ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    محمد بن مناذر الشاعر

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    محمد بن مناذر الشاعر Empty محمد بن مناذر الشاعر

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء سبتمبر 13, 2016 11:24 am

    محمد بن مناذر الشاعر يكنى أبا ذريح ، وقيل : أبا جعفر ، وقيل : أبا عبد اللَّه! .
    كان مولى سليمان القهرماني ، وكان سليمان مولى عبيد الله بن سَمِعَ !
    وكان شاعرا فصيحا ، ومدح المهدي ، وكان عالما باللغة.
    قال الثوري : سألت أبا عبيدة عن اليوم الثاني من النحر ما كانت العرب تسميه ، فَقَالَ لا أعلم ، فلقيت ابن مناذر فأخبرته ، فَقَالَ : أسقط مثل هذا على أبي عبيدة ، وهي أربعة أيام كلها على حرف الراء : الأول يوم النحر ، والثاني يوم الفر ، والثالث يوم النفر ، والرابع يوم الصدر.
    فلقيت أبا عبيدة فحدثته ، فكتبه عني عن محمد بن مناذر.
    وكان محمد بن مناذر يتعبد ويتنسك ويلازم المسجد ، ثم هوى عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي فتهتك !، وعدل عن التنسك وأظهر الخلاعة ، وكان عبد المجيد من أحسن الناس وجها وأدبا ولباسا ، وكان يحب ابن منادر أيضا ، فتزوج عبد المجيد امرأة ، وأولم عليها شهرا يجتمع عنده أهل البصرة ، فصعد ذات يوم إلى السطح ، فرأى طنبا من أطناب الستارة قد انحل ، فأكب عليه يشده فتردى على رأسه ومات من سقطته ، فما رأيت مصيبة أعظم من مصيبته ، ورثاه ابن مناذر فقال:
    إن عبد المجيد يوم تولى ** هدَّ ركناً ما كان بالمهدودِ
    ما درى نعشُهُ ولا حاملوه**ما على النعش من عفاف وجودِ
    قال يحيى بن مَعِين : كان ابن مناذر صاحب شعر لا صاحب حديث، وكان يتعشق ابن عبد الوهاب، ويقول فيه الشعر، وتشبب بنساء ثقيف فطردوه من البصرة، فخرج إلى مكَّةَ، فكان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى يلسعن الناس، ويصب المداد في المواضع التي يتوضأ الناس منها حتى تسود وجوههم!
    لا يروي عنه رجل فيه خير.
    وقال الجاحظ: كان محمد بن مناذر مولى سليمان القهرمان، وكان سليمان مولى عبيد الله بن أبي بكرة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكرة عبداً لثقيف ثم ادعى عبيد الله بن أبي بكرة أنه ثقفي وادعى سليمان القهرمان أنه تميمي وادعى ابن مناذر أنه صليبة من بني صبير بن يربوع، فابن مناذر مولى مولى مولى وهو دعيّ، مولى دعيّ، وهذا ما لا يجتمع في غيره قط ممن عرفناه وبلغنا خبره!!
    وأضاف الجاحظ : ومحمد بن مناذر شاعر فصيح مقدم في العلم باللغة وإمام فيها وقد أخذ عنه أكابر أهلها، وكان في أول أمره يتأله، ثم عدل عن ذلك، فهجا الناس وتهتك وخلع وقذف أعراض أهل البصرة حتى نفي عنها إلى الحجاز فمات هناك !
    وقال المبرد: كان ابن مناذر مولى صبير بن يربوع، وكان إماماً في علم اللغة وكلام العرب، وكان في أول أمره ناسكاً ملازماً للمسجد، كثير النوافل جميل الأمر إلى أن فتن بعبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي، فتهتك بعد ستره وفتك بعد نسكه، ثم ترامى به الأمر بعد موت عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي إلى أن شتم الأعراض، وأظهر البذاء وقذف المحصنات ووجبت عليه حدودٌ .
    وكان يجالس سفيان بن عيينة عن معاني حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره بها ويقول له: كذا وكذا مأخوذ من كذا فيقول سفيان: كلام العرب بعضه يأخذ برقاب بعض. قال: وأدرك المهدي ومدحه ومات في أيام المأمون.
    اجتمع أبو العتاهية وابن مناذر فاجتمع الناس إليهما وقالوا: هذان شيخا الشعراء فقال له أبو العتاهية: يا أبا عبد الله كيف أنت في الشعر قال: أقول في الليلة إذا سنح القول لي واتسعت القوافي عشرة أبياتٍ إلى خمسة عشر فقال له أبو العتاهية: لكني لو شئت أن أقول في الليلة ألف بيت لقلت فقال ابن مناذر: أجل والله إذا أردت أن أقول مثل قولك:
    ألا يا عتبة الساعه *** أموت الساعة الساعه
    قلت: ولكني لا أعود نفسي مثل هذا الكلام الساقط ولا أسمح لها به فخجل أبو العتاهية وقام يجر رجله.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    محمد بن مناذر الشاعر Empty رد: محمد بن مناذر الشاعر

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء سبتمبر 13, 2016 11:26 am

    محمَّد بن مُناذر مولى بني صبير ابن يربوع،
    يكنَّى أبا جعفر، وأبا عبد الله، وأبا ذريح. أديبٌ شاعر مقدَّمٌ في العلم
    باللُّغة، نشأ في البصرة، وكان أوَّل أمره ناسـكاً، ثمَّ تهتَّكَ، وقذفَ أعراضَ
    أهل البصرة، فأُخْرِجَ منها، فهربَ إلى الحجاز، وبقيَ فيه حتى مات في مكَّة.
    له نوادرُ مع الأدباء والخلفاءِ وعامَّة
    النَّاس. لقيَ أبا نواس، وله معه أخبار، ودخل أبو العتاهية على الرَّشيد يوماً
    فقال: يا أمير المؤمنين، هذا ابن مُناذر شـاعر البصرة يقول قصيدةً في سنة، وأنا
    أقول في سنة مئتي قصيدة، فقال الرَّشيد: أدخله إليّ، فأدخله إليه وقدَّر أنَّه
    يضعه عنده (أي يُنقص من منزلته)، فدخل فسلَّم ودعا، فقال: ما هذا الذي يحكيه عنك
    أبو العتاهية؟ فقال ابن مُناذر: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: زعم أنَّك تقول
    قصيدةً في سنة، وأنَّه يقول كذا وكذا قصيدة في السَّنة، فقال: يا أمير المؤمنين،
    لو كنت أقول كما يقول:
    ألا يا عتبة السَّاعهْ                                أموتُ
    السَّاعةَ السَّاعهْ
    لقلتُ منه كثيراً، ولكنَّي الذي أقول:
    إنَّ عبدَ المجيد يـومَ تولَّى                       هدَّ
    ركنـــاً ما كان بالمهدودِ
    ما درى نعشُه ولا حاملوه                        ما على
    النَّعش من عفافٍ وجودِ
    فقال له الرَّشيد: هاتِها فأنْشِدْنِيها،
    فأنشدَهُ، فقال الرَّشيد: ما كان ينبغي أن تكون هذه القصيدة إلا في خليفةٍ، وأمرَ
    له بعشرة آلاف درهم، فكاد أبو العتاهية يموت غمّاً وأسفاً.
     أكثرُ شعره في الهجاء و السُّخرية، دخل عليه
    محمَّد بن إسحاق البلخيُّ يوماً، فوجد عنده رجلاً ضريراً جالساً عن يمينه، وآخرَ
    بصيراً جالساً عن شماله ساكتاً لا ينطق، فقال له ابن إسحاق: ما خبرك؟ فقال:
    بين أعمى وأخرسٍ، أخرسَ اللَّـ          ـهُ
    لسانَ الأعمى، وأعمى البصيرا
    قال: فوثبا فخرجا من عنده وهما يشتمانه.
    كان مِنْ أحضرِ الناس جواباً. قال له رجل: ما
    شأنك؟ قال:«عظم في أنفي». قال هذا يهزأ به.
    وهو القائل في خالد بن طليق وكان ولي قضاء
    البصرة:
    قُلْ ِلأَمِيــرِ المُؤْمِنِينَ الَّذى              من
    هاشِمٍ في سِرِّهَا واللُّبَابْ
    إِنْ كُنْتَ للسَّخْطَةِ عاقبْتَنَــا              بخالِدٍ
    فَهْوَ أَشَـــدُّ العِقابْ
    كان قُضَاةُ الناسِ فيما مَضَى               من
    رَحْمَةِ اللهِ، وهذا عَذابْ
    يا عَجَبـاً من خالِدٍ كَيْفَ لا                يُخْطِىءُ
    فِينا مَرَّةً بالصَّوَابْ
      مدح الرَّشيدَ فأجازه، ومن شعره فيه قصيدتُه
    التي أوَّلها:
    ما هيج الشوق من مطوقةٍ         أوفت على بانةٍ
    تغنينا
    وكان يعجبُ الرشيدَ منها قولُ ابن مناذر:
    لَمَّا رَأَيْنَا هَارُونَ صار لنا الـ             لَّيْلُ
    نهـاراً بضْوءِ هارُونا
    فلَوْ سَأَلْنا لِحُسْــنِ وَجْهِكَ يا             هارُونُ
    صَوْبَ الغَمَامِ أُسْقِينا
    وقد وهبَ له فيها عشرين ألف درهم، وله شعرٌ في
    مدح البرامكة، فمن بديعِ قولِه فيهم:
    أتانا بنو الأملاك من آل برمكٍ            فيا
    طيب أخبارٍ ويا حسن منظر
    إذا وردوا بطحاء مكة أشرقت             بيحيى
    وبالفضل بن يحيى وجعفر
    فتظلمُ بغدادٌ ويجلو لنـا الدجى            بمكة
    ما حجوا ثلاثــــة أقمر
    فما صلحت إلا لجودٍ أكفهــم            وأرجلهم
    إلا لأعواد منبــــر
    عاقبَهُ الرَّشيدُ على رثائه البرامكةَ بعد
    إيقاعِه بهم، فأمر أن يُلْطَمَ ويُسْحَبَ.
    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    محمد بن مناذر الشاعر Empty رد: محمد بن مناذر الشاعر

    مُساهمة من طرف أحمد الثلاثاء سبتمبر 13, 2016 11:29 am

    دخل أبو العتاهية على الرَّشيد يوما فقال: يا أمير المؤمنين، هذا ابن مُناذر شـاعر البصرة يقول قصيدةً في سنة، وأنا أقول في سنة مائتي قصيدة، فقال الرَّشيد: أدخله إليّ، فأدخله إليه وقدَّر أنَّه يضعه عنده (أي يُنقص من منزلته)، فدخل فسلَّم ودعا، فقال: ما هذا الذي يحكيه عنك أبو العتاهية؟ فقال ابن مُناذر: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: زعم أنَّك تقول قصيدةً في سنة، وأنَّه يقول كذا وكذا قصيدة في السَّنة، فقال: يا أمير المؤمنين، لو كنت أقول كما يقول:
    ألا يا عتبة السَّاعهْ أموتُ السَّاعةَ السَّاعهْ
    لقلتُ منه كثيراً، ولكنَّي الذي أقول:
    إنَّ عبدَ المجيد يـومَ تولَّى هدَّ ركنـــاً ما كان بالمهدودِ
    ما درى نعشُه ولا حاملوه ما على النَّعش من عفافٍ وجودِ
    فقال له الرَّشيد: هاتِها فأنْشِدْنِيها، فأنشدَهُ، فقال الرَّشيد: ما كان ينبغي أن تكون هذه القصيدة إلا في خليفةٍ، وأمرَله بعشرة آلاف درهم، فكاد أبو العتاهية يموت غمّا وأسفا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 11:21 pm