ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    من روائع السجع

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    من روائع السجع Empty من روائع السجع

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد سبتمبر 01, 2013 11:26 pm

    قيلَ لأحدِهم : ما أحسنُ السَّجع ؟ فقالَ : ما خفَّ علَى السَّمْع
    قالَ : مِثل ماذا ؟ قالَ : مِثل هَذا .

    ـ لَطائِفُ الكَلِمِ في العِلمِ .. الشَّيخ بكر أبو زيد ـ رحمه الله
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    من روائع السجع Empty رد: من روائع السجع

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد سبتمبر 01, 2013 11:31 pm

    قال السكاكي : السجع في النثر كالقافية في الشعر .

    قال الخفاجي : فأما القوافي في الشعر فإنها تجري مجرى السجع .

    قال الباقلاني : وللسجع منهج مرتب محفوظ وطريق مضبوط, متى أخل به المتكلم وقع الخلل في كلامه, ونسب إلى الخروج عن الفصاحة,كما أن الشاعر إذا خرج عن الوزن المعهود كان مخطئاً, وكان شعره مرذولا, وربما أخرجه عن كونه شعراً .

    {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا }

    {فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ.وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ}

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    من روائع السجع Empty رد: من روائع السجع

    مُساهمة من طرف أحمد الأحد سبتمبر 01, 2013 11:32 pm

    أقسام السجع:

    وهو أن السجع قد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
    .القسم الأول أن يكون الفصلان متساويين لا يزيد أحدهما على الآخر:

    كقوله تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر} وقوله تعالى: {والعاديات ضبحًا فالموريات قدحًا فالمغيرات صبحًا فأثرن به نقعًا فوسطن به جمعًا} ألا ترى كيف جاءت هذه الفصول متساوية الأجزاء حتى كأنها أفرغت في قالب واحد، وأمثال ذلك في القرآن الكريم كثيرة، وهو أشرف السجع منزلة للاعتدال الذي فيه.
    .القسم الثاني أن يكون الفصل الثاني أطول من الأول:

    لا طولاً يخرج به عن الاعتدال خروجاً كثيراً، فإنه يقبح عند ذلك ويستكره ويعد عيباً.
    فمما جاء منه قوله تعالى: {بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرًا إذا رأتهم من مكان بعيدٍ سمعوا لها تغيظًا وزفيرًا وإذا ألقوا منها مكانًا ضيقًا مقرنين دعوا هنالك ثبورًا} ألا ترى أن الفصل الأول ثمان لفظات، والفصل الثاني والثالث تسع تسع.
    ومن ذلك قوله تعالى في سورة مريم: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدًا لقد جئتم شيئًا إدًا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدًا} وأمثال هذا في القرآن كثيرة.
    ويستثنى من هذا القسم ما كان من السجع على ثلاثة فقرٍ، فإن الفقرتين الأوليين يحسبان في عدة واحدة، ثم باقي الثلاثة فينبغي أن تكون طويلة طولاً يزيد عليهما، فإذا كانت الأولى والثانية أربع لفظات أربع لفظات تكون الثالثة عشر لفظات أو إحدى عشر.
    مثال ذلك ما ذكرته في وصف صديق فقلت الصديق من لم يعتض عنك بخالف، ولم يعاملك معاملة حالف، وإذا بلغته أذنه وشايةً أقام عليها حد سارق أو قاذف، فالأولى والثانية هاهنا أربع لفظات لأن الأولى لم يعتض عنك بخالف والثانية ولم يعاملك معاملة حالف وجاءت الثالثة عشر لفظات. وهكذا ينبغي أن يستعمل ما كان من هذا القبيل وإن زادت الأولى والثانية عن هذه العدة فتزاد الثالثة بالحساب، وكذلك إذا نقصت الأولى والثانية عن هذه العدة، فافهم ذلك وقس عليه.
    إلا أنه ينبغي أن تجعله قياساً مطرداً في السجعات الثلاث أين وقعت من الكلام، بل تعلم أن الجواز يعم الجانبين من التساوي في السجعات الثلاث ومن زيادة السجعة الثالثة، ألا ترى أنه قد ورد ثلاث سجعات متساوية في القرآن الكريم، كقوله تعالى: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدرٍ مخضودٍ وطلحٍ منضودٍ وظلٍ ممدود} فهذه السجعات كلها من لفظتين لفظتين، ولو جعلت الثالثة منها خمس لفظات أو ستاً لما كان ذلك معيبها.
    .القسم الثالث أن يكون الفصل الآخر أقصر من الأول:

    وهو عندي عيب فاحش، وسبب ذلك أن السجع يكون قد استوفى أمده من الفصل الأول بحكم طوله، ثم يجيء الفصل الثاني قصيراً عن الأول، فيكون كالشيء المبتور، فيبقى الإنسان عند سماعه كمن يريد الانتهاء إلى غاية فيعثر دونها.
    وإذ انتهينا إلى هاهنا وبينا أقسام السجع ولبه وقشوره فسنقول فيه قولاً كلياً، وهو أن السجع على اختلاف أقسامه ضربان: أحدهما: يسمى السجع القصير، وهو أن تكون كل واحدة من السجعتين مؤلفة من ألفاظ قليلة، وكلما قلت الألفاظ كان أحسن، لقرب الفواصل المسجوعة من سمع السامع، وهذا الضرب أوعر السجع مذهباً وأبعده متناولاً، ولا يكاد استعماله يقع إلا نادراً.
    والضرب الآخر: يسمى السجع الطويل، وهو ضد الأول، لأنه أسهل متناولاً.
    وإنما القصير من السجع أوعر مسلكاً من الطويل لأن المعنى إذا صيغ بألفاظ قصيرة عز مواتاة السجع فيه، لقصر تلك الألفاظ وضيق المجال في استجلابه، وأما الطويل فإن الألفاظ تطول فيه ويستجلب له السجع من حيث وليس، كما يقال، وكان ذلك سهلاً.
    وكل واحد من هذين الضربين تتفاوت درجاته في عدة ألفاظ.
    وأما السجع القصير فأحسنه ما كان مؤلفاً من لفظتين لفظتين، كقوله تعالى: {والمرسلات عرفًا فالعاصفات عصفًا} وقوله تعالى: {يأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر} ومنه ما يكون مؤلفاً من ثلاثة ألفاظ وأربعة وخمسة، وكذلك إلى العشرة.
    وما زاد على ذلك فهو من السجع الطويل.
    فمما جاء منه قوله تعالى: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى} وقوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا كل آية يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمرٌ وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمرٍ مستقرٌ} وأما السجع الطويل فإن درجاته تتفاوت أيضاً في الطول، فمنه ما يقرب من السجع القصير، وهو أن يكون تأليفه من إحدى عشرة لفظة، وأكثره خمس عشرة لفظة.
    كقوله تعالى: {ولئن أذقنا الإنسان منا رحمةً ثم نزعناها منه إنه ليئوسٌ كفورٌ ولئن أذقناه نعماء من بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرحٌ فخورٌ} فالأولى إحدى عشرة لفظة، والثانية ثلاث عشرة لفظة.
    وكذلك قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
    ومن السجع الطويل ما يكون تأليفه من العشرين لفظة فما حولها، كقوله تعالى: {إذ يريكهم الله في منامك قليلًا ولو أراكهم كثيرًا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليمٌ بذات الصدور وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلًا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا وإلى الله ترجع الأمور}.
    ومن السجع الطويل أيضاً ما يزيد على هذه العدة المذكورة، وهو غير مضبوط.

    المصدر :

    كتاب: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير (نسخة منقحة)


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 4:41 am