فوائد متفرقة في الإملاء و الترقيم

تحذف همزة الوصل إذا تقدمتها همزة الاستفهام، مثل: اسمك بكر أم خالد؟ اضطرارا فعلت كذا؟ " أصطفى البنات علي البنين؟" وذلك كراهة اجتماع ألفين.

تحذف همزة الوصل إذا وقعت بين الواو أو الفاء وبين همزة هي فاءُ الكلمة، مثل: فأت فأتم ـ فأمر ـ وأت ـ وأتم ، وأمر والأصل أئت ـ أئتم ـ أؤمر قبل دخول الواو أو الفاءٍ.

تحذف همزة الوصل من ( اسم) في البسملة بشرطين:

الأول ـ أن تكون البسملة تامة.

الثاني - ألا يذكر متعلق الجار والمجرور ، مثل:"بِسْم الله الرَّحْمن الرحيمِ".

فلا تحذف همزة الوصل من : باسم الله؛ لعدم وجود الشرط الأول.

ولا تحذف من : أبتدئُ باسم الله الرحمن الرحيم؛ لعدم وجود الشرط الثاني وهو حذف المتعلق.

تحذف الألف من "أل" إذا دخلت عليها اللام الجارة مثل: للعلم فوائد ، أو لام الابتداء، مثل:"وَللاخرة خير لك من الأولي" وذلك لخوف الالتباس بلا النافية.

إذا دخلت اللام علي همزة وصل بعدها لام هي من أصل الكلمة فلا تحذف همزة الوصل، مثل: لالتفات ـ لا لتباس ـ لا لتقاء.

موسيقا بدل "موسيقى" :

اعتدنا أن نرى لفظة "موسيقا" في كتاباتنا على رسمها بالألف المقصورة هكذا "موسيقى". وهذا أمر يحتاج إلى مراجعة وتدقيق لغويّ، فَصْلا بين الخطأ و الصّواب .
فكيف ذلك؟
همزة موسيقا متطرفة ، والكلمة أعجمية، والقاعدة تقول إذا تطرفت الألف في اسم أعجمي ، كتبت ألفا مطلقا، ثلاثيا كان أو فوق الثلاثي . و لا فرق في ذلك بين أن يكون من أسماء الناس مثل : (تمليخا، ولوقا، وزليخا، وبحيرا..). أو اسماء بلدان "كأريحا" و"يافا" و"حيفا"... أو اسم طير "كبَبغا"، أو اسم من أسماء الفنون والعلوم مثل "سينما" و"كاميرا" و "استطيقا" و"جيولوجيا" و"موسيقا"..
واستثنوا من ذلك خمس كلمات أعجمية كتبت بألف مقصورة، وهي : " بخارى" و هي اسم بلد. و "موسى" و "عيسى" و "كسرى" ومتى بتشديد التاء و هي أسماء أعلام. ومنهم من كتب "متى" " بالألف هكذا" متا".

نُونِ إِذَنْ

هي اﻷَْلِفُ الْمُبَدْلَةُ مِنْ نُونِ إِذَنْ
1/ يَكْتُبُهَا الْبَصْرِيُّونَ أَلِفًا: (إِذَا)، وَهُوَ رَسْمُ الْمُصْحَفِ.
2/ كَتَبَهَا الْمَازِنِيُّ وَالْمُبَرِّدَ بِالنُّونِ: ((إِذَنْ))
3/ َقَالُ الْفَرَّاءُ: إِنْ أُعْمِلَتْ كُتِبَتْ بِاﻷَْلِفِ، وَإِﻻَّ كُتِبَتْ بِالنُّونِ.
4/ َالَّذِي عَلَيْهِ الْمُعَاصِرُونَ اﻵْنَ كِتَابَتُهَا بِالنُّونِ مُطْلَقًا.
5/ يُرْوَى عَنِ الْمُبَرِّدِ أَنَّهُ قَالَ: أَشْتَهِي أَنْ أَكْوِيَ يَدَ مِنْ يَكْتُبُ إِذَنْ بِاﻷَْلِفِ؛ ﻷَِنَّهَا مِثْلُ أَنْ وَلَنْ.

المصدر/ كتاب: قواعد الإملاء

ذكر سيبويه في كتابه: « إذا سميت رجلًا بـ ( اِضْرِبْ ) أو ( اُقْتُل ) أو ( اِذهَبْ ) لم تصرفها ، وقطعتَ الألفاتِ حتى يَصير بمنزلة الأسماء ؛ لأنك قد غيّرتها عن تلك الحال .. » . ويتابع: « لأنك نقلت فعلًا إلى اسمٍ ، ولو سميتَ رجلًا ( اِنطلاقًا ) لم تقطع الألف ، لأنك نقلت اسمًا إلى اسم » .
وهذا كلام ابن مالك في شرح الكافية الشافية: « وإذا سُمِّيَ بما أَوَّلُهُ همزةُ وَصْلٍ قُطِعَتِ الهمزةُ إنْ كانَتْ في منقولٍ من فِعْلٍ ، وإلاَّ استُصْحِبَ وَصْلُها . فيقال في ( اعْلمَ ) إذا سُمِّيَ به : هذا إعْلمُ ، ورأيتُ إعلمَ . ويقال في ( اخرج ) إذا سُمِّي به : هذا أُخْرُجُ . ويقال في المسمَّى بـ ( اقْتِرَاب ) و ( اعتِلاَء ) : هَذا اقترابٌ ، ورأيتُ اقترابًا ، وهذا اعتلاءٌ ، ورأيت اعْتِلاءً . لأنه منقولٌ من اسميَّة إلى اسميَّة ، فلم يَتَطَرَّقْ إليه تَغَيُّرٌ أكثرُ من التعيين بعدَ الشِّياعِ . بخلافِ المنقولِ منَ الفعلية إلى الاسمية ، فإنَّ التسمية أحْدَثَتْ فيه مع التَّعْيين مالم يكن فيه من إعراب ، وغيره من أحوالِ الأسماء . فَرُجِعَ به إلى قِياسِ الهمزِ في الأسماء وهو القَطْعُ » .

هذه الفائدة تعلمتها من أخي الأستاذ أيمن العوامري .

من قواعد الإملاء التي يسهو عنها بعضنا أن الألفاظ الآتية (ابن - ابنة - أيها - أيتها - أهل) وكل اسم بُدئ بهمزة زائد على ثلاثة أحرف ولم يحذف منه شيء
كل هذه الألفاظ إذا سبقت بأداة النداء فإن أداة النداء تحذف منها الألف فتقول :
يابن - يابنة - يأيها - يأيتها - يأهل مصر - يأحمد - يإسحاق
أما (إسحق) محذوفة الألف فإن أداة النداء قبلها تكتب كاملة فتقول:
(يا إسحق)

الأستاذ رمضان ناجي

تحذف واو (عمرو) في حالة النصب فتكون (عمرا) إلا عندما تكون منصوبة وتوصف بكلمة (ابن) ولا تنون فتكتب: [إن عمرو بن العاص ...]

قلت:

الاتحاد همزتها همزة وصل كما هو معلوم لأنه مصدر الفعل الثلاثي المزيد بحرفين (الخماسي)، وحتى عندما ينتقل إلى العلمية تظل همزته همزة وصل؛ لأن سيبويه - رحمه الله - نص في كتابه أن الفعل الذي ينتقل إلى العلمية وكانت همزته همزة وصل تقطع همزته عندما ينتقل إلى العلمية، أما الاسم المبدوء بهمزة وصل فإنه عندما ينتقل إلى العلمية لا تقطع همزته، بل تظل وصلا كما هي، والمصادر كما تعلمون أسماء وليست أفعالا، وقد أخطأ المتأخرون عندما لم يفصّلوا ولم يفرقوا بين الاسم والفعل - كما فصّل سيبويه - عند الانتقال إلى العلمية، وسبب الخطأ هو العلامة الصبان - رحمه الله - عندما وهم عند نقله من كتاب سيبويه كما ذكر أستاذنا أيمن العوامري حفظه الله.

- تنقص ألف (ابن) و (ابنة) إذا وقع أحدهما مفردا نعتا بين علمين أولهما غير منون وثانيهما مشهور بالأبوة ولو ادعاء، بشرط ألا يكون أول سطر. نحو: (محمدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إبراهيمَ). ومثله (فلانُ بنُ فلانٍ).
- تحذف ألف (بسم الله الرحمن الرحيم) بشرط أن تذكر كاملة، أما (باسم الله) فتثبت فيها الألف، وبشرط ألا يذكر متعلقها قبلها أو بعدها؛ نحو: (أتبرك باسم الله الرحمن الرحيم، باسم الله الرحمن الرحيم أفتتح حديثي).
- تحذف ألف (أل) إذا دخل عليها اللام؛ نحو: (إنه للحق، للعمل الصالح أبقى، ياللرجال، للذي، للذين).
- تنقص الألف من لفظ الجلالة (الله) ومن (الرحمن) ، و (لكنْ، لكنّ، أولئك).
- تنقص الألف في (ما) الاستفهامية المسبوقة بجار حرفي أو اسمي؛ نحو: فيمَ؟ حتَّام؟ بمقتضامَ؟ عمَّ؟
- تنقص الألف من (ها) التنبيه في (هذا، هذه، هؤلاء، هأنا، هأنتم).
- كلمة (هأنذا) هي عبارة عن (ها) و (أنا) و (ذا) فحذفت الألف في الأولى والثانية.
- تحذف النون من (من، عن) إذا دخلتا على (ما) أو (من)، نحو: (مما، ممن، عما، عمن).

تزاد الواو وسطا في:
1 – (أُولَى) الإشارية، وممدودها (أُولاءِ)، ومنه: (أولئك).
وإذا سبقت (أولاء) بهاء التنبية (هؤلاء) فلا تزاد.
- (أُلى) الموصولة لا تزاد فيها الواو، نحو:
مَحَا حُبُّهَا حُبَّ الأُلَى كُنَّ قَبْلَهَا وَحَلَّتْ مَكَانًا لَمْ يَكُنْ حُلَّ مِنْ قَبْلُ
- ولا في ممدوها (الألاء) كقول كثير:
أَبَى اللهُ لِلشُّمِّ الأُلاءِ كَأَنَّهُمْ سُيُوفٌ أَجَادَ الْقَيْنُ يَوْمًا صِقَالَهَا
2 – أولو وأولي، بمعنى أصحاب؛ نحو: {وَأُولُواْ الْأَرْحَامِ} [الأنفال: 75] [الألف آخر "أولو" هنا كتابة المصحف] {لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه: 54]
3 – أولات بمعنى صاحبات، نحو: {وأولات الأحمال} [الطلاق: 4]
وتزاد الواو طرفا في كلمة (عمرو) بشرط أن يكون علما (كعَمْر مصدر عمَر) غير مضاف لضمير (كعمرنا) وغير مصغر (كعمير) ولا مقرون بأل (العمر)، أو منسوب (كعَمْرِيّ) أو منصوب منون (كدعوتُ عمرًا).

مواضع زيادة الألف:
- تزاد الألف وسطا في كلمة (مائة) مفردة، أو مركبة كـ (أربعمائة).
- وتزاد طرفا:
1 - بعد واو الجماعة، نحو: (خرجوا ، ذهبوا، اخرجوا، اذهبوا) لا بعد الواو التي هي جزء من الفعل، نحو: (يدعو الناس، نحن ندعو، أنت تدعو).
ومن الخطأ كتابتها بعد واو الجمع اللاحقة لجمع المذكر السالم وملحقاته؛ نحو: مسلمو المدينة، فلاحو القرية، بنو الإسلام) فهذه واو جمع لا واو جماعة. كما أن من الخطأ إهمال كتابتها بعد واو الجماعة في الفعل المسند إليها لتعظيم المفرد في نحو: (تفضلوا)، في خطاب المفرد المعظم، فلا يصح إهمال كتابة الألف في مثل هذا.
2 – في آخر بيت الشعر إذا كانت للإطلاق، نحو قول عمرو بن كلثوم:
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْمًا لِوَشْكِ الْبَيْنِ أَمْ خُنْتِ الْأَمِينَا

س: أيُّ الرسمين هو الصواب؟ (القُوَى) أم (القُوَا) في جمع (قُوّة)؟
ج: مذهبُ جمهورِ النّحويين والصرفيّين واللُّغويّين أن تركيب (القُوّة) من (ق و و)، فالواو الثانية أصلٌ لا بدَلٌ. وما كان كذلك فإنه يُرسمُ عند البصريِّين بالألف مطلقًا كـ(العِدا) و(الرِّبا) و(الضُّحا) و(العُلا) ونحوِهنّ. فعلى هذا ترسمها (القُوا).
ويجوز رسمها بالياء (القُوى) على ثلاثة أوجه من التأويل:
١- موافقة صاحب العين وبعضِ من قفَّى على أثرِه من أصحابِ المعاجم من من يرى أن ألفها بدل من الياء، إذ هي عندهم من تركيب (ق و ي) لا من (ق و و).
٢- متابعة رسم المصحف لقوله تعالى: ((علّمَه شديدُ القوى)). وإنما رُسمت في المصحف بالياء لتشاكلَ جاراتِها كما فعلوا في (الضُّحى) و(سجى) ونحوِهما، وحدُّهما أن يُكتبا بالألف (الضُّحا) (وسجا) لأنَ أصلهما الواو.
٣- الأخذ بقول الكوفيين إذ يرون رسمَ كل ما كان على (فُعَل) بضمّ الفاء أو (فِعَل) بكسرها على ياء وإن كان أصل ألفه الواو.
وإذن يجوز أن ترسمَها (القُوا) بالألف. وهو الوجه الشريف الجيِّد. وأن ترسمها (القُوى) بالياء. وهو صالحٌ وإن كانَ دون الأوّلِ. وقد نصّ على ذلك ابن خالويه (ت370هـ) مبيِّنًا الوجهَ الأخيرَ المذكورَ فقال: (فعلى مذهب الكوفيين يُكتب [القُوى] بالياء لانضمام أوله. وعلى مذهب البصريين بالألف [القُوا] لأن ألفَه مبدلة من واو) [شرح مقصورة ابن دريد ص185].