ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    عمرو بن عبيد و الخليفة المنصور

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    عمرو بن عبيد و الخليفة المنصور Empty عمرو بن عبيد و الخليفة المنصور

    مُساهمة من طرف أحمد الأربعاء ديسمبر 03, 2008 5:21 am

    ‏ذكر إسحق بن المفضل الهاشمي قال:‏ ‏ إني لعلى باب أمير المؤمنين "أبو جعفر المنصور"، في زحمة من الناس، وإلى جانبي عمارة بن حمزة، إذ طلع علينا عمرو بن عبيد على حمار، فنزل عن حماره، ثم رفع البساط برجله، وجلس دونه، فاستنكر ذلك عمارة، والتفت إليَّ وقال:‏ ‏ لا تزال بصـْرتكم (يريد مدينة البصرة) ترمينا منها بأحمق، فما فصل كلامه من فيه، حتى خرج الربيع "صاحب المنصور" وهو ينادي، أبو عثمان عمرو بن عبيد، فوالله ما دلَّ على نفسه، حتى أرشدناه إليه، فأخذ بيده وقال:‏ ‏ أجب أمير المؤمنين جـُعلت فداك، فمرَّ متوكئاً عليه، فالتفت إليَّ عمارة، فقلت:‏ ‏ إن الرجل الذي استحمقته، قد أدخل وتـُركنا، فقال:‏ ‏ كثيراً ما يكون ذلك، فأطال اللبث، ثم خرج الربيع وهو متوكئ عليه، والربيع يقول:‏ ‏ يا غلام، حمار أبي عثمان عمرو بن عبيد، فما برح حتى أتى بالحمار فأقرَّه على سرجه، وضم إليه نشر ثوبه، واستودعه الله، فأقبل عمارة على الربيع فقال:‏ ‏ لقد فعلتم بهذا الرجل، ما لو فعلتموه بولي عهدكم، لقضيتم ذمامه، قال الربيع فما غاب عنك مما فـُعل به أكثر وأعجب، قال عمارة:‏ ‏ فإن اتسع لك الحديث فحدثنا.‏ ‏ فقال الربيع:‏ ‏ لما دخل عمرو على المنصور، أمر أن تـُفرش له لـُبـُود بقربه، وأجلسه إليه بعدما سلـَّمَ عليه، ثم قال:‏ ‏ يا أبا عثمان عظني بموعظة، فوعظه بمواعظ، منها، اعلم يا أمير المؤمنين، أن هذا الأمر الذي أصبح في يدك "يقصد الخلافة" لو بقي في يد غيرك ممن كان قبلك، لم يصل إليك، فاحذر ليلة تمخض بيوم لا ليلة بعده.‏ ‏ ولما أراد النهوض، قال له المنصور:‏ ‏ قد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم، قال:‏ ‏ لا حاجة لي فيها، قال:‏ ‏ والله تأخذها، قال:‏ ‏ لا والله، لا آخذها، وكان المهدي ولد المنصور حاضراً، فقال:‏ ‏ يحلف أمير المؤمنين وتحلف أنت، فالتفت عمرو إلى المنصور وقال:‏ ‏ من هذا الفتى؟ قال:‏ ‏ هو ولي العهد ابني المهدي، فقال:‏ ‏ أما والله لقد ألبسته لباساً ما هو من لباس الأبرار، وسميته باسم ما استحقه، ثم التفت عمرو إلى المهدي وقال:‏ ‏ نعم يا ابن أخي، إذا حلف أبوك أحنثه عمك، لأن أباك أقوى على الكفارات من عمك، فقال المنصور:‏ ‏ هل من حاجة؟ قال:‏ ‏ لا تبعث إليّ حتى آتيك، قال:‏ ‏ إذن لا تلقاني، قال:‏ ‏ هي حاجتي، ومضى، فأتبعه المنصور طرفه وقال: ‏ كلكــــم يطلـــب صيـــــد كلكــــم يمشــــي رُوَيْـــد غيـــــر عمـــرو بــن عبيـــد !

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 11:20 am