كان المجنون وليلى وهما صبيان يرعيان غنما لأهلهما عند جبل في بلادهما يقال له التوباد فلما ذهب عقله وتوحش كان يجيء إلى ذلك الجبل فيقيم به
فإذا تذكر أيام كان يطيف هو وليلى به جزع جزعاً شديدا واستوحش فهام على وجهه حتى يأتي نواحي الشأم فإذا ثاب إليه عقله رأى بلدا لا يعرفه فيقول للناس الذين يلقاهم بأبي أنتم أين التوباد من أرض بني عامر فيقال له وأين أنت من أرض بني عامر أنت بالشام عليك بنجم كذا فأمه فيمضي على وجهه نحو ذلك النجم حتى يقع بأرض اليمن فيرى بلادا ينكرها وقوما لا يعرفهم فيسألهم عن التوباد وأرض بني عامر فيقولون وأين أنت من أرض بني عامر عليك بنجم كذا و كذا فلا يزال كذلك حتى يقع على التوباد فإذا رآه قال في ذلك
( وأجْهَشْتُ للتَّوبادِ حين رأيتُه ... وكَبَّرَ للرحمن حينَ رآنِي )
( وأذرَيتُ دمعَ العين لمّا عرفتُه ... ونادى بأعلى صوته فدعانِي )
( فقلتُ له قد كان حولَك جيرةٌ ... وعهدِي بذاكَ الصّرم منذ الزمانِ )
( فقال مَضَوْا واستودَعُوني بلادَهم ... ومَنْ ذا الذي يبقَى على الحَدَثانِ )
( وإِني لأبكي اليومَ من حَذَرِي غداً ... فِراقَكَ والحيَّانِ مُجْتَمِعانِ )
( سِجَالاً وَتْهتَاناً وَوبْلاً ودِيمَةً ... وسَحًّا وتَسْجاماً إلى هَمَلانِ )
فإذا تذكر أيام كان يطيف هو وليلى به جزع جزعاً شديدا واستوحش فهام على وجهه حتى يأتي نواحي الشأم فإذا ثاب إليه عقله رأى بلدا لا يعرفه فيقول للناس الذين يلقاهم بأبي أنتم أين التوباد من أرض بني عامر فيقال له وأين أنت من أرض بني عامر أنت بالشام عليك بنجم كذا فأمه فيمضي على وجهه نحو ذلك النجم حتى يقع بأرض اليمن فيرى بلادا ينكرها وقوما لا يعرفهم فيسألهم عن التوباد وأرض بني عامر فيقولون وأين أنت من أرض بني عامر عليك بنجم كذا و كذا فلا يزال كذلك حتى يقع على التوباد فإذا رآه قال في ذلك
( وأجْهَشْتُ للتَّوبادِ حين رأيتُه ... وكَبَّرَ للرحمن حينَ رآنِي )
( وأذرَيتُ دمعَ العين لمّا عرفتُه ... ونادى بأعلى صوته فدعانِي )
( فقلتُ له قد كان حولَك جيرةٌ ... وعهدِي بذاكَ الصّرم منذ الزمانِ )
( فقال مَضَوْا واستودَعُوني بلادَهم ... ومَنْ ذا الذي يبقَى على الحَدَثانِ )
( وإِني لأبكي اليومَ من حَذَرِي غداً ... فِراقَكَ والحيَّانِ مُجْتَمِعانِ )
( سِجَالاً وَتْهتَاناً وَوبْلاً ودِيمَةً ... وسَحًّا وتَسْجاماً إلى هَمَلانِ )