ: ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وأنْ وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به منصوب للفعل أردتُ.
    ومثل: يجبُ أنْ تجتهدَ، يجبُ:فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، أنْ: حرف مصدري ناصب، تجتهدَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، وأن وما دخلت عليه بتأويل مصدر فاعل للفعل يجب، والتأويل: يجبُ اجتهادُكَ.
    قال تعالى: ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ) أَنْ: حرف مصدري ناصب، تصوموا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو فاعل، وأن وما دخلت عليه بتأويل مصدر هو مبتدأ مرفوع، وخيرٌ خبر، ولكم جار ومجرور والتأويل وصومُكم خيرٌ لكمْ.
    ثم إنَّ ( أَنْ ) قد تشتبهُ بـ ( أَنَّ ) بعد تخفيفها، بيانه:
    من المعلوم أن ( أَنَّ ) حرف يدخل على المبتدأ والخبر فينصب الأول اسما له ويرفع الثاني خبرا له، ويجوز فيها أن تخفف أي نحذف منها النون المفتوحة فتصير ( أَنْ ) فحينئذ يقع اشتباه بين ( أَنْ ) التي هي من نواصب الفعل المضارع، وبين ( أَنْ ) المخففة التي تنصب الاسم وترفع الخبر فكيف نميز بينهما ؟
    الجواب هو: أن لـ ( أَنْ ) ثلاث حالات:
    الأولى: إذا وقعتْ بعد ما يدل على يقين مثل علمَ وتبينَ وأيقنَ فيجب رفع المضارع الواقع بعدها لأنها مخففة من الثقيلة.
    مثل: علمتُ أَنْ سيقومُ زيدٌ، فهنا (أنْ ) تقدم عليها فعل يدل على اليقين وهو علم، فيتعين أن تكون ( أَنْ ) مخففة من الثقيلة ويكون اسمها ضميرا محذوفا، ويكون المضارع مرفوعا، فنعرب: أنْ: حرف مخفف من أنَّ الثقيلة ينصب الاسم ويرفع الخبر، واسمها ضمير محذوف أي علمتُ أَنْهُ سيقومُ زيدٌ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لـ ( أَنْ).
    الثانية: إذا وقعت بعد ما يدل على الظن مثل: ظن وحسب وخال، فيجوز أن تعتبر ناصبة للمضارع وهو الأرجح، ويجوز أن تعتبر مخففة من الثقيلة فيرتفع المضارع بعدها، مثل: حسبتُ أنْ سيقومَ زيدٌ، فهنا أنْ حرف مصدري ناصب بدليل نصب المضارع بعدها، ويجوز أن نقول: حسبتُ أنْ سيقومُ زيدٌ، وهنا اعتبرناها مخففة من الثقيلة واسمها ضمير محذوف، والجملة بعدها في محل رفع خبر.
    الثالثة: أن لا يتقدم عليها ما يدل على اليقين أو الظن فحينئذ تكون مصدرية ناصبة، مثل: أرجو أنْ تقرأَ الدرسَ جيدا.

    4- كَيْ المصدرية.
    وهي: التي تؤول مع ما بعدها بمصدر، تقول: زرتُكَ لكي أستشيرَكَ ، والتأويل: زرتُكَ لاستشارتِكَ.
    وهي نوعان:1
    - مصدرية ناصبة.
    2- حرف جر. وإليك البيان:
    إذا تقدمت اللام الجارة كي فإنها حينئذ تكون مصدرية ناصبة مثل: زرتُكَ لكي أستشيرَكَ، فهنا كي تنصب المضارع وتنسبك معه بمصدر والتأويل جئتك لاستشارتك والمصدر يكون اسما مجرورا باللام وهذه هي التي تدخل في النواصب.
    وإذا لم تتقدمها اللام فيجوز:أن نقدرَ اللام أي نقول هي وإن كانت محذوفة إلا أنها منوية فحينئذ تكون كي مصدرية ناصبة مثل: جئتك كي أستشيرك، فهنا لم تتقدم اللام على كي فلنا أن ننويها ويكون التقدير لكي أستشيرك فتعرب كما تقدم.
    ويجوز أن لا ننويها فحينئذ تكون كي حرف جر ويكون المضارع بعدها منصوبا بأن مضمرة أي أنه توجد أن مستترة تقوم بنصب الفعل المضارع والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل بعدها بتأويل مصدر يكون اسما مجرور بكي.
    فنقول: كي: حرف جر مبني على السكون، أستشيرَ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة والفاعل مستتر تقديره أنا والكاف مفعول به والمصدر المنسبك من أن المضمرة والفعل المضارع أستشير بتأويل مصدر مجرور بكي، والتأويل جئتك كي استشارتِكَ، أي لاستشارتكَ فإن كي هنا حرف يفيد التعليل كاللام.
    فاتضح أن ( أنْ ) هي الحرف الوحيد من بين النواصب الذي يمكن أن ينصب المضارع مع كونها غير ظاهرة.ثم كي قد يفصل بينها وبين المضارع حرف النفي ( لا ) فلا يؤثر في عملها مثل: جئتكَ لكي لا تغضبَ.
    قال تعالى: ( لِكَيْلَا تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ ) وإعرابها: اللام: حرف جر، كي: مصدرية ناصبة، لا حرف نفي، تأسوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل، وكي وما دخلت عليه بتأويل مصدر اسم مجرور للام والتأويل لعدم أساكم على ما فاتكم، وقد جعلنا لا النافية بمعنى عدم من أجل أن يستقيم المعنى.

    ( شرح النص )



    فصلٌ: يُرفعُ المضارعُ خاليًا من ناصبٍ وجازمٍ، نحوُ: يقومُ زيدٌ.
    ويُنصبُ بلَنْ نحوُ: لَنْ نَبْرَحَ، وبكيْ المصدَرِيَّةِ نحوُ لِكَيْلَا تَأسَوْا، وبإذَنْ مُصَدَّرَةً وهوَ مُسْتَقْبَلٌ مُتَّصِلٌ أَوْ منفصِلٌ بِقَسَمٍ، نحوُ: إِذَنْ أُكْرِمَكَ، وإذَنْ واللهِ نرمِيَهُمْ بِحربٍ، وبأَنْ المصدرِيَّةِ ظاهرةً نحوُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، ما لم تُسبَقْ بعلمٍ نحوُ: عَلِمَ أنْ سيكونُ مِنكُمْ مَرْضَى، فإن سُبِقَتْ بظنٍّ فوجهانِ نحو: وحَسِبُوا أنْ لا تكونَ فتنةٌ.

    ............................... .............................. .............................. .............................
    بدأ ببيان حالات إعراب الفعل المضارع أي متى يرفع ومتى ينصب ومتى يجزم فقال: ( فصلٌ: يُرفعُ المضارعُ خاليًا من ناصبٍ وجازمٍ، نحوُ: يقومُ زيدٌ ) أي يرفع المضارع متى ما تجرد من ناصب أو جازم، ويكون عامل رفعه هو تجرده منهما، فإذا قلنا: لنْ أذهبَ، فالذي نصب أذهب هو لنْ، وإذا قلنا: لمْ أَذهبْ، فالذي جزمه هو لمْ، وإذا قلنا: أَذهَبُ، فما الذي رفعه ولا شيء قبله ؟ الجواب: هو تجرده من النواصب والجوازم وهذا التجرد والخلو أمرٌ معنوي يعرف بالعقل، فظهر أن العوامل لفظية مثل: لنْ، ولمْ وهي الأكثر، ومعنوية مثل: عامل رفع الفعل المضارع فإنه تجرده عن الناصب والجازم.ثم بدأ بالنواصب فقال: ( ويُنصبُ ) المضارعُ ( بلَنْ نحوُ: لَنْ نَبْرَحَ ) قال تعالى: ( لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ) لَنْ: حرف نصب ونفي واستقبال، نبرحَ: فعل مضارع ناقص منصوب ، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن، عاكفينَ: خبر نبرح منصوب.( وبكيْ المصدَرِيَّةِ نحوُ لِكَيْلَا تَأسَوْا ) قال تعالى: ( لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) اللام: حرف جر، كي: مصدرية ناصبة، لا حرف نفي، تأسوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو فاعل، وكي وما دخلت عليه بتأويل مصدر اسم مجرور باللام والتأويل لعدم أساكم على ما فاتكم، وكي المصدرية هي: التي تؤول مع ما بعدها بمصدر، وإنما تكون كذلك إذا سبقت باللام لفظا أو تقديرا، فإن لم تسبق بها لفظا أو تقديرا فهي حرف جر بمنزلة اللام، ويكون المضارع منصوبا بأنْ مضمرة (وبإذَنْ ) وإنما تنصب بشروط ( مُصَدَّرَةً ) هذا هو الشرط الأول وهو أن تتصدر الجواب ولا يسبقها شيء ( وهوَ ) أي المضارع الذي يليها ( مُسْتَقْبَلٌ ) أي دال على الاستقبال وهذا هو الشرط الثاني ( مُتَّصِلٌ ) ذلك المضارع بإذن بلا فاصل( أَوْ منفصِلٌ ) عنها ( بِقَسَمٍ ) وهذا هو الشرط الثالث والأخير وقد أشار إلى مثالي الاتصال والانفصال بقوله ( نحوُ: إِذَنْ أُكْرِمَكَ ) في جواب من قال لك مثلا: سأزوركَ غدا إن شاءَ الله، فالإكرام مستقبل بالنسبة لقولك إذن أكرمَكَ، وقد وقعت إذنْ في صدرِ جوابِكَ، ولم يفصل بينها وبين الفعل ( أُكرمَ ) فاصل، فإن فقد شرط من الشروط المذكورة وجب رفع المضارع وتكون إذنْ مهملة ( وإذَنْ واللهِ نرمِيَهُمْ بِحربٍ ) هذا مثال الفصل بالقسم وهو شطر بيت منسوب لحسان بن ثابت رضي الله عنه وتمامه: تُشيبُ الطفلَ من قبلِ المشيبِ، والشاهد فيه هو أنه قد نصب الفعل نرمي بإذن مع وجود الفصل بلفظ واللهِ.( وبأَنْ المصدرِيَّةِ ) وهي التي تؤول مع ما بعدها بمصدر، وهي تنصب ظاهرة ملفوظة، ومقدرة غير ملفوظة ولذا قال (ظاهرةً نحوُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي ) قال تعالى: ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) فهنا الفعل يغفر منصوب بأن ظاهرة ملفوظة، وإنما تكون ناصبة للمضارع ( ما لم تُسبَقْ بعلمٍ نحوُ: عَلِمَ أنْ سيكونُ مِنكُمْ مَرْضَى ) لأنها إن سبقت بلفظ يدل على العلم كعلم وأيقن فإنها تكون مخففة من الثقيلة فقوله تعالى: علمَ أن سيكونُ مرضى، الأصل هو علم أنَّ سيكون منكم مرضى ثم خففت أن بحذف نونها المفتوحة، وإعرابها: علمَ: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الله، أَنْ: مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر، واسمها ضمير مستتر أي علم أنه أي علم أن الشأن والحال هو سيكون منكم مرضى: السين: حرف استقبال مبني على الفتح، يكونُ: فعل مضارع ناقص مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، ، مِنْ: حرف جر مبني على السكون، والكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر، والميم: حرف دال على الجمع، والجار والمجرور في محل نصب خبر مقدم، مرضى: اسم يكون مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وجملة سيكون منكم مرضى خبر لأن المخففة. ( فإن سُبِقَتْ بظنٍّ فوجهانِ ) الرفع والنصب ( نحو: وحَسِبُوا أنْ لا تكونَ فتنةٌ ) قرئ بالوجهين: النصب بجعل أن مصدرية ناصبة للمضارع، والرفع بجعل أن مخففة من الثقيلة، وكلا القراءتين متواترتان، فإن لم يتقدمها ما يدل على اليقين أو الظن فتكون ناصبة كقوله تعالى: ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ).

    ( تدريب )





    أعرب ما يلي:
    1- قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً.
    2- رَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها.
    3- يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ.
    4- أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:52 am

    الدرس التاسع من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس التاسع

    مواضع إضمار أَنْ



    قد علمت أن ( أَنْ ) تنصب ظاهرة ومضمرة، وقد سبق ذكرها ظاهرة، وآن أوان بيان مواضع إضمارها.
    فينصب المضارع بأنْ مضمرة في المواضع التالية:
    أولا: بعد لام الجر سواء أكانت للتعليل أم للجحود، فهنا قسمان:
    لام الجر التي تفيد التعليل وهي: التي يكون ما بعدها سببا فيما قبلها.
    مثل: جئتُ لِأَتعلمَ، فاللام هنا حرف جر يفيد التعليل أي جئت من أجل أن أتعلم، فالتعلم هو سبب المجيء.
    وإضمار أَنْ هنا جائز لأنه يصح أن تظهرها فتقول: جئتُ لأَنْ أتعلمَ.
    وإعرابه: اللام: حرف جر: أتعلمَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، وأنْ المصدرية والفعل في تأويل مصدر مجرور باللام، والتأويل: جئتُ للتعلمِ.
    ولام الجر التي تفيد النفي وتسمى لام الجحود هي: التي تقع بعد ما كان أو لم يكن.
    مثل: ما كنتُ لأَفعلَ الشرَّ، فاللام هنا حرف جر يفيد النفي أي تأكيد النفي الحاصل بـ ما كان.
    ومثل: لمْ أكنْ لأَتركَ الواجبَ، فاللام هنا حرف جر يفيد النفي أيضا أي تأكيد النفي الحاصل بـ لم يكن.
    وإضمار أَنْ هنا واجب لأنه لا يصح أن تقول: ما كنتُ لأَنْ أفعلَ الشرَّ، ولم أكنْ لأَنْ أتركَ الواجبَ.

    ثانيا: بعد حتى الجارة سواء أكانت بمعنى كي أو إلى.
    فتكون بمعنى ( كي ) إذا كانَ ما قبلها سببا فيما بعدها.
    كقولكَ لكافرٍ : أسلمْ حتى تدخلَ الجنةَ، أي كي تدخل الجنة؛ لأن الإسلام سبب دخول الجنة.
    وتكون بمعنى ( إلى ) إذا كان ما بعدها غايةً لما قبلها أي نهايةً.
    كقولك لشخص: سأبقى هنا حتى تطلعَ الشمسُ، أي إلى أنْ تطلع الشمس، فطلوع الشمس غاية لبقائك، وليس ناشئا من بقائك لأن الشمس تطلع سواء بقيتَ أم لم تبقَ، بخلاف المثال السابق فإن دخول الجنة ناشئ من الإسلام.
    وإضمار أنْ بعد حتى واجب؛ فلا يصح أن تقول: أسلمْ حتى أنْ تدخلَ الجنةَ، أو سأبقى هنا حتى أَنْ تطلعَ الشمسُ.
    وشرط نصب المضارع بعد حتى أن يكون دالا على الاستقبال لا الحال كما في المثالين السالفين فإن المتكلم حين ينطق بقوله أسلم حتى تدخل الجنة، لم يكن قد تحقق دخول الجنة بعد بل هو أمر مستقبل، وحين يقول: سأبقى هنا حتى تطلع الشمس لم تكن حينها الشمس قد طلعت، فزمن النطق بالكلام متقدم على تحقق المضارعين ( تدخل- تطلع ) فيجب نصبهما.
    وأما إذا كان يراد بالمضارع الذي يلي حتى الحال بأن كان زمن النطق بالكلام هو زمن تحقق الفعل فحينئذ يرفع المضارع.
    مثل: سرتُ حتى أدخلُ المدينةَ، إذا قلتَ ذلك وأنت في حالة الدخول، فيكون زمن نطقك بالكلام هو نفسه زمن تحقق الدخول أي تحقق المضارع الذي يلي حتى، فحينئذ نرفع المضارع بعد حتى.
    ومثل: تتذوق الأمُ الطعامَ الآن حتى تعرفُ مِلحهُ، فأنت في وقت نطقك بالجملة، كانت الأم تتذوق الطعام وتعرف ملحه أي أن زمن تحقق الفعل المضارع تعرف هو نفسه زمن النطق بالجملة، فحينئذ نرفع المضارع بعد حتى.
    فخلاصة المسألة أنه: إذا كان الفعل مستقبلًا بعدَ حتى نصبتَ، وإذا كان حالًا رفعتَ.فقولك:أسيرُ حتى أدخل البصرة، إذا لم يحصل الدخول بعدُ نصبتَ ( أدخل ) وإذا كان قد حصل الدخول رفعت ( أدخل).
    مثال النصب قول الله تعالى: ( قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى )، فرجوع موسى مستقبل لقولهم لن نبرح عليه عاكفين..، فوجب نصب المضارع، حتى: حرف جر مبني على السكون، يرجعَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والفاعل مستتر تقديره هو، وأن المضمرة والفعل بعدها بتأويل مصدر مجرور بحتى والتأويل حتى رجوعِ موسى.

    ثالثا: بعد أو العاطفة التي بمعنى إلى أو إلا.
    فالأول مثل: لأَلزَمَنَّكَ أَوْ تَقْضِيَنِي حَقِّي، أي إلى أنْ تقضيَني حقي.
    والثاني مثل: لأَقْتُلَنَّكَ أَوْ تستسْلِمَ، أي إلا أنْ تستلمَ، فلا أقتلنك.
    وإضمار أنْ هنا واجب فلا يصح أن تقول: أو أنْ تقضيَني حقي، أو أنْ تستسلمَ.

    رابعا: بعد فاءِ السببيَّةِ.
    وهي: التي تفيد أن ما قبلها سبب لما بعدها.مثل: اجتهدْ فتنجحَ، فالفاء هنا للسببية لأن الاجتهاد سبب للنجاح.
    ويشترط لنصب المضارع بعد الفاء أن يسبق الفاء نفي محضٌ، أو طلب بالفعل.
    مثال النفي: لمْ يدخلْ زيدٌ المدرسةَ فيتعلمَ القراءةَ، أي هو لم يحصل منه الدخول للمدرسة فكيف يتعلم القراءة!، فالتعلم منتف لانتفاء الدخول.
    ولا بد أن يكون النفي خالصا أي لا يعقبه إثبات كمن يقول: لم يكتسب زيدٌ إلا المالَ الحرامَ فينفقُه في المعاصي، فهنا الفعل المضارع ينفق يجب رفعه وإن كان بعد الفاء لأن النفي قد انتقض بالإثبات أي صار مضمون الكلام يكتسب زيدٌ المال الحرام فينفقه في الحرام.وأما الطلب فهو يشمل ما يلي:
    1- الأمر مثل: توكلْ على اللهِ فتفلِحَ.
    2- النهي مثل: لا تُهملْ فتندمَ.
    3- التمني مثل: ليتني كنتُ مع الصادقينَ فأفوزَ.
    4- الترجي مثل: لعلِّي أنالُ مقصدي فأستريحَ.
    5- الدعاء مثل: اللهم ارزقني مالًا فأتصدَّقَ على الفقراءِ.
    6- الاستفهامُ مثل: هلْ تعرفُ حاجتي فتقضيَها.
    7- التحضيض مثل: هَلَّا تعملُ خيرًا فتربحَ.
    8- العَرْض مثل: ألا تزورُنا فتحدِّثَنا.
    والفرق بين التحضيض والعَرْض هو أنَّ الأول طلب بشدَّة ويستعمل له ( هَلَّا )، والثاني طلب برفق ويستعمل له ( أَلَا ).
    ففي كل تلك الأمثلة نجد المضارع مسبوقا بالفاء وقبلها طلب بأسلوب من الأساليب الثمانية فينتصب المضارع.

    خامسا: بعد واو المعية.
    وهي: التي تفيد التشريك بين الفعلين، مثل: اجتهدْ وتنجحَ، فالواو هنا تفيد التشريك بين الاجتهاد والنجاح.
    ويشترط لنصب المضارع بعدها نفس الشروط المذكورة في النصب بفاء السببية، أي أن تسبق بنفي محض أو طلب.
    وكل مثال سبق تستطيع أن تجعل بدل الفاء فيه واوا، ويكون الفرق هو إذا كان المقصود هو السببية بين الفعلين استعملنا الفاء وإذا كان المقصود هو التشريك استعملنا الواو.
    مثال النصب بالواو قول الشاعر: لا تنهَ عن خلقٍ وتأتيَ مثلَهُ... عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ.
    فالمضارع تأتي قد نصب بعد الواو الدالة على المعية والمعنى: لا تنه عن خلق مع إتيانك مثله، فإنك إذا فعلت لحقك عار عظيم.واعلم أن إضمار أن بعد فاء السببية وواو المعية واجب فلا يصح إظهارهما.

    سادسًا: بعد عاطف مسبوق باسم خالص.
    أي أن يقع الفعل المضارع بعد حرف عطف مسبوق باسم جامد كالمصدر.
    لأن الاسم نوعان: اسم جامد مثل رجُلٍ وضَرْبٍ، واسم مشتق وهو شبيه بالفعل من جهة دلالته على حدث وذات مثل اسم الفاعل كاتب واسم المفعول مكتوب، فالاسم الجامد هو اسم خالص، والاسم المشتق هو اسم غير خالص.
    فإذا عطف الفعل المضارع على اسم جامد نصب، وإذا عطف على اسم مشتق رفع.
    مثل: ( لولا زيدٌ ويحسنَ إليكَ لهلكتَ ) فهنا الفعل المضارع يحسن معطوف بالواو على زيد وهو اسم خالص لأنه علم، فنصب المضارع يحسن بأن مضمرة، وهي تؤول المضارع بمصدر ليعطف الاسم على الاسم والتقدير لولا زيدٌ وإحسانه إليك، وإضمار أَنْ هنا جائز فيصح أن تقول لولا زيدٌ وأنْ يحسنَ إليَّ لهلكتَ.
    ومثل: ( العلمُ ثمَّ تعملَ بهِ أساسُ الدينِ ) فهنا الفعل المضارع تعمل منصوب لأنه قد عطف بـ ثم على العلمِ وهو اسم خالص لأنه مصدر، والتأويل: العلم ثم العمل به أساس الدينِ.
    ومثل: التاركُ للجماعةِ ويستهينُ بالدينِ هو المنافقُ، فهنا الفعل المضارع يستهين عطف بالواو على اسم غير خالص وهو التارك وهو اسم فاعل فلذا رفع المضارع، والمعنى هو: الذي يترك الجماعة ويستهين بالدين هو المنافق.

    مسألة


    إذا قيل: ( لا تأكلْ سمكًا وتشرب لبنًا ).
    فهنا ثلاثة احتمالات جائزة في الفعل ( تشرب ) تختار منها ما يلائم المعنى الذي تقصده:
    أولا: النصب ( لا تأكلْ سمكًا وتشربَ لبنًا ).
    والمعنى هو النهي عن الجمع بين الأمرين معًا، وتكون الواو للمعية والمضارع منصوب بأن مضمرة، أي لا تأكل سمكا مع شرب اللبن، فلا بأسَ أن تأكل سمكا لكن إذا أكلته لا تشرب لبنًا، ولا بأس أن تشرب لبنًا لكن إذا شربته لا تأكل سمكًا.
    ثانيا: الجزم ( لا تأكلْ سمكًا وتشربْ لبنًا ).
    والمعنى هو النهي عن كل واحد منهما مجتمعا ومنفردًا، أي لا تفعل هذا ولا هذا، لأن الفعل تشرب معطوف على الفعل تأكل المجزوم بلا الناهية فيتسلط النهي عليه أيضًا.ثالثا: الرفع ( لا تأكلْ سمكًا، وتشربُ لبنًا ).
    والمعنى هو النهي عن الأول فقط، ويكون الفعل المضارع تشرب مرفوع والواو تدل على الاستئناف أي تكون الجملة بعد الواو غير معطوفة على ما قبلها بل يبتدئ بها بحكم جديد أي لا تأكلْ سمكًا، ولكَ أن تشربَ لبنًا.وليست هذه الوجوه خاصة بهذه الجملة بل هي مثال يصدق على غيره.
    مثل: لا تأكلْ وتضحك، فإن نصبت ( تضحك )، كان المعنى النهي عن الجمع بين الأكل والضحك لما قد يسبب له من اختناق، وأن جزمت كان المعنى النهي عن كل واحد منهما أي لا تأكل، ولا تضحك، فمتى فعل المخاطب واحدًا من الأمرين فقد وقع في النهي، وإن رفعت كان المعنى النهي عن الأكل فقط، وإباحة الضحك أي ولك أن تضحك.

    ( شرح النص )



    ومضمرةً جوازًا بعدَ عاطِفٍ مسبوقٍ باسمٍ خالصٍ نحوُ: ولبسُ عَبَاءَةٍ وتقرَّ عَيْنِي، وبعدَ اللامِ نحوُ: ( لِتُبَيِّنَ للنَّاسِ )، إلا في نحوِ: ( لِئَلَّا يَعْلَمَ )، ( لِئَلَّا يَكُونَ للنَّاسِ )، فتَظْهرُ لا غيرُ، ونحوِ: ( ومَا كانَ اللهُ لِيُعَذِبَهُم )، فَتُضْمَرُ لا غيرُ، كإضمارِها بعدَ حتى إذا كانَ مستقبلًا، نحوُ: ( حتى يرجِعَ إلينا مُوسى )، وبعدَ أوْ التي بمعنى إلى، نحو: لأسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أوْ أُدْرِكَ المنى، أو التي بمعنى إلَّا نحو: وكنتُ إذا غَمَزْتُ قَنَاةَ قومٍ... كسرتُ كُعُوبَها أو تَسْتَقِيما، وبعدَ فاءِ السبَبِيَّةِ، أو واوِ المعيَّةِ مسبوقتينِ بنفيٍ محضٍ أو طلبٍ بالفعل نحوُ: ( لا يُقْضَى عليهِمْ فَيَمُوتُوا )، ( ويَعْلَمَ الصَّابرينَ )، ( ولا تطغَوْا فيه فَيَحِلَّ )، ولا تأكُلِ السمكَ وتشربَ اللبنَ.
    ......................... ......................... ......................... ......................... ....................

    شرع يتكلم على مواضع إضمار أنْ فقال: (ومضمرةً جوازًا ) لا وجوبا بحيث يصح ظهور أَنْ ( بعدَ ) حرف عاطف وهو: الواو، الفاء، ثم، أو، دون بقية حروف العطف لعدم السماع ( مسبوقٍ ) ذلك العاطف ( باسمٍ خالصٍ ) أي ليس فيه شبه الفعل وهو الاسم الجامد كالمصدر والأعلام وأسماء الذوات مثل ضربٍ، زيدٍ، رجلٍ ( نحوُ: ولبسُ عَبَاءَةٍ وتقرَّ عَيْنِي ) هذا شطر بيت لامرأة اسمها ميسونُ بنتُ بَحْدَلٍ وهي زوجة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، أم يزيد، كانت امرأة من أهل البادية فتزوجها معاوية ونقلها إلى الحاضرة فكانت تشتاق إلى أهلها وباديتها، فقالت: ولُبسُ عباءةٍ وتقرَّ عينِي... أحبُّ إليَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ، أي أن ألبس عباءة من صوف غليظ وتقر عيني بذلك أحبّ إلي من لبس الشفوف أي الملابس الرقيقة الناعمة، والشاهد فيه: أن الفعل المضارع تقرَّ وقع بعد حرف عاطف هو الواو مسبوق ذلك الحرف باسم خالص وهو لبسُ وهو مصدر، فينصب المضارع بأن مضمرة جوازا، وأن المضمرة وما دخلت عليه في تأويل مصدر معطوف على الاسم الخالص والتقدير: ولبسُ عباءةٍ وقرةُ عيني أحبُ إليَّ ( وبعدَ اللامِ ) هذا هو الموضع الثاني من مواضع إضمار أن وهو أن يقع المضارع بعد اللام الجارة ( نحوُ: لِتُبَيِّنَ للنَّاسِ ) قال تعالى: ( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) لتبين: اللام حرف جر للتعليل: تبينَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، ولكن جواز إظهار أنْ مشروط بأن لا يكون المضارع مقرونا بـ لا فإنه حينئذ يجب إظهار أَنْ، مثل: سأزورُكَ اليومَ لأْن لا تغضبَ، فاللام هي لام التعليل وأنْ حرف نصب ولا حرف نفي مهمل وتغضبَ مضارع منصوب بأنْ الظاهرة.فهنا يجب إظهار أن ولا يجوز أن تقول سأزوركَ اليومَ للا تغضبَ، ( إلا في نحوِ: لِئَلَّا يَعْلَمَ ) قال تعالى: ( لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ) فهنا المضارع يعلم منصوب بأن ظاهرة وجوبا لاقتران لام التعليل بلا فقوله تعالى ( لئلَّا ) أصله: لأنْ لا، فأدغمت النون في اللام أي لأَنْ لا يعلمَ أهلُ الكتابِ، ولا هنا زائدة للتوكيد أي يصح المعنى مع سقوطها والمقصود هو ليعلم أهل الكتاب ( لِئَلَّا يَكُونَ للنَّاسِ ) قال تعالى: ( وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) أي لأن لا يكونَ للناسِ، وهنا لا نافية. ( فتَظْهرُ لا غيرُ ) فمتى وقعت لا بين اللام والمضارع وجب ظهور أنْ سواء أكانت لا نافية أو زائدة، ( و ) إلا في ( نحوِ: ومَا كانَ اللهُ لِيُعَذِبَهُم، فَتُضْمَرُ لا غيرُ ) هذه هي لام الجحود التي تقع بعد ما كان أو لم يكن كقوله تعالى: ( وما كانَ اللهُ ليعذبَهم ) أي وما كان اللهُ مريدًا لتعذيبهم، وهنا يجب إضمار أن ولا يصح ظهورها. فتلخص: أنَّ أنْ يجوز إضمارها بعد لام الجر إلا إذا جاء بعدها لا فتظهر أَنْ وجوبا، أو كانت اللام للجحود فتضمر وجوبا ( كإضمارِها بعدَ حتى ) أي كإضمار أنْ بعد حتى الجارة فكما أن إضمار أن بعد لام الجحود واجب فكذلك إضمارها بعد حتى، وكذا ما سيذكره من بقية المواضع يكون الإضمار فيه واجبا ( إذا كانَ ) الفعل المضارع بعد حتى( مستقبلًا ) أي يراد به الاستقبال لا الحال مثل قولك: سأجتهدُ في الدرسِ حتى أبلغَ غايتي، أي كي أبلغ غايتي فبلوغ الغاية مستقبل لم يتحقق أثناء نطقك بهذه الجملة فينصب الفعل أبلغ بأن مضمرة وجوبا بخلاف إذا أريد بالمضارع الحال مثل قولك: سرتُ حتى أدخلُ المدينة إذا قلتها حال دخولك فيرفع ( نحوُ: حتى يرجِعَ إلينا مُوسى ) أي أنهم سيبقون على عبادة العجل إلى أن يرجع إليهم موسى، فالرجوع مستقبل فلذا نصبَ ( وبعدَ أوْ التي بمعنى إلى، نحو: لأسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أوْ أُدْرِكَ المنى ) تضمر أن وجوبا بعد حرف العطف أو إذا كان بمعنى إلى أو إلا مثال الأول قول الشاعر: لأسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أوْ أُدْرِكَ المنى... فما انقادتِ الآمالُ إلا لصابرِ، والشاهد فيه: نصب المضارع أدرك بأن مضمرة وجوبا بعد أوْ وهي هنا بمعنى إلى أي إلى أن أدرك المنى. ( أو التي بمعنى إلَّا نحو: وكنتُ إذا غَمَزْتُ قَنَاةَ قومٍ... كسرتُ كُعُوبَها أو تَسْتَقِيما ) هذا هو المعنى الثاني لـ أوْ وهو إلا كقول الشاعر زياد بن أعجم من شعراء الدولة الأموية: وكنتُ إذا غَمَزْتُ قَنَاةَ قومٍ... كسرتُ كُعُوبَها أو تَسْتَقِيما، الغمز هو: الجس باليد، القناة: الرمح، القوم: الرجال، الكعوب: جمع كعب والمراد به المرتفع في أطراف الرمح فإن الرماح كانت تعمل من القصب وأحيانا يكون فيها أشياء مرتفعة وناشزة، تستقيم: تعتدل، وهذا مثل أراد به أنه إذا أراد إصلاح قوم لم يرجع عنهم إلا إذا أصلحهم أو كسرهم وآذاهم، كمثل إذا أمسك رمحا فيه اعوجاجا فإنه يجسه بيده ويحاول أن يصلحه فإما أن يستقيم أو ينكسر، والشاهد فيه: نصب المضارع تستقيم بأن مضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى إلا أي إلا أن تستقيم فلا أكسر كعوبها ( وبعدَ فاءِ السبَبِيَّةِ، أو واوِ المعيَّةِ ) أي بعد الفاء إذا كانت تدل على السببية، أو الواو إذا كانت تدل على المعية بشرط أن تكونا ( مسبوقتينِ بنفيٍ محضٍ أو طلبٍ بالفعل ) النفي المحض هو الخالص أي الذي لم ينتقض بـ إلا فإن إلا تدل على الإثبات مثل: لم يكتسبْ زيدٌ إلا المالَ الحرامَ فينفقُه في الحرام فهنا نرفع المضارع ننفق بعد الفاء لأن النفي لم يكتسب قد انتقض بالإثبات بـ إلا، والطلب المراد به هو الأمر والنهي والدعاء والاستفهام والتمني والترجي والعرْض والتحضيض، واحترز بقوله بالفعل عن الطلب باسم الفعل مثل: صهْ فأحدثُكَ فإنه يتعين رفع المضارع لأنه طلب باسم الفعل ( نحوُ ) قوله تعالى ( لا يُقْضَى عليهِمْ فَيَمُوتُوا ) يموتوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا وعلامة نصبه حذف النون، والواو: فاعل، فهنا نصب المضارع بعد فاء السببية المسبوقة بنفي محض ( ويَعْلَمَ الصَّابرينَ ) قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) يعلمَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا ، والفاعل مستتر تقديره هو، فهنا نصب المضارع بعد واو المعية المسبوقة بنفي محض وهو لـمَّا يعلم أي لم يعلم. ( ولا تطغَوْا فيه فَيَحِلَّ ) قال تعالى: ( وَلَا تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ) يحلَّ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا، والفاعل هو غضبي، فهنا نصب المضارع يحل بعد فاء السببية المسبوقة بنهي لا تطغوا ( ولا تأكُلِ السمكَ وتشربَ اللبنَ ) تشربَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، فهنا نصب المضارع تشرب بعد واو المعية المسبوقة بنهي لا تأكلْ.وقد ذكروا أن شرب اللبن مع أكل السمك مضر وقد يصيب صاحبه بالبهق، وهذا يتداوله الناس والله أعلم بصحته.

    ( تدريب )


    أعرب ما يلي:
    1- لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ.
    2- إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها.
    3- لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ.
    4- لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 11:52 am

    الدرس العاشر من دروس شرح متن قطر الندى.

    الدرس العاشر


    الجوازم



    يجزمُ المضارعُ إذا وقع جوابًا لطلب، أو بعد أداة تجزم فعلًا واحدًا، أو فعلين، والتفصيل فيما يلي:
    أولا: إذا وقع جوابًا لطلب. وقد تقدمت أنواعه: كالأمر، والنهي، والدعاء، والاستفهام...
    ولكي يتحقق الجزم هنا لا بد من توفر شروط هي:
    1- أن يتقدم على الفعل المضارع طلبٌ.
    2- أن تسقط الفاء في جواب الطلب.
    3- أن يقصد بالمضارع الجزاء أي أن يكون المضارع مسبَّبَا وناتجا عن ذلك الطلب المتقدم عليه.
    مثل: ( ابتعدْ عن النارِ تسلمْ )، فهنا وقع المضارع ( تسلم ) جوابا لطلب وهو الأمر ابتعدْ، وسقطت الفاء منه، وقد قصد به الجزاء، بدليل صحة المعنى إذا قدرت شرطا مكان الطلب فتقول:إنْ تبتعدْ عن النارِ تسلمْ، فالسلامة من النار ناتجة عن الابتعاد عنها ، فلما انطبقت الشروط جزم المضارع لوقوعه في جواب الطلب.
    فإن لم يتقدم طلب بل تقدم نفي، أو خبرٌ مثبتٌ؛ لم يصحَّ جزمُ المضارع بل يجبُ رفعه نحو: ما تأتينا تُحدِثُنَا، فرفع تحدثنا هنا لوقوعه في جواب نفي، ونحو: أنتَ تأتينا تُحدِثُنا، فرفع تحدثنا هنا لوقوعه بعد خبر مثبت.
    وإن لم تسقط الفاء من الجواب نصب المضارع كما تقدم في المنصوبات مثل: ادرسْ فتنجحَ.
    وإن لم يقصد بالمضارع الجزاء لم يجزم مثل: اِئْتِنِي برجلٍ يحبُّ اللهَ ورسولَهُ، فإنه لا يصح جزم المضارع ( يحب ) بل يجب رفعه لأنك لا تريد أن محبة الله ورسوله مسببة وناتجة عن الإتيان به فلذا لا يصح تقدير الشرط هنا فلا يقال: إن تأْتِنِي برجلٍ يحبْ الله ورسوله، لأن المحبة ليست ناتجة عن الإتيان به فالجملة مفككة المعنى، وإنما المراد هو ائتني برجل صفته أنه يحب الله ورسوله.
    فاتضح أنه في الأمر نقدر شرطا محل الأمر فإن استقام المعنى جزم المضارع وإلا رفع.
    وأما في النهي فيشترط أن نقدر ( إنْ + لا النافية ) قبل المضارع فإن استقام المعنى جزم المضارع وإلا رفع.مثل: لا تقتربْ من النارِ تسلمْ، بجزم تسلم إذْ يصح المعنى لو قلنا: إنْ لا تقتربْ من النارِ تسلمْ.بخلاف قولنا: لا تقتربْ من النارِ تحترقُ، فيجب رفع تحترق؛ لأنه لا يصح المعنى لو قلنا: إنْ لا تقتربْ من النارِ تحترقُ.
    وبقية أنواع الطلب تكون مثل الأمر أي نقدر لها شرطا مكان الطلب، مثل: أينَ بيتُكَ أزرْكَ، بجزم أزرك إذْ يصح المعنى لو قلنا: إنْ تُعَرِّفْنِي بيتكَ أزرْكَ، ومثل: ليتَ لي مالًا أُنفِقْهُ في سبيل اللهِ، إذْ يصح: إنْ يكنْ لي مالًا أنفقْهُ في سبيل اللهِ.

    الأدوات التي تجزم فعلا واحد



    ثانيا: إذا وقع المضارع بعد أداة تجزم فعلا واحدا وهي:( لمْ- لَـمَّا- لام الأمر- لا الناهية ).
    1- لمْ: مثل: لمْ يحضرْ زيدٌ.
    2- لما: مثل: لما يحضرْ زيدٌ.
    فلم ولما: حرفان ينفيان المضارع، ويجزمانه، والفرق بينهما معنوي وهو:أن ( لما ) تفيد النفي المستمرَّ إلى زمن المتكلم، فإذا قلتَ: لما يحضرْ زيدٌ، دلَّ على أنه لم يحضرْ حتى الآنَ، لذلك لا يصح أن تقول: لما يحضر زيدٌ قبل يومينِ وحضرَ البارحة؛ لأنه في هذه الحالة لا يكون النفي قد استمر إلى الآن بل قد انقطع.
    وأما ( لمْ ) فتفيد النفي مطلقا سواء استمر أو انقطع، فإذا قلت: لمْ يحضرْ زيدٌ دلَّ على انتفاء حضوره فقط دون قيد الاستمرار إلى زمن الحال، ولذلك يصح أن تقول: لمْ يحضر زيدٌ قبل يومينِ وحضرَ البارحة.
    3- لام الأمر: مثل: لِتذهبْ يا زيدُ إلى البصرةِ.
    4- لا الناهية: مثل لا تهجرْ صديقَكَ.

    الأدوات التي تجزم فعلين


    ثالثا: إذا وقع المضارع بعد أداة شرط تجزم فعلين، وهي: إحدى عشرة أداةً:
    1- ( إِنْ ) مثل: إنْ تجتهدْ تنجحْ، فتجتهد وتنجح مجزومان بإنْ، الأول فعل الشرط، والثاني جواب الشرط، وهكذا البقية.
    2- ( إِذْ مَا ) مثل: إذْ ما تفعلْ ما تأمرُ بهِ تجدْ مقتديًا بكَ.
    3- ( أَينَ ) مثل: أينَ يذهب الصالحُ يجدْ أعوانًا. وهي للمكان.
    4- ( أنَّى ) مثل: أَنَّى تزرْنِي أُكرمْكَ. وهي للمكان أيضا.
    5- ( أَيَّانَ ) مثل: أَيَّانَ يرفعْكَ اللهُ ترتفعْ. وهي للزمان.
    6- ( متى ) مثل: متى تخلصْ لي أخلصْ لكَ. وهي للزمان أيضا.
    7- ( مَهما ) مثل: مهما يأمرْني ربي أفعلْ. بمعنى أي شيء وتكون لغير العاقل.
    8- ( مَنْ ) مثل: مَنْ يصنعْ خيرًا يجدْ جزاءَهُ. للذات العاقلة.
    9- ( مَا ) مثل: مَا تنفقْ مِنْ مالِكَ في سبيلِ اللهِ يباركْ لكَ فيهِ. للذات غير العاقلة.
    10- ( أَيٌّ ) مثل: أَيُّ فعلٍ تفعلْهُ يعلمْهُ اللهُ. بحسب ما تضاف إليه، فقد تكون للعاقل وغيره وللزمان والمكان.
    11- ( حيثُما ) مثل: حيثُما تعملْ خيرًا تؤجرْ عليهِ. وهي للمكان.

    ( اقتران جواب الشرط بالفاء )



    هنالك مواضع لا يصح فيها أن يذكر جواب الشرط بدون اقترانه بالفاء يجمعها هذه القاعدة:
    ( كل ما لا يصلح أن يقع جملة شرط فيجب اقترانه بالفاء ).
    1- إذا كان جملة أسمية: مثل: إنْ تجتهدْ فأنتَ ناجحٌ، فأنت ناجح: الفاءَ رابِطة، أنت: ضمير في محل رفع مبتدأ، ناجحٌ: خبر، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
    فهنا لو أردت أن تجعل الجملة الاسمية جملة شرط لما صلح، فلا يصح أن تقول: إنْ أنتَ ناجحٌ أكرمكَ.
    2- إذا كان جملة فعلية فعلها طلبي، مثل: إِنْ يحضرْ زيدٌ فأكرمْهُ، فهنا أكرم فعل أمر فيجب أن يقترن بالفاء، فالفاء: رابطة، أكرمْ: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل مستتر تقديره أنت، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به والجملة في محل جزم جواب الشرط.
    3- إذا كان جملة فعلية فعلها منفي بلنْ، مثل: إنْ يحضرْ زيدٌ فلنْ أطردَهُ، الفاء: رابطة، لنْ: حرف نفي ونصب، أطردَ: فعل مضارع منصوب بلن وفاعله مستتر تقديره أنا، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
    4- إذا كان جملة فعلية فعلها منفي بما، مثل: إنْ يأتِنِي أخوكَ فما أَرُدُّهُ، الفاء: رابطة، ما: نافية، أردُ: فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره أنا، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
    5- إذا كان جملة فعلية فعلها جامدٌ، مثل: إنْ تستقمْ فعسى أن ترتاحَ، عسى: فعل ماض جامد لا يأتي منه المضارع والأمر، فالفاء: رابطة، عسى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، أن: حرف نصب مصدري، ترتاحَ: فعل مضارع منصوب والفاعل مستتر تقديره أنت، وأن وما دخلت عليه بتأويل مصدر فاعل مرفوع لعسى، وعسى هنا بمعنى: قَرُبَ فيكون التقدير: فقربَتْ راحتُكَ، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
    6- إذا كان جملة فعلية فعلها مسبوق بقدْ، مثل قوله تعالى: ( إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ )، الفاء: رابطة، قد: حرف تحقيق، سرقَ: فعل ماض، أخٌ: فاعل مرفوع، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
    7- إذا كان جملة فعلية فعلها مسبوق بحرف تنفيس، مثل: إن تستقمْ فستربحُ أو فسوفَ تربحُ، الفاء: رابطة، السين وسوف: حرفا استقبال، تربحُ: فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر تقديره أنت، والجملة في محل جزم جواب الشرط.
    واعلمْ أنه قد تغني ( إذا ) الفُجائية عن الفاء في الحالة الأولى أي إذا كان الجواب جملة اسمية، مثل: إنْ تكرمْ زيدًا إذا هو ناكرٌ، إذا: حرف مبني دال على المفاجأة ، هو: ضمير في محل رفع مبتدأ، ناكرٌ: خبر، والجملة في محل جزم جواب الشرط.وسميت بالفجائية لأنها تدل على حصول أمر غير متوقع مثل: خرجت في الشمس أتمشى فإذا المطرُ هاطلٌ، واحترزنا بإذا الفجائية عن إذا الشرطية مثل: إذا جاءَ زيدٌ فأكرمه، فالشرطية تختص بالجملة الفعلية، والفجائية تختص بالجملة الاسمية.

    ( شرح النص )



    فإنْ سقطتِ الفاءُ بعدَ الطلبِ، وقُصِدَ الجزاءُ جُزِمَ نحوُ قولِه تعالى: ( قلْ تعالَوْا أَتلُ ).
    وشرطُ الجزمِ بعدَ النهْيِ صِحةُ حُلُولِ إنْ لا محلَّهُ نحوُ: لا تدنُ مِنَ الأسدِ تسلمْ، بخلافِ يأكلُكَ.
    ويجزمُ أيضًا بلمْ نحو ( لمْ يلدْ ولمْ يُولَدْ )، ولمَّا نحوُ: ( ولـمَّا يَقْضِ )، وباللامِ، ولا الطلبيتينِ نحو: ( لِيُنْفِقْ، لِيَقْضِ، لا تُشْرِكْ، لا تؤاخِذْنَا ).
    ويَجْزِمُ فِعْلَيْنِ: إنْ، وإذْ مَا، وأيٌّ، وأينَ، وأَنَّى، وأيانَ، ومتى، ومهما، ومَنْ، ومَا، وحيثُما، نحوُ: ( إنْ يشأْ يُذْهِبْكُمْ )، ( مَنْ يعملْ سوءً يُجْزَ بِهِ )، ( ما ننسخْ من آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بخيرٍ منها أو مثْلِها ).ويسمى الأول شرطًا، والثاني جوابًا وجزاءً.
    وإذا لمْ يصلحْ لمباشرةِ الأداةِ قُرِنَ بالفاءِ نحوُ: ( وإنْ يَمْسَسْكَ بخيرٍ فهوَ على كلِ شيءٍ قديرٌ )، أو بإذا الفجائيةِ نحو: ( وإنْ تُصبْهُمْ سيئةٌ بما قدمتْ أيديِهِمْ إذا همْ يقنَطونَ ).
    .............................. .............................. .............................. .............................
    ثم بدأ بالحديث عن الجوازم مستفتحا بالجزم بعد الطلب، حيث قد تقدم أن المضارع ينصب بعد فاء السببية إذا وقع في جواب طلب فقال: ( فإنْ سقطتِ الفاءُ بعدَ الطلبِ ) فإن لم تسقط نصب ( وقُصِدَ الجزاءُ جُزِمَ ) فإن لم يقصد بالمضارع الجزاء لم يجزم مثل: ائتِني برجلٍ يحبُّ اللهَ ورسولَهُ ( نحوُ قولِه تعالى: قلْ تعالَوْا أَتلُ ) أتلُ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة والأصل: أتلو، والفاعل مستتر تقديره أنا، وقد جزم لانطباق الشروط عليه: فقد وقع بعد طلب، ولم تتصل به الفاء، وقصد به الجزاء لأن المعنى هو: إنْ تأتوني أتل عليكم، فالتلاوة عليهم مسبَّبَة عن مجيئهم.( وشرطُ الجزمِ بعدَ النهْيِ صِحةُ حُلُولِ إنْ لا محلَّهُ ) أي محل النهي ( نحوُ: لا تدنُ مِنَ الأسدِ تسلمْ ) فإن المعنى يصح لو قلنا: إنْ لا تدنُ من الأسدِ تسلمْ، ( بخلافِ يأكلُكَ ) فإن المعنى لا يصح لو قلنا: إن لا تدنُ من الأسدْ يأكلك، فلذا رفع يأكلُ، ثم بدأ بالأدوات التي تجزم فعلا واحدا فقال:( ويجزمُ أيضًا بلمْ نحو: لمْ يلدْ ولمْ يُولَدْ ) يلدْ، ويولدْ: فعلان مضارعان مجزومان بلم والفاعل فيهما مستتر تقديره هو يعود على الله ( ولمَّا نحوُ: ولـمَّا يَقْضِ ) قال تعالى: ( كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ ) لما: حرف نفي وجزم، يقضِ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل مستتر تقديره هو .( وباللامِ، ولا الطلبيتينِ ) سواء أكان الطلب من الأعلى إلى الأدنى وهو الأمر والنهي ، أو من الأدنى للأعلى وهو الدعاء ( نحو: لِيُنْفِقْ، لِيَقْضِ، لا تُشْرِكْ، لا تؤاخِذْنَا ) قال تعالى: ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ) اللام: لام الأمر حرف مبني على الكسر، ينفق: فعل مضارع مجزوم بالسكون، ذو: فاعل مرفوع بالواو، فهذا مثال للأمر باللام، وقال تعالى: ( وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ ) اللام: لام الدعاء حرف مبني على الكسر، يقضِ فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، علينا: جار ومجرور، ربُّكَ: فاعل، ومضاف إليه، فهذا مثال للدعاء باللام، وقال تعالى: ( يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ ) لا : حرف نهي جازم، تشرك: فعل مضارع مجزوم بالسكون، والفاعل مستتر تقديره أنت، وهذا مثال النهي باللام، وقال تعالى: ( رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا ) لا: حرف للدعاء، تؤاخذْنَا: فعل مضارع مجزوم بلا ونا مفعول به والفاعل تقديره أنت، وهذا مثال للدعاء بلا، ثم انتقل لبيان ما يجزم فعلين فقال: (ويَجْزِمُ فِعْلَيْنِ: إنْ، وإذْ مَا، وأيٌّ، وأينَ، وأَنَّى، وأيانَ، ومتى، ومهما، ومَنْ، ومَا، وحيثُما ) وكلها أسماء ما عدا إن فهو حرف، و( إذْ مَا ) اسم في اختيار المصنف هنا، فقد قال من قبل: (وليس منه مهما و إذْ مَا ) وقال بعضهم هو حرف مثل إنْ ( نحوُ: إنْ يشأْ يُذْهِبْكُمْ ) إن: حرف شرط جازم، يشأ: فعل الشرط مجزوم وفاعله مستتر، يذهبْ: جواب الشرط مجزوم وفاعله مستتر، والكاف في محل نصب مفعول به ( مَنْ يعملْ سوءً يُجْزَ بِهِ ) من: اسم شرط جازم، يعمل: فعل الشرط مجزوم بالسكون، يجزَ: جواب الشرط مجزوم بحذف حرف العلة.( ما ننسخْ من آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بخيرٍ منها أو مثْلِها ) ما: اسم شرط جازم، ننسخ: فعل الشرط مجزوم بالسكون، نأتِ: جواب الشرط مجزوم بحذف حرف العلة.( ويسمى ) الفعل ( الأول شرطًا، والثاني جوابًا وجزاءً ) هو جواب للشرط وجزاء على الفعل مثل: إن تدرسْ تنجحْ، فتنجح جواب لقولك إن تنجح، وجزاء لفعل الدراسة.( وإذا لمْ يصلحْ )جواب الشرط ( لمباشرةِ الأداةِ قُرِنَ بالفاءِ ) وجوبا وإنما لا يصلح الجواب لمباشرة الأداة في حالة من حالات ثمانية هي: إذا كان جملة اسمية، أو جملة فعلية فعلها طلبي، أو فعلها جامد، أو منفي بلن، أو بما، أو مقرنا بقد، أو السين، أو سوف. ( نحوُ ) قوله تعالى: ( وإنْ يَمْسَسْكَ بخيرٍ فهوَ على كلِ شيءٍ قديرٌ ) إن: حرف الشرط، يمسسْ: فعل الشرط، فهو على كل شيء قدير جواب الشرط وهو جملة اسمية هو: مبتدأ، وعلى: حرف جر، كل: اسم مجرور وهو مضاف، شيءٍ: مضاف إليه، قديرٌ: خبر، والجملة في محل جزم جواب الشرط، فهنا لا يصلح الجواب لأن يباشر الأداة فلا يصح أن يقال في لغة العرب: إنْ هو على كل شيء قدير (أو بإذا الفجائيةِ ) في حالة كون الجواب جملة اسمية فقط دون باقي الحالات وإنما لم يقيدها بذلك لأن إذا الفجائية يمتنع دخولها على غير الأسماء فاستغنى عن الاشتراط ( نحو ) قوله تعالى: ( وإنْ تُصبْهُمْ سيئةٌ بما قدمتْ أيديِهِمْ إذا همْ يقنَطونَ ) إنْ: أداة الشرط، تصبْ: فعل الشرط، إذا: حرف دال على المفاجأة، هم: مبتدأ، يقنطون جملة في محل رفع خبر، والجملة في محل جزم، فهنا عوضت إذا الفجائية عن الفاء في جواب الجملة الاسمية.

    ( تدريب )



    أعرب ما يلي:
    1- قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ.
    2- قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى.
    3- قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.
    4- إِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجورَكُمْ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين Empty رد: دروس في شرح متن قطر الندى في علم النحو للمتوسطين

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد أكتوبر 12, 2014 10:33 pm

    الدرس الحادي عشر


    النكرة والمعرفة- الضمير



    النكرة: ما يدل على شيء غير معين، مثل: رجل،بلدة،جَبَل.
    والمعرفة: ما يدل على معين، مثل: زيد،بغداد،عَرَفات.
    والنكرات غير محصورة.
    وأما المعرفة فستة أنواع هي: الضمائر، والعلم واسم الإشارة ، والاسم الموصول ، والمعرّف بأل ، والمعرف بالإضافة.
    فكل اسم اندرج تحت نوع من الأنواع الستة فهو معرفة، وكل اسم لم يندرج تحت نوع منها فهو نكرة.
    ولنبدأ بشرحها:
    أولا: الضمير وهو:ما دلّ على متكلم أو مخاطب أو غائب، مثل:أنا،أنت،هو.
    ( وضمير المتكلم أعرف من ضمير المخاطب، وضمير المخاطب أعرف من ضمير الغائب ) أي أشد تعيينا لما يدل عليه.
    تقول: أنا قائم، وأنت قائمٌ، وهو قائمٌ، فأنا تدل على متكلم حاضر في المجلس لا يحتمل غيره إطلاقا.
    وأنتَ تدل على مخاطب قد يكون واحدا في المجلس وقد يكون متعددا فتضعف دلالته على المعين.
    وهو تدل على غائب غير حاضر في المجلس وتعيين الغائب وتمييزه عن غيره أقل وضوحا من تعيين الحاضر.
    والضمير نوعان: بارز ( ظاهر )، ومستتر.
    فالبارز هو: الذي يظهر في اللفظ، مثل أنت.
    والمستتر هو: الذي لا يظهر في اللفظ بل يقدر مثل: استقمْ فيه ضمير مستتر تقديره أنت.
    والبارز نوعان:
    منفصل وهو: الذي لا يتصل بغيره من الكلمات مثل: أنا.
    ومتصل وهو: الذي يتصل بغيره من الكلمات ولا يكون مستقلا في الكتابة مثل كتبْتُ، فهنا اتصلت التاء بالفعل كتب.
    والمنفصل: إمَّا أن يكون في محل رفع فقط،أو في محل نصب فقط. ولا يكون المنفصل في محل جر .
    فالذي في محل رفع اثنتا عشرة كلمة هي: ( أنا- ونحن- وأنتَ-وأنتِ- وأنتما- وأنتم-وأنتنّ-وهو- وهي-وهما- وهم-وهنَّ ).
    تقول: أنتَ حاضرٌ ، أنتَ: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، حاضرٌ:خبر مرفوع بالضمة.
    والذي في محل نصب اثنتا عشرة كلمة أيضا هي: ( إيَّايَّ- وإيانا- وإياكَ-وإياكِ- وإياكما-وإياكم- وإياكنَّ-وإياهُ-وإياها- وإياهما- وإياهم-وإياهنّ ).
    والضمير هو إيَّا وما بعدها حروف تعين المراد.
    تقول: إياكَ أكرمتُ، فإيَّا ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل بعده، والكاف: حرف دال على الخطاب مبني على الفتح. قال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
    والمتصل تسع كلمات هي: ( تاء الفاعل - ونا - ونون النسوة - وألف الاثنين- وواو الجماعة- وياء المخاطبة- وياء المتكلم والكاف - والهاء ).
    وبعضها تكون في محل رفع فقط وهي:
    تاء الفاعل مثل: ذهبْتُ، ذهبتَ، ذهبتِ.
    ونون النسوة مثل: ذَهَبْنَ.
    وألف الاثنين مثل: ذَهَبَا.
    وواو الجماعة مثل: ذَهَبُوا.
    وياء المخاطَبة مثل: تَذْهَبِينَ.
    فكلها هنا ضمائر منفصلة مبنية في محل رفع فاعل.
    وبعضها تكون في محل نصب أو جر وهي:
    ياء المتكلم تقول: جاءني زيدٌ صديقي، الياء الأولى في محل نصب مفعول به، والثانية في محل جر مضاف إليه.
    والكاف تقول: جالستُك في داركَ، الكاف الأولى في محل نصب مفعول به، والثانية في محل جر مضاف اليه.
    والهاء تقول: زيدٌ زرتُهُ في دارِهِ، الهاء الأولى في محل نصب مفعول به، والثانية في محل جر مضاف إليه .
    وبعضها تصلح للرفع والنصب والجر وهو ( نا ).
    تقول: (زُرْنَا زَيْدًا فأكرَمَنا ورَحَّبَ بِنَا ). فالأولى في محل رفع فاعل، والثانية في محل نصب مفعول به، والثالثة في محل جر بالباء .
    وأما الضمير المستتر فإمَّا أن يكون استتاره واجبًا أو جائزًا.
    فالواجب: ما لا يمكن أن يقوم الاسمُ الظاهرُ مقامَه، فلا يقال في مثل أقومُ: أقومُ زيدٌ.
    وذلك كالضمير المرفوع في الفعل المضارع المبدوء بهمزة مثل: أقومُ، أو نون مثل: نقومُ أو تاء المخاطَب مثل: تقومُ.
    وجائز الاستتار: ما يمكنُ أن يقوم الاسم الظاهر مقامه، مثل: زيدٌ يقومُ، ففاعل يقوم ضمير مستتر جوازًا تقديره هو ويمكن أن يقوم الظاهر مقامَه. تقول: زيدٌ يقومُ أخوهُ.
    وذلك كالضمير المرفوع في الفعل المضارع المبدوء بياء مثل يقوم، أو تاء الغائبة مثل: هندٌ تقومُ.
    واعلم أن الضمير المستتر لا يكون إلا في محل رفع فاعل مثل: أقومُ، أو نائب فاعل مثل: المالُ سُرِقَ.

    مسألة



    وهي متى يجوز أن يذكر الضمير متصلا ومتى يذكر منفصلا ؟
    الجواب: القاعدة في هذا الباب هي: ( إذا أمكن الإتيان بالضمير المتصل فلا يجوز الإتيان به منفصلًا ).
    فلا يقال: قامَ أنا أي باستعمال الضمير المنفصل لأنه يمكن أن يؤتى بدلا عنه بالضمير المتصل فيقال: قمتُ.
    ولا يقال: أكرمتُ إيَّاكَ لأنه يمكن أن يؤتى بدلا عنه بالضمير المتصل فيقال: أكرمتُكَ.
    واستثنوا من ذلك صورتين جوّزوا فيهما الوصل والفصل رغم إمكان الاتصال:
    الأولى: أن يأتي في فعل ضميران يعربان مفعولين به أولهما أعرف من الثاني؛ فيجوز في الثاني الوصل والفصل.
    مثل: أعطيتُكَ الكتابَ، فهذا فعل متعد لاثنين فإذا قلنا: الكتابُ أعطيتُكَهُ فهنا اتصل بالفعل أعطى مفعولان به: الأول هو الكاف، والثاني هو الهاء، والأول أعرف لأنه دال على المخاطب والثاني دال على الغائب، فحينئذ يجوز أيضا أن تقول: الكتابُ أعطيتُكَ إياهُ.
    ومثل: الغلامُ سَلْنِيهِ أي اطلب مني إعطائك الغلام، فهنا المفعول به الأول هو الياء الدالة على المتكلم، والمفعول به الثاني هو الهاء الدالة على الغائب فالأول أعرف فيجوز أن تقول الغلامُ سلْنِي إياهُ.
    قال تعالى: ( فسيكفيكهمُ الله ) الكاف مفعول به أول وهم مفعول به ثان وهنا جاء الوصل، ويجوز في غير القرآن الفصل بأن يقال فسيكفيك اللهُ إياهم.
    الثانية: إذا كان الضمير خبرا لكان أو إحدى أخواتها فيجوز فيه الفصل.
    مثل: الصديقُ المخلصُ كُنْتَهُ، فالهاء هنا في محل نصب خبر لكان، فيجوز أن تقول الصديقُ المخلصُ كنتَ إياهُ.
    ومثل: الأخُ الحبيبُ أصبحتَهُ ويجوز أن تقول: أصبحتَ إياهُ.

    ( شرح النص )



    فصلٌ: الاسمُ ضربانِ: نكِرَةٌ وهوَ: ما شاعَ في جنسٍ موجودٍ كرجلٍ، أو مقدرٍ كشمسٍ.
    ومعرفةٌ وهيَ ستةٌ: الضميرُ وهوَ: ما دلَّ على متكلمٍ أو مخاطَبٍ أو غائبٍ.
    وهوَ إمَّا مستَتِرٌ كالمقدرِ وجوبًا في نحوِ: أقومُ، ونقومُ، أو جوازًا في نحو: زيدٌ يقومُ.
    أوْ بارزٌ وهو إما متصلٌ كتاءِ قمتُ، وكافِ أكرمَكَ، وهاءِ غُلامِهِ، أو منفصلٌ كـ أنا، وهوَ، وإيَّايَ.
    ولا فصلَ معَ إمكانِ الوصلِ إلا في نحوِ: الهاءِ مِنْ سَلْنِيهِ بمرجوحِيَّةٍ، وظَنَنْتُكَهُ، وكُنْتَهُ برُجحانٍ.
    .............................. .............................. .............................. .............................
    هذا ( فصلٌ ) في تقسيم الاسم إلى نكرة ومعرفة ( الاسمُ ضربانِ ) أي نوعانِ ( نكرةٌ وهوَ ما شاعَ في جنسٍ موجودٍ كرجلٍ أو مقدرٍ كشمسٍ ) يقصد أن لفظ النكرة موضوع لمعنى عام يصدق على جميع أفراده لا يخص فردا دون آخر فمثلا لفظ رجل شائع أي هو عام في أفراد الذكر البالغ يشمل زيد وعمرو وبكر ولا يختص بفرد معين، ومثل لفظ قلم فإنه شائع يصدق على أي قلم، فالمقصود بالجنس هنا هو: المعنى العام مثل حيوان، إنسان، رجل، امرأة، غنم، خيل، قلم، شجر، حجر، ثم إن أفراد الجنس مثل زيد وعمرو وهند وهذا القلم تنقسم إلى قسمين: أفراد محققة أي موجودة في الخارج مثل ما سبق، وأفراد مقدرة مثل شمس فإن معناه هو الكواكب الذي بظهوره يزول الليل ولكن لم يوجد في الواقع في مجرتنا إلا شمس واحدة ، فهنا الأفراد مقدرة أي لا توجد كثرة عددية يشملها لفظ الشمس حقيقة ولكن لو قدر وفرض وجود أكثر من كوكب يطلع في النهار لصدق اسم الشمس عليه.
    وعلامة النكرة قبول أل بنفسها مثل: رجل، تصير الرجل، أو بمعناها أي أن تكون الكلمة لا تقبل أل بنفسها ولكن لو حلت كلمة بمعناها محلها فإنها تقبل أل مثل: ذو بمعنى صاحب فلا يقال الذو ولكن يقال الصاحب، فتكون ذو نكرة.( ومعرفةٌ وهيَ ستةٌ ) أولها ( الضميرُ وهوَ: ما دلَّ على متكلمٍ أو مخاطَبٍ أو غائبٍ ) مثل أنا وأنتَ وهوَ ( وهوَ إمَّا مستَتِرٌ ) أي غير متلفظ به، والمستتر نوعان: مستتر وجوبا فلا يجوز إظهاره، ومستتر جوازا فيجوز أن يظهر في اللفظ ( كالمقدرِ وجوبا في نحوِ أقومُ ونقومُ ) أي الضمير المرفوع في الفعل المضارع المبدوء بهمزة ويقدر بأنا، أو المبدوء بنون ويقدر بنحن، وكالمبدوء بتاء المخاطَب الواحد مثل تقومُ ويقدر بأنت، ومثل الضمير في فعل الأمر المسند للواحد المذكر مثل قم ويقدر بأنت ( أو ) كالمقدر ( جوازًا في نحوِ زيدٌ يقومُ ) أي الضمير المرفوع في الفعل المضارع المبدوء بياء ويقدر بهو، وكالمبدوء بتاء الغائبة مثل هندٌ تقومُ ( أوْ بارزٌ ) أي ظاهر متلفظ به وينقسم إلى متصل ومنفصل ( وهو إما متصلٌ ) بغيره من الكلمات فلا ينطق به ولا يكتب لوحده ( كتاءِ قمتُ، وكافِ أكرمَكَ، وهاءِ غُلامِهِ ) والمتصل يكون في محل رفع كالتاء في قمتُ فهي هنا فاعل، وفي محل نصب كالكاف من أكرمَكَ فهي هنا مفعول به، وفي محل جر كالهاء في غلامِهِ فهي هنا في محل جر مضاف إليه ( أو منفصلٌ ) ينطق به ويكتب لوحده ( كـ أنا، وهوَ، وإيَّايَ ) وهو يكون في محل رفع ونصب ولا يكون في محل جر فالذي يكون في محل رفع أنا ونحن وأنتَ وأنتِ وأنتم وأنتنَ وهو وهي وهما وهم وهنّ، والذي يكون في محل نصب إيَّايَ وإيَّانا وإيَّاكَ وإيَّاكِ وإيَّاكما وإيَّاكم وإيَّاكنَّ وإيَّاهُ وإيَّاها وإيَّاهما وإيَّاهم وإيَّاهنَّ، والضمير هو إيَّا وما بعدها حروف تعين المراد.
    ( ولا فصلَ معَ إمكانِ الوصْلِ ) أي إذا أمكن أن ينطق بالضمير منفصلا فلا يجوز أن ينطق به متصلا لأن الغرض من ذكر الضمير هو الاختصار والعدول إلى المنفصل مع إمكان المتصل يخالف ذلك فلا يقال: أَسَأءَ أنتَ إلى أناَ فسامحَ أنا إيَّاكَ، بل يقال: أسأتَ إليَّ فسامَحتُكَ، ولكن تستثنى مسألتان ( إلا في نحوِ الهاءِ مِنْ سَلْنِيهِ ) هذه المسألة الأولى وضابطها هو:{ كل فعل تعدى إلى مفعولين ضميرين أولهما أعرف من الثاني} مثل: المالُ سَلْنِيهِ، فسل فعل أمر والفاعل مستتر تقديره أنت، والنون حرف للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به أول، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به ثان، والياء تدل على المتكلم والهاء تدل على الغائب، والمتكلم أعرف وأكثر تشخصا من الغائب فانطبق الضابط فيجوز لنا أن نفصل الضمير الثاني عن الأول ونقول: المالُ سلني إياهُ، ولكن مع جواز الأمرين أيهما أفضل الوصل أم الفصل ؟ الجواب: الوصل هو الأفضل والأرجح ولهذا قال ( بمرجُوحِيَّةٍ ) أي يجوز الانفصال مع مرجوحيته والراجح هو الاتصال.( وظَنَنْتُكَهُ ) هذه من المسألة الأولى ولكنه فصلها عن سلنيه لأن الفعل الذي يتعدى إلى مفعولين تارة لا يكون أصلهما المبتدأ والخبر، وتارة يكون أصلهما المبتدأ والخبر، فمثلا الفعل أعطى يأخذ مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر تقول: أعطى زيدٌ عمرًا كتابًا، فالمفعولان لو ذكرناهما على أنهما مبتدأ وخبر لم يستقم المعنى فلا يقال: عمروٌ الكتابُ، ومثل سل تقول: سلْ سعيدًا المالَ، فلو قيل: سعيدٌ المالُ لما كان له معنى فعلم أن أصل المفعولين به ليس هو المبتدأ والخبر، بخلاف ظننت وأخواتها كعلمت وحسبت وخِلت فهذه أفعال تدخل على المبتدأ والخبر فتجعل الأول والثاني مفعولين به، مثل: ظننتُ زيدًا قائمًا، والأصل زيدٌ قائمٌ، وخلتُ عمرًا عالمًا، والأصل عمروٌ عالمٌ.فإذا علم هذا فما كان من باب سلنيه يجوز فيه الوصل والفصل، والوصل هو الأرجح، وما كان من باب ظننتكه فيجوز فيه الوصل والفصل أيضا ولكن الأرجح هو الفصل تقول: الصديقُ ظننتُكَهُ،والصديقُ ظننتُكَ إياهُ، وهو أفضل من الأول.
    ( وكُنْتَهُ ) هذه المسألة الثانية وضابطها هو:{ كل خبر لكان أو إحدى أخواتها إذا كان ضميرا} سواء كان الضمير مسبوقًا بضمير آخر أم لا،مثال المسبوق: الصديقُ كنتَهُ أوكنتَ إياه فالتاء اسم كان، والهاء وإياه خبرها.
    ومثال غير المسبوق: الصديقُ كانهُ زيدٌ،أو كانَ إياهُ زيدٌ، فالهاء وإياه خبر كان مقدم وزيد اسمها مؤخر .
    ثم قال ( برُجحانٍ ) أي في باب ظننتُكَهُ وكُنتَهُ فالفصل هو الأرجح.

    ( تدريب )


    أعرب ما يلي:
    1- هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ.
    2- لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ.
    3- إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ.
    4- إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى.

    المصدر : http://majles.alukah.net/t118472/#ixzz3FzpgDLot

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 10:20 am