ثمار الأوراق



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثمار الأوراق

ثمار الأوراق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثمار الأوراق

منتدى تعليمي يهتم باللغة العربية علومها وآدابها.


    ملامح من تاريخ التعليم الجامعي الاوروبي

    أحمد
    أحمد
    إدارة ثمار الأوراق
    إدارة ثمار الأوراق


    عدد الرسائل : 16791
    الموقع : القاهرة
    نقاط : 39117
    تاريخ التسجيل : 17/09/2008

    ملامح من تاريخ التعليم الجامعي الاوروبي Empty ملامح من تاريخ التعليم الجامعي الاوروبي

    مُساهمة من طرف أحمد الخميس يوليو 01, 2010 11:00 am

    «على أرضية ملاعب ايتون صنع الانتصار في واترلو « هاته القولة المشهورة منسوبة لقائد حلفاء القرن التاسع عشر، العسكري الإنجليزي الدوقWellington الذي قاد جيوش الحلفاء الى الانتصار على الانقلابي نابليون الأول في معركة واترلو يوم 18يونيو1815. أما ايتون فهي المدرسة الشعبية التي أسسها الملك هنري الرابع بانجلترا سنة1440 من أجل استجلاب، سنويا، وإبان نشأتها سبعون من أبناء الفقراء وأبناء الطبقات الشعبية المعدومة لتكوينهم وتعليمهم الى حدود سن الثامنة عشرة.
    لم تكن ايتون هي المؤسسة التربوية الشعبية الأولى بداخل مملكة بريطانيا العظمى لقد سبقتها الى الوجود مؤسسة winshesterالتي قام الأسقف wykehamسنة1394 بإنشائها. بعد ذلك استمرت المؤسسات الخاصة في التوالد، وقد استطاعت أن تكون هي الرافد الوحيد للجامعات الإنجليزية المؤدية الى كمبريدج وأكسفورد والمعروفة تحت اسم قنطرة أكسفورد: أو اوكسبريدجOxbridge.
    الى حدود سنة 1800 اعتبر التعليم الجامعي الإنجليزي الأكثر انغلاقا بداخل التراب الأوروبي، وقد كان يميزه آنذاك ثلاثة أنواع من المؤسسات الجامعية والشبه جامعية:
    1-جامعات أكسفورد وكامبردج
    2-الجامعات المعروفة تحت اسم قنطرة أكسفورد أو قنطرة كمبريدجOxbridge
    3-المؤسسات الشعبية الخاصةpublic schoolsوهي مؤسسات تعليمية للخواص غير مجانية من بين أشهرها مؤسسة ايتون في منطقة البركشاير الإنجليزية ومؤسسةHarrowهارو في منطقة حوض لندن. هاته المؤسسات هي مؤسسات للتعليم الثانوي المؤدي الى الجامعات بنظام داخلي صارم. بالإضافة الى ايتون وهارو هنالك كذلك وستمنستر، ريكبي، وينشتير، شارترهوس وشويرسبوري. ما كان يميز هاته المؤسسات الخاصة لم يكن التمدرس وحده بل بالخصوص استنباط النظام التراتبي الإنجليزي وقبوله كما هو.
    في القرن التاسع عشر اندثرت المجانية بشكل نهائي بداخل هده المؤسسات المصنفة مما سمح للمحافظين الاستفراد بالتعليم الجامعي. في سنة 1906تم إحصاء57٪ من البرلمانيين المحافظين الحاصلين على دبلومات جامعية. خلال المرحلة الملكية الادواردية التي امتدت من سنة1272 الى سنة 1837 والمرحلة الفيكتورية الممتدة من سنة 1837الى سنة1901 تشكلت بداخل بريطانيا عموما نوعين من النخب المثقفة: المثقفون المقربون من العرشgentelmansship، والمثقفون الشموليونall rounder
    عرف منعرج القرن التاسع عشر بأوروبا تحولا من النظرة الطبيعية للنخب المثقفة والحاكمة الى النظرة الثقافية للنخب التي تتحدد بالتكوين وتحصيل العلم. النظرة الطبيعية كانت تعتقد أن النخب يجب أن تتحدد بالوراثة الاجتماعية، بمعنى أن أبناء النبلاء هم من سيشكلون بالضرورة نخبا وهدا مند الولادة. هده النظرة الطبيعية لم تندثر نهائيا أثناء القرن التاسع عشر لقد تعايشت مع النظرة الثقافية التي تحدد النخب وفق المعارف والمكتسبات التي يحصل عليها الفرد.
    أثناء القرن التاسع عشر، باستثناء فرنسا، كل الأنظمة الأخرى كانت ذات أنظمة ملكية؛ وكل بلد كان لديه خصوصيات جمة تميزه على مستوى تحديد معالم الأنظمة التربوية إلا أن ما يجب تذكيره هو أن الجامعات الأوروبية الكبرى تم تأسيسها في القرون الوسطى. نذكر من بينها جامعة أكسفورد، كمبريدج، السربون، بولونيا وسلمنكا. ما يميز هاته الجامعات هي أنها كانت تحتفظ بنوع من الاستقلالية اتجاه السلطة المركزية عن طريق تلقين معارف وسلوك الإنسان النبيلle trivium et le quadrivium؛ بمعنى ما يسمونه بالفنون اللبرالية الثلاثية:النحو، البلاغة والمنطق. والفنون الليبرالية الرباعية: الأرتمتيكا، الهندسة، الفلك والموسيقى.
    الدور المعرفي والتنويري لهاته الجامعات سوف ينحصر مع مطلع القرن التاسع عشر لسببين رئيسين: السبب الأول يتجلى في التحاق أبناء النبلاء الدين دفعت بهم عائلاتهم الى التعليم الديني والكنائسي المحض، وهروبا من هدا التعليم لجئوا الى الجامعات وأثروا فيها سلبا حينما حولوا التعليم وتلقين المعارف الى شكل من أشكال المجاملات الاجتماعية؛ والسبب الثاني يتجلى في النقاشات الفجة والعقيمة التي أصبح أبناء الطبقات الوسطى والفقيرة يتناولونها، هده الفئة الثانية كان يتم نعتها قدحيا بـles scholars. تحت تأثير هدا التوجه السلبي الجديد، ومقارنة مع ما كان يدور بداخل الجامعات من نقاش علمي وفكري عميق أثناء القرون السالفة خصوصا القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر، عصر الأفكار الكلاسيكية والأفكار التنويرية أصبح مجموعة من المفكرين يوجهون كل انتقاداتهم الى الجامعات، لهاته الأسباب بدأت هاته الأخيرة في الانقراض، ما بين سنة1818-1792انقرض نصف الجامعات بأوروبا. الفيلسوف الألماني لايبنيزLeibnizعمل كل جهده لكي يعطي للجامعات نفسا جديدا وقد تحقق له ذلك بإنشاء أكاديمية العلوم. مند دلك التاريخ ابتدأ النقاش الحقيقي بداخل أوروبا حول الإصلاح البيداغوجي للجامعات. في بروسيا ستتبلور الطروحات البداغوجية لكانت وهيجل وفي انجلترا نيومان جون هنريNewman, John Henry متزعم حركة أكسفورد والدي سيجد نفسه في مواجهة سياسية فكرية ودينية مع ما يسمى بالأشتراكيين المسيحيين بزعامة شارل كينكسليCharles Kingsley أما في فرنسا فالإصلاح البداغوجي سيتجلى في الإصلاحات المؤسساتية التي كانت قد انطلقت مع لويس الرابع عشر.
    ما ميز ولا زال يميز إصلاحات الفرنسيين هي انفرادها بخلق مؤسسات تحمل اسم المدارس الكبرى. أغلب هده المدارس أحدث قبل سنة1815. المدرسة المعدنية أو مدرسة بناء القناطر والطرقات أحدثت في عهد لويس الرابع عشر، أما باقي المدارس فإنها تعود إما الى المرحلة الثورية أو الى المرحلة الانقلابية لنابليون كالمدرسة التقنية المتعددة التخصصات Ecole1794 polytechnique، المدرسة العسكرية لسان سير1802 أو المدرسة العليا الطبيعية لتكوين الأساتذة1794--.
    ولوج كل هاته المدارس، ورغم أن الحقبة ليست إلا حقبة القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، فقد كانت تتم عن طريق المباريات لاختيار الفضلاء والأكفاء. فكرة الاستحقاق لولوج المؤسسات التكوينية العليا والمناصب الوظيفية العليا رغم أنها تعود إلى أفكار وقيم الثورة الفرنسية إلا أنه لم يتم تعميمها إلا لاحقا:
    مباراة ولوج مفتشية المالية تم تثبيتها سنة1842
    مباراة ولوج محكمة الحسابات سنة1856
    مباراة ولوج الشؤون الخارجية سنة1880
    أما في المغرب أثناء تلك الحقبة فلكم أن تتصوروا كما تشاءون مادا كان يحدث آنذاك في الحصول على المناصب العليا بالخصوص. بعض الأسماء العائلية لا زالت شاهدة على القدرة في الجمع بين الشجرة العائلية والعلم، وبدون شواهد علمية ومباريات.
    في رحاب جامعات الألفية الثالثة
    دور الجامعات في أوروبا المعرفية تم تحديده في منشور صدر عن الإتحاد الأوروبي يوم5فبراير2003 تحت رقمcom(2003)58وهو منشور غير مسجل بالجريدة الرسمية الأوروبية. يؤكد هدا المنشور أنه لكي تستطيع الجامعات المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي القيام بدور حاسم في النهوض باقتصاد المعرفة الأكثر تنافسية والأكثر حيوية، من المفروض التمهيد لحوار حول دور الجامعات في تحقيق اقتصاديات ومجتمعات مبنية على أسس المعرفة، هدا الدور هو نفس الدور الذي ألح عليه المجلس الأوروبي المنعقد في لشبونة في نفس السنة.
    يؤكد هدا المنشور التحسيسي أن ولادة ونمو اقتصاد ومجتمع المعرفة قمين بتوفر أربعة عناصر مترابطة:
    1. إنتاج معارف جديدة
    2. تلقين هاته المعارف عن طريق التربية والتكوين
    3. نشر هاته المعارف عن طريق تكنولوجيا الإعلام والتواصل
    4. استعمال هاته المعارف عبر طرق صناعية أو عبر خدمات جديدة
    تتواجد على تراب دول الاتحاد الأوروبي3300جامعة ومؤسسة مختصة في التعليم العالي، أما العدد الإجمالي بأوروبا بأكملها فهو 4000جامعة ومؤسسة جامعية. استقبلت مؤسسات وجامعات الاتحاد الأوروبي سنة 2000اثني عشر ونصف مليون طالب، عشر سنوات فقط قبل هدا التاريخ، لم يكن عدد الطلبة يتجاوز بنفس الدول تسعة مليون طالب.
    الجامعات الأوروبية مقارنة مع الجامعات الأمريكية ليست هي الأخرى على ما يرام. الجامعات الأوروبية تحتضن فقط34٪من الباحثين الأوروبيين مع اختلاف واضح من بلد أوروبي الى آخر26 -٪بالنسبة لألمانيا، 55٪ بالنسبة لأسبانيا وأكثر من 70٪بالنسبة لليونان-
    بالإضافة الى هدا، فرغم أن جامعات الاتحاد الأوروبي تنتج سنويا عددا من الدبلومات العلمية أكثر بقليل من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها لا تنتج إلا عددا اقل من الباحثين في العلوم التكنولوجية. تعود أسباب هدا التدني في إنتاج عدد الباحثين الى عدد مناصب الشغل المخصصة لهؤلاء، خصوصا بالقطاع الخاص. 50 ٪فقط من الباحثين الأوروبيين يشتغلون بالمقاولات الخاصة مقابل 83٪بالنسبة للأمريكيين و 66 ٪ بالنسبة لليابانيين. رغم كل هاته المؤشرات المتدنية فالجامعات الأوروبية هي مسئولة على 80٪من البحث العلمي الأساسي. الإصلاحات الجامعية الأوروبية ابتدأت مع سنة 1981تمهيدا للتأقلم مع متغيرات زمن العولمة من جهة ومع متغيرات تحقيق المؤسسات والتشريعات الأوروبية من جهة ثانية.


    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=199738

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:06 pm