ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    مقدمة كتاب شذا العرف (أبرع براعة استهلال)

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    مقدمة كتاب شذا العرف (أبرع براعة استهلال) Empty مقدمة كتاب شذا العرف (أبرع براعة استهلال)

    مُساهمة من طرف أحمد الإثنين يناير 07, 2013 9:35 pm

    بسم اللّه الرحمن الرحيم

    اللّهم إنَّا نحمدك يا مصرِّف القلوب على مزيد نعمتك، ومترادف جودك وكرمك، غمرتنا إحسانك الذي مصدره مجرَّد فضلك، وشملتنا بمضاعف نعمك وطولك؛ فسبحانك تعالت صفاتك عن الشبيه والمثال، وتنزهت أفعالك عن النقص والإعلال؛ لا رادّ لماضي أمرك، ولا وصول لقدرك حق قدرك، ونستمطرك غيث صلواتك الهامية، وتسليماتك الباهرة الباهية، على نبيك إنسان عين الوجود، المشتق من ساطع نوره كل موجود «محمد» المصطفى من خير العالمين نسباً، وأرفعهم قدراً وأشرفهم حسباً، الذي صغَّر بصحيح عزمه جيش الجهالة، ومزَّق بسالم حّزْمه شمل الضلالة، وعلى آله مظاهر الحِكَم، وصحبه مَصادِر الهمم، الذين مهدوا بلفيف جمعهم المقرون بالسداد، سبيل الهدى ومعالم الرَّشاد‏.‏

    وبعدُ، فما انتظم عقد علم إلاَّ والصرف واسطته، ولا ارتفع مناره إلاَّ وهو قاعدته، إذ هو إحدى دعائم الأدب، وبه تُعرف سِعَة كلام العرب، وتنجلي فرائد مفردات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وهما الواسطة في الوصول إلى السعادة الدينية والدنيوية‏.‏ وكان ممن تطلع لرشف أفاويقه، وتطلب جمع تفاريقه، طلبة مدرسة «دار العلوم» الخديوية، فإنهم أحدقوا بي من كل جانب، وكان المطلاب فيهم أكثر من الطالب، فما وسعني إلاَّ أن أحفظ العلم ببذله، وأن لا أضنَّ به على أهله، فسرَّحت نواظر البحث في فِجاجِ الكواغد، وبعثتها في طلب الشوارد، فاقتفت الأثر، حتى أتت بالمبتدأ والخبر، ثم جعلت أميِّز الصحيح من العليل، وأُودِع ما اقتطفه من ثمار الكثير في السهل القليل، فجاء بحمد اللّه كتاباً تروق معانيه، وتطيب مجانيه، عباراته شافية، وشواهده كافية، فأمعن نظرك فيه، وقل‏:‏ ذلك فضل اللّه يؤتيه، وإن رأيت هفوة فقل‏:‏ طغى القلم، فإن ذلك من دواعي الكرم، وحاشاك أن تكون ممن قيل فيهم‏:‏

    فإن رَأوا هَفْوَةً طَارُوا بِهَا فَرَحـاً *** مِنِّي وَمَا عَلِمُوا مِنْ صَالِحٍ دَفنُوا

    وكان من يمن طالعه، لمطالعه، أن قد سطعت أنوار خديوينا الأفخم، من تحققت به لرعيته الأماني، أفندينا- عباس باشا حلمي الثاني- الساهر على ترقي الوطن وبنيه، الجدير بما قيل فيه‏:‏

    أَحَيا المَآثِـرَ حَتَّى قَـالَ مَادِحُه *** هَذَا الذي أَلف الخَّيْراتِ وَاستبقا

    سَاد الأُلى أثبت التَّاريخ مَا لهم *** مِنْ الفَخَار وَأنسي ذِكر مَنْ سَبقا

    سَارت بسيرَتِهِ الرُّكْبَان فامْتَلأت *** قُلوب حُسَّادِه مِـنْ بَأسِـه فَرقَا

    لكنَّـه لـَمْ يَزل بِالحَقِّ مُعتَصِماً *** واللّه يَحفظـهُ مِنْ شَرِّ مَا خَلقَا

    أدام اللّه بدر عزه ساطعاً، وسعد حظه طالعاً، وحفظ أنجاله الكرام، ووزراءه الفخام، وكلأه بعين عنايته التي لا تنام‏.‏

    وقد سميته «شذا العرف في فن الصرف»، واللّه أسأل أن يلبسه ثوب القبول، وأن ينفع به أكرم مسؤول‏.‏

    وقد جعلته مرتباً على مقدمة وثلاثة أبواب فالمقدمة فيما لابد منه فيه‏.‏

    الباب الأوَّل‏:‏ في الفعل‏.‏

    والثاني‏:‏ في الاسم‏.‏

    والثالث‏:‏ في أحكام تعمهما‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 01, 2024 9:50 pm