محمد بن مناذر الشاعر يكنى أبا ذريح ، وقيل : أبا جعفر ، وقيل : أبا عبد اللَّه! .
كان مولى سليمان القهرماني ، وكان سليمان مولى عبيد الله بن سَمِعَ !
وكان شاعرا فصيحا ، ومدح المهدي ، وكان عالما باللغة.
قال الثوري : سألت أبا عبيدة عن اليوم الثاني من النحر ما كانت العرب تسميه ، فَقَالَ لا أعلم ، فلقيت ابن مناذر فأخبرته ، فَقَالَ : أسقط مثل هذا على أبي عبيدة ، وهي أربعة أيام كلها على حرف الراء : الأول يوم النحر ، والثاني يوم الفر ، والثالث يوم النفر ، والرابع يوم الصدر.
فلقيت أبا عبيدة فحدثته ، فكتبه عني عن محمد بن مناذر.
وكان محمد بن مناذر يتعبد ويتنسك ويلازم المسجد ، ثم هوى عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي فتهتك !، وعدل عن التنسك وأظهر الخلاعة ، وكان عبد المجيد من أحسن الناس وجها وأدبا ولباسا ، وكان يحب ابن منادر أيضا ، فتزوج عبد المجيد امرأة ، وأولم عليها شهرا يجتمع عنده أهل البصرة ، فصعد ذات يوم إلى السطح ، فرأى طنبا من أطناب الستارة قد انحل ، فأكب عليه يشده فتردى على رأسه ومات من سقطته ، فما رأيت مصيبة أعظم من مصيبته ، ورثاه ابن مناذر فقال:
إن عبد المجيد يوم تولى ** هدَّ ركناً ما كان بالمهدودِ
ما درى نعشُهُ ولا حاملوه**ما على النعش من عفاف وجودِ
قال يحيى بن مَعِين : كان ابن مناذر صاحب شعر لا صاحب حديث، وكان يتعشق ابن عبد الوهاب، ويقول فيه الشعر، وتشبب بنساء ثقيف فطردوه من البصرة، فخرج إلى مكَّةَ، فكان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى يلسعن الناس، ويصب المداد في المواضع التي يتوضأ الناس منها حتى تسود وجوههم!
لا يروي عنه رجل فيه خير.
وقال الجاحظ: كان محمد بن مناذر مولى سليمان القهرمان، وكان سليمان مولى عبيد الله بن أبي بكرة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكرة عبداً لثقيف ثم ادعى عبيد الله بن أبي بكرة أنه ثقفي وادعى سليمان القهرمان أنه تميمي وادعى ابن مناذر أنه صليبة من بني صبير بن يربوع، فابن مناذر مولى مولى مولى وهو دعيّ، مولى دعيّ، وهذا ما لا يجتمع في غيره قط ممن عرفناه وبلغنا خبره!!
وأضاف الجاحظ : ومحمد بن مناذر شاعر فصيح مقدم في العلم باللغة وإمام فيها وقد أخذ عنه أكابر أهلها، وكان في أول أمره يتأله، ثم عدل عن ذلك، فهجا الناس وتهتك وخلع وقذف أعراض أهل البصرة حتى نفي عنها إلى الحجاز فمات هناك !
وقال المبرد: كان ابن مناذر مولى صبير بن يربوع، وكان إماماً في علم اللغة وكلام العرب، وكان في أول أمره ناسكاً ملازماً للمسجد، كثير النوافل جميل الأمر إلى أن فتن بعبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي، فتهتك بعد ستره وفتك بعد نسكه، ثم ترامى به الأمر بعد موت عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي إلى أن شتم الأعراض، وأظهر البذاء وقذف المحصنات ووجبت عليه حدودٌ .
وكان يجالس سفيان بن عيينة عن معاني حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره بها ويقول له: كذا وكذا مأخوذ من كذا فيقول سفيان: كلام العرب بعضه يأخذ برقاب بعض. قال: وأدرك المهدي ومدحه ومات في أيام المأمون.
اجتمع أبو العتاهية وابن مناذر فاجتمع الناس إليهما وقالوا: هذان شيخا الشعراء فقال له أبو العتاهية: يا أبا عبد الله كيف أنت في الشعر قال: أقول في الليلة إذا سنح القول لي واتسعت القوافي عشرة أبياتٍ إلى خمسة عشر فقال له أبو العتاهية: لكني لو شئت أن أقول في الليلة ألف بيت لقلت فقال ابن مناذر: أجل والله إذا أردت أن أقول مثل قولك:
ألا يا عتبة الساعه *** أموت الساعة الساعه
قلت: ولكني لا أعود نفسي مثل هذا الكلام الساقط ولا أسمح لها به فخجل أبو العتاهية وقام يجر رجله.
كان مولى سليمان القهرماني ، وكان سليمان مولى عبيد الله بن سَمِعَ !
وكان شاعرا فصيحا ، ومدح المهدي ، وكان عالما باللغة.
قال الثوري : سألت أبا عبيدة عن اليوم الثاني من النحر ما كانت العرب تسميه ، فَقَالَ لا أعلم ، فلقيت ابن مناذر فأخبرته ، فَقَالَ : أسقط مثل هذا على أبي عبيدة ، وهي أربعة أيام كلها على حرف الراء : الأول يوم النحر ، والثاني يوم الفر ، والثالث يوم النفر ، والرابع يوم الصدر.
فلقيت أبا عبيدة فحدثته ، فكتبه عني عن محمد بن مناذر.
وكان محمد بن مناذر يتعبد ويتنسك ويلازم المسجد ، ثم هوى عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي فتهتك !، وعدل عن التنسك وأظهر الخلاعة ، وكان عبد المجيد من أحسن الناس وجها وأدبا ولباسا ، وكان يحب ابن منادر أيضا ، فتزوج عبد المجيد امرأة ، وأولم عليها شهرا يجتمع عنده أهل البصرة ، فصعد ذات يوم إلى السطح ، فرأى طنبا من أطناب الستارة قد انحل ، فأكب عليه يشده فتردى على رأسه ومات من سقطته ، فما رأيت مصيبة أعظم من مصيبته ، ورثاه ابن مناذر فقال:
إن عبد المجيد يوم تولى ** هدَّ ركناً ما كان بالمهدودِ
ما درى نعشُهُ ولا حاملوه**ما على النعش من عفاف وجودِ
قال يحيى بن مَعِين : كان ابن مناذر صاحب شعر لا صاحب حديث، وكان يتعشق ابن عبد الوهاب، ويقول فيه الشعر، وتشبب بنساء ثقيف فطردوه من البصرة، فخرج إلى مكَّةَ، فكان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى يلسعن الناس، ويصب المداد في المواضع التي يتوضأ الناس منها حتى تسود وجوههم!
لا يروي عنه رجل فيه خير.
وقال الجاحظ: كان محمد بن مناذر مولى سليمان القهرمان، وكان سليمان مولى عبيد الله بن أبي بكرة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكرة عبداً لثقيف ثم ادعى عبيد الله بن أبي بكرة أنه ثقفي وادعى سليمان القهرمان أنه تميمي وادعى ابن مناذر أنه صليبة من بني صبير بن يربوع، فابن مناذر مولى مولى مولى وهو دعيّ، مولى دعيّ، وهذا ما لا يجتمع في غيره قط ممن عرفناه وبلغنا خبره!!
وأضاف الجاحظ : ومحمد بن مناذر شاعر فصيح مقدم في العلم باللغة وإمام فيها وقد أخذ عنه أكابر أهلها، وكان في أول أمره يتأله، ثم عدل عن ذلك، فهجا الناس وتهتك وخلع وقذف أعراض أهل البصرة حتى نفي عنها إلى الحجاز فمات هناك !
وقال المبرد: كان ابن مناذر مولى صبير بن يربوع، وكان إماماً في علم اللغة وكلام العرب، وكان في أول أمره ناسكاً ملازماً للمسجد، كثير النوافل جميل الأمر إلى أن فتن بعبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي، فتهتك بعد ستره وفتك بعد نسكه، ثم ترامى به الأمر بعد موت عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي إلى أن شتم الأعراض، وأظهر البذاء وقذف المحصنات ووجبت عليه حدودٌ .
وكان يجالس سفيان بن عيينة عن معاني حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره بها ويقول له: كذا وكذا مأخوذ من كذا فيقول سفيان: كلام العرب بعضه يأخذ برقاب بعض. قال: وأدرك المهدي ومدحه ومات في أيام المأمون.
اجتمع أبو العتاهية وابن مناذر فاجتمع الناس إليهما وقالوا: هذان شيخا الشعراء فقال له أبو العتاهية: يا أبا عبد الله كيف أنت في الشعر قال: أقول في الليلة إذا سنح القول لي واتسعت القوافي عشرة أبياتٍ إلى خمسة عشر فقال له أبو العتاهية: لكني لو شئت أن أقول في الليلة ألف بيت لقلت فقال ابن مناذر: أجل والله إذا أردت أن أقول مثل قولك:
ألا يا عتبة الساعه *** أموت الساعة الساعه
قلت: ولكني لا أعود نفسي مثل هذا الكلام الساقط ولا أسمح لها به فخجل أبو العتاهية وقام يجر رجله.